جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-25@06:49:25 GMT

مواقف مشرفة لبلد السلام

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

مواقف مشرفة لبلد السلام

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

بكلمة الحق التي رفعت وبصوت صدح في أرجاء الأرض، لن نكون يومًا شركاء في سفك الدماء، ولن نكون يومًا متورطين في أي حرب، لأننا نكيل الأمور بمكيال الحق والعدل، ولا نسير إلّا في طريق الصلاح والسلام.

قالت سلطنة عُمان كلمتها وصدحت بها بين الأمم والشعوب: أوقفوا الحرب على غزة وحاكِموا المعتدي ومجرمي الحرب في جميع المحاكم والمحافل الدولية، حاكِموا من قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز، حاكِموا من دمّر الأوطان وبُناها التحتية، حيث قطع الشجر وأفنى البشر، حاكموا من احتل الأوطان وسعى لخرابها، لعنة الله عليهم أجمعين.

واليوم تشرق شمس الحقيقة وبرهان الحق في عدم الانقياد لأحد سوى لله وما تمليه إرادة قائد وشعب مع التوكل على الله في كل أمر.

مرة أخرى نقول إن سلطنة عُمان لم ولن تكون يومًا شريكة لأحد في ظلمه وطغيانه؛ فمجالها الجوي مُغلق على طائرات وصواريخ المعتدين الظالمين المتمادين في جورهم وطغيانهم وطمس الحقائق ومن يتعاطون معه بقوة سلاحهم فهم على الضعيف فقط، يكيلون بمكيال الطغيان، فما يحدث في غزة من قتل وتدمير "دفاع عن النفس لإسرائيل"، لكن ما يحدث لليمن حق مكتسب للرد عليه!

هكذا تكال وتدار الأمور وتبقى كلمة الحق والدين هي مصباح الهدى لوطن امتدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخلاق أهله ونخوتهم وصلاح سرائرهم وصدقهم مع الله وعباده في كل أمر فالتاريخ يشهد والأمكنة تشهد على ما قام به أبناء عُمان الأوفياء المخلصون لربهم وأوطانهم من بطولات وأمجاد عظيمة تُسطر حتى اليوم في مثل هذه المواقف البطولية المشرفة.

فعمان منذ أول يوم رفضت الحرب بكل مسبباتها وحججها الواهية وكانت سند العون للقريب قبل البعيد وسند السلام الذي ترجمته في الأفعال لا الأقوال وصاحبة الحكمة والعدل في مواقفها فمواقفها مواقف الحكماء  الأقوياء ومواقف العدل والصلاح للعالم أجمع وسيعلم الجميع بعد حين حكمة السلطنة كما علموا عنها عندما أشعلوا نار الفتن من قبل وأطفأتها عُمان لحكمتها وحجة فعالها التي أوجبت الجميع نحو احترامها.

عدو غاشم وشعب أعزل فتك بالمدنيين وعاث فساداً وطغيانًا يقابله هجوم غاشم آخر على دولة عربية مسلمة هبت لنجدة إخوانها العزل المحاصرين في غزة والذين خذلهم الأخ قبل الصديق وهم يبادون من آلة صهيونية حمقاء لا ترقب إلاً ولا ذمة من أحد شعارها الغرور وسفك الدماء ولن يوفقوا بإذن الله.

هكذا تعيش تلك القوى المهيمنة على ثروات العالم تصنع الفتن وتبيع سلاح الحروب وتحيي الصراعات والنعرات من أجل خدمة وطنها ونهب الثروات بسهولة ويسر فهي الحاكم والشرطي والمفسد والآمر والناهي والمتحكم في الشعوب خذلهم الله.

اليوم نقول للجميع أي شرف وأي فخر يزهو به العماني بقول سلطنة عُمان كلمة الحق أمام قوى الظلم التي تجيز لنفسها وللآخرين كل شيء.

شكرًا جلالة السلطان المعظم.. شكرًا دبلوماسيتنا الشامخة، شكرًا للشعب العماني الأبي، شكرًا للشرفاء في هذا الوطن، وشكرًا لتلك المواقف التي نفتخر بها؛ فعمان دولة سلام دائمًا، وهي وطن الأحرار المؤمنين بقضيتهم وقضايا الامم المطالبة بحريتها.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأدام عليهم نعمة الأمن والاستقرار والسلام وجعلها نصير الحق في كل قضايا أمتها العربية والإسلامية جمعاء.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المطران تابت في رسالة عيد الميلاد: يحثنا لنكون صانعي سلام

وجه راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول – مروان تابت رسالة، لمناسبة عيد الميلاد المجيد، إلى كهنة الأبرشية والرهبان والراهبات والشمامسة، والأشخاص المكرسين والملتزمين في حياة الكنيسة والمجتمع والجماعات الرعاوية وأبناء الأبرشية.

وقال :"في هذه الليلة المقدسة من عيد الميلاد، نتوحد في الفرح للاحتفال معًا بأسمى أسرار إيماننا: ولادة يسوع المسيح، فادي الإنسان. تدعونا قصّة الميلاد، كما وردت في الإنجيل، للعيش بعمق معاني هذا الحدث الإلهي، إذ يذكرنا عيد الميلاد بقرب الله حِسّيًّا من الإنسانية، وهو قرب ملموس من خلال ولادة الطفل في المذود". 

أضاف :"اليوم، ونحن نتأمل بهذا الحدث، نتشارك في ثلاثة أفكار روحية أساسيّة، داعيا كلّ فردٍ منّا في هذه الفترة وطوال العام المقبل أن يبني حياته على أساسها:  الميلاد هدية للجميع: محبة الله غير المشروطة .

أحد الجوانب الأكثر تأثيرًا في الميلاد هو شموليّة رسالة الملاك للرعاة: "إني أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب" (لوقا 2/10). يذكّرنا عيد الميلاد أن محبة الله لا تعرف حدودًا، وأن الطفل يسوع هو هدية لجميع البشرية، بغض النظر عن وضعنا الاجتماعي أو ثقافتنا أو حالتنا. كان الرعاة، وهم مجرد عمال في الحقول، أول من تلقى خبر ولادة المخلص، مما يدل على أن الله لا يميز بين العظماء والصغار في نظر العالم". 

وتابع : "تدعونا محبة الله غير المشروطة هذه إلى أن نفتح قلوبنا لجميع من نلتقي بهم، وأن نرحب بهم بالرحمة والتعاطف. فعيد الميلاد دعوةٌ لمشاركة نفس المحبة التي تلقيناها مجانًا، بأن نصبح شهودًا لمحبة المسيح، بدءًا بمن يحتاج إليها أكثر من حولنا. فمن خلال المحبة، نشهد حقًا لوجود الله في حياتنا وفي عالمنا. 

  الميلاد رسالة لعالم يبحث عن المصالحة: دعوة إلى السلام .

لا تزال كلمات الملائكة للرعاة تتردد في الأذهان: "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام للناس الذين يرضى عنهم" (لوقا 2/14). إن عيد الميلاد هو إعلان للسلام الحقيقي، سلام لا يأتي من البشر، بل من الله ذاته، من خلال مجيء المسيح، أمير السلام. هذا السلام لا يقتصر على غياب الحرب، بل يشمل مصالحة القلوب مع الله ومع الآخرين". 

وقال :"في عالم تعصف به الصراعات والانقسامات والظلم، يحثُّنا عيد الميلاد لنكون صانعي سلام. وُلد المسيح من أجل مصالحة البشرية مع الآب، ويدعونا لحمل رسالة المصالحة هذه. يتطلّب ذلك شفاء العلاقات المكسورة، والمغفرة التي لا حدود لها، والالتزام الفعلي بالعمل من أجل عالم أكثر عدلاً وأخوة. في الحقيقة، يدعونا عيد الميلاد لنشرِ هذا السلام في عائلاتنا ومجتمعاتنا وأن نكون شهوده الفاعلين. 

 الميلاد قاعدة ورسالة رجاء للجميع: فرح البشارة ".

واردف المطران تابت :"إحدى أولى الحقائق التي تكشفها ولادة يسوع هي أن الله اختار أن يكون حاضرًا بالكامل بين شعبه. يذكرنا إنجيل متى بالكلمة النبوية لإشعيا: "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا، ويدعى اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره: الله معنا" (متى 1:23). هذا الاسم، "عمانوئيل"، هو وعد "بالقرب". وبالتالي، يظهر عيد الميلاد كرسالة فرح ونور ورجاء للجميع. لا يعتمد هذا الفرح على الظروف الخارجية، بل هو قائم على الحقيقة العجيبة لمحبة الله، التي تجلت بمجيء ابنه إلى العالم. 

من خلال إعلان الميلاد، يقدّم لنا الله رجاءً في مستقبل أفضل، وفي مصالحة ممكنة، وفي حياة متبدّلة بمحبته. فالميلاد دعوة لنقل الرجاء إلى الذين يحتاجونه، وللحفاظ على الثقة في المستقبل، وكذلك للإيمان بوعد السلام والخلاص الذي يقدمه لنا المسيح. وهذا ما يدعونا إليه قداسة البابا فرنسيس للسنة المُقبلة بإعلان اليوبيل الذي يحمل عنوان "حجّاج الرجاء". 

وختم :" إن عيد الميلاد ليس مجرد تذكار لحدث من الماضي، بل هو دعوة مستمرة لتجديد حياتنا في المسيح. وبينما نرحّب بالطفل يسوع في قلوبنا، تدفعنا هذه المناسبة لنتبّنى ثلاثة دروس من المحبة غير المشروطة، والسلام، وفرح الرجاء. فليكن كل ضوء من أضواء هذا العيد علامة على محبة الله التي تتألق في حياتنا وتقودنا لنشهد لبِرِّ الله لكل من نلتقي بهم. 

 في هذا العيد المقدس، أبارككم جميعًا، خاصة أولئك الذين يمرّون بتجارب وصعوبات. ليُشرق نور ولادة يسوع على حياتكم وليملأ سلامه قلوبكم وبيوتكم".

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام
  • المطران تابت في رسالة عيد الميلاد: يحثنا لنكون صانعي سلام
  • دار الإفتاء: حث الشرع على التزام الصدق وقول الحق في الأمور كلها دون مواربة أو مداهنة
  • عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن تفجيرات البيجر التي هزت حزب الله
  • الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
  • حذيفة عبد الله: سوف تسقط قريباً الدعاوي “الزائفة” التي تسوق خطاب حكومة المنفى
  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • نساء اليمن تسير قافلة مالية دعماً وإسناداً للقوات المسلحة
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • معاوية عوض الله: العقوبات التي تصدر تجاه قادة الجيش لن تزيدنا إلا قوة وصلابة