تفاصيل تعليق أمريكا لعمل التحالف البحري بعد انسحاب هذه الدول منه
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر (وكالات)
اضطرت الولايات المتحدة، السبت، 13 كانون الثاني، 2024، إلى تعليق العمل بتحالف حماية إسرائيل في البحر الأحمر .. يتزامن ذلك مع انسحاب غربي جديد منه.
وفي التفاصيل، أفادت القيادة الوسطى الامريكية بأن العدوان الأخير على اليمن لا علاقة له بتحالف “حارس الازدهار” وانما لأسباب أخرى، مؤكدة بان من نفذ العمليات الأخيرة هي الولايات المتحدة بشكل منفرد.
يشار إلى أن تحالف حماية إسرائيل كان ابرز التكتلات التي تراهن عليها أمريكا في كسر الحصار اليمني.
وقد جاء قرار تعليق عمل “حارس الازدهار” عشية انسحاب ابرز حلفاء واشنطن من تصعيدها الأخير على اليمن.
وأوقفت بريطانيا دعمها للعمليات الامريكية بعد يوم على مشاركتها باعتداء واسع.
هذا ولم يعرف دوافع الانسحاب البريطاني وما اذا كان لأسباب لوجستية ام نتيجة تهديدات من صنعاء.
يذكر أن بريطانيا ثالث دولة غربية تنسحب من تحالف أمريكا اذ سبقتها فرنسا التي أعلنت مجددا بان قواتها في البحر الأحمر لا تخضع للشريك الأمريكي قي تأكيد على عدم مشاركتها بالعدوان على اليمن تلتها إيطاليا التي اكدت في بيان لها عدم مشاركتها بالعدوان الأمريكي في اليمن.
كما أن فرنسا وبريطانيا وإيطاليا من ابرز الدول التي سمتهم أمريكا كأعضاء.
وورد بيانهم عقب ساعات على اصدار أمريكا بيان باسمهم يبرر الهجوم الأخير على اليمن.
Error happened.المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: البحر الاحمر الحوثي اليمن امريكا بريطانيا صنعاء فرنسا على الیمن
إقرأ أيضاً:
الفظائع التي لن ينساها التاريخ
يتواصل المسلسل الإجرامي في غزة بشكل تصاعدي، بعد انسحاب الكيان والراعي الرسمي له من مفاوضات الدوحة، والدخول في متاهة البحث عن مخرج من الوضع الإنساني الكارثي الذي أنتجته سياسة “جهنم” الأمريكية الصهيونية في غزة.
جريمة نكراء تنزع ما تبقى من ورق توت على خاصرة حضارة النفاق العالمي المؤطر للإجرام عبر التقتيل والتجويع والتشريد والتهجير والإبادة المنهجية في عالم القرن الـ21 وليبرالية قرن أمريكا والغرب التي باتت تتفتَّت أوراقُها مع خريف شتاء قادم يعرِّي ما تبقى من سيقان وأغصان نبتت من جذع مشترك: ديمقراطية وبرجوازية عصر ما بعد قرن الأنوار.
الجُرم المشهود، والإبادة الشاملة، والإنكار الأمريكي والصهيوني وحتى لدى بعض دول الغرب التي بدأ جزءٌ منها يخرج عن الصمت المريب، والخنوع المطلق لإرادة أمريكا والصهيونية العالمية، أوصل الوضع في غزة إلى حالة الفضيحة العالمية المدوِّية، دفعت الكيان وعرَّابه في سلسلة ألاعيب المفاوضات الدائرة رحاها منذ 22 شهرا، إلى انسحاب تكتيكي أمريكي صهيوني في الدقائق الأخيرة من الاقتراب من موعد التفاهم على آخر بند متعلق بطريقة توزيع المساعدات التي تريد كل من الولايات المتحدة والربيب الصهيوني الإبقاء على صيغة الرقابة التامة بشأن إدخال المساعدات وتوزيعها ولو بـ”القتل مقابل كيس طحين”، بما يمنح سيطرة لجيش الكيان على غزة ونهاية المقاومة واستسلام حماس. هذا ما لم يحدث تحت طائل المفاوضات العبثية.
انسحابٌ تكتيكي صهيوني أمريكي، بغرض إلقاء اللوم على حماس ومضاعفة المزيد من الضغط عليها للحصول على تنازلات لن تقدّمها حماس، إلا ضمن الرؤية والتصوُّر الذي قدَّمته للوسطاء من قبل ومن بعد.
إقدامُ العدوّ، في آخر لحظة بعد انسحاب الوفد الأمريكي الصهيوني من محادثات الدوحة، على ذرِّ الرماد في أعين العالم المصاب بالذهول لما يحدث أمام أعينه، عبر السماح بإدخال بعض الشاحنات شمال غزة وجنوبها وهدنة مؤقتة موقوتة، لتوزيع وجبات العار والدمار باتجاه تجمُّعات تريد فصلها عن باقي القطاع في شكل محتشد إنساني تتحكم فيه وفي إدارة المساعدات ولو بإطلاق النار على المجوّعين، أو إنزال طرود جوية، ليس في الواقع سوى مسرحية سريالية عبثية وفرجة عالمية ساخرة من سلطة احتلال وعرّابه، بغطرسته الإجرامية لما يحدث، محاولة منهما تبييض وجه أسود لكيان مجرم مدعوم أمريكيًّا بشكل لا يصدًّق وغير مسبوق: تبييض وجوه سود ببشرة بيضاء، أخرجت الحامل والمحمول من دائرة الإنسانية إلى دائرة التوحُّش الإجرامي المشهود.
مناورة سرعان ما اتّضحت نيّاتها على يد راعي الكيان: “حماس تدرك أنها ستموت بعد أن تفقد أوراق ضغطها، وستموت”، قبل أن يعلن من جديد عودة المفاوضات إلى مسارها، عندما أبلغت حماس الوسطاء والعالم عبر خطاب خليل الحية أنه لا معنى لحياة مفاوضات تحت طائل التقتيل والتجويع، بما يعني انسحاب محتمل لحماس من مفاوضات الدوحة.
هذا الوضع، لا يريح الكيان وداعميه في الولايات المتحدة والغرب، لأنهم لا يملكون ورقة أخرى لم يجرّبوها بالحديد والنار والعار، والمكر الغدار، فتسارع هذه الدوائر، إلى محاولة أخرى بائسة ويائسة معا: شيطنة المقاومة إعلاميًّا وعمليًّا عبر الظهور بوجه المتظاهر بالإنسانية، أخيرا، الرؤوف، المتباكي بدموع تماسيح على ضحايا بسبب “تعنّت حماس”.
مسرحية واحدة بإخراج متغيِّر ومشاهد متجددة لا تخفي النيّات ولا الغايات.
أعمال وممارسات وحشية، يندى لها ضمير قرن الـ21، الذي سيرسم التاريخ يوما أن المحرقة النازية تبدو أقلَّ شأنا من نازية ضحايا النازية أنفسهم، وهذا بشهادة شهود من أهلها، ممن لم تتمكّن الفظائع من جعلهم يبتلعون ألسنتهم.
الشروق الجزائرية