جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-05@07:12:29 GMT

رضيت أو لم ترض!

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

رضيت أو لم ترض!

 

 

صاحب السمو السيد/ نمير بن سالم آل سعيد

 

رضيت أم لم ترض، أحبطت نفسيتك أم لم تحبطها، تضايقت أم لم تتضايق، تشاءمت أم لم تتشاءم، اكتأبت أو لم تكتئب، انعزلت أو لم تنعزل، عبأت نفسك بالكراهية والغضب أو ملأتها بالمحبة والهدوء والسكينة؛ فالوقت سائر إلى الأمام لا ينظر إلى ظروفك إذا تعسرت، أو مُعاناتك إذا عانيت، أو حالتك النفسية إذا ساءت، والآخرون ليس لديهم الوقت للتعاطف معك كما تُريد أو الشعور بظروفك كما تشعر مهما ادعوا.

سرعان ما يتَّجه تفكيرهم إلى أمورهم، وينسون حالتك، فلديهم ما يشغلهم غيرك، وتبقى أنت الوحيد الذي تتعايش مع ذاتك في كل وقت وآنٍ، ولذا أنت الوحيد الذي يجب أن يهتم بك ويعتني بحياتك ولا أحد غيرك. عندما قبلت أن تستمر في الحياة فلابُد أن تقبل كل ما يحدث فيها من مُتغيرات، وهذه هي الحياة بما فيها من أحداث. وغدًا يوم آخر لا يعترف بالبؤساء والمُحبَطين الذين يرون الحياة بمنظور ضيق من التعاسة البائسة المتشائمة، ويضغطون على أنفسهم عصبيًا ويهاجمون دواخلهم نفسيًا لما حصل خارجها من تأثيرات أصابتهم بسبب شخص معين أو وضع معين أو ظروف معينة صعبة.

وجزء كبير من أحداثها لا يسير وفق هواك كما ينبغي، وقد تشعر بأن ما أصابك سيئ، وقد يكون ظلمًا تعرضت له، أو مرضا أصابك، أو مالا خسرته، أو وظيفة فقدتها أو فرصة أضعتها...

ولا جدوى من الأسف على نفسك والغضب والكراهية على من تظنه السبب في وضعك أو من تعتقده كان المصدر لمشاكلك، ولا ينفع السخط على الأقدار أو الحياة كلها بما فيها؛ فذلك لا يجلب إلا المزيد من المرض والإحباط والاكتئاب والضياع.

أنت لا تستطيع أن تفعل شيئًا، فمن الأفضل في هذه الحالة تهدئة النفس وطمأنة الروح بأن كل شيء سيكون على ما يرام في قادم الأيام والرضا بما قسم الله دائمًا وأبدًا.

هناك قاعدة تقول إنَّ 90% من الحياة تتشكل من خلال ردود أفعالنا، و10% فقط من خلال ما يحدث لنا!

هذا يعني أننا لا نستطيع أن نسيطر على الأحداث القدرية حولنا إذا حدثت وإنما نحن من نقرر كيف يكون تأثيرها على نفسياتنا وماذا نفعل لنرفع من ذواتنا. فعلى سبيل المثال، خسرت وظيفتك أو لم تجد وظيفة، فلماذا الانزعاج والقلق والأرق والكراهية والانعزال؟ اترك السلبيات عنك ووظِّف طاقتك لتجد وظيفة جديدة؛ فأبواب الرزق مفتوحة ولا تقف جامدًا. وعليك بالإكثار من قول "أوكلت أمري لله ونعم الوكيل، والحمدلله على كل حال". وخذ نفسًا عميقًا لتجد مشاكلك تخف ونفسيتك تهدأ وتتعافى، وهو ما سيُعزز مشاعر الرضا والقبول لديك، بعد الإنكار والحزن، وهذا الحزن طبيعي أن يأتي إلى مشاعرك على أن تجعله يَعبُر كسحابة صيف تغادرك، ثم امضِ مُطمئنًا لا تهتم ولا تكثرث، وكن صلبًا على الأيام، مقتدرًا ثابتًا ولا تيأس أو تَبتَئِس، ولا تجعل الأحداث تكسرك، فلن تستطيع إذا انكسرت أن تلُم شتاتك. واجعل أفكارك عونًا لك، لا هزيمة وخذلاناً عليك؛ فأفكارك هي التي تُشقيك أو تُسعِدُك وليست العوامل الخارجية المتغيرة، ودع إيمانك بالله كبيرًا في حياتك؛ فهو وقودك ومُحرِكك. وعند وقوعك في مشكلة، لا تتجمد وانظر إلى خياراتك المتوفرة، ما هي خياراتك؟!

وإذا كان حل المشكلة موجودًا، فلا داعي للقلق، لأنَّ مشكلتك ستُفرج إن شاء الله. وإذا لم يكن هناك حل فلا داعي للقلق أيضًا؛ لأنه لا سيطرة لك أو تحكم على مجريات الأمور؛ فالمشكلة أكبر منك، فأهدأ وسلم أمرك لله؛ فأمر الله هو الحاكم.

هذه حياتك الوحيدة التي لديك، لا يوجد غيرها، فلا تُضِعها، ولا تنتظر من أحد أن يأتي بالاطمئنان لك، اصنع الاطمئنان لنفسك وحقق سعادتك في الظروف التي أنت بها، من خلال المعطيات المتوفرة لديك؛ فالسعادة بسيطة مُستطاعة المنال بالهدوء والرضا وطيبة القلب، وتسليم الأمر لله، وأنت في خير لا تعلمه ولا تدرك مداه بنعم الله التي لا تعد ولاتحصى.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم "من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا وما فيها".

أما إذا كانت النفس لا تهدأ، والروح متشائمة لا تصفو، والروح متعبة لا تعرف القناعة والرضا والاستمتاع بالموجود، فستصبح الحياة لا تطاق، بسخطٍ وكراهية وصراع ذاتي يؤدي بصاحبه إلى الشقاء الدائم وبئس المصير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حزب الله ينكل بقوات الاحتلال التي حاولت التوغل في الجنوب اللبناني

الثورة  /متابعات

أعلن مجاهدو حزب الله أمس، مصرع 17 ضابطا وجنديا من قوات النخبة الإسرائيلية التي حاولت التوغل في جنوب لبنان ووقعوا في عدد من الكمائن التي نصبها لهم المجاهدون، حيث تمكنوا من تفجير عبوتين ناسفتين بقوة مشاة صهيونية حاولت التسلل باتجاه مارون الراس، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

وقال حزب الله في بيان له: إن قوة صهيونية تسللت إلى محيط بلدة مارون الراس بجنوب لبنان، حيث جرى تفجير العبوتين فيها.

وأضاف أن مجاهديه فجّروا عبوة ناسفة في قوة من لواء غولاني كانت تحاول الالتفاف من الجهة الغربية للبلدة وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

جاء ذلك بعد يوم من إعلان الكيان، مقتل 8 عسكريين، بينهم 3 ضباط؛ جراء تعرضهم لكمين من مقاتلي “حزب الله” إثر محاولتهم التوغل في بلدات جنوب لبنان.

كما أعلن “حزب الله” أمس، مهاجمة تجمعين لقوات العدو بقذائف مدفعية وصواريخ، وأطلق رشقات صاروخية كثيفة وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية استهدفت مواقع عسكرية للعدو ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية “الإسرائيلية” على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

وقال “حزب الله” في بيان إن مقاتليه استهدفوا فجر أمس “تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في موقع حانيتا (في الجليل الغربي شمال إسرائيل) بقذائف المدفعية، وحققوا فيه إصابة دقيقة”.

كما استهدف مجاهدو الحزب أمس “تحركات لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية، وحققوا فيها إصابة مباشرة”، حسب بيان ثان.

كما استمر حزب الله في إطلاق رشقات صاروخية على العديد من الأهداف الإسرائيلية في عمق فلسطين المحتلة من بينها قاعدة سخنين للصناعات العسكرية الواقعة في خليج عكا شمال فلسطين المحتلة وأهداف عسكرية في محيط مدينة صفد.

في المقابل وتأكيدا لإعلان حزب الله، أفادت وسائل إعلام العدو الصهيوني بوقوع “حدث خطير وغير عادي” في “الشمال”، وقالت إن مروحيات نقلت جنودا قتلى وجرحى بعد “حدث أمني صعب ومؤسف”، مشيرة إلى أن جنودا من لواء غولاني تعرضوا لتفجير عبوة ناسفة في لبنان.

 

وشن جيش العدو الإسرائيلي، أمس، سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق محافظة جبل لبنان، كما شن طيران العدو سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية استهدفت حي معوض ما تسبب في انهيار مبنى بشكل كامل، كما طالت حارة حريك وبرج البراجنة وحي الأمريكان والغبيري.

وأوضحت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن غارات صهيونية استهدفت مناطق الجاموس والكفاءات والشياح في ضاحية بيروت الجنوبية.

وارتفع عدد ضحايا غارة “إسرائيلية” على منطقة الباشورة وسط بيروت، بعد منتصف ليل الخميس إلى 6 شهداء و7 جرحى، ضمن 17 غارة استهدفت العاصمة اللبنانية، ولاسيما الضاحية الجنوبية حتى الفجر.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان الخميس، إن الغارة التي استهدفت شقة سكنية في منطقة الباشورة ببيروت أسفرت عن “6 شهداء و7 جرحى”. كما أدت أيضا إلى أضرار جسيمة بمبانٍ محيطة وسيارات متوقفة في المكان.

واستشهد أكثر من 40 عامل إسعاف وإطفاء بنيران إسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية في لبنان، على ما أفاد وزير الصحة ما يرفع عدد عمال الإسعاف والإنقاذ الذين استشهدوا منذ بدء التصعيد الصهيوني قبل نحو عام إلى 97.

وقال الوزير فراس الأبيض في مؤتمر صحافي “في الأيام الثلاثة الماضية سقط أكثر من 40 شهيدا في لبنان من العاملين في سيارات الإسعاف أو الإطفاء”.

وأشار إلى أنّ “إجمالي عدد المسعفين وعمال الإطفاء” الذين قتلوا حتى الآن “بلغ 97″، موضحا أنّ الحصيلة تتضمن مسعفين في هيئات رسمية تابعة للدولة وأخرى مرتبطة بالمقاومة وأطراف لبنانية أخرى

 

مقالات مشابهة

  • الأب مدرسة الحياة.. وبر الوالدين النجاة
  • صلاح عبدالله يدعم لبنان برساله مؤثرة: "فيها أهلي وأحبابي.. لبنان يا الله"
  • حزب الله ينكل بقوات الاحتلال التي حاولت التوغل في الجنوب اللبناني
  • بيان جديد لحزب الله عن العبوات التي استهدفت الجيش الاسرائيلي.. هذا ما جاء فيه
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • كريدية: من الصعب الوصول الى المناطق التي تحصل فيها المعارك لإصلاح الأعطال
  • المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن
  • ماذا قال مصطفى محمود عن الحياة بعد الموت؟.. أسرار من العلم والإيمان
  • التميمي يزور مدرسة بركات الزهراء التي نشرنا عنها سابقا ويوعز بحل المشكلات فيها
  • توقعات ليلى عبد اللطيف الأخيرة.. ظهور سياسي بارز على قيد الحياة بعد الإعلان عن اغتياله