نقلة فكرية مع "صندوق المستقبل"
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
خلفان الطوقي
حال عُمان كأي بلد نفطي، يمر بين حين وآخر بتحديات اقتصادية، مثل الكثير من الدول المعتمدة على سلع ناضبة أو سلع تتحكم فيها التطورات الجيوسياسية أكثر من معادلة العرض والطلب العالمية مثل النفط والغاز، وبناءً على ذلك لا بُد للسلطنة من إكمال مسيرة تنويع مصادر الدخل لضمان ديمومة التنمية وتفادي- قدر الإمكان- أي مطبات اقتصادية غير مُتوقعة، ولذا كان لزامًا استمرارية استحداث برامج عملية، والتفكير في مبادرات استباقية تساهم في تحقيق الهدف الوطني الأعلى وهو ما يسمى بالتنويع الاقتصادي.
ومن هذه البرامج ما أعلن عنها سلطان البلاد المفدى- أعزه الله- خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء في يونيو الماضي بإنشاء "صندوق عُمان المستقبل" برأس مال قدره ملياري ريال عُماني. كما إن بدء عمل هذا الصندوق في بداية العام الجاري 2024 غاية في الأهمية، وسيُحقق عدة أهداف تتواءم مع الهدف الأشمل وهو الانتقال التدريجي من النظام الريعي إلى النظم الإنتاجية للدولة، ويمكن توضيح ذلك عند شرح ذلك من النتائج المرجوة وأهمها:
التنويع الاقتصادي: وهو هدف دائم ومُتجدد، فقد تكررت هذه الكلمة في الماضي منذ بداية السبعينات وسوف نراها تتكرر في الحاضر والمستقبل، وذلك بسبب أن المطلوب من الحكومة أن تكمل مسيرة تنويع مصادر الدخل، وعدم وضع محفظتها الاستثمارية في نطاق ضيق، وهذا التوجه الصحيح لابد له أن يكون بشكل مستمر ومدروس، وإطلاق صندوق عُمان المستقبل يصب في هذه الجهود.
السيولة: بمجرد إطلاق هذا الصندوق، فهذا يُعطي السلطنة ميزة الأسبقية في اقتناص الفرص أينما وجدت، وكما يقال في العرف الاستثماري إن السيولة هي الملك "Cash is King"، فبدون الجاهزية في السيولة يقل تلقائيًا مستوى التفكير أو السعي وراء الفرص الاستثمارية.
التمكين: ليس تمكين الدولة فقط ودعمها اقتصاديًا؛ بل تمكين القطاع الخاص بشكل مركز، فيمكن للقطاع الخاص أن يجد منصة متخصصة إضافية للتمويل والشراكة والنمو معًا، فهذا النوع من الصناديق الاستثمارية يبحث عن الفرص في الشركات الناشئة سريعة النمو وإن كانت عالية المخاطر، ولكنها تعمل بمعايير تجارية وتخضع للحوكمة الإدارية والمحاسبية والقانونية.
المرونة: فقد تم تخصيص ما يصل إلى 10% من هذا الصندوق للاستثمارات الجريئة، أي ما يقارب 200 مليون ريال عماني، وتؤمن هذه النوعية من الصناديق بالمخاطرة "Venture Capital" تسعى لاقتناص الفرص الاستثمارية وخاصة في المراحل المبكرة من إنشاء الشركات التجارية أو في مراحل النمو، وهذا الصندوق سيكون حاضرًا وفعالًا بصور منوعة إما بالبحث عن هذه الفرص في الشركات الناشئة، أو الاستماع للأفكار التجارية الجرئية، أو التشارك مع صناديق متخصصة حول العالم، أو استقطاب هذه الاستثمارات لتكون في عُمان وتجني فوائد إضافية مثل توليد فرص وظيفية جديدة، واستقطاب رؤوس أموال أجنبية، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل غير مباشر، ونقل التكنولوجيا والخبرات النوعية إلى عُمان.
تكامل المنظومة: تكامل وتنوع طرق الاستثمار هو ما تبحث عنه الدول الناجحة، وإنشاء صندوق مستقبل عُمان يعطي أفضلية في الوصول إلى الفرص الإقليمية والعالمية، وهذا الصندوق سوف يوسع من مكونات جهاز الاستثمار العُماني ويزيد من مرونته وبالتالي فرصه الربحية، خاصة وأنَّ الجهاز يملك مكونات أخرى تغطي أوجهاً محددة مثل صندوق ركيزة أو الصندوق العُماني للتكنولوجيا وغيرها من برامج استثمارية تخصصية تقيدها من تجاوز نطاقها المحدد سلفًا.
التوقيت: إطلاق هذا الصندوق في هذا الوقت يشير إلى تنوع أدوات الاستثمار التي تتبناها عُمان من خلال جهاز الاستثمار العُماني كالاستثمار في الأسهم والسندات أو العقار أو التكنولوجيا أو مشاريع البنية التحتية، لكن المُميز في هذا الصندوق أنه يبدأ ولديه خبرات مهنية تراكمية من موظفي جهاز الاستثمار العُماني أو من خلال أذرعه الاستثمارية الأخرى، والذي يمكنهم من حوكمة الصندوق، مما سوف يتيح له الاستثمار بكل أريحية في المشاريع الناشئة داخل أو خارج السلطنة من ناحية، أضف إلى ذلك الاستثمار في المشاريع ذات الأولويات الوطنية وتملك فيها عُمان ميزة تنافسية مثل المعادن والطاقة الخضراء والأمن الغذائي والسياحة واللوجستيات وغيرها من أولويات، فوجود هذا الصندوق سوف يشجع الآخرين الجادين "أفراد أو شركات أو صناديق" على المشاركة الاستثمارية، وإقناعهم بالقدوم إلى عُمان وتوطين أعمالهم في السلطنة.
التوجهات الحكومية: الصندوق سيعمل جنبًا إلى جنب مع المبادرات الحكومية بضرورة دعم الشركات الناشئة والتي تشرف عليها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأيضًا مع مبادرة التمويل الجماعي "Crowd Funding" التي أطلقتها الهيئة العامة لسوق المال والبنك المركزي العُماني، مما يضمن حراكًا أفضل مما مضى.
إنَّ هذا الصندوق جاء في وقته، ويمثل دعامة إضافية للاقتصاد العُماني ومبادرات الاستدامة المالية الداعمة لموازنة الدولة، وخيره سيعُم الوطن والمواطن بإذن الله، وإننا لنأمل التعرف على المزيد من تفاصيله المبشرة بالفرص وطريقة عمله خلال هذا الأسبوع.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مواطنون: نقلة نوعية في تنمية المحافظات مع تطبيق اللامركزية
ـ تحسُّن الخدمات العامة وانتعاش ريادة الأعمال وخطط استراتيجية لاستغلال الموارد
نجحت سلطنة عمان في توجهها الهادف إلى تحقيق (اللامركزية)، وإحداث تنمية مستدامة وشاملة في ربوع البلاد، من خلال المسار الذي وجّه به حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بتعزيز دور المحافظات في التنمية واستغلال الموارد والإمكانيات التي تتمتع بها، وتعزيز المخصصات المالية لكل محافظة بمبلغ 20 مليون ريال عماني؛ لتحقيق مزيد من النمو.
واستطاعت المحافظات منذ بداية تطبيق (اللامركزية) أن تحقق نموًا في تنفيذ المشاريع التنموية، وإحداث نقلة نوعية في المشاريع المتوسطة والصغيرة لتحقيق طموحات الشباب العماني.
وعززت المجالس البلدية تطبيق نهج التنمية الشاملة من خلال السعي جنبًا إلى جنب مع بقية المؤسسات الحكومية والخاصة للنهوض بالمشاريع وإقامة المهرجانات في المحافظات عبر استغلال المقومات الطبيعية والمشروعات الاستراتيجية في جذب الزوار وتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية ذات العوائد الإيجابية.
وأكد عدد من أعضاء المجالس البلدية لـ (عمان)، على أن (اللامركزية)، نهج أكد عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله و رعاه- وتعمل المحافظات على تحقيقه بما ينسجم مع توجه البلاد لتحقيق التنمية والاستفادة من المقومات لقيام مشاريع استراتيجية.
مشاريع حيوية
وأكد عبدالله بن يحيى بن سالم الجابري نائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة ممثل ولاية صحار على أن نهج (اللامركزية)، عزز القدرة على إنجاز المشاريع، وتسريع اتخاذ القرار، والعمل على استغلال إمكانيات الولايات، كما أن رفع المخصصات المالية للمحافظات كان له أثر بالغ في ضخ المزيد من المشاريع التنموية، وهو ما لمسناه بشكل مباشر في محافظة شمال الباطنة، حيث إن الزيادة في الدعم المالي مكّنت من تنفيذ عدد من المشاريع التنمية على مستوى الواجهات البحرية والحدائق والمتنزهات، وكذلك مشاريع الساحات والطرق الداخلية في مختلف ولايات المحافظة، مما يعزز من مكانة المحافظة باعتباره مركزا اقتصاديا وسياحيا مهما.
وقال: إن الإحصائيات تشير إلى أن محافظة شمال الباطنة من خلال المهرجانات التي أقيمت فيها استطاعت أن تستقطب أعدادًا قياسية من الزوار، حيث اقترب عدد الحضور إلى مهرجان صحار من 400 ألف زائر، وهو مؤشر واضح على مدى جاذبية المحافظة كوجهة سياحية بارزة.
وأضاف الجابري: الجهود المبذولة لتطوير القطاع السياحي وتعزيز الاستثمار تعكس التوجه الوطني نحو تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
وأشار عبدالله الجابري إلى أن محافظة شمال الباطنة تزخر بمواقع جذب سياحي متنوعة، تجمع بين جمال الطبيعة وعبق التاريخ، وشواطئها الممتدة تُعد من الوجهات المثالية لمحبي الاستجمام والرياضات البحرية، إضافة إلى التراث التاريخي مثل قلعة صحار، مشيرا كذلك إلى وجود عدد من الأودية التي تعد من الوجهات الجميلة لمحبي الطبيعة مثل وادي حيبي ووادي الجزي ووادي بني عمر ووادي الحواسنة، وتمثل تجربة رائعة لمحبي المغامرة والاستكشاف.
وأكد عبدالله الجابري أن المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة يعمل للنهوض بالقطاع السياحي، ويضع في مقدمة أولوياته تطوير البنية الأساسية، ودعم المشاريع الترفيهية، مشيرا إلى جملة من المشاريع تقام بالمحافظة من بينها مشروع "الدرة"، الذي فازت به المحافظة بجائزة أفضل مشروع إنمائي لعام 2024، وهو خطوة مهمة في دعم التراث والثقافة المحلية وتعزيز التنمية الاقتصادية، ومشروع "منتجع أكوا بارك" في ولاية السويق، ومشاريع تطوير الحدائق والمتنزهات، التي قال: إنها ستساهم في جعل المحافظة وجهة سياحية أكثر تنوعًا وجاذبية.
تنويع واستدامة
من جانبه قال محمد بن درويش بن صالح الشحي عضو المجلس البلدي بمحافظة مسندم: إن المحافظة تشهد إقامة مشاريع استراتيجية منها مستشفى خصب الجديد ومستشفى محلي بولاية مدحاء والواجهة البحرية بولاية دبا، والواجهة البحرية بولاية بخاء، ومطار خصب الجديد، ومشروع طريق دبا –ليما- خصب، والمركز الثقافي بولاية خصب، وسوق الخضار والفواكه والأسماك بولاية خصب.
إضافة إلى مشاريع سياحية بينها فندق كلوب ميد "راس عمود"- و فندق خليج ايمس- النزل الخضراء، إضافة إلى تطوير قرية غب علي البحرية بولاية خصب وتطوير جزيرة مقلب بولاية خصب.
وأشار الشحي إلى أن نهج (اللامركزية) حقق نجاحات على مستوى المحافظات، ومن بينها محافظة مسندم، وذلك يأتي من خلال ارتفاع عدد الزوار للمحافظة حيث بلغ عدد زوار محافظة مسندم في العام الماضي 2024م إلى أكثر من 70000 زائر، مشيرا إلى أن المحافظة تتمتع بمقومات جذب بيئية بينها البيئة الجبلية والبيئة البحرية وتنوع الخلجان والأخوار والفعاليات التراثية والمناشط المقامة ضمن الشتاء مسندم.
رافد حيوي
من جانبه أكد محمد بن خليفة الجابري نائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة البريمي على أن هناك تزايدًا ملحوظًا في زوار المحافظة وخاصة خلال المناسبات والإجازات الرسمية حيث أصبحت المحافظة محل جذب للزوار، ويتزامن ذلك مع تنفيذ العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية الجاذبة للسياح كذلك ما تمتاز به المحافظة من تنوع اقتصادي وجغرافي، موضحًا بأن نسبة الزوار لمختلف الفعاليات التي نفذتها المحافظة في عام ٢٠٢٤م بلغ ما يزيد عن ٢٠٠ ألف زائر.
وأوضح أن أبرز المشاريع القائمة حاليًا مشروع واحة البريمي ومشروع البحيرة الاصطناعية وكذلك مشاريع رصف وصيانة الطرق الداخلية ومشروع تأهيل وتجميل بعض الطرق في المحافظة.
وأشار الجابري إلى أن المحافظة تزخر بعدد من المواقع الأثرية والسياحية كفلج الصعراني وواحة محضة إلى جانب القلاع والحصون علاوة على الفعاليات والمهرجانات المتخصصة كبطولة حفيت للسيارات والتي أقيمت خلال هذا العام ولاقت إقبالا كبيرا من سلطنة عمان وخارجها.
نجاح النهج
من جانبه قال ناصر بن سعيد اليزيدي عضو المجلس البلدي بمحافظة شمال الشرقية - رئيس لجنة تنمية وتطوير المحافظة: إن نهج (اللامركزية)، بدأ يحقق أهدافه الناجحة وبدأت المحافظات بجني ثمار التوجه بتسريع وتيرة المشاريع وتفعيل المهرجانات ذات العوائد الاقتصادية للمحافظة، وأشار إلى أن زوار محافظة شمال الشرقية تجاوز خمسمائة ألف زائر حسب الإحصائيات التقديرية، وهذه الأعداد تسهم في انتعاش الكثير من المشاريع، وهناك مهرجانات للفروسية والهجن والمهرجانات الشتوية التي أدت إلى تنامي عدد الزوار.
كما أشار اليزيدي إلى جملة من المشاريع الجاري تنفيذها بالمحافظة، من بينها إنشاء حي “السمو” بولاية المضيبي، وإنشاء عقبة وادي بني خالد، وتنفيذ مشاريع سكنية في ولايات دماء والطائيين ووادي بني خالد، وتطوير سوق الموارد بولاية سناو وسوق المضيرب بولاية القابل، وإنشاء شبكة من الطرق من بينها ازدواجية الطريق الداخلي ورصف طرق داخلية بولاية براء وازدواجية الطريق من محطة النبع بولاية بدية إلى ولاية سناو وإنشاء مدينة المضيبي الصناعية، وإنشاء مستشفى النماء وإنشاء مركز لرعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بولاية بدية، وطرح فرص استثمارية في منطقة الامتياز “B-25”.
تسريع المشاريع
وقال محمد بن ناصر العريمي عضو المجلس البلدي بمحافظة جنوب الشرقية: إن توجه الحكومة نحو اللامركزية، حقق العديد من النتائج الإيجابية، من بينها تسريع اتخاذ القرار والتركيز على المشاريع في كل محافظة، كما عززت الموارد المالية التي تم تخصيصها لكل محافظة من قدرة المسؤولين بالمحافظات على اختيار المشاريع ذات الأولوية بكل ولاية، والاهتمام بالمشاريع ذات العائد الأكبر لأبناء المحافظة.
وأشار العريمي إلى أن محافظة جنوب الشرقية، تشهد إقامة قرابة 20 مشروعًا من المشاريع السياحية والتاريخية والخدمية من بينها مشروع مسار البر (بوليفارد) صور ومركز شبابي ثقافي مع مكتبة عامة بصور ومشروع حفر خور البطح والمتحف البحري و5- ميدان الفروسية وغيرها من المشاريع التطوير للواجهة البحرية والمنتجعات والمسارات وتطوير القرى وغيرها.
وأوضح محمد العريمي بأن ولايات المحافظة تشهد إقبالًا سياحيًا طول العام سواء للسياح من محافظات سلطنة عمان أو من الخارج، حيث تزخر المحافظة بعدد من المقومات التي تميزها عن غيرها من المحافظات، وأيضا تتمتع بالأجواء المعتدلة، مشيرا إلى أن المحافظة شهدت تسارعا في إنجاز المشاريع الخدمية والتنموية في ظل توجه الحكومة بتسريع تنمية المحافظات.
تنمية شاملة
من جانبه أكد أحمد بن حمد النبهاني عضو المجلس البلدي بمحافظة الداخلية على أن نهج اللامركزية نجح في رفع وتيرة إنجاز المشاريع في المحافظات وعزز من قدرة المحافظات على اتخاذ القرارات المناسبة لتنميتها وتلبية احتياجات سكانها، كما أسهم رفع المخصصات المالية للمحافظات بشكل كبير في تعزيز القدرة على تنفيذ مشاريع تنموية تلبي احتياجات السكان وتساهم في تحقيق "رؤية عُمان 2040".
وأتاح نهج اللامركزية الفرصة لتنفيذ برامج ومشروعات استراتيجية تهدف إلى تنمية المحافظات والمدن المستدامة، وتحفيز المزايا النسبية التنافسية لكل محافظة، وتوسيع نطاق المشاريع التنموية، وتحسين البنية الأساسية والخدمات، حيث مكنت من تنفيذ مشاريع خدمية متنوعة، بما في ذلك تطوير البنية الأساسية، وإنشاء الحدائق والمتنزهات، وتحسين شبكات الطرق، مما يسهم في رفع مستوى المعيشة للمواطنين.
وأشار النبهاني إلى أن ولاية الجبل الأخضر وحدها شهدت العام الماضي زيارة 203,629 زائرًا، حيث شهد القطاع السياحي نموًا ملحوظًا خلال عام 2024م، مؤكدًا أن هذه المؤشرات تعكس زيادة عامة في عدد الزوار والسياح لمحافظة الداخلية.
وقال: إن محافظة الداخلية تشهد إقامة عدد من المشاريع في مجالات ترفيهية واقتصادية وسياحية حيث وقّعت المحافظة عددًا من الاتفاقيات المتعلقة بمشروعات تنموية وخدمية بهدف تحسين البنية الأساسية والخدمات المقدمة للزوار، مما يعزز من جاذبية المحافظة كوجهة سياحية.
ومن بين المشاريع تنفيذ ورصف الطرق الداخلية وتتضمن هذه المشاريع رصف طرق بطول 58 كيلومترًا في ولايات نزوى، وبهلا، وأدم، والحمراء؛ بهدف تحسين شبكة الطرق وتسهيل حركة المرور.
كما أن من بين المشاريع المنفذة توسعة مواقف السيارات في سوق نزوى حيث يهدف المشروع إلى معالجة الازدحام المروري وتحسين انسيابية الحركة في المنطقة التجارية.
و كذلك مشروع تأهيل وتطوير سوق بهلا الذي يهدف إلى تنشيط الحركة السياحية وتعزيز الثقافة المحلية من خلال توفير مساحات جديدة للتفاعل الاجتماعي، ومشروع "أصالة بهلا" الذي يقع في مركز الولاية بالقرب من معالم رئيسية مثل بوابة بهلا وقلعة بهلا، ويهدف إلى تقديم تجربة متكاملة تعكس التراث العماني، مع الالتزام بالسياسات الوطنية التي تدعم "رؤية عمان 2040".
ومن بين المشاريع السياحية مشروع واجهة جبل شمس "جراند كانيون" حيث تم توقيع اتفاقية الخدمات الاستشارية للتصميم والإشراف على المشروع، والذي يهدف إلى تطوير واجهة جبل شمس لتعزيز السياحة البيئية وتوفير فرص استثمارية ووظيفية.
وكذلك مشروع تطوير وتأهيل مسفاة العبريين بولاية الحمراء الذي يهدف إلى ترميم وتطوير المواقع التاريخية والتراثية لتعزيز القطاع السياحي.
وأشار النبهاني إلى مشاريع لإنشاء الحدائق والمتنزهات العامة، وذلك لتعزيز البعد الاجتماعي والاقتصادي للتنمية وتوفير مرافق ترفيهية للمجتمع ومن أبرزها "بوليفارد الداخلية" وحديقة نزوى العامة، ومشاريع تحسين شبكات الطرق الداخلية وإنارتها باستخدام تقنيات موفرة للطاقة (LED) وتجميل المرافق العامة.
وتعكس هذه المشاريع النهج الساعي إلى تطوير البنية الأساسية وتعزيز القطاع السياحي والاقتصادي في محافظات سلطنة عمان بما يتماشى مع "رؤية عُمان 2040" لتحقيق تنمية مستدامة ورفع مستوى المعيشة للمواطن.