مراد المصري (سان سيباستيان)


تقول نظرية «قمة جبل الجليد»، إن الناس يشاهدون ما يظهر أمامهم مباشرة، من دون أن يدركوا التفاصيل المخبأة في قاعدة الجبل تحت المياه، ومقدار ضخامته، وكونها السبب في صعود القمة عالياً، وهذا حال ريال سوسيداد الإسباني، الذي يكتب حكاية نجاح رائعة هذا الموسم الذي تأهل فيه متصدراً لترتيب مجموعته في دوري أبطال أوروبا، ولكن «الاتحاد» ذهبت إلى مدينة سان سيباستيان الواقعة في شمال إسبانيا، لنتعرف على أصل الحكاية والتفاصيل المثيرة خلف الكواليس.


يمكن إعادة الفضل في تحول ريال سوسيداد، إلى أحد أبرز الفرق الإسبانية والأوروبية في الوقت الحالي، إلى «أكاديمية زوبيتا» الخاصة به، التي تقع على «تلة» جبل، تتطلب منهم الحفر في ذلك الجبل، كلما أرادوا بناء ملعب جديد، إلا أن الاستثمار يؤتي ثماره في الوقت الحالي.
والتقينا مع لوكي أوريارتي، مدير قطاع الواعدين في ريال سوسيداد، الذي اصطحبنا في زيارة لتفقد منشآت الأكاديمية، وقال «نقوم باستثمار 30 مليون يورو لتطوير منشآت الأكاديمية، حيث نملك حالياً 7 ملاعب، منها 5 ذات عشب طبيعي، ويوشك المبنى الجديد للفريق الأول على الانتهاء من الإنشاء، كما أقمنا مقراً للفريق الرديف، وأماكن استراحة وتدريس لاعبي فرق الفئات السنية، إلى جانب موقع عمل يتيح وجود 75 موظفاً في وقت واحد العمل فيه، خصوصاً من المتخصصين في الجانب الفني، من المدربين وخبراء تحليل الأداء».
وأضاف «يوجد 50 شخصاً لسبعة فرق من الفئات السنية لدينا، حيث نخصص 10 أشخاص لكل فريق، منهم يعمل مع أكثر من فريق، في تخصصات المدرب، مساعد المدرب، محلل الأداء، المعالج الطبي، الطبيب النفسي، مسؤول تطوير الأداء الفردي، المنسق العام وغيرها، ونسعى لبلوغ «هدف رئيسي»، وهو أن يشكل أبناء الأكاديمية 60% من إجمالي لاعبي الفريق الأول».
وبحسب إحصائية دراسة أصدرها المركز الدولي للدراسات الرياضية، فإن ريال سوسيداد، جاء ضمن أعلى الأندية في العالم استفادة من بيع لاعبين ترعرعوا في أكاديميته «قضوا 3 سنوات على الأقل»، والثاني على صعيد إسبانيا، بمجموع مبيعات يبلغ 218 مليون يورو، خلال العقد الأخير منذ عام 2014.
وقال أوريارتي «عندما أطلقنا أول فريق فئات سنية عام 1952، نزل رئيس النادي وقتها، وطلب من المدربين أن يركزوا على صناعة الإنسان، قبل إعداد الرياضي، وهو الهدف الذي نسعى له هنا، من خلال الاهتمام بالتحصيل الأكاديمي الرعاية النفسية للاعبين، كما لا نقوم بإبقائهم هنا، ونفضل دائماً أن يعودوا للعيش رفقة عائلاتهم، كما نقلص الوقت الذي يقضيه لاعبو الفريق الأول في الرحلات الخارجية لخوض المباريات قدر المستطاع».
استمرت رحلتنا صوب ملعب «ريالي أرينا»، الذي أعاد ريال سوسيداد افتتاحه في عام 2019، بعد أعمال تطوير، جعلته من أحدث الملاعب في العالم، وهو المرشح لاستضافة عدد من المباريات في نهائيات كأس العالم 2030، وتزيد طاقته الاستيعابية على 40 ألف متفرج.

 

 


بيتشو: توشاك السبب وراء سر «الرقم 599»

أخبار ذات صلة مبابي يتفاخر بـ «الأهداف الكثيرة»! مرسيليا وستراسبورج.. «ملوك التعادل»!

يتميز الملعب بالاحتفاء بأصحاب الإنجازات، حيث أنشأ موقعاً خاصاً لأربعة لاعبين فقط تجاوزوا حاجز 500 مباراة مع الفريق على مدار تاريخه، وأحدهم ألبرت جوريز المعروف بلقب «بيتشو»، والذي خاض 599 مباراة.
وعند سؤاله أين ذهبت المباراة التي كانت كفيلة بوصوله إلى الرقم 600 ؟، قال «جون توشاك مدرب الفريق في موسمي الأخير عام 1989، السبب وراء ذلك، أتذكر أنه جعلني أقوم بعمليات الإحماء في مباراتنا أمام برشلونة في «كامب نو»، وبقيت استعد من دون أن يدفع بي ولو لدقيقة، وقتها عانينا مشكلة في العلاقة، ولكن أصبحنا أصدقاء بعد ذلك».
وأكد بيتشو أن مواجهة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، بحاجة لمواصلة الروح والإصرار التي ظهر عليها ريال سوسيداد، وقال «لا يوجد مستحيل، والفريق لديه تاريخ في المسابقة، فقد بلغ نصف النهائي سابقاً، كنت موجوداً وقتها، وأتذكر أن الخسارة جاءت بصعوبة أمام هامبورج الألماني بجيله القوي وقتها، والذي حقق اللقب في نهاية المطاف، وكانت المشاركة في دوري الأبطال ليست سهلة، لأن بطل الدوري فقط من يشارك».
وقال «انضممت إلى المنتخب الإسباني في سن كبير، حيث كنت 32 عاماً، ورغم ذلك شاركت في كأس العالم 1990، وسجلت هدفاً في شباك بلجيكا، لذلك يجب أن يتمسك اللاعب دائماً بفرصته حتى النهاية في مسيرته».
ويرى بيتشو أن ريال سوسيداد لديه ميزة خاصة، تتمثل في روح مدينة سان سيباستيان، الواقعة على البحر مباشرة، حيث تلهم النادي دائماً على مواجهة التحديات، وقال «الفريق عاد بصورة جيدة إلى المنافسة، وهناك تطور على الصعد كافة، وهذا انعكاس للعلاقة القوية بين جميع العاملين، وأعضاء النادي وحاملي التذاكر الموسمية، والكل يلتف حول الفريق مهما كانت الظروف، ونريد أن نقدم مثالاً متميزاً للعالم بأكمله».


تاريخ من الألقاب

يعد ريال سوسيداد أحد أبرز الفرق الإسبانية، خصوصاً في ثمانينيات القرن الماضي، عندما حصد لقب «الليجا» لموسمين متتاليين عامي1981 و1982، وبلغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بمسماه القديم، قبل الخروج بصعوبة أمام هامبورج الألماني عام 1983، وحقق لقب كأس الملك 1987، وبعد ربع عقد عاد الفريق مرة أخرى إلى منصة التتويج بالفوز بلقب كأس الملك «نسخة 2020»، وبعدها انطلق بقوة من دون توقف.
وتنتظر الفريق مهمة صعبة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا، وتأهل إلى دور ال 16 متصدراً لمجموعة ضمت معه الإنتر الإيطالي.
ولعل أشهر اللاعبين الذين دافعوا عن ألوان الفريق هو تشابي ألونسو، الذي عمل مدرباً لفريق الرديف أيضاً، قبل أن يواصل مسيرته مع باير ليفركوزن الألماني حالياً.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الدوري الإسباني ريال سوسيداد دوري أبطال أوروبا باريس سان جيرمان دوری أبطال أوروبا ریال سوسیداد

إقرأ أيضاً:

بنك مصر يتصدر المشهد الرمضاني بإعلان تخطى أكثر من 440 مليون مشاهدة على جميع المنصات

تصدّر إعلان بنك مصر قائمة الأكثر مشاهدة على يوتيوب عالمياً لمدة يومين متتاليين، كما احتل مراكز متقدمة على أنغامي، حيث جاء في المركز الأول على أنغامي والأول على أنغامي عربي والأول في مصر والأكثر إعجاباً عربياً.

ويُعرف يوتيوب بسياساته الصارمة في احتساب المشاهدات، مما يؤكد أن هذا النجاح الكبير جاء نتيجة تفاعل حقيقي من الجمهور، ليعكس تأثير الإعلان وانتشاره الواسع.

ونجح بنك مصر في تحقيق إنجاز جديد خلال الموسم الرمضاني لعام 2025، حيث حصد إعلانه الرمضاني أكثر من 300 ألف إعجاب خلال 24 ساعة، متجاوزًا حاجز المليون إعجاب في أيام قليلة، ليتصدر قوائم الترند على يوتيوب، أنغامي، وتويتر.

الإعلان، الذي يشارك فيه الفنان تامر عاشور ونوران ابو طالب، لم يكن مجرد حملة ترويجية، بل كان رسالة ملهمة تجسد روح الإصرار، العزيمة، والتحدي التي تميز الشخصية المصرية. وكعادته، استطاع بنك مصر أن يلمس مشاعر الجمهور ويبعث الأمل في قدرة الأفراد على تحقيق النجاح رغم التحديات.

يجيد بنك مصر ببراعة إبراز القيم الإنسانية في محتواه الهادف، حيث يحرص سنويًا على تسليط الضوء على قضايا مجتمعية حيوية. وشهد الإعلان هذا العام تمثيلًا قويًا لمبادئ الشمول والتقدير لمختلف الفئات المجتمعية، من خلال تسليط الضوء على ذوي الهمم، حيث ظهر أبطال البارالمبيكس، إلى جانب إبراز خدمات البنك المصممة لدعم أصحاب الصعوبات البصرية والتخاطب بلغة الإشارة، تحت شعار “مذهل، مدهش”.

كما ركّز الإعلان على مكانة المعلم كرمز أساسي في تشكيل وعي الأجيال، مع الاحتفاء بدوره إلى جانب تكريم العمالة المدرسية لدورها الجوهري في دعم العملية التعليمية، وأوضح البنك رعايته لسته مدارس تطبيقيه. ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد حرص الإعلان على إبراز أهمية الرفق بالحيوان، مما لاقى إشادة واسعة من محبي ومقتني الحيوانات.

استعرض الإعلان مساهمات بنك مصر في دعم المجالات الرياضية والفنية، حيث يعد البنك راعيًا لكل من المنتخب المصري، الاتحاد المصري للتنس، اللجنة البارالمبية، ودار الأوبرا المصرية، في إطار التزامه بدعم الفنون والرياضة كركائز أساسية للنهوض بالمجتمع.

وقد حظي الإعلان بتقدير رسمي، حيث تلقى بنك مصر خطاب شكر من المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة التابع لمجلس الوزراء، تقديرًا لدوره في التوعية وتعزيز التعايش ودمج ذوي الهمم في المجتمع، مما يعكس مدى استفادة المجتمع من دعم الفرص المتكافئة.

وفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن شركة AIM Technologies، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل الأسواق في الشرق الأوسط، جاء إعلان بنك مصر في صدارة قائمة الإعلانات الأكثر ترقبًا في رمضان 2025، حيث حصل على نسبة 61% ضمن تقرير AIM Ramadan Media Tracker.

بهذا النجاح، يواصل بنك مصر تعزيز مكانته كأحد أكثر العلامات التجارية تأثيرًا في مصر، حيث أصبح إعلانه الرمضاني حدثًا سنويًا مرتقبًا يجسد التزامه المستمر بدعم القيم الإنسانية والمجتمعية.

مقالات مشابهة

  • مارتشينياك حكما لموقعة ريال مدريد وأتلتيكو في دوري أبطال أوروبا
  • مباريات مثيرة في إياب دور الـ16 ببطولة دوري أبطال أوروبا
  • السيدة انتصار السيسي تشهد احتفالية يوم المرأة المصرية «فيديو»
  • طارق النهري: أنا أبو البنات في "شباب امرأة".. و"المداح" حكاية روحانية رائعة
  • أمير غالب: أنتقل لمحطة أخرى في رحلة الكفاح بعد 3 سنوات من النجاح في عمدة هامتراميك
  • لم يذق الفريق طعم الفوز في الكلاسيكو منذ تأسيسه.. سيدات ريال مدريد يتكبدن خسارة جديدة أمام برشلونة
  • عربي عراقي يصنع الفارق بتقديم محتوى كوردي
  • بعد مشاركته بديلًا.. تريزيجيه يصنع ويسجل هدفين لـ الريان ضد الخور.. فيديو
  • بنك مصر يتصدر المشهد الرمضاني بإعلان تخطى أكثر من 440 مليون مشاهدة على جميع المنصات
  • توقف مباراة ريال سوسيداد ومانشستر يونايتد لإفطار اللاعبين المسلمين