جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-26@21:36:04 GMT

النهضة المُتجددة.. والوعد المُنجز

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

النهضة المُتجددة.. والوعد المُنجز

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

تمر الأيام والسنوات، وها نحن نحتفل بالذكرى الرابعة من عمر نهضتنا المتجددة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أبقاه الله- الذي يمضي بسفينة المجد نحو آفاق رحبة من الإنجاز وتحقيق الوعود وإرساء قيم الإخلاص والبذل والعطاء والعمل المخلص من أجل وطن ينعم أبناؤه بالرخاء، ويتمتعون بما أسبغه الله تعالى من نعم واسعة عليهم، في وطن أمن ينعم بالسلام والتسامح والتعايش بين جميع من يعيشون على هذه الأرض الطيبة.

إنَّ الناظر إلى الأربع سنوات الماضية من عمر النهضة المُتجددة يُدرك أن ما تحقق هو معجزة بكل ما تعني الكلمة، فقد شهدت هذه الفترة تحوُّلات سياسية واقتصادية أثرت بشكل كبير في رسم الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي خاصة لمنطقة الشرق الأوسط الذي بات يتأثر بكل ما يدور في العالم من أحداث وصراعات؛ كونه المنطقة التي تمد العالم بما يحتاجه من الطاقة، وهي نقطة الوصل بين شرق العالم وغربه، والممر الذي يتحكم في بوابات العالم.

حفُلت السنوات الأربعة الماضية بالأحداث العالمية المؤثرة بشكل مباشر على الأوضاع بشكل عام، فبعد جائحة كورونا التي غيّرت شكل العالم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية والتي قسمت العالم إلى معسكرين، وأثرت في التحالفات الدولية بشكل مباشر وساهمت في حل أزمات اقتصادية واسعة في مختلف قارات العالم، لتأتي بعدها الأزمة المتجددة بين إيران ومن يصطف معها من جانب والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جانب آخر، ثم جاءت حرب غزة لتتوج سلسلة الأزمات بحلقة طوّقت العالم ليس عسكريًا فحسب؛ بل إنَّ الأمر تعدّى هذه المرة ليصل قيم العالم وإنسانيته!

كل ذلك حدث بعد الأزمة الاقتصادية العالمية والتي ضربت أقوى اقتصاديات العالم وتهاوت معها أسعار النفط لتصل إلى أدنى مستوياتها عبر تاريخ النفط، هذه الأزمة بحد ذاتها كافية لأن تسقط دولًا وتجعلها رهينة المديونيات والالتزمات المالية الخارجية، وهو ما حدث لكثير من الدول التي وقعت في هذه الأزمة وتسببت لها بكثير من الأضرار حتى على المستوى السياسي، ومازالت إلى اليوم تحاول التعافي منها دون جدوى.

لقد تولى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أعزه الله- مقاليد الحكم في ظرف استثنائي وأحداث عالمية تاريخية صعبة جدًا، لكن وكما يقال فإن الأزمات تُظهِر العظماء، فقد قاد جلالته مسيرة الوطن وعبر بسفينته وسط كل تلك الأمواج العاتية بكل اقتدار، واستطاع خلال فترة زمنية قياسية أن يظهر ملامح المستقبل الواعد الذي ينتظر أبناء هذا الشعب الوفي.

إنَّ المتتبع للنهج السامي لجلالة السلطان المفدّى- نصره الله- وخطاباته وسياساته في العمل، يجد أن عُمان تمضي خلف قيادته وفق رؤية حكيمة وإدراك واضح للوضع الراهن والخط الذي يريد الوصول إليه، وعندما تمتلك ذلك الحس والمعرفة الكاملة والإلمام بالوضع بكل تفاصيله؛ فحتمًا سيكون تحقيق الأهداف مضمونًا؛ إذ يولي جلالته -أبقاه الله- حرصًا على أن يبدأ الإصلاح من الداخل، وأن يضع في المقدمة رؤية "عمان 2040" التي أشرف عليها بشكل كامل ويعلم تفاصيلها بكل دقة، ويحرص على أن يضعها موضع التنفيذ، وأن يتابع بنفسه ذلك، وأن يقف على التحديات التي تواجهها.

لقد اختار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- طريق المستقبل ليكون زاهرًا لأبناء شعبه، ومضى بكل عزيمة ليحقق ذلك، بينما نحن ننهل من حكمته ونهتدي برؤيته الثاقبة وخبراته الهائلة، ونمضي بنور معرفته التي أسسها نتيجة إشرافه على ملفات مُهمة خلال المرحلة السابقة من مراحل بناء الوطن. لذا من أجل ذلك جاءت قرارات وتوجيهات جلالته-أعزه الله- في صالح الخروج من الأزمة المالية أولًا، ومتابعة تنفيذ خطط التنمية وخلق الاستدامة المالية والاستقرار ثانيًا.

إنَّ ما تحقق خلال الأربع سنوات الماضية هو مفخرة لكل من يعيش على أرض الوطن العزيز، وحتى من كان يُبدي قلقًا من المستقبل الاقتصادي، بات يدرك أن لكل أزمة رجالها ولكل زمان أبطاله، وأن مسيرة البناء لن تتوقف بعد أن تفجرت ينابيعها، وسوف تستمر كما أراد لها قائد هذا الوطن العظيم الذي ما فتئ ينجبُ العظماء، فمن قائد عظيم بنى عُمان إلى قائد عظيم يُكمل مسيرة البناء والتنمية، واضعين هذا الوطن في قلوبهم، محفوفين برعاية الله تعالى، وحب أبناء شعبهم وإخلاصهم، لتظل سلطنة عُمان منارة العطاء والإخلاص وقِبلة السلام.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«انتبهوا يا مصريين».. لأباطيلُ أَعْدَائِكُمْ

بعد أن وفق الله «الرئيس السيسى»، فى إنقاذ مصير «أمته» وحياة «شعبه»، عَمَّا كَانُوا سَوْفَ يذهبون إليه، من شِرّ أَهْوَال خَطَرًا مُحْدِقٍ وَشِيكٍ الْوُقُوع، فى بِرَكٌ الدِّمَاءِ وأَوَحَال التقسيم، بسَبِّبُ انْقِيادُ بعض جاهلية أبناء الشعب، بإِخْضاعُهُم والتلاعب بعقولهم، وجَعْلُهُم ينساقون كقطيع الأغنام سَهْلُ الانْقِيادِ، فى تشويه شرعية نظام حكم قائم، بعد أن تم خِدَاعَهُم وغرر بهم بأقاويل باطلة وشائعات كاذبة، لجأ إليها أعداء الوطن لصنع أحداث فوضى ٢٥ يناير عام ٢٠١١، التى شارك فيها الخونة والعملاء فى إشعال فتيل نيرانها، ثم شارك أيضا فيها بعض الجماهير الناقمة والساخطة على نظام الحكم الأسبق، والتى ينقصها الوعى والنضج السياسى، وديمقراطية حرية التعبير عن الرأى السليم، وكانت خطيئتها إباحة الأضرار العمدى بالأموال والمصالح العامة، ثم تخريب الممتلكات العامة والخاصة ومنشآت الدولة الاقتصادية، وكلها فى حكم الجرائم العمدية للدرجة الأعلى فى الجسامة، لأن جسامة الأذى هنا تنال من سلامة الوطن ومقدراته، والدخول به إلى أَخْطَارٍ مُهْلِكَةٍ، لأ ينجو منها أحد، ولكن قدر الله لمصر الخير أن تنجو منها بفضله، ثم بفضل جيشها وقائده الأعلى البَطَلٌ المِغْوَارُ المِقْدامٌ الشُجاعٌ، «الرئيس عبد الفتاح السيسى».
رغم أن سيادته قد تنَبُهَ وفَطِنَ لمخطط هلاك الوطن، إلا أن الله أراد لمصر الخير فأرسله لها «منقذا»، ونجح فى محو آثار المخطط المدمرة، وما حَقُّقَهُ من نَصْراً مُظَفَّراً، من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والسعى فى بناء الإنسان للعَيْشُ فى «حَيَاةٌ كَرِيمَة» تَلَيُّق بكَرَامَته وتحفظ له آدَمَّيْته.. ثم أن غاية سيادته وقصده الكريم من ذلك، هو صلاح حال «وطنه» وإصلاح حال «شعبه»، إلا أن مخطط أباطيل الشر لا يزال قائمًا فى ذهن عقولهم الشيطانية.. بعد أن وجدوا ضالتهم فمن يأتيهم بقول الباطل، وفى طاعة الشيطان واتباع خطواته، وهؤلاء هم الجماعة الغوغاء على القنوات الفضائية الخارجية، وجميع مواقع «السوشيال ميديا»، لنشر حروب الجيل الرابع من الشائعات كسلاح خطير لتدمير الشعوب، وَهَذَا ما اتجهت إليه الدول الاستعمارية حديثا، لكى تكون بديلا للحروب العسكرية التقليدية القديمة، التى سادت بين الدول عبر العصور، ومازالت تسود إلى الآن عندما تعتدى دولة على دولة أخرى تركن إلى السلم، فتكون الأخيرة فى حالة دفاع شرعى لردع العدوان، وعدم تمكينه من البقاء على إقليم الدولة المعتدى عليها.. إلا إن قواعد الحروب للنظام العالمى الجديد قد تغيرت، وأن الاستقلال السياسى وسلامة سيادة دول الشرق الأوسط وحدودها، ليست فى مَأْمَنٍ بقربها من خَطَرٍ شبح التقسيم، لأن هذه المنطقة هى أسمى الغنائم لدول الغرب، لما تتمتع به من أهمية استراتيجية وتاريخية ودينية وطبيعة جغرافية ليس لها مثيل، حيث أنها مهبط الرسالات السماوية الثلاث، ثم وَهَبّهَا الله من فضله هبات عظيمة من الخيرات المادية والتاريخية، وملتقى حضارات العالم القديمة.. ومن هنا استقطبت أجهزة مخابرات دول أجنبية، بعض الخونة والعملاء المرتزقة وجعلتهم قنطرة لكى يعبرون عليها، لتحقيق مآربها الشيطانية القذرة، لأن الجاسوس والخائن لم يعد يعمل فى الخفاء مثلما كان يحدث فى السابق، بل الآن يعمل تحت السمع والبصر وينشر محتواه الكاذب من الشائعات، وكُلُّ ما هُوَ مُنافٍ للصدق وَلا يَمُتُّ إلى الحقيقة بِصِلَةٍ، إنها نفس المؤامرة الشيطانية التى أدخلوها على الناس، عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فى ٢٥ يناير السابق ذكرها آنفا، والتى وَقَّعَ القَطيعُ فى مِصيدةٌ شُبّاك فِخَاخٌها.. ومن هنا أهيب بالشعب المصرى بأن يُصْغِى ويَسْتَمِعُ إلى نِدَاءٌ الْحَقُّ، مُهْتَمّاً بقول سيادة «الرئيس السيسى»، من آنَ لَابِدٌ من تكاتف الجميع من أبناء هذا الشعب لحماية وطنه، ضد كل من يتربص به، أو من تسول له نفسه المساس بكيانة ومقدراته، وهَذَا هُوَ طَرِيقٌ «الْحَقُّ الْمُبِينُ» وأختم مقالى بقوله تعالى : «وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» الآية رقم (٨١) من سورة الإسراء.

مقالات مشابهة

  • «انتبهوا يا مصريين».. لأباطيلُ أَعْدَائِكُمْ
  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • أبرز أحداث عام 2024 التي شغلت العالم
  • د.حماد عبدالله يكتب: "الأثار" بين الحيازة والملكية !!
  • نتنياهو: الحوثيون سيتعلمون الدرس الذي تعلمته حماس وحزب الله
  • النص الكامل لكلمة راعي الأبرشية المطران مار تيموثاوس خلال قداس عيد الميلاد
  • المتفوقون فخر الوطن
  • تعرف على نوع الصاروخ الفرط صوتي اليمني الذي استهدف منطقة يافا اليوم ؟
  • "مصفاة الدقم" تُعزز معارف الطلبة حول مفاهيم الطاقة المُتجددة
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم