دشنت قيادة المنطقة العسكرية الثالثة بمحافظة مأرب، اليوم السبت، العام التدريبي والقتالي والإعداد المعنوي للعام 2024م، بحضور رئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة، الفريق ركن دكتور صغير حمود بن عزيز.

وفي كلمة ألقاها خلال التدشين، نقل رئيس هيئة الأركان العامة، إلى ضباط وصف ضباط وجنود المنطقة العسكرية الثالثة، تحيات القيادة السياسية والعسكرية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، وكافة أعضاء المجلس، ووزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، مُهنّئاً الجميع، بحلول العام الجديد.

. شاكراً جهودهم في تنفيذ برنامج العام الماضي بصورة مثالية ومتفانية.

وقال إن المنطقة العسكرية الثالثة تستحق من الجميع الشكر والتقدير والثناء على كل ما تبذله بكافة منتسبيها في ميدان المعركة وفي ميدان التدريب.. مشدداً على أبطال المنطقة العسكرية الثالثة ببذل المزيد من العمل والجهد والتدريب والإعداد والجاهزية القتالية.

وخاطب الجميع بقوله “اليمن في أعناقنا، ولهذا يجب أن نقوم، ونعمل من أجل هذه الأمانة على أكمل وجه” لافتًا إلى أن أعداء اليمن كُثر، وأهمهم تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية ومن ورائها إيران.

وفيما قال إن أعداء اليمن وفي مقدمتهم تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية أوصلوا اليمن إلى هذه المرحلة من الحرب والعبث والدمار، أكد على الأبطال في الجيش الوطني والمنطقة العسكرية الثالثة أن يكونوا على مستوى ظن القيادة والشعب في القيام بالواجبات على أكمل وجه في تطهير اليمن من تنظيم جماعة الحوثي الإرهابي وكل من يدعمه.

وفي كلمته، قال قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء الركن منصور بن عبدالله ثوابه، إن تدشين العام التدريبي والقتالي والإعداد المعنوي لهذا العام 2024، يأتي بمنجزات نوعية حققها الجيش اليمني تمثلت في جوانب الانتقال بالمؤسسة العسكرية إلى أعلى مستويات التنظيم والتكامل والتنسيق، واستكمال بناء وحدات متخصصة مجهزة ومدربة على استخدام الطيران المسير والصواريخ الموجهة، في تطور نوعي ومواكب لمستجدات الوضع سيسهم فعليا في تغيير معادلة المعركة وفي تسريع تحقيق الانتصار الشامل والساحق على مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران وكافة قوى الإرهاب والتطرف المتربصة بأمن البلاد واستقراره وسلامة أراضيه.

وقال اللواء ثوابه، إنه وفي ظل هذا السياق المتسارع، كانت المنطقة العسكرية الثالثة، وستظل ركنا أساسيا في صناعة هذه النجاحات المشهودة، بفضل الجهود العظيمة التي يجترحها منتسبوا المنطقة وأبطالها في الميدان على كافة المستويات ومختلف الأصعدة. وأكد أن أبطال المنطقة العسكرية الثالثة كانوا في أوائل المبادرين عن الدفاع عن الجمهورية وحماية المكتسبات الوطنية وصد الإرهاب الحوثي، والسباقين في منع انهيار المؤسسة العسكرية وإعادة بنائها وتنظيمها.

وعبر عن شكره وامتنانه لأبطال المنطقة العسكرية الثالثة على تفانيهم وإخلاصهم وولائهم الذي ساهم فعليا في الانتصار للوطن وردع أعدائه المتربصين. كما عبر عن شكره للقيادة السياسية والعسكرية على جهودها المبذولة ودعمها الكبير، وإلى دول التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية على مواقفها التاريخية الخالدة إلى جانب أشقائهم في كل المنعطفات والظروف الحرجة التي تمر بها البلاد ودعمهم اللامحدود للقوات المسلحة اليمنية بما يعزز من قدرتها على مواجهة العدو الحوثي الإيراني وقوى الإرهاب والتربص.

وجدد التأكيد على التمسك بالوفاء الدائم للقسم العسكري، والولاء المطلق للوطن وللقيادة السياسية والعسكرية والإنحياز الكامل لإرادة الشعب، مؤكدا العزم على المضي قدما في الانتصار لقضايا الوطن العادلة، والانتصار الساحق على مليشيا الحوثي الإرهابية وكافة التنظيمات الإرهابية المتخادمة معها والمدعومة من إيران، وصولا إلى بناء يمن جديد ينعم به كل أبنائه. وشهد الحفل عرضًا عسكريًا رمزياً عكس مستوى القدرات والمهارات التي يتمتع بها منتسبوا المنطقة العسكرية الثالثة، وجاهزيتهم العالية لتنفيذ المهام الموكلة إليهم بكل كفاءة واقتدار.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: المنطقة العسکریة الثالثة الحوثی الإرهابیة

إقرأ أيضاً:

الدعم الحوثي لغزة: بين المواجهة مع واشنطن ومعادلة الصراع الإقليمي

مقدمة

في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، برزت اليمن ممثلة بجماعة الحوثي كلاعب إقليمي يوسع دائرة الصراع لتشمل المواجهة مع الولايات المتحدة ودعم الفصائل الفلسطينية لا سيما في قطاع غزة، فمنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، تبنى الحوثيون خطابا داعما للمقاومة الفلسطينية، واتخذوا خطوات عسكرية لتعزيز هذا الدعم عبر استهداف الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، باستهداف السفن المتوجهة للكيان الصهيوني تحت شعار الحصار يقابله الحصار.

هذا الموقف يثير العديد من التساؤلات حول أبعاده العسكرية والسياسية، وكيف يمكن أن يؤثر على موازين القوى في المنطقة، خاصة في ظل التفاعل الأمريكي المتصاعد منذُ تولي دونالد ترامب إدارة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية مع الهجمات الحوثية، فهل أصبح الحوثيون فاعلا رئيسيا في معادلة الصراع الإقليمي؟ وما تأثير هذه المواجهة على الوضع في اليمن وعلى استقرار المنطقة؟

هل أصبح الحوثيون فاعلا رئيسيا في معادلة الصراع الإقليمي؟ وما تأثير هذه المواجهة على الوضع في اليمن وعلى استقرار المنطقة؟
مفهوم حرب الاستنزاف في استراتيجية الحوثيين

أثبتت جماعة الحوثي قدرتها الفائقة على الصمود في وجه التحديات العسكرية والسياسية، متبعة تكتيكات حرب استنزاف مكّنتها من البقاء رغم التفوق العسكري لخصومها، فقد اعتمد الحوثيون استراتيجيات متعددة، جمعت بين الحرب التقليدية وحرب العصابات، إلى جانب استخدام التكنولوجيا الحديثة في مواجهة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بريطانيا وإسرائيل. فمفهوم حرب الاستنزاف في استراتيجية الحوثيين أنها استراتيجية عسكرية تهدف إلى إنهاك العدو تدريجيا عبر عمليات متواصلة تؤدي إلى خسائره المادية والمعنوية، بدلا من السعي لحسم المعركة سريعا، حيث ما زالوا يراهنوا على عدم قدرة التحالف الأمريكي على الاستمرار في القتال لفترات طويلة خاصة في حال تطور القتال بالتوغل البري. فالتكتيكات العسكرية لحرب الاستنزاف تعتمد على الطبيعة الجغرافية الوعرة في شمال اليمن، خاصة في صعدة وعمران، حيث تصعب العمليات العسكرية التقليدية، فالجبال والكهوف توفر لهم ملاجئ طبيعية وقواعد آمنة تتيح لهم شن هجمات مفاجئة والانسحاب بسرعة دون تكبد خسائر كبيرة، مع اعتماد استخدام تكتيك الكرّ والفرّ لتجنّب الدخول في مواجهات مباشرة، فتكتيكات الكرّ والفرّ، وهي استراتيجية تهدف إلى توجيه ضربات مفاجئة ثم الانسحاب السريع قبل الرد، ترهق القوات المعادية وجعلها غير قادرة على تحقيق نصر حاسم.

طبيعة الدعم الحوثي لغزة

يمكن تصنيف الدعم الحوثي للمقاومة الفلسطينية إلى عدة مستويات، تشمل الجوانب الإعلامية والسياسية والعسكرية، بالإضافة إلى تأثيره على المشهد الإقليمي ككل، فالدعم السياسي والإعلامي كان بارزا في تبني خطاب مناهض لإسرائيل وأمريكا، وإعلان الانخراط في المواجهة منذُ حرب الإبادة، كان ذلك عبر توجيه وسائل الإعلام الحوثية للترويج للمقاومة الفلسطينية، والتنسيق العلني مع محور المقاومة في المنطقة وتحديدا مع المقاومة في غزة، علاوة على ذلك الدعم العسكري واللوجستي باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر كوسيلة للضغط على تل أبيب، وشن هجمات صاروخية وبالمسيرات على القواعد الأمريكية في المنطقة، والتهديد بتوسيع نطاق العمليات ليشمل ممرات ملاحية دولية رئيسية مرتبطة كليا بالكيان الصهيوني، وتقديم دعم لحركتي حماس والجهاد الإسلامي عبر التنسيق مع الأطر الحركية المختلفة.

التصعيد الحوثي والمواجهة مع الولايات المتحدة

مع استمرار وتصاعد العمليات الحوثية، دخلت واشنطن على خط المواجهة حيث استهدفت القوات الأمريكية في البداية مواقع عسكرية حوثية في اليمن، ومن ثم اتسعت الرقعة لتشمل المباني المدنية وحتى المواقع الطبية والمنشآت الاقتصادية في صنعاء والحديدة وصعدة، مما أدى إلى خسائر بشرية في صفوف الجماعة، لكنها لم تثن الحوثيين عن مواصلة عملياتهم، فيما أعلنت واشنطن تشكيل تحالف تحت مُسمى حماية الملاحة البحرية تضم قوات أمريكية وبريطانية للعمل ضد الحوثيين، ليتم الإعلان عن استهداف مواقع إطلاق الصواريخ والمسيرات التابعة للحوثيين، وهو ما عزز من الوجود العسكري الأمريكي في البحر الأحمر والخليج، علاوة على فرض عقوبات اقتصادية على قيادات حوثية لزيادة الضغط على الجماعة، إلا أن الرد الحوثي استمر بشن هجمات متواصلة ليس على السفن المتوجهة للكيان فحسب، وانما على السفن والقواعد الأمريكية والغربية المعتدية على أرض اليمن المتواجدة في البحر الأحمر، علما بأن الحوثيين في طور توسيع نطاق المواجهة ليشمل مضيق باب المندب وبحر العرب، ولم يكن ذلك إلا بالتنسيق مع حلف المقاومة في المنطقة بكافة مستوياته لمضاعفة الضغط على الولايات المتحدة.

الأبعاد الإقليمية والدولية للدور الحوثي

لا يقتصر دور الحوثيين على دعم غزة فقط، بل يمتد ليشمل تغييرات في موازين القوى في الشرق الأوسط، وتأثيرا على العلاقات بين الدول الكبرى والإقليمية، فالتصعيد في إطار محور المقاومة بهدف تعزيز موقف المقاومة عبر تقديم الدعم للحلفاء في المنطقة وهو ما يعبّر عن تقارب أوضح بين الحوثيين والفصائل الفلسطينية، لا سيما حركة حماس، علما أن المواقف الحوثية تسهم في تصاعد احتمالات نشوب مواجهة إقليمية أوسع، وذلك بالتأثير على الأمن البحري والاقتصاد العالمي الذي بات يهدد التجارة العالمية بسبب الهجمات على السفن في البحر الأحمر والمرتبطة كليا بالحرب على قطاع غزة. لذا فان ارتفاع تكاليف التأمين على السفن المارة عبر الممرات البحرية وزيادة التوترات بين القوى الكبرى، قد يدفع كلا من الصين وروسيا لاتخاذ مواقف أكثر وضوحا، مع غياب رد فعل عربي وإقليمي سوى بالتعبير عن قلق بعض الدول الخليجية من تصاعد التوترات وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي، مع انقسام في مواقف الدول العربية حول كيفية التعامل مع الحوثيين.

التكيف مع المتغيرات والتحديات الجديدة
الدعم الحوثي لغزة ليس مجرد موقف سياسي، بل هو جزء من مشهد إقليمي معقد تتداخل فيه المصالح الإقليمية والدولية، وبينما تسعى الجماعة إلى تعزيز موقعها ضمن محور المقاومة، فإن المواجهة مع الولايات المتحدة تضعها أمام تحديات كبيرة ويبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن أن يستمر هذا التصعيد دون أن يتحول إلى مواجهة أوسع تهدد استقرار المنطقة بأكملها؟
بدأ الحوثيون بتكتيكات دفاعية جديدة وإعادة ترتيب الأولويات العسكرية مع الضربات الأمريكية المتكررة، تمثلَ ذلك في إخفاء معداتهم الاستراتيجية وإطلاق صواريخهم من مواقع غير متوقعة، خاصة مع تحييد حزب الله من المواجهة بعد الضربات المتتالية التي تلقاها الحزب في الحرب، وسارعوا مع الزمن لتطوير الدعم العسكري واللوجستي لكافة أجنحتهم وألويتهم العسكرية تحضيرا لأسوأ السيناريوهات، إضافة لذلك، تم استخدام الإعلام والحرب النفسية، فقد عمدت الجماعة إلى توظيف الإعلام لإظهار نفسها كقوة ممانعة، واستغلت الضربات الأمريكية لحشد مزيد من الدعم والحاضنة الشعبية المؤيدة لنهجها بالدفاع عن فلسطين.

السيناريوهات المستقبلية

هناك عدة احتمالات لما قد يحدث نتيجة تصاعد المواجهة بين الحوثيين والولايات المتحدة، وتأثير ذلك على الصراع في غزة والمنطقة ككل:

السيناريو الأول: تصعيد أوسع يشمل مواجهة برية مباشرة بين الحوثيين وأمريكا مع استمرار الضربات الأمريكية وردود الفعل الحوثية، مع احتمال تدخل إيران تدريجيا في حال تعرض الحوثيين لضربات مكثفة تُخل في موازين حلف المقاومة في المنطقة، مع دخول إسرائيل على خط المواجهة عبر شن ضربات ضد الحوثيين.

السيناريو الثاني: تراجع الحوثيين بسبب الضغط العسكري والاقتصادي ونجاح الضغوط الأمريكية في الحد من قدراتهم العسكرية، مع تزايد الانقسامات داخل الجماعة الحوثية بسبب الضغوط المتزايدة.

السيناريو الثالث: تحرك دبلوماسي من بعض الدول للحد من التصعيد مع استمرار المواجهة بأسلوب "حرب الاستنزاف" واستمرار الهجمات الحوثية بشكل متقطع دون تصعيد واسع، واستمرار العمليات الأمريكية ولكن دون تدخل بري مباشر مع بقاء الوضع في حالة "لا حرب ولا سلم" لفترة طويلة.

خاتمة

الدعم الحوثي لغزة ليس مجرد موقف سياسي، بل هو جزء من مشهد إقليمي معقد تتداخل فيه المصالح الإقليمية والدولية، وبينما تسعى الجماعة إلى تعزيز موقعها ضمن محور المقاومة، فإن المواجهة مع الولايات المتحدة تضعها أمام تحديات كبيرة ويبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن أن يستمر هذا التصعيد دون أن يتحول إلى مواجهة أوسع تهدد استقرار المنطقة بأكملها؟

مقالات مشابهة

  • الدعم الحوثي لغزة: بين المواجهة مع واشنطن ومعادلة الصراع الإقليمي
  • الحوثي: أمريكا فاشلة ولن تؤثر على عمليات اليمن العسكرية في البحر أو بالقصف الصاروخي للكيان الإسرائيلي
  • اليمن .. الحوثي تعلن إصابة 7 مدنيين بقصف أمريكي على صنعاء
  • محافظ الفيوم يتابع معدلات تنفيذ مشروعات الخطة الاستثمارية
  • محافظ الفيوم يدعو لتسريع وتيرة تنفيذ مشروعات خطة عام 2025/2024
  • "عكاوي" يعتمد نتائج جوائز جامعة جنوب الوادي للعام الجامعي 2024/ 2025
  • رئيس الأركان يتناول وجبة الإفطار مع مقاتلين من حرس الحدود والمدرعات
  • التربية العراقية تعيد العمل بنظام المحاولات للعام الدراسي 2023-2024
  • رئيس الأركان: حريصون على توفير الدعم للوحدات والتشكيلات للارتقاء بمستوى الكفاءة القتالية| صور
  • والي كسلا يدشن برنامج الراعي والرعية!