أفادت دراسة نفسية أجريت مؤخرًا إلى أن "القراءة الإلكترونية" أو "القراءة الرقمية" تؤثر سلبًا على الأطفال وليس كما كان يسود الاعتقاد سابقًا بأن التعليم المدرسي والجامعي يُمكن أن يتحول نحو الأتمتة ويُمكن أن يستفيد الأطفال والطلاب من آلاف الكتب التي يُمكن أن يتم توفيرها وتحميلها على أجهزة الحاسوب اللوحية دون الحاجة لعناء حمل الكتب التقليدية.

وبحسب تقرير نشره موقع "بيغ ثينك" المتخصص، فإن "القراءة الرقمية تؤثر سلبًا على مهارات فهم القراءة لدى الأطفال".

ووجد الباحثون أن "القراءة الرقمية تعمل على تحسين مهارات الاستيعاب، لكن فائدتها أقل بما يتراوح بين ستة إلى سبعة أضعاف فائدة القراءة المطبوعة، حيث تميل النصوص الرقمية، مثل محادثات وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات، إلى أن تكون أقصر بكثير وذات جودة لغوية أسوأ مقارنة بالأعمال المطبوعة، كما أن الهواتف وأجهزة الكمبيوتر تُعرّض أيضًا القراء لمشتتات من وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب وألعاب الفيديو.

ما يوصي به الخبراء

ويوصي المؤلفون الآباء والمعلمين بتحديد وقت أطفالهم مع المحتوى الرقمي، أو على الأقل التركيز على الأعمال المطبوعة أو استخدام أجهزة القراءة الإلكترونية الأساسية مع شاشات الحبر".

ويقول التقرير إنه في عام 2011، قام العلماء بمراجعة 99 دراسة تستكشف تأثير القراءة المطبوعة على مهارات الاستيعاب لدى الأطفال، وكما هو متوقع، وجدوا أنه كلما تعرض الأطفال للقراءة المطبوعة، كلما كانوا أكثر قدرة على فهم وتذكر ما كانوا يقرؤونه. وعلاوة على ذلك، بدا أن القراءة المطبوعة تعزز صفة حميدة عند الأطفال: فبينما يستهلك القراء الشباب نصوصًا أطول وأكثر تعقيدًا، تحسنت مهارات القراءة لديهم، مما دفعهم إلى متابعة أعمال مكتوبة أكثر تعقيدًا، مما أدى إلى تعزيز قدراتهم.

وفي الدراسة الحديثة بهذا الصدد قام العلماء في جامعة "فالنسيا" في إسبانيا بتجميع 26 دراسة مع ما يقرب من 470 ألف مشارك، واستكشفت كل دراسة تأثير القراءة الرقمية في أوقات الفراغ على الاستيعاب، حيث وجدوا أن القراءة الرقمية تحسن مهارات الاستيعاب، لكن التأثير المفيد أقل بما يتراوح بين ست وسبع مرات من القراءة المطبوعة، وهو ما يعني أن لها مردودا سلبيا على الأطفال.

وكتب الباحثون: "إن التعرض الرائع لأنشطة القراءة الرقمية قد يصرف القراء الأوائل عن بناء قاعدة تأسيسية قوية للقراءة في فترة حرجة عندما يتحولون من تعلم القراءة إلى القراءة من أجل التعلم".

وأكد مؤلفو الدراسة عددًا من النتائج، أولها أن "الجودة اللغوية للنص الرقمي تميل إلى أن تكون أقل مستوى بكثير، حيث عند الدردشة الالكترونية غالبًا ما نستخدم لغة غير رسمية مع مفردات مبسطة، ونتجاهل القواعد النحوية. وعادةً ما يكون المحتوى أيضًا أقصر بكثير، ولا يتطلب التركيز والاحتفاظ بالأعمال الطويلة ذات السرد المعقد والشخصيات المتعددة والاستمتاع بها بشكل كامل.

ووفقًا لنعومي بارون، الأستاذة الفخرية للغات والثقافات العالمية في الجامعة الأميركية، فإن الخصائص الفيزيائية للكتاب قد تعزز أيضًا بشكل فريد الاحتفاظ بالمعلومات.

وتقول بارون إنه "في حالة الورق، هناك وضع حرفي للأيدي، جنبًا إلى جنب مع الجغرافيا البصرية للصفحات المميزة.. وغالبًا ما يربط الناس ذاكرتهم عما قرأوه بمدى تقدمهم في الكتاب أو مكان وجوده على الصفحة".

وأضافت أن الخصائص الفيزيائية للكتاب أو المجلة مثل الرائحة، والمظهر، والملمس، يمكن أن تجعل القراءة أكثر متعة.

وتابعت: "إذا وجد القراء المتعة في وسيلة القراءة، فلن يفاجئني أن مثل هذه المتعة من شأنها أن تؤدي إلى فهم أكبر. ومن المؤكد، كما أخبرنا العديد من المشاركين في الدراسة، أن الطباعة أدت إلى زيادة استيعاب القصص".

ويؤكد الباحثون أيضًا أنه عند قراءة محتوى من المصادر الرقمية، غالبًا ما تكون عوامل التشتيت من وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب وألعاب الفيديو على بعد نقرة واحدة فقط، مما يعيق الفهم الكامل للنصوص.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: القراءة الإلكترونية القراءة الرقمية دراسة نفسية دراسة صادمة دراسة القراءة

إقرأ أيضاً:

حصيلة صادمة لضحايا زلزال ميانمار.. المأساة تكشف المعجزات

تجاوز عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب ميانمار مؤخرا 2700 شخص.

ونقل التلفزيون الصيني عن رئيس وزراء ميانمار مين أونغ هلاينغ، قوله: “حتى الآن، أسفر الزلزال العنيف الذي ضرب ميانمار في 28 مارس عن مقتل 2719 شخصا وإصابة 4521 وفقدان 441 آخرين”، وأضاف: “من المحتمل أن يتجاوز عدد القتلى 3 آلاف شخص”.

وفي وقت سابق، أكدت ما جيا سفيرة الصين في عاصمة ميانمار مدينة نايبيداو، “مقتل 3 مواطنين صينيين على الأقل جراء الكارثة الطبيعية، بينما أصيب 14 آخرون”.

معجزة تحت الأنقاض.. إنقاذ امرأة حامل بعد 60 ساعة من الزلزال

انتشل رجال الإنقاذ في مدينة ماندالاي، المنكوبة بالزلزال في ميانمار، امرأة حاملا بأعجوبة من تحت الأنقاض بعد ثلاثة أيام من الكارثة.

وأظهرت لقطات مذهلة “اللحظة التي تسلق فيها رجال الإنقاذ كومة من الحطام وأقاموا نظام بكرة معقدا، قبل أن يزيلوا آخر قطع الأنقاض ليصلوا إلى الضحية الحامل العالقة داخل بقايا شقة”.

وجاء هذا الإنجاز “بعد ساعات فقط من إنقاذ امرأة حامل أخرى في موقع ثانٍ بمدينة ماندالاي خلال الليل”.

وصول طائرتي إنقاذ روسيتين إضافيتين إلى ميانمار

وصلت طائرتا “إيل-76” إضافيتان تابعتان لوزارة الطوارئ الروسية إلى ميانمار تحملان فرق إنقاذ وأطباء ومسعفين للمشاركة بإزالة آثار الزلزال، في أكبر فريق إنقاذ يصل إلى ميانمار.

وأشارت وزارة الطوارئ الروسية إلى أن “عدد رجال الإنقاذ الروس في ميانمار بلغ 264 فردا، مزودين بأحدث المعدات والأجهزة، ترافقهم الكلاب البوليسية المدربة”.

الإمارات ترسل فريقا إغاثيا إلى ميانمار

أعلنت الإمارات “أنها أرسلت فريقا متخصصا في البحث والإنقاذ إلى ميانمار للمساعدة في جهود الإغاثة بعد الزلزال في البلد المذكور”.

وبحسب وكالة “وام”، “يتكون الفريق من عناصر من شرطة أبوظبي والحرس الوطني وقيادة العمليات المشتركة، وسيعمل على دعم عمليات البحث عن الناجين وتقديم المساعدة للمتضررين”.

وكانت “تعرضت ميانمار الأسبوع الماضي، لزلزال بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، حيث شعرت به 5 دول مجاورة”.

آخر تحديث: 1 أبريل 2025 - 13:11

مقالات مشابهة

  • أرقام صادمة للضحايا الأطفال في قطاع غزة (إنفوغراف)
  • أرقام صادمة لضحايا الأطفال في قطاع غزة (إنفوغراف)
  • أرقاما صادمة لضحايا الأطفال في قطاع غزة (إنفوغراف)
  • أصغر بطل عالمي يتحدث عن فوائد الشطرنج للأطفال
  • اليونيسيف تكشف أرقاما صادمة لضحايا الأطفال بغزة.. إنذار بكارثة إنسانية غير مسبوقة
  • حصيلة صادمة لضحايا زلزال ميانمار.. المأساة تكشف المعجزات
  • إيناس النجار تكشف تفاصيل صادمة عن زواجها قبل رحيلها
  • مشاهد صادمة لاعتقال عمدة أمريكية بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول
  • دراسة تكشف علاقة الرجفان الأذيني بالخرف
  • دراسة تكشف عن “طريقة بسيطة” لحماية عينيك من الشاشات الرقمية