ريال سوسيداد يصنع «قصة النجاح» في «جبل زوبيتا»!
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
مراد المصري (سان سيباستيان)
تقول نظرية «قمة جبل الجليد»، إن الناس يشاهدون ما يظهر أمامهم مباشرة، من دون أن يدركوا التفاصيل المخبأة في قاعدة الجبل تحت المياه، ومقدار ضخامته، وكونها السبب في صعود القمة عالياً، وهذا حال ريال سوسيداد الإسباني، الذي يكتب حكاية نجاح رائعة هذا الموسم الذي تأهل فيه متصدراً لترتيب مجموعته في دوري أبطال أوروبا، ولكن «الاتحاد» ذهبت إلى مدينة سان سيباستيان الواقعة في شمال إسبانيا، لنتعرف على أصل الحكاية والتفاصيل المثيرة خلف الكواليس.
يمكن إعادة الفضل في تحول ريال سوسيداد، إلى أحد أبرز الفرق الإسبانية والأوروبية في الوقت الحالي، إلى «أكاديمية زوبيتا» الخاصة به، التي تقع على «تلة» جبل، تتطلب منهم الحفر في ذلك الجبل، كلما أرادوا بناء ملعب جديد، إلا أن الاستثمار يؤتي ثماره في الوقت الحالي.
والتقينا مع لوكي أوريارتي، مدير قطاع الواعدين في ريال سوسيداد، الذي اصطحبنا في زيارة لتفقد منشآت الأكاديمية، وقال «نقوم باستثمار 30 مليون يورو لتطوير منشآت الأكاديمية، حيث نملك حالياً 7 ملاعب، منها 5 ذات عشب طبيعي، ويوشك المبنى الجديد للفريق الأول على الانتهاء من الإنشاء، كما أقمنا مقراً للفريق الرديف، وأماكن استراحة وتدريس لاعبي فرق الفئات السنية، إلى جانب موقع عمل يتيح وجود 75 موظفاً في وقت واحد العمل فيه، خصوصاً من المتخصصين في الجانب الفني، من المدربين وخبراء تحليل الأداء».
وأضاف «يوجد 50 شخصاً لسبعة فرق من الفئات السنية لدينا، حيث نخصص 10 أشخاص لكل فريق، منهم يعمل مع أكثر من فريق، في تخصصات المدرب، مساعد المدرب، محلل الأداء، المعالج الطبي، الطبيب النفسي، مسؤول تطوير الأداء الفردي، المنسق العام وغيرها، ونسعى لبلوغ «هدف رئيسي»، وهو أن يشكل أبناء الأكاديمية 60% من إجمالي لاعبي الفريق الأول».
وبحسب إحصائية دراسة أصدرها المركز الدولي للدراسات الرياضية، فإن ريال سوسيداد، جاء ضمن أعلى الأندية في العالم استفادة من بيع لاعبين ترعرعوا في أكاديميته «قضوا 3 سنوات على الأقل»، والثاني على صعيد إسبانيا، بمجموع مبيعات يبلغ 218 مليون يورو، خلال العقد الأخير منذ عام 2014.
وقال أوريارتي «عندما أطلقنا أول فريق فئات سنية عام 1952، نزل رئيس النادي وقتها، وطلب من المدربين أن يركزوا على صناعة الإنسان، قبل إعداد الرياضي، وهو الهدف الذي نسعى له هنا، من خلال الاهتمام بالتحصيل الأكاديمي الرعاية النفسية للاعبين، كما لا نقوم بإبقائهم هنا، ونفضل دائماً أن يعودوا للعيش رفقة عائلاتهم، كما نقلص الوقت الذي يقضيه لاعبو الفريق الأول في الرحلات الخارجية لخوض المباريات قدر المستطاع».
استمرت رحلتنا صوب ملعب «ريالي أرينا»، الذي أعاد ريال سوسيداد افتتاحه في عام 2019، بعد أعمال تطوير، جعلته من أحدث الملاعب في العالم، وهو المرشح لاستضافة عدد من المباريات في نهائيات كأس العالم 2030، وتزيد طاقته الاستيعابية على 40 ألف متفرج.
بيتشو: توشاك السبب وراء سر «الرقم 599»
يتميز الملعب بالاحتفاء بأصحاب الإنجازات، حيث أنشأ موقعاً خاصاً لأربعة لاعبين فقط تجاوزوا حاجز 500 مباراة مع الفريق على مدار تاريخه، وأحدهم ألبرت جوريز المعروف بلقب «بيتشو»، والذي خاض 599 مباراة.
وعند سؤاله أين ذهبت المباراة التي كانت كفيلة بوصوله إلى الرقم 600 ؟، قال «جون توشاك مدرب الفريق في موسمي الأخير عام 1989، السبب وراء ذلك، أتذكر أنه جعلني أقوم بعمليات الإحماء في مباراتنا أمام برشلونة في «كامب نو»، وبقيت استعد من دون أن يدفع بي ولو لدقيقة، وقتها عانينا مشكلة في العلاقة، ولكن أصبحنا أصدقاء بعد ذلك».
وأكد بيتشو أن مواجهة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، بحاجة لمواصلة الروح والإصرار التي ظهر عليها ريال سوسيداد، وقال «لا يوجد مستحيل، والفريق لديه تاريخ في المسابقة، فقد بلغ نصف النهائي سابقاً، كنت موجوداً وقتها، وأتذكر أن الخسارة جاءت بصعوبة أمام هامبورج الألماني بجيله القوي وقتها، والذي حقق اللقب في نهاية المطاف، وكانت المشاركة في دوري الأبطال ليست سهلة، لأن بطل الدوري فقط من يشارك».
وقال «انضممت إلى المنتخب الإسباني في سن كبير، حيث كنت 32 عاماً، ورغم ذلك شاركت في كأس العالم 1990، وسجلت هدفاً في شباك بلجيكا، لذلك يجب أن يتمسك اللاعب دائماً بفرصته حتى النهاية في مسيرته».
ويرى بيتشو أن ريال سوسيداد لديه ميزة خاصة، تتمثل في روح مدينة سان سيباستيان، الواقعة على البحر مباشرة، حيث تلهم النادي دائماً على مواجهة التحديات، وقال «الفريق عاد بصورة جيدة إلى المنافسة، وهناك تطور على الصعد كافة، وهذا انعكاس للعلاقة القوية بين جميع العاملين، وأعضاء النادي وحاملي التذاكر الموسمية، والكل يلتف حول الفريق مهما كانت الظروف، ونريد أن نقدم مثالاً متميزاً للعالم بأكمله».
تاريخ من الألقاب
يعد ريال سوسيداد أحد أبرز الفرق الإسبانية، خصوصاً في ثمانينيات القرن الماضي، عندما حصد لقب «الليجا» لموسمين متتاليين عامي1981 و1982، وبلغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بمسماه القديم، قبل الخروج بصعوبة أمام هامبورج الألماني عام 1983، وحقق لقب كأس الملك 1987، وبعد ربع عقد عاد الفريق مرة أخرى إلى منصة التتويج بالفوز بلقب كأس الملك «نسخة 2020»، وبعدها انطلق بقوة من دون توقف.
وتنتظر الفريق مهمة صعبة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا، وتأهل إلى دور ال 16 متصدراً لمجموعة ضمت معه الإنتر الإيطالي.
ولعل أشهر اللاعبين الذين دافعوا عن ألوان الفريق هو تشابي ألونسو، الذي عمل مدرباً لفريق الرديف أيضاً، قبل أن يواصل مسيرته مع باير ليفركوزن الألماني حالياً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإسباني ريال سوسيداد دوري أبطال أوروبا باريس سان جيرمان دوری أبطال أوروبا ریال سوسیداد
إقرأ أيضاً:
«سباق زايد الخيري» يرسم «لوحة النجاح» بمشاركة 12 ألف متسابق
أبوظبي (الاتحاد)
برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أقيم سباق زايد الخيري بأبوظبي في نسخته الـ 23، الذي انطلق من فندق «إرث أبوظبي»، بمشاركة ما يقرب من 12 ألف متسابق ومتسابقة من مختلف الفئات العمرية من المواطنين والمقيمين، وبلغ إجمالي جوائزه 1.5 مليون درهم.
وحضر الشيخ ياس بن حمدان بن زايد آل نهيان جانباً من الحدث، وأطلق شارة البداية لسباق 10 كيلومترات لفئة أصحاب الهمم، بحضور الفريق الركن (م) محمد هلال الكعبي، رئيس اللجنة المنظمة العليا، وسط أجواء حماسية من المشاركين.
وتم تخصيص عائدات السباق هذا العام لدعم الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد، بما يتماشى مع أهدافه الخيرية والإنسانية.
أخبار ذات صلة برعاية حمدان بن زايد.. سباق زايد الخيري 2024 ينطلق غداً من أبوظبي عائدات سباق زايد الخيري لدعم الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد
وتصدر عايض الأحبابي فئة أصحاب الهمم للدراجات اليدوية لمسافة 10 كلم، محققاً 21 دقيقة و34 ثانية، وجاء ثانياً سعيد الظاهري، محققاً 21 دقيقة و35 ثانية، وثالثاً ذيبان المهيري محققاً 21 دقيقة و59 ثانية.
وأحرز جيميتشو ديريبا لقب سباق 10 كلم، لفئة المحترفين، محققاً 29 دقيقة، و19 ثانية، وجاء ثانياً بيريهانو وينديمو تسيجو، محققاً 29 دقيقة و21 ثانية، وثالثاً تشالا تيكو، محققاً 29 دقيقة و23 ثانية.
وفاز عبدالله البلوشي بلقب سباق 10 كلم لدراجات أصحاب الهمم، محققاً 17 دقيقة و36 ثانية، وجاء ثانياً أحمد البدواوي، محققاً 17 دقيقة و39 ثانية، كما فاز بدر الحوسني بالمركز الأول في فئة أصحاب الهمم للكراسي المتحركة لمسافة 10 كلم، محققاً 25 دقيقة و13 ثانية، وجاء ثانياً محمد عثمان، محققاً 25 دقيقة و59 ثانية، وثالثاً محمد فهداني، محققاً 30 دقيقة و8 ثوانٍ.
وشهد سباق 5 كلم لفئة المحترفين، فوز إسماعيل الخرشي بالمركز الأول، محققاً 10 دقائق و7 ثوانٍ، وكان المركز الثاني من نصيب شالا جوديتا بزمن قدره 14 دقيقة و8 ثوانٍ، وذهب المركز الثالث إلى فييسا ديجين بزمن قدره 14 دقيقة و14 ثانية.
وحصد رشيد اليزوي المركز الأول في فئة «الأولمبياد الخاص» لمسافة 3 كلم، محققاً 12 دقيقة و21 ثانية، وجاء ثانياً خلفان صلاح، محققاً 13 دقيقة و40 ثانية، وثالثاً عادل الوادي، محققاً 14 دقيقة و40 ثانية.
وشهد السباق مشاركة واسعة من المواطنين والمقيمين، إذ انضم نحو 4000 متسابق إماراتي إلى مشاركين من دول عدة، من بينها الهند، الفلبين، ومصر، كما شارك أكثر من 2.000 طفل من نحو 115 مدرسة، وبلغ أكبر المشاركين عمراً 77 عاماً. وبلغت نسبة الذكور المشاركين في السباق وفقاً للجنة الإحصاء في الماراثون 62%، مقابل 38% للإناث. أما بالنسبة لأكثر الجنسيات مشاركة في الحدث فهي الإمارات بنسبة 38%، ثم الهند بنسبة 14%، والفلبين بنسبة 7%، ثم جمهورية مصر العربية بنسبة 4%، وباكستان بنسبة 3%، ثم المملكة المتحدة بنسبة 2%، وباقي الجنسيات من مختلف دول العالم بنسبة 32% .
وقال الفريق الركن (م) محمد هلال الكعبي، رئيس اللجنة المنظمة العليا للسباق: «بداية نتوجه بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة راعي الحدث، كما نشكر الشيخ ياس بن حمدان بن زايد على حضوره وتشريفه لنا، وسباق زايد الخيري يعد تجسيداً حقيقياً للقيم التي زرعها في نفوسنا والدنا المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من عطاء وإنسانية، وهذا العام كان مميزاً بكل المقاييس، حيث شهدنا احتفالية رائعة من كافة شرائح المجتمع، بعدد غير مسبوق من المتسابقين الإماراتيين، الذين اجتمعوا معاً من أجل هدف نبيل يمس قلوب الجميع».
وأضاف: «شاهدنا مختلف الفئات العمرية والقدرات تتوحد في هذه المناسبة، بهدف إحداث فارق حقيقي في حياة الآخرين، وسباق زايد الخيري يواصل تعزيز قيم الوحدة والتكافل، ويظل واحداً من أبرز الفعاليات في أجندة أبوظبي والإمارات».
واختتم حديثه قائلاً: «جمع التبرعات لصالح الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد يعكس الإرث الكبير لهذا السباق، ليس فقط في تأثيره الإيجابي على حياة من يستفيدون من الدعم، ولكن أيضاً في الرسالة القوية التي يرسلها حول ما يمكننا تحقيقه عندما نكون متحدين، ونجاح هذا العام يبرز لماذا يظل سباق زايد الخيري رمزاً للأمل والعطاء. ونحن فخورون بأن نكون جزءاً من هذه الرحلة والمبادرة الإنسانية المميزة».
ومن جانبه، قال عارف العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي: «سباق زايد الخيري في أبوظبي كان هو البداية لسلسلة من النجاحات لهذا الحدث الرياضي الإنساني الكبير، داخل الإمارات وخارجها، على طريق الخير ومساعدة المرضى والإسهام في تخفيف الآلام والمعاناة».
وأضاف: «تبذل دولة الإمارات وفق توجيهات القيادة الرشيدة، كل جهودها في سبيل العمل الخيري والإنساني، ومن خلال الأحداث الرياضية يمكن تحقيق العديد من هذه الأهداف، ويظل سباق زايد الخيري في مقدمة هذه الأحداث الخيرية والإنسانية التي تحظى بالاهتمام والتقدير من جانب المواطنين، والمقيمين على أرض الإمارات».
وأثنت الدكتورة فاطمة الكعبي، عضو مجلس إدارة الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد، على دور المنظمين للحدث، وقالت: «أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمنظمي سباق زايد الخيري على دعمهم الكبير للجمعية الوطنية للتصلب المتعدد، واختيارهم الجمعية هذا العام لتكون المستفيد من عائدات السباق، وهو ما يعكس التزامهم بتعزيز الجهود الإنسانية ومساندة مجتمع التصلب المتعدد في دولة الإمارات، كما أوجه شكري لهيئة المساهمات المجتمعية «معاً» على دعمهم المستمر للجمعية، بما يعزز من قدرتنا على تحقيق أهدافنا، وأشيد بروح المشاركين في السباق، الذين ساهموا بحماسهم وإصرارهم في تحقيق أهداف السباق النبيلة والملهمة لنا جميعاً».