أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إطلاق هجوم استباقي على جنوب لبنان، في المقابل أكد حزب الله استهداف عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الشريط الحدودي.

وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن طائرات حربية للجيش شنت السبت هجوما استباقيا ضد أهداف عسكرية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان.

وأضافت القناة أن مقاتلات إسرائيلية أغارت في وقت متأخر مساء الجمعة، على قرى اللبونة ورامية وعيتا الشعب جنوب لبنان، ودمرت عددا من البنى التحتية التي يستخدمها حزب الله.

وأفاد مراسل الجزيرة مازن إبراهيم بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن فجر السبت غارات على محيط بلدتي راشيا الفخار، وميس الجبل في جنوب لبنان.

وأضاف المراسل أن محيط بلدات الخيام وكفركلا وميس الجبل تعرض لقصف مدفعي إسرائيلي بالقذائف الحارقة.

من جانبها، قالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام (الرسمية) إن المدفعية الإسرائيلية قصفت صباح اليوم تلة حمامص جنوب لبنان بعشرات القذائف.

وأضافت الوكالة أن الاحتلال الإسرائيلي أطلق منذ منتصف الليل عشرات القذائف المدفعية الثقيلة على أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة وعيتا الشعب.

هجمات حزب الله

في المقابل، قال حزب الله إن مقاتليه استهدفوا اليوم السبت موقع ‏بركة ريشا بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة.‏

وأكد الحزب، في بيان، استهداف موقع العاصي الإسرائيلي مقابل الحدود الجنوبية للبنان، مؤكدا تحقيق إصابة مباشرة في الموقع.

وكان حزب الله أعلن أمس الجمعة تنفيذ 5 عمليات ضد القوات الإسرائيلية في محيط موقعي المنارة وحدب البستان.

ويتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مما خلّف قتلى وجرحى على جانبي "الخط الأزرق" الفاصل بينهما.

وقد تصاعدت المواجهات، منذ أن اغتالت إسرائيل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) و6 من كوادرها في غارة جوية بالضاحية الجنوبية لبيروت يوم 2 يناير/كانون الثاني الجاري.

كما اغتالت إسرائيل القيادي الميداني البارز في حزب الله وسام طويل، عبر غارة استهدفت سيارته جنوب لبنان في 9 يناير/كانون الثاني الجاري.

لحظة إطلاق أحد عناصر حزب الله لصاروخ كورنيت المضاد للدبابات (مواقع التواصل الاجتماعي) تحذير لبناني

في سياق متصل، أعربت الخارجية اللبنانية، السبت، عن قلقها البالغ من التصعيد الأخير والعمليات العسكرية في البحر الأحمر، محذرة من امتداد الصراع إلى كل الشرق الأوسط.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على حسابها في منصة إكس، إنها تعرب عن بالغ قلقها من التصعيد الأخير والعمليات العسكرية في البحر الأحمر، وغارات الطيران الحربي على الأراضي اليمنية.

كما حذّرت من أن عدم معالجة الأسباب الحقيقية لهذا التصعيد، أي الوقف الشامل والفوري للعدوان الاسرائيلي والحرب على غزة، قد يوسع دائرة الصراع كما بدأ يحصل مؤخرا، ويُنذِر بامتداده إلى كل الشرق الأوسط بما يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين.

بدوره، أعرب جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، عن قلقه العميق إزاء أعمال العنف عبر الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل.

وشدّد لاكروا، خلال زيارته للبنان والتي استغرقت 4 أيام وانتهت أمس الجمعة، على وجوب التزام جميع الأطراف بالقرار 1701 ووقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي دائم، مؤكدا أن "هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: جنوب لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

بلدة الناقورة في جنوب لبنان "منكوبة" بعد الانسحاب الإسرائيلي

في بلدة الناقورة الساحلية المطلة على المتوسط والحدودية مع إسرائيل، اختفت معالم الحياة بين البيوت المدمّرة وساد السكون، فسكانها لم يتمكنوا من العودة بعد على الرغم من وقف إطلاق النار، الذي أنهى حرباً عنيفة بين حزب الله والدولة العبرية.

وقبل أيام من انتهاء تطبيق شروط اتفاق وقف إطلاق النار في 26 يناير (كانون الثاني) الجاري، ينتشر الجيش اللبناني في البلدة منذ انسحاب القوات الإسرائيلية منها في 6 يناير (كانون الثاني) الجاري.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، يتوجب على الجيش الإسرائيلي سحب قواته خلال 60 يوماً من جنوب لبنان، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم  المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).

Some displaced Lebanese who fled their homes in southern Lebanon during the hostilities between Israel and Hezbollah have returned to the border villages of Naqoura and Khiam https://t.co/eaPGY322H7 pic.twitter.com/Ii8TbJ5NRx

— Reuters (@Reuters) January 23, 2025

وفي حين انسحب الجيش الإسرائيلي من الناقورة ومن كامل مناطق القطاع الغربي لجنوب لبنان، إلا أنه لا يزال منتشراً في مناطق أخرى، لا سيما في القطاع الشرقي. ويمنع الجيش اللبناني السكان من دخول الناقورة حفاظاً على سلامتهم، ونادراً ما يسمح بجولات تفقدية. وتمكّن رئيس البلدية عباس عواضة من المجيء الأربعاء ليتفقد الأضرار.

ومن أمام مبنى البلدية المتضرر، يقول عواضة إن "الناقورة أصبحت بلدة منكوبة...مقومات الحياة غير موجودة فيها، ما يجعل إعادة البناء أمراً بعيد المنال حتى الآن، لا سيما مع عدم توافر أي تمويل بعد". ويضيف "نحتاج إلى ما لا يقلّ عن 3 سنوات لإعادة البناء".

دمار 

ومن حوله، تعمل جرافة صغيرة على إزالة الردم. في الجهة المقابلة، شجرة معمّرة اقتلعت من الجذور، وبيوت متضررة استحالت هياكل، أما الشارع، فتحوّل إلى طريق رملي وعر.

ويتابع "الجيش الإسرائيلي دخل البلدة بعد وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ودمّر المنازل"، مضيفاً أنه "قبل وقف إطلاق النار كانت نسبة الدمار 35%، لكن بعد وقف النار، امتدّ الدمار إلى نسبة 90%". وأشار إلى أن الدمار حصل من خلال "التفجير اليدوي وعبر الجرافات".

وقرب مقرّ اليونيفيل الواقع في البلدة، البيوت لا تزال على حالها. لكن عند التقدّم أكثر، يتكشّف حجم الدمار الهائل بين البيوت المتصدّعة التي غادرها أصحابها على عجل، تاركين أثاثهم وملابسهم وكتبهم. وبين الركام، تظهر بزات عسكرية سوداء فيما تحمل جدران أحد المنازل كتابات باللغة العبرية.

وأما مدرسة القرية فقد تصدّعت تماماً، وبساتين الموز ذبلت، وبقيت ثمار الليمون على الأشجار، لم يجنها أحد، وتطغى رائحة زهورها على رائحة الموت. وأعلن الدفاع المدني الثلاثاء الماضي، عن انتشال جثتين من تحت الأنقاض. وعثر جنود من الجيش خلال دورية لهم في البلدة على صاروخ غير منفجر بين مبنيين.

وتحوّل تبادل القصف عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مع بدء الحرب في غزة، إلى مواجهة مفتوحة بين سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يتوجّب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالي 30 كيلومتراً عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.

ويتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الاتفاق. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان منذ سريانه، عن غارات اسرائيلية على الجنوب وعمليات تفجير وتجريف وهدم لمنازل من قبل الجيش الإسرائيلي.

ورداً على سؤال من مكتب القدس، قال متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي إن "قواته ملتزمة التفاهمات الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان". وأضاف أنها "تعمل على إزالة التهديدات التي تواجه دولة إسرائيل ومواطنيها، بما يتوافق تماماً مع القانون الدولي".

وفي الطريق من مدينة صور إلى الناقورة، تنتشر أعلام حزب الله، لكن لا وجود لعناصره. وتسيّر اليونيفيل دوريات، بينما وضع الجيش اللبناني نقاط تفتيش. وفي النقطة الأخيرة للجيش قبل الطريق المؤدي إلى الناقورة، يمنع دخول أي سيارة مدنية غير مصرّح لها بالعبور، إلّا أن محاولات السكّان اليومية لا تتوقف. وعند عبور النقطة، تختفي حركة السير وأعلام حزب الله، ويسود هدوء تام على الطريق الساحلي.

Despite truce, Lebanese from devastated Naqura cannot go home https://t.co/Z4lRZwJb3s

— AL-Monitor (@AlMonitor) January 24, 2025 لم نعد نحتمل

وعلى بعد حوالي 20  كيلومتراً من الناقورة، تنتظر فاطمة يزبك (61 عاماً) بفارغ الصبر العودة إلى بلدتها. وتقول المرأة من مركز إيواء للنازحين في مدينة صور: "خرجت من القرية في بداية الأحداث" أي قبل أكثر من عام. وتضيف "منذ ذلك الحين، لم أزرها، ولا أعرف ما فيها".

وتتذكر الحزن الذي راودها عندما شاهدت صوراً لمنزلها المدمّر. وتقول "هذا البيت ربّيت فيه أولادي...فيه ذكريات جميلة جداً...البيت لا يعني لي شيئاً بل الذكريات التي يحملها...صور أولادي وصور زوجي المتوفي".

ومثلها، يترقب علي مهدي (45 عاماً) النازح أيضاً من الناقورة إلى صور حيث يعمل متطوعاً في مركز إيواء. ويقول إن منزله دمّر بعد سريان الهدنة عند دخول القوات الإسرائيلية إلى البلدة. وقبل ذلك، يضيف الرجل "كان بيتي متضرراً من الخارج فقط، كان بإمكاني أن أعود وأرممه وأعيش فيه، لكن بعد الهدنة دخل الإسرائيليون وتمادوا بجرف البساتين وجرف الطرقات بتخريب وتكسير البيوت".

وإلى حين اتضاح معالم المستقبل، ينتظر مصطفى السيد (54 عاماً) مع زوجته وأطفاله من داخل غرفة مركز إيواء في صور، منذ أكثر من عام موعد العودة أيضاً إلى قريته بيت ليف. يتذكّر أنه خلال حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، نزح كذلك.

ويسأل الرجل "كل 20 عاماً سنحمل عائلاتنا ونهرب؟ نريد حلاً نهائياً، نريد أن ننتهي من الحروب، لم نعد نحتمل، هل يعقل أن يعيش الإنسان حروباً كل حياته، ويحمل ثياب أولاده ويرحل؟"

مقالات مشابهة

  • بلدة الناقورة في جنوب لبنان "منكوبة" بعد الانسحاب الإسرائيلي
  • وسائل إعلام إسرائيلية: المستوى السياسي لم يتخذ قرار الانسحاب من جنوب لبنان
  • خيارات حزب الله جنوباً.. التصعيد ام مراكمة القوة
  • وزير الدفاع اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه
  • تصريحات اتسفزازية لوزيرة إسرائيلية متطرفة.. وحزب الله يتوعد
  • تسريبات عن تأجيل انسحاب إسرائيل من لبنان.. وحزب الله يستنفر
  • خرقا للاتفاق.. إسرائيل تطلب من ترامب الإبقاء على مواقع استيطانية بجنوب لبنان
  • إسرائيل تطلب من إدارة ترامب الإبقاء على مواقع استيطانية في جنوب لبنان رغم اتفاق الانسحاب
  • صحيفة إسرائيلية: إدارة ترامب تتوقع انسحاب الجيش من جنوب لبنان الأحد المقبل
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجومًا كبيرًا على جنوب لبنان