ندوة وفعالية ثقافية في الحديدة والمنصورية بذكرى جمعة رجب
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
الثورة نت / أحمد كنفاني
نظمت بمدينة الحديدة، ندوة ثقافية بمناسبة جمعة رجب – ذكرى دخول اليمنيين الإسلام، تحت شعار “هوية إيمانية وحكمة يمانية”.
وفي افتتاح الندوة، أشار وكيل أول المحافظة أحمد مهدي البشري، إلى أهمية إحياء جمعة رجب تعبيرا عن الفرح بذكرى دخول أهل اليمن الإسلام .. لافتا إلى مواقف اليمنيين المشرفة في نصرة الشعب الفلسطيني.
وأكد على أهمية تأصيل الهوية الإيمانية التي يسعى أعداء الأمة لطمسها من خلال الحرب الناعمة.
فيما استعرض نائبا رئيسي وحدة العلماء والمتعلمين بالمحافظة الشيخ علي صومل، وجامعة دار العلوم الشرعية بالمحافظة الشيخ علي عضابي، فضائل أهل اليمن ودورهم في نشر الإسلام في مختلف بقاع الأرض.. ولفتا إلى أهمية الاحتفاء بهذه الذكرى لتجسيد الهوية الإيمانية ومواجهة الأخطار التي تهدد الأمة.
وبينا أن مواقف أهل اليمن المشرفة مستمرة على مر التاريخ، حيث كانوا في مقدمة الصفوف في الدفاع عن الإسلام.
وعلى صعيد متصل، أقيمت في مديرية المنصورية بمحافظة الحديدة، اليوم السبت، فعالية ثقافية حول الهوية الايمانية احياء لذكرى دخول اليمنيين الإسلام في أول جمعة من رجب.
وفي الفعالية، أشار مدير المديرية عامر علي، إلى أهمية الاحتفاء بذكرى دخول اليمنيين في دين الله أفواجا .. مؤكدا على أهمية إحياء هذه المناسبة في ظل ما يتعرض له الشعبين اليمني والفلسطيني من عدوان صهيوامريكي بريطاني.
وفي الفعالية التي حضرها أمين عام المجلس المحلي بالمديرية علي البحر، وعدد من أعضاء المجلس المحلي وقيادات تنفيذية، وشخصيات اجتماعية، لفت رئيس وحدة العلماء بالمديرية محمد عبد الباري ومدير مكتب الإرشاد شريف محمد، إلى أهمية نشر الوعي في أوساط النشء والشباب بمخاطر الحرب الناعمة والأفكار الدخيلة على المجتمع اليمني.
وأكدا أن الحرب على غزة كشفت أقنعة الدول الغربية وزيف الشعارات التي ترفعها منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي الذين يشاهدون جرائم الإبادة الجماعية بحق أطفال ونساء غزة دون تحريك ساكن.. مجددا التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ كافة قرارات وخيارات الردع الاستراتيجي في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي.
واكدا أن الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذا العدوان هو الجهاد وامتلاك القوة للدفاع عن الأرض والعرض.
وأشارا إلى أهمية الإستنفار والجاهزية والاستعداد لمواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: جمعة رجب إلى أهمیة
إقرأ أيضاً:
فلسفة العيد التي علينا البحث عنها
ينتظر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وهم يحيون العشر الأواخر من رمضان يوم الجائزة وهو يوم العيد. والعيد في الفكر الإسلامي لحظة وجودية بالغة العمق، تتجلّى فيها روح الإنسان بعد أن تُصقل بالتهذيب والتطهر المعنوي طوال شهر كامل من الصيام والقيام، يخرج الصائم منها كيوم ولدته أمه؛ لذلك تبدو فكرة عيد الفطر السعيد أكبر من كونها مناسبة تأتي بعد أن أكمل المسلم صوم شهره الذي هو أحد أركان الإسلام الخمسة فهي أقرب إلى الولادة المعنوية للإنسان بعد أن يكون قد نجح في مجاهدة النفس، وتكون العبادة قد نقته من شوائب العادة، فأصبح أكثر صفاء وطهرا، والصوم هو ثورة داخلية على شهوات الإنسان وترسيخ لحالة السمو النفسي، وقرب من الذات العليا للإنسان.. وهي الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها؛ لذا يكون العيد لحظة احتفاء بانبثاق الإنسان الجديد الذي هذبه الصيام ونقته العبادة.
وفي فلسفة العيد، يتلاقى البعد الفردي مع الجماعي، إذ يخرج الناس من حالة الاعتكاف والعبادة التي يبدو عليها في الكثير من الأوقات البعد الفردي إلى حالة الفرح الجماعية وكأن العيد يقول لهم: أنتم أكثر نقاء الآن وأكثر تسامحا وأقل أنانية، وبهذا البعد وهذه الفلسفة تتجلّى عبقرية الإسلام في مزجه بين الروح والواقع، بين الإيمان والسلوك، بين الذات والآخر.
ويتجاوز العيد بمنطقه الإنساني الحدود الجغرافية وأسوار اللغة واللون ليتحول إلى رمز كوني تبدو فيه حاجة الإنسان أكثر وضوحا للحظة يتوقف فيها الزمن ليستطيع تأمل ذاته ويعاهد نفسه على أن يبدأ من جديد. وتبدو هذه الفرصة/ المناسبة مواتية للصفح، وموعدا لمحو الضغائن، وإعلانا للخروج على العادات السيئة، يبدأها الفرد من ذاته، وينسجها في علاقاته مع من حوله.
والعيد كما يربي الإسلام أفراده عليه أكبر بكثير من فرحة تعاش في يوم واحد ولكنه معنى يُبنى وسؤال يُطرح في وجدان الجميع: هل خرجت من رمضان كما دخلت؟ أو أنك الآن أكثر صفاء، وأكثر قربا من حقيقتك الكبرى؟ هنا، تبدأ صفحة جديدة تسطر بالنوايا الصادقة والأعمال الخيرة التي تتعالى فوق الضغائن وفوق الأحقاد وفوق المصالح الفردية المؤقتة؛ لذلك يكون المجتمع بعد العيد أكثر تماسكا وأكثر قدرة على فهم بعضه البعض والعمل في إطار واحد.
وهذه المعاني التي على الإنسان أن يستحضرها وهو مقبل على أيام العيد السعيد، حتى يستطيع أن يعيش العيد في معناه العميق لا في لحظته الآنية التي قد يبدو فيها الاحتفاء أقرب إلى احتفاء مادي بعيدا عن العمق المعنوي المقصود من فكرة بناء الإسلام للمسلمين في يوم العيد.