المنتخب السعودي يطمح لاستغلال أثر الفراشة في البطولة الآسيوية
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
من نيمار إلى كريم بنزيمة ورياض محرز وساديو مانيه وقبلهم كريستيانو رونالدو، أبرمت السعودية صفقات كروية مدوية لكبرى أنديتها خلال الصيف الماضي، وهي الآن تأمل أنّ ترى "أثر الفراشة" لذلك على أداء ونتائج المنتخب السعودي في كأس آسيا التي لم يظفر بلقبها منذ 28 عاماً.
ويلعب المنتخب السعودي في مجموعة سادسة تضمّ عُمان، قرغيزستان وتايلاند، محاولاً احراز اللقب الرابع في تاريخه بعد أعوام 1984، 1988، 1996.
وتراجعت أخيراً نتائج السعودية في العرس القاري، فخرج مرتين في دور المجموعات عامي 2011 و2015، قبل أن يكتفي بتأهل إلى دور الـ16 في النسخة الأخيرة عام 2019 في الإمارات.
وخلال أولى مبارياتها في كأس العالم 2022، أذهلت السعودية العالم بعدما قلبت تأخرها بهدف لفوز نادر على الأرجنتين، بطلة العالم لاحقاً، لكنّ ستة لاعبين سعوديين ممن شاركوا أساسيين في هذا الانتصار التاريخي فقدوا مراكزهم للاعبين أجانب متوافدين على المملكة.
احتلت أندية الدوري السعودي المركز الثاني عالمياً في الانفاق على اللاعبين الجدد خلال الفترة الصيفية، بإجمالي بلغ 875,4 مليون دولار أميركي، وراء إنكلترا (1,98 مليار). واعتبر البرتغالي نيلو فينغادا، آخر من قاد السعودية لتحقيق اللقب عام 1996 في مقابلة مع موقع "كووورة" الأسبوع الماضي أن سياسة استقطاب اللاعبين الأجانب "لن تفيد المنتخب" السعودي.
وقال إنّ "جودة الدوري السعودي أصبحت أفضل الآن، لكنها في رأيي لن تفيد المنتخب، نظراً لسيطرة المحترفين على التشكيل الأساسي للأندية، وهذا ليس جيدا".
بدوره، قال أحمد عز الدين المحلّل المصري في "تلفزيون شركة الرياضة السعودية" إنّ أثر توافد "لاعبين أجانب على أعلى مستوى" يكون "أكبر على المدى البعيد أكثر منه على المدى القصير".
وأفاد عز الدين وكالة فرانس برس أنه "على المدى القصير يأخذ اللاعبون الأجانب فرص ودقائق لعب اللاعبين المحليين"، لكنّ "على المستوى البعيد يحتك اللاعبون المحليون بنجوم بمصاف رونالدو وهو ما ينعكس إيجاباً على صعيد الفنيات والفكر الكروي والالتزام والانضباط".
واستبعد مدرب المنتخب روبرتو مانشيني 14 لاعباً من القائمة المشاركة في مونديال قطر 2022، بعضهم للإصابة وآخرين لأسباب فنية أبرزهم أيقونة الهلال سلمان الفرج.
وفي مباراة الأرجنتين الافتتاحية التي اصبحت فيها السعودية المنتخب الوحيد يفوز على بطل العالم في المونديال الاخير، شارك تسعة من لاعبي الهلال أساسيين.
احتفظ الثلاثي، الجناح سالم الدوسري أفضل لاعب في آسيا، والمدافعان علي البليهي وسعود عبد الحميد بموقع ثابت في تشكيلة الهلال ، لكن قدوم لاعبي الوسط الصربي سيرغي ميلينكوفيتش-سافيتش، البرازيلي مالكوم والبرتغالي روبن نيفيش وقلب الدفاع السنغالي خاليدو كوليبالي عكّر حياة آخرين في فريق العاصمة.
دفع لاعب الارتكاز محمد كنّو الذي استهل مباريات السعودية الثلاث في المونديال، ثمناً باهظاً فنزل أساسياً ست مرات فقط و12 مرة بديلاً في الدوري المحلي، كما لم ينزل لاعب الوسط عبد الاله المالكي، أحد أبرز لاعبي المنتخب في المونديال، أساسياً في أي مباراة وشارك بديلاً ثلاث مرات.
فيما لم ينزل المدافع حسان التمبكتي، القادم بصفقة كبيرة من الشباب وأحد أساسيي المونديال، أساسياً سوى مرتين.
وفيما يتنافس الصربي ألكسندر ميتروفيتش على صدارة ترتيب الهدافين مع رونالدو (النصر)، لم يخض المهاجم الأساسي للسعودية في المونديال صالح الشهري أية دقيقة ونزل بديلاً أربع مرات.
ورغم ذلك، استدعى مانشيني اللاعبين الأربع لقائمة البطولة.
وقال صالح خليف نائب رئيس تحرير صحيفة "الرياضية" السعودية إنّه "حتى لو تراجعت دقائق لعب بعض اللاعبين السعوديين فأنهم يخوضون منافسة قوية جدا لحجز أماكنهم ولم يعودوا يضمنون اللعب مسبقاً".
وأضاف لفرانس برس "مستحيل أن تلعب على أعلى مستوى ولا تستفيد"، وتابع "نتمنى أنّ يكون لذلك التنافس القوي أثر الفراشة على المنتخب".
تاريخياً، لم يعرف اللاعبون السعوديون الاحتراف خارج بلادهم إلا بحالات نادرة ولفترات قصيرة، وأشار محلّلون محليون إلى تكاسل وعدم انضباط كثير من المواهب السعودية بسبب غياب المنافسة وضمان مراكزهم.
وأكّد عز الدين أنّ "جماهيرية وتنافسية الدوري بالإضافة للتنافس مع اللاعبين الأجانب رفع بالفعل من مستوى اللاعبين المحليين"، مشيراً إلى خطف "مهاجم الأهلي فراس البريكان المركز الأساسي من البرازيلي (روبرتو) فيرمينو" لاعب ليفربول الإنكليزي السابق.
وتستضيف السعودية كأس آسيا عام 2027 وهي المرشح الوحيد لاستضافة كأس العالم 2034. يأتي ذلك ضمن مشروع سعودي رياضي واعد يتضمن إنفاق مليارات الدولارات على جذب النجوم وتطوير البنى التحتية.
ورفع مانشيني، الذي قاد بلاده للظفر بلقب كأس أوروبا صيف 2021، التوقعات في مؤتمر تقديمه في أغسطس الماضي حين قال "هدفنا الفوز بكأس آسيا لأول مرة منذ 27 عاماً".
واعتبر الصحافي السعودي عبد الرحمن المشبب أنّ مانشيني "يقود مشروعاً سعودياً يتخطى البطولة"، مشيرا إلى أنّه "محب للشباب وبدأ بالفعل المزج بين الشباب والخبرة للبطولات المقبلة".
واستدعى المدرب البالغ 59 عاماً أربعة شبان هم لاعبو الوسط فيصل الغامدي (22 عاماً)، عباس الحسن (19 عاماً)، عيد المولد (22 عاماً) والمهاجم عبدالله رديف (20عاماً).
ورغم رفع سقف التوقعات، يعتقد المشبّب أنّه "سيكون مرضياً الوصول لنصف النهائي" الذي لم تبلغه السعودية منذ 2007".
وهو يعتقد أنّه بالإضافة للخبرات الجديدة التي اكتسبها اللاعبون السعوديون فأنّ "هيبة الفوز على بطل كأس العالم ستصنع الفارق نفسياً للسعودية أمام المنافسين" في كأس آسيا.
وإذا تصدرت السعودية مجموعتها، السهلة نظرياً، ستلاقي في ثمن النهائي ثاني المجموعة الخامسة التي تضم كوريا الجنوبية والأردن والبحرين وماليزيا، قبل صدام محتمل مع أستراليا في ربع النهائي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الموندیال کأس آسیا
إقرأ أيضاً:
خبراء: التركيز والتوازن وراء فوز "الأبيض" في تصفيات المونديال
واصل منتخب الإمارات نتائجه الايجابية للمرة الثانية على التوالي في مشوار التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، بعد فوزه على نظيره القطري 5-0، أمس الثلاثاء، في الجولة السادسة للمجموعة الأولى على إستاد آل نهيان، وقبلها على منتخب قيرغيزستان 3-1، ليعزز من حظوظه في التأهل إلى المونديال، اذ يتواجد حالياً ثالثا في ترتيب المجموعة بـ10 نقاط، خلف ايران المتصدر بـ16 نقطة، وأوزباكستان الثاني بـ13 نقطة.
وينتظر ان يخوض المنتخب الإماراتي 4 مباريات متبقية في مشوار التصفيات بداية من مارس 2025، أمام كل من منتخبات إيران، وكوريا الشمالية، وأوزباكستان، وقيرغيزستان، على الترتيب.
وبفوزه أمس، أصبح "الأبيض" صاحب أكبر فوز على المنتخب القطري على مدار تاريخه اذ لم يسبق له الخسارة بهذه النتيجة، فيما وضعت شبكة سوفاسكور المتخصصة في أرقام وإحصائيات لاعبي كرة القدم لاعب المنتخب، فابيو ليما، والذي سجل رباعية في مرمى "العنابي"، في صدارة نجوم اللعبة بـ10 من 10، ليتساوى مع السويدي جيوكيريس، والذي سجل "سوبر هاتريك" أيضاً في لقاء منتخب بلاده أمس على أذربيجان في دوري الأمم الأوروبية.
وقال المدير الفني لمنتخب الإمارات، البرتغالي باولو بينتو، أن الفريق حقق المطلوب منه واظهر الروح القتالية العالية، وقدم مجهوداً كبيراً استحق به الفوز والحصول على نقاط المباراة أمام منتخب قطر.
وأضاف: "كنا قادرين على التحكم في المباراة، وسجلنا 5 أهداف ذلك أمر يسعدنا، لكن علينا في الوقت نفسه أن نحافظ على الهدوء ونحترم المنافسين، ونتمتع بالتواضع، لأنه السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا".
وأشار إلى أن الطريقة التي حقق بها "الأبيض" الفوز جاءت اعتمدت على تحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم، واستغلال الفرص المتاحة.
وأكد المحلل الرياضي خالد عبيد،أن ما حققه منتخب الفي آخر مباراتين أمام منتخبي قيرغيزستان وقطر، أعاد له الثقة من جديد وأحيا آمال التأهل إلى المونديال، لافتاً إلى ضرورة استثمار هذه النتائج في المباريات المتبقية من التصفيات، خاصة وأن الفوز الأخير كان على بطل آسيا، وأحد المرشحين للتأهل.
وقال إن عودة فابيو ليما كانت هي الأبرز خلال اللقاء، اذ استطاع أن يستفيد من الفترة الماضية التي غاب فيها عن المنتخب، ومع العودة كان التألق وهو المنتظر من لاعب بنفس امكانياته، ونتوقع أن يكون المقبل أفضل، لكن الأهم الحفاظ على التركيز و الثقة الحالية، والمستوى والروح القتالية التي ظهر بها اللاعبين خلال لقاء قطر.
ويرى المحلل الرياضي سالم ربيع أن المباراتين الأخيريتين لمنتخب الإمارات أظهرتا أن اللاعبين لديهم الأفضل وقادرين على تقديم مستويات عالية، والحصول على جميع نقاط المباريات المتبقية بشرط اللعب بنفس الروح المعنوية واللياقة البدنية في لقاء منتخب قطر.
وأوضح أن المباريات الأربع المتبقية للمنتخب الوطني 2 منهم أمام أبرز المرشحين إيران، وأوزباكستان على الترتيب، وكلاهما لديهم نفس المستوى الفني المتقارب، ويتصدران المجموعة، وبالتالي الفوز عليهما سيكون له الدور في دعم المنتخب للتأهل إلى المونديال.
وأكد إنه لابد أن يكون هناك خطة واضحة للمرحلة المقبلة، والتركيز على المعسكرات على فترات طويلة، لأنه اتضح أن هذا الأمر يجني الثمار سريعاً بعد فترة التوقف الأخيرة التي امتدت لأسبوعين، وإضافة الى ذلك ستكون الخيارات متاحة مع إمكانية انضمام العديد من العناصر للمنتخب خلال الفترة المقبلة قبل لقاء ايران في مارس (آذار) المقبل.