ينفد الوقت أمام منع التهجير الجماعي الراهن للفلسطينيين في قطاع غزة من أن يصبح دائما، لكن التدخل الدولي قادر على الحيلولة دون نكبة جديدة، وضمان عدم سَن إسرائيل قوانين لمنع الفلسطينيين من العودة إلى أراضيهم.

تلك القراءة طرحها إيال لوري-بارديس، وهو زميل زائر في برنامج فلسطين والشؤون الفلسطينية الإسرائيلية بمعهد الشرق الأوسط، عبر مقال في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy) ترجمه "الخليج الجديد".

وقال بارديس إنه في ظل حرب إسرائيلية متواصلة في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، "فشلت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في منع نزوح 1.9 مليون فلسطيني، أي 85% من السكان (من أصل 2.4 مليون فلسطيني)، وقد فر أكثر من مليون منهم من الجزء الشمالي من غزة، بتعليمات إسرائيلية".

وتابع أن مشاهد النزوح تعيد "النكبة" إلى الذاكرة، عندما تم تهجير حوالي 750 ألف فلسطيني (من أراضيهم) في 1948، في إشارة إلى العام الذي أُقيمت فيه دولة الاحتلال على أراضٍ فلسطينية محتملة.

وعلى الرغم من رفض القاهرة الراهن لاحتمال تهجير الفلسطينيين، رأى بارديس أن "تدهور الأوضاع الإنسانية و(تزايد) أعداد النازحين الفلسطينيين قد يدفع مصر إلى تمكينهم من الفرار إلى شبه جزيرة سيناء (المصرية عبر معبر رفح الحدودي مع غزة)".

اقرأ أيضاً

الخارجية الأمريكية: نرفض التهجير وكل شبر في قطاع غزة فلسطيني

ضمانات إسرائيلية

و"يرى بعض المعلقين أن نكبة جديدة تحدث بالفعل في غزة. ومع ذلك، في حين أن حجم التهجير الحالي للفلسطينيين يتجاوز نكبة 1948، والتهجير الجماعي خلال نكسة 1967، فمن المهم التأكيد على أن المجتمع الدولي لا يزال بإمكانه منع حدوث نكبة جديدة"، كما زاد بارديس.

ولفت إلى أن "كبار المسؤولين الأمريكيين شددوا على أنهم لن يسمحوا لإسرائيل باحتلال أي جزء من غزة، وأنه يجب أن يتمكن سكان غزة من العودة إلى أراضيهم. ولكن إذا كانت إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن جادة بشأن هذه الأهداف، فسيتعين عليها الآن مواجهة الحكومة الإسرائيلية (اليمنية المتطرفة برئاسة بنيامن نتنياهو)".

وأوضح أنه "يجب على الولايات المتحدة (تدعم إسرائيل منذ اندلاع الحرب) أن تسعى للحصول على ضمانات من الحكومة الإسرائيلية بأن الفلسطينيين سيتمكنون من العودة إلى جميع أنحاء قطاع غزة، وأن يشمل ذلك عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة، الذي تحول جزء كبير منه إلى منطقة معركة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي".

وحذر من أن "الحرب الدائرة في غزة تنطوي على احتمال خطير أن تتطور بديناميكيات مماثلة لحروب 1948 و1967، حين استغلت إسرائيل الوضع لإعادة تشكيل الأراضي الفلسطينية واحتواء المزيد من الفلسطينيين في مساحة أقل".

وأضاف أن "الهجوم الإسرائيلي الحالي أكثر عدوانية من أي حروب سابقة ضد (حركة المقاومة الإسلامية) "حماس" على مدى العقدين الماضيين، إذ أسفر عن مقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني (معظمهم أطفال ونساء)".

اقرأ أيضاً

السيسي وعباس: دور السلطة الفلسطينية محوري.. ونرفض أي محاولة لتهجير إسرائيلية

قوانين النكبة

بارديس قال إن "منع التهجير من أن يصبح دائما سيتطلب أيضا مراقبة النظام القانوني الإسرائيلي عن كثب، فالنكبة تشمل كذلك إجراءات قانونية تهدف إلى منع عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم".

ولفت إلى أنه "بعد انتهاء حرب 1948، أنشأت إسرائيل نظاما عسكريا على الفلسطينيين الذين بقوا داخل حدود إسرائيل وحصلوا على الجنسية، وهذا النظام منعهم من العودة إلى أراضيهم".

وتابع: "وبعد عامين، أصدرت إسرائيل قانون "أملاك الغائبين"، الذي ينظم معاملة ممتلكات الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم قسرا خلال الحرب. ومكّن القانون الحكومة من السيطرة على أراضي وممتلكات الفلسطينيين".

و"على الرغم من أن الحكومة عملت كوصي على الممتلكات، إلا أنها استخدمت أراضي الفلسطينيين لتوطين المهاجرين اليهود الجدد في ما تُسمى بالممتلكات المهجورة على مدى العقود التالية، كما استخدمت القانون للسيطرة على الممتلكات الفلسطينية بمدينة القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل منذ حرب 1967"، كما تابع بارديس.

اقرأ أيضاً

رفض دولي وعربي لتصريحات وزراء إسرائيل المتطرفين حول تهجير سكان غزة

المصدر | إيال لوري-بارديس / فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نكبة جديدة إسرائيل غزة حرب الولايات المتحدة حماس فلسطين من العودة إلى إلى أراضیهم نکبة جدیدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تنتظر رد حماس على قائمة الرهائن

ذكرت مصادر إسرائيلية أن السلطات في تل أبيب لم تتلق قائمة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن تل أبيب تنتظر من حماس قائمة بالرهائن الأحياء والأموات، الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار المحتملة. وأضافت الهيئة أن حماس تقاوم ضغوط الوسطاء بهذا الشأن.

Israel still hasn’t received list of living hostages from Hamas, official tells ToI: ‘We are waiting’ https://t.co/xRyYndboNl

— ToI ALERTS (@TOIAlerts) December 23, 2024

وفي الوقت نفسه، قالت مصادر صحفية إسرائيلية إن حماس تتراجع، بعد أن بدت في البداية وكأنها تخفف من موقفها.

وقال مسؤول كبير: "حماس تتراجع فعلياً عن التخفيف الذي أدى إلى تجديد المحادثات، وتطالب مرة أخرى بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب في نهاية الصفقة الشاملة، كشرط لتنفيذ مرحلتها الأولى".

وتأتي التقارير في الوقت الذي عاد فيه فريق تفاوض متوسط ​​المستوى إلى إسرائيل، بعد زيارة إلى قطر استمرت عدة أيام، للعمل على صفقة محتملة لوقف إطلاق النار مع حماس، لإجراء "مداولات داخلية بشأن استمرار المفاوضات".

وتشير التقارير إلى أن وقف إطلاق النار المقترح يتضمن تنفيذه على 3 مراحل، عل أن تفرج حماس عن الأسرى "الإنسانيين"، ويشمل ذلك النساء والأطفال والأسرى المسنين والمرضى.

مقالات مشابهة

  • 80 يوما إبادة إسرائيلية.. مقتل وفقدان 4 آلاف و800 فلسطيني شمالي غزة
  • «يونيفيل» تدعو لانسحاب إسرائيل من لبنان في الوقت المحدد
  • انعكاسات أزمة تقييد القضاء في إسرائيل على الفلسطينيين
  • استشهاد 14 فلسطينيًا وإصابة العشرات بغارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم
  • مسؤول إسرائيلي: لا يمكن استعادة 100 محتجز عبر العمليات العسكرية ونحتاج لصفقة مناسبة
  • ‏إعلام فلسطيني: 10 قتلى في غارات إسرائيلية استهدفت جنوب قطاع غزة
  • إسرائيل تنتظر رد حماس على قائمة الرهائن
  • أبرزها مستشفى كمال عدوان.. جرائم إسرائيلية متلاحقة ضد الفلسطينيين
  • السكوري: لا يمكن قبول شراء الإضراب والقانون لم يأتي بعقوبات جنائية في حق العمال
  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار