هددت حركة "أنصار الله" "برد قوي وفعال" بعد أن نفذت الولايات المتحدة ضربة أخرى في اليمن فجر اليوم السبت مما أدى إلى تفاقم التوترات في الوقت الذي تعهدت فيه واشنطن بحماية حركة الملاحة من هجمات الجماعة التي تستهدف سفنًا تجاريّة مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، .

وجاءت أحدث ضربة، التي قالت الولايات المتحدة إنها استهدفت موقعا للرادار، بعد يوم من عشرات الضربات الأمريكية والبريطانية على منشآت لأنصار الله في اليمن.

واستهدفت ضربات أمريكية جديدة فجر اليوم السبت قاعدة لأنصار الله اليمنية في صنعاء،وذكرت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان أن "القوات الأميركية نفذت ضربة ضد موقع رادار في اليمن" نحو الساعة 3,45 صباحا بالتوقيت المحلي .

ونقلت قناة "المسيرة" التابعة "أنصار الله"عن مراسلها في صنعاء قوله إن "العدو الأمريكي البريطاني يستهدف العاصمة صنعاء بعدد من الغارات".ولاحقًا أوضحت "المسيرة" أن الضربات استهدفت قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة الخاضعة لسيطرة "أنصار الله" منذ عام 2014.

وقال نصر الدين عامر المتحدث باسم "أنصارالله" لقناة الجزيرة إن "هذه الضربة الجديدة سيكون لها رد حازم وقوي وفعال"، مضيفا أنه لم تقع إصابات ولا "خسائر مادية ولا بشرية".

وصرح محمد عبد السلام، وهو متحدث آخر باسم "أنصارالله"، لرويترز إن الضربات الأمريكية التي استهدف أحدثها قاعدة عسكرية في صنعاء "لم يكن لها تأثير يذكر في سياق الحد من القدرات اليمنية للاستمرار في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل من المرور عبر البحر الأحمر والبحر العربي".

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان على موقع إكس، المعروف سابقا باسم تويتر، إن مدمرة الصواريخ الموجهة كارني استخدمت صواريخ توماهوك في الضربة اللاحقة التي نُفذت في ساعة مبكرة من اليوم السبت بالتوقيت المحلي "لتقليص قدرة "أنصارالله" على مهاجمة السفن البحرية بما في ذلك السفن التجارية".

وحث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج اليوم السبت جميع الأطراف المعنية بالتطورات في البلاد على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، محذرا من تزايد عدم اليقين إزاء الوضع في المنطقة.

وأضاف في بيان "ألاحظ بقلق بالغ السياق غير المستقر بشكل متزايد في المنطقة وتأثيره السلبي على جهود إحلال السلام في اليمن والاستقرار والأمن في المنطقة".

وفي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، دافعت السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد عن الضربات في اليمن قائلة إنها تهدف إلى "تعطيل وإضعاف قدرة " أنصار الله "على مواصلة الهجمات على السفن والشحن التجاري".

فيما قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن الولايات المتحدة وبريطانيا "تسببتا بمفردهما في امتداد الصراع (في غزة) إلى المنطقة بأكملها".

وارتفع سعر خام برنت أكثر من دولارين بسبب مخاوف من احتمال انقطاع الإمدادات، لكنه تخلى في وقت لاحق عن نصف مكاسبه.

وأظهرت بيانات تتبع السفن التجارية أن تسع ناقلات نفط على الأقل توقفت أو حولت مسارها بعيدا عن البحر الأحمر.

واتهم مسؤول أمريكي كبير طهران بتزويد" أنصار الله " بقدرات عسكرية ومخابراتية لتنفيذ هجماتها.

ونددت إيران بالضربات الأمريكية والبريطانية لكن لا توجد دلالة حتى الآن على أن طهران تسعى إلى الدخول في صراع مباشر.

وأجبرت هجمات " أنصار الله " بعض السفن على سلوك الطريق الأطول حول جنوب القارة الأفريقية مما زاد من تكلفة ووقت نقل السلع وأجج مخاوف من موجة جديدة من ارتفاع التضخم عالميا وتعطيل التعافي الاقتصادي العالمي بعرقلة سلاسل الإمداد.

ونشرت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا بوارج في البحر الأحمر وشكلت واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا لحماية الملاحة في المنطقة التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية.

وليل الجمعة السبت، أكد جنرال أمريكي أن "أنصار الله" أطلقوا صاروخًا بالستيًا مضادًا للسفن في ما اعتبره "ردا انتقاميا"، لكنّه لم يُصب أي سفينة.

وأعلن "أنصار الله" الجمعة أن "73 غارة" استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء، ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، مؤكدين سقوط خمسة قتلى في صفوف عناصرهم.إلا أنّ الجيش الأميركي تحدث عن استهداف 30 موقعًا عسكريًا في 150 ضربة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربات كانت "ضروريّة" و"متناسبة" زاعما انها "دفاعًا عن النفس".وقال حلف شمال الأطلسي إنها ضربات "دفاعية زاعما انها تهدف للمحافظة على حرية الملاحة".

في بيان مشترك، أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبيّة والمملكة المتّحدة، أنّ "هدفنا يبقى متمثّلا في تهدئة التوتّر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر".

وتعيق هجمات "أنصار الله" حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي تمرّ عبره 12% من التجارة العالمية. وقد تسبّبت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تغيير شركات الشحن مسار سفنها حول جنوب إفريقيا.

وكان آخرها شركة الشحن الدنماركية "تورم" التي أعلنت الجمعة تعليق جميع عمليات النقل عبر جنوب البحر الأحمر.

وأوصت مجموعة "درايد غلوبل" المتخصصة في مخاطر الأمن البحري، عملاءها الجمعة بتعليق عمليات النقل في البحر الأحمر لمدة 72 ساعة، مشيرةً إلى تهديد ناجم عن احتمال أن يردّ "أنصار الله".

وتظاهر مئات آلاف اليمنيين في العاصمة صنعاء تنديدًا بالضربات وتضامنًا مع الفلسطينيين، ملوحين بأعلام يمنية وفلسطينية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الیوم السبت أنصار الله فی المنطقة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

غوتيريش: الهجمات الإسرائيلية على اليمن “مثيرة للقلق”

نيويورك – أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش التصعيد بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن، وأبدى قلقه من الضربات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي وموانئ البحر الأحمر ومحطات الكهرباء في اليمن.

جاء ذلك في بيان مكتوب لغوتيريش امس الخميس، بشأن تصاعد التوترات بين إسرائيل واليمن في الأيام الأخيرة.

وأوضح البيان أن القصف الإسرائيلي لمطار صنعاء الدولي أسفر عن إصابة أحد أفراد طاقم خدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي الإنساني.

وأشار إلى أن وفدا رفيع المستوى من الأمم المتحدة، برئاسة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس كان في المطار عندما وقعت الهجمات.

وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على اليمن أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 12.

ولفت إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي وموانئ البحر الأحمر ومحطات الكهرباء في اليمن، “مثيرة للقلق”.

وأكد غوتيريش على أن الهجمات الإسرائيلية وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر لمدة عام “تهدد الاستقرار الإقليمي وحرية الملاحة البحرية”.

وأعرب الأمين العام عن قلقه العميق إزاء خطر تصعيد التوترات في المنطقة، مشددا على ضرورة قيام الأطراف المعنية بوقف جميع الأعمال العسكرية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.​​​​​​​

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أعلن أن قصف إسرائيل مطار صنعاء مساء الخميس، وقع على بعد أمتار من مكان وجوده رفقة أعضاء فريق أممي، وأدى لإصابة فرد من طاقم طائرة كانوا سيغادرون على متنها.

وأعلنت جماعة الحوثي، مساء الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي ومحافظة الحديدة غربي اليمن، إلى 6 قتلى و40 مصابا.

و”تضامنا مع غزة”، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، إضافة إلى شن هجمات على أهداف داخل إسرائيل.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي في غزة عن أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • اليمن ومصر تؤكدان على أهمية التنسيق المشترك لتأمين البحر الأحمر
  • غوتيريش: الهجمات الإسرائيلية على اليمن “مثيرة للقلق”
  • ترقب واستنفار.. هجوم على قاعدة أمريكية في سوريا كاد ان يتسبب بكارثة
  • غوتيريش يدعو لضبط النفس بعد غارات إسرائيلية على صنعاء
  • الرئيس الإيراني يتحدث عن سوريا والحرس الثوري يثمن ضربات الحوثيين لإسرائيل
  • هكذا أصبحت عمليات اليمن ترند مِنصات الإعلام
  • شبكة فوكس نيوز تكشف تفاصيل جديدة حول حادثة إسقاط طائرة أمريكية من طراز “اف/18” في البحر الأحمر
  • موسكو: السودان لم يرفض إقامة قاعدة روسية في البحر الأحمر
  • بعد تلقيها ضربات يمنية موجعة.. حاملات الطائرات الأمريكية “ترومان” تغادر البحر الأحمر
  • ردا على صواريخ "أنصار الله".. إسرائيل تعتزم شن هجوم رابع على اليمن