جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-02@18:00:20 GMT

النهضة المُتجددة.. والوعد المُنجز

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

النهضة المُتجددة.. والوعد المُنجز

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

تمر الأيام والسنوات، وها نحن نحتفل بالذكرى الرابعة من عمر نهضتنا المتجددة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أبقاه الله- الذي يمضي بسفينة المجد نحو آفاق رحبة من الإنجاز وتحقيق الوعود وإرساء قيم الإخلاص والبذل والعطاء والعمل المخلص من أجل وطن ينعم أبناؤه بالرخاء، ويتمتعون بما أسبغه الله تعالى من نعم واسعة عليهم، في وطن أمن ينعم بالسلام والتسامح والتعايش بين جميع من يعيشون على هذه الأرض الطيبة.

إنَّ الناظر إلى الأربع سنوات الماضية من عمر النهضة المُتجددة يُدرك أن ما تحقق هو معجزة بكل ما تعني الكلمة، فقد شهدت هذه الفترة تحوُّلات سياسية واقتصادية أثرت بشكل كبير في رسم الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي خاصة لمنطقة الشرق الأوسط الذي بات يتأثر بكل ما يدور في العالم من أحداث وصراعات؛ كونه المنطقة التي تمد العالم بما يحتاجه من الطاقة، وهي نقطة الوصل بين شرق العالم وغربه، والممر الذي يتحكم في بوابات العالم.

حفُلت السنوات الأربعة الماضية بالأحداث العالمية المؤثرة بشكل مباشر على الأوضاع بشكل عام، فبعد جائحة كورونا التي غيّرت شكل العالم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية والتي قسمت العالم إلى معسكرين، وأثرت في التحالفات الدولية بشكل مباشر وساهمت في حل أزمات اقتصادية واسعة في مختلف قارات العالم، لتأتي بعدها الأزمة المتجددة بين إيران ومن يصطف معها من جانب والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جانب آخر، ثم جاءت حرب غزة لتتوج سلسلة الأزمات بحلقة طوّقت العالم ليس عسكريًا فحسب؛ بل إنَّ الأمر تعدّى هذه المرة ليصل قيم العالم وإنسانيته!

كل ذلك حدث بعد الأزمة الاقتصادية العالمية والتي ضربت أقوى اقتصاديات العالم وتهاوت معها أسعار النفط لتصل إلى أدنى مستوياتها عبر تاريخ النفط، هذه الأزمة بحد ذاتها كافية لأن تسقط دولًا وتجعلها رهينة المديونيات والالتزمات المالية الخارجية، وهو ما حدث لكثير من الدول التي وقعت في هذه الأزمة وتسببت لها بكثير من الأضرار حتى على المستوى السياسي، ومازالت إلى اليوم تحاول التعافي منها دون جدوى.

لقد تولى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أعزه الله- مقاليد الحكم في ظرف استثنائي وأحداث عالمية تاريخية صعبة جدًا، لكن وكما يقال فإن الأزمات تُظهِر العظماء، فقد قاد جلالته مسيرة الوطن وعبر بسفينته وسط كل تلك الأمواج العاتية بكل اقتدار، واستطاع خلال فترة زمنية قياسية أن يظهر ملامح المستقبل الواعد الذي ينتظر أبناء هذا الشعب الوفي.

إنَّ المتتبع للنهج السامي لجلالة السلطان المفدّى- نصره الله- وخطاباته وسياساته في العمل، يجد أن عُمان تمضي خلف قيادته وفق رؤية حكيمة وإدراك واضح للوضع الراهن والخط الذي يريد الوصول إليه، وعندما تمتلك ذلك الحس والمعرفة الكاملة والإلمام بالوضع بكل تفاصيله؛ فحتمًا سيكون تحقيق الأهداف مضمونًا؛ إذ يولي جلالته -أبقاه الله- حرصًا على أن يبدأ الإصلاح من الداخل، وأن يضع في المقدمة رؤية "عمان 2040" التي أشرف عليها بشكل كامل ويعلم تفاصيلها بكل دقة، ويحرص على أن يضعها موضع التنفيذ، وأن يتابع بنفسه ذلك، وأن يقف على التحديات التي تواجهها.

لقد اختار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- طريق المستقبل ليكون زاهرًا لأبناء شعبه، ومضى بكل عزيمة ليحقق ذلك، بينما نحن ننهل من حكمته ونهتدي برؤيته الثاقبة وخبراته الهائلة، ونمضي بنور معرفته التي أسسها نتيجة إشرافه على ملفات مُهمة خلال المرحلة السابقة من مراحل بناء الوطن. لذا من أجل ذلك جاءت قرارات وتوجيهات جلالته-أعزه الله- في صالح الخروج من الأزمة المالية أولًا، ومتابعة تنفيذ خطط التنمية وخلق الاستدامة المالية والاستقرار ثانيًا.

إنَّ ما تحقق خلال الأربع سنوات الماضية هو مفخرة لكل من يعيش على أرض الوطن العزيز، وحتى من كان يُبدي قلقًا من المستقبل الاقتصادي، بات يدرك أن لكل أزمة رجالها ولكل زمان أبطاله، وأن مسيرة البناء لن تتوقف بعد أن تفجرت ينابيعها، وسوف تستمر كما أراد لها قائد هذا الوطن العظيم الذي ما فتئ ينجبُ العظماء، فمن قائد عظيم بنى عُمان إلى قائد عظيم يُكمل مسيرة البناء والتنمية، واضعين هذا الوطن في قلوبهم، محفوفين برعاية الله تعالى، وحب أبناء شعبهم وإخلاصهم، لتظل سلطنة عُمان منارة العطاء والإخلاص وقِبلة السلام.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تدشين كتاب "سيرة ماض بظلال النهضة" لحمود بن محمود البلوشي

مسقط- الرؤية

شهد معرض مسقط الدولي للكتاب 2025 مناسبة ثقافية مميزة، تمثلت في تدشين كتاب "سيرة ماض بظلال النهضة" للكاتب  حمود بن محمود البلوشي، وذلك وسط حضور لافت من الشخصيات الثقافية والإعلامية، وعدد كبير من القرّاء والمهتمين بالتاريخ العماني الحديث.

ويوثق الكتاب تجربة الكاتب الذاتية والمهنية، ويسرد بأسلوب مشوق محطات حياته خلال فترة النهضة العمانية الحديثة، مستعرضًا من خلالها التحولات الجذرية التي شهدتها سلطنة عمان. وقد شغل الكاتب خلال مسيرته الطويلة منصب مدير دائرة المقابلات في المراسم السلطانية، وهو موقع أتاح له متابعة كثير من الأحداث الوطنية الكبرى عن قرب، والمشاركة في تنظيم اللقاءات والمناسبات الرسمية رفيعة المستوى.

ويمتاز كتاب "سيرة ماض بظلال النهضة" بتضمينه مجموعة من الصور النادرة، التي تنشر لأول مرة، وتوثق لحظات مهمة من حياة الكاتب وعمله الرسمي، مما يضفي على السيرة طابعًا توثيقيًا بصريًا مميزًا.

ويُبرز الكتاب أن حمود بن محمود البلوشي أمضى 42 عامًا من العطاء المتواصل في خدمة الوطن، متدرجًا في مسؤولياته الرسمية، وعايش خلالها مراحل مختلفة من بناء الدولة العصرية. كما يستعرض الكاتب رحلته العلمية التي قادته إلى استكمال دراسته الجامعية في دولة الكويت، حيث اكتسب معارف وخبرات إضافية أسهمت في تعزيز أدائه المهني والفكري.

ويتناول الكتاب كذلك الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للنهضة العمانية، ويقدم قراءة شخصية لتطور المجتمع العماني وتغير أنماط الحياة، انطلاقًا من مشاهدات حية وتجربة عملية امتدت على مدى أكثر من أربعة عقود.

ويُعد "سيرة ماض بظلال النهضة" إضافة نوعية للمكتبة العمانية والعربية، لما يحتويه من معلومات موثقة وتجربة إنسانية ثرية، تسلط الضوء على مرحلة تأسيسية مهمة في تاريخ سلطنة عمان.

 

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: إننا نحذر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق الذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومدينة السويداء على وجه الخصوص
  • الصرخة … هتاف الحرية ومشروع الانتصار
  • دفع الله الحاج.. او الرجل الذي يبحث عنه البرهان ..!!
  • الجبهة الوطنية: عمال مصر حجر الزاوية في النهضة
  • مناقشة “كلّش” هادئة مع عشاق تقسيم العراق !
  • غدًا.. نصف نهائي المجموعة الأولى بدوري أشبال الهوكي
  • سوريا والفتنة والأحداث في جرمانا وأشرفية صحنايا.. المفتي اسامة الرفاعي يثير تفاعلا بخطاب
  • خبير يكشف: سد النهضة قد ينهار في هذه الحالة
  • تدشين كتاب "سيرة ماض بظلال النهضة" لحمود بن محمود البلوشي
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله