في محاولة لنفي تهمة ارتكاب جريمة إبادة جماعية، التي تواجهها دولة الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، لجأت حكومة بنيامين نتنياهو إلى ترديد إدعاءات كاذبة، لتحميل الجانب المصري مسؤولية عدم دخول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يتعرضون لعدوان غاشم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وبقدر ما أثارت الإدعاءات الإسرائيلية موجة غضب واسعة تجاه حكومة الاحتلال، بقدر ما أثارت دهشة البعض في الأوساط الدولية، خاصةً أن عدداً كبيراً من المسؤولين الدوليين، بما فيهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، ومختلف وسائل الإعلام العالمية شهدوا بأنفسهم الجهود التي تبذلها مصر لضمان نفاد المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

زيارات دولية تدين مزاعم إسرائيل

وأدان مكتب الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، في بيان شديد اللهجة، محاولات حكومة الاحتلال الإسرائيلي عرقلة وصول المساعدات إلى شمال غزة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، التي يتم تقديمها من الجانب المصري ومن دول أخرى.

وأكد رئيس مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين، أندريا دي دومينيكو، في تصريحات أمس الجمعة، أن الوضع في قطاع غزة أصبح أكثر تعقيداً على نحو متزايد، معرباً عن رفض الأمم المتحدة المحاولات الإسرائيلية المستمرة لمنع وصول المساعدات إلى المستشفيات في قطاع غزة، بحجة مخاوف من إمكانية وصول الإمدادات والوقود إلى حركة «حماس».

وفي وقت سابق يوم الثلاثاء الماضي، قامت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بوربوك، بزيارة إلى معبر رفح، لمتابعة جهود السلطات المصرية لتوفير المساعدات للمواطنين الفلسطينيين، وخلال مؤتمر صحفي شارك فيه وزير الخارجية المصري، سامح شكرى، مع الوزيرة الألمانية، قال إن هناك عرقلة كبيرة من جانب السلطات الإسرائيلية لتاخير ومنع وصول المساعدات إلى قطاع غزة.

جهود مصر في توصيل المساعدات إلى غزة 

كما جاءت زيارة أورسولا فون دير لاين، رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى، إلي معبر رفح البري، في 18 نوفمبر الماضي، لمتابعة ومناقشة آخر الجهود المصرية المبذولة لوصول المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة.

وقالت خلال مؤتمر صحفي بمطار العريش الدولي، إن مصر تقوم بدور مهم وكبير للغاية في إرسال المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح، كما توجهت بالشكر للسلطات المصرية، مشيدةً بجهودها في استقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين، حسبما ذكرت وكالة أنباء «رويترز».

وكذلك، حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، خلال مؤتمر صحفي عقد أمام معبر رفح على الحدود المصرية الفلسطينية، في 20 أكتوبر الماضي، على ضرورة دخول المساعدات الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين بأسرع وقت.

وقال المسؤول الأممي، في تصريحات له آنذاك، إن المساعدات الإنسانية سيُسمح لها بالدخول إلى قطاع غزة، بموجب اتفاق بين مصر وإسرائيل، معرباً عن حزنة الشديد بشأن تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رفح غزة قطاع غزة مصر معبر رفح إسرائيل محكمة العدل الدولية المساعدات الإنسانیة وصول المساعدات المساعدات إلى إلى قطاع غزة فی قطاع غزة معبر رفح

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد البطالة في اليمن جراء وقف المساعدات الأمريكية

قال مسؤولون في مجال الإغاثة وسلطات حكومية في اليمن، إن قرار تعليق المساعدات الأميركية المقدمة عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يهدد بشكل كبير حياة ملايين اليمنيين ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصنف أحدَ أفقر البلدان العربية.

 

ونقلت رويترز عن مسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن لوكالة رويترز، بأن تداعيات القرار الأميركي بدأت تظهر تباعاً، إذ تلقت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية، عشرات الخطابات من منظمات إغاثية وتنموية محلية تفيد بوقف أو تقليص أنشطتها وتسريح المئات من موظفيها.

 

 وأضاف المسؤولون أن غالبية هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في شمال ووسط وغرب البلاد ذات الكثافة السكانية العالية.

 

وأحجم المسؤولون عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن توقف أنشطة المنظمات وتسريح المئات من الموظفين سيساهم في ارتفاع معدلات البطالة بالبلاد المرتفعة أصلاً.

 

ويشعر عبد الله سامي بالحسرة والحزن من قرار تسريحه من منظمة إغاثة محلية تتلقى تمويلاً من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومثله كثير من زملائه فقدوا وظائفهم وأصبحوا بلا مصدر للدخل في ظل توقف الحكومة اليمنية عن توظيف الشبان منذ اندلاع الحرب قبل سنوات.

 

وقال سامي (32 عاماً) ويسكن مدينة عدن، إنه لم يخطر بباله قط أن توقف الولايات المتحدة تمويلاتها في اليمن، ويفقد بسبب هذا القرار دخلاً جيداً كان يحصل عليه من عمله في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا ويعينه على إعالة أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين.

 

وتشير تقارير محلية وأخرى للأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في اليمن قفزت بمعدل البطالة بين الشبان لنحو 60% مقارنة بـ 14% قبل الحرب، ورفعت معدل التضخم إلى نحو 45%والفقر إلى نحو 78%.

 

وحذر رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، من أن وقف مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لن يؤثر على المستفيدين من برامج الإغاثة فحسب، لكنه سيضر بالعاملين في القطاع والذين يقدر عددهم بالمئات.

 

ويرى الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات وفيق صالح أن توقف برامج المساعدات الإنسانية الأميركية في اليمن ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع في البلاد.

 

وقال إن مخاطر هذه الخطوة على الوضع الإنساني تتضاعف لأنها تتزامن مع أوضاع إنسانية متردية، وتقلص برامج مساعدات دولية أخرى تقدم لليمن، إلى جانب تدهور الاقتصاد الكلي، وتفاقم العجز في مالية الدولة وتشتت الموارد المحلية.

 

لكن بعض سكان صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يعيرون الأمر الكثير من الاهتمام ويعتقدون أن تراجع أو توقف نشاط الوكالة الأميركية "لن يكون له تأثير يذكر في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد".

 

وقال مهدي محمد البحري، أحد سكان صنعاء، لرويترز إن "حضور الوكالة الأميركية يكاد يكون منعدماً على مستوى علاقتها المباشرة بالناس، فهي تشتغل على منظمات المجتمع المدني الحقوقية وهي في الغالب ليست منظمات إنسانية".

 

ويتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضاً في صنعاء ويقول "القرار الأميركي الجديد لم يعنِنا لأن وضعنا صعب للغاية ولم نتلق خلال الفترة الماضية أي إغاثة من الوكالة الأميركية أو أي منظمات إغاثية أخرى".

 

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80% من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق.

 

ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو47% من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في عام 2023.

 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في فبراير/ شباط 2023 إن حجم المساعدات الأميركية لليمن منذ بدء الصراع هناك عبر الوكالة الأميركية للتنمية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة بلغ أكثر من 5.4 مليارات دولار. لكن في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وجهت الأمم المتحدة نداء إلى المانحين الشهر الماضي لتقديم 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال عام 2025 مشيرة إلى أن نحو 20 مليون شخص هناك يحتاجون إلى الدعم الإنساني بينما يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم.

 

وجاء توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير كانون الثاني على أمر تنفيذي بتعليق تمويل المساعدات الأميركية الخارجية لمدة 90 يوماً لحين مراجعة سياسات التمويل ليربك حسابات العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في اليمن.

 

ويأتي وقف المساعدات الأميركية في وقت يدخل قرار ترامب بإعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" حيز التنفيذ، ليزيد الأمور تعقيداً في بلد يعاني بالفعل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات وحرباً أوصلت واحدة من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.

 

 


مقالات مشابهة

  • ما تداعيات توقف المساعدات الأميركية على الأزمة الإنسانية في اليمن؟
  • تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد البطالة في اليمن جراء وقف المساعدات الأمريكية
  • الجرافات المصرية تدخل قطاع غزة لإزالة الأنقاض (صور)
  • وقف المساعدات الأمريكية يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
  • نائب بـ«الشيوخ»: الدور المصري ريادي في دعم إعمار غزة وضمان وصول المساعدات
  • أول تعليق من حماس علي مزاعم الاحتلال بشأن جثمان شيري بيباس
  • تمهيدا لدخولها قطاع غزة.. عبور أول دفعة من المنازل المتنقلة إلى معبر كرم أبو سالم
  • وصول أول دفعة من المنازل المتنقلة إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدا لدخولها إلى غزة
  • عبور أول دفعة من المنازل المتنقلة إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدًا لدخولها غزة
  • عبور أول دفعة من المنازل المتنقلة إلى معبر كرم أبو سالم