تعهد الحوثيون في اليمن، المتحالفون مع إيران، بالرد على الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن الاحتمالات "محدودة فيما يبدو"، أن تشعل هذه الهجمات الغربية حربا إقليمية حاليا، في وقت تسعى فيه طهران إلى تجنب الاستدراج مباشرة إلى صراع شامل.

والضربات الأمريكية البريطانية التي جاءت ردا على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، أدت إلى تدويل الصراع الذي انتشر عبر المنطقة، منذ أن اشتبكت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" وإسرائيل في الحرب، ونفذ حلفاء لإيران هجمات أيضا انطلاقا من لبنان وسوريا والعراق.

وردت فصائل عراقية بتهديدات جديدة ضد المصالح الأمريكية، وقالت واشنطن إن البحرين من بين الحلفاء الذين قدموا دعما للضربات الجوية، مما يثير مخاطر غضب الحوثيين الذين لديهم ترسانة قوية من الطائرات المسيرة والصواريخ.

وقال علي فايز كبير محللي الشؤون الإيرانية في مجموعة "الأزمات الدولية": "كان من المتوقع تماما أنه كلما طال أمد الحرب في غزة، زادت مخاطر التصعيد واشتعال الوضع في المنطقة".

وأضاف: "لا يرجح دخول إيران المعركة مباشرة ما لم تتعرض لاستهداف مباشر على أراضيها".

لكن الحوثيين قد يكثفون ضرباتهم.

اقرأ أيضاً

ستراتفور: 8 نتائج مباشرة متوقعة للضربات الغربية ضد الحوثيين في اليمن

وقال فارع المسلمي من المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" في لندن: "الضربات لن تمنع الحوثيين من شن هجمات أخرى في البحر الأحمر، بل العكس هو الصحيح".

ودعت السعودية، حليفة البحرين، إلى ضبط النفس و"تجنب التصعيد"، وقالت إنها تراقب الوضع بقلق شديد.

واتضح الشهر الماضي، غياب اسم السعودية من قائمة دول قالت الولايات المتحدة إنها جزء من تحالف بحري يحمي الشحن في البحر الأحمر من الحوثيين.

وقال فايز: "يرجع ابتعاد دول الخليج عن هذه التوترات، لأسباب منها علاقاتها التي تحسنت مع إيران".

ونفذ الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن هجماتهم على سفن تجارية، يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها منذ نوفمبر/تشرين الثاني، وطالبوا بوقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبعد أن نفذت القوات الأمريكية والبريطانية عشرات الضربات الجوية في أنحاء اليمن ليلا ردا على ذلك، توعد الحوثيون بالانتقام وقالوا إن 5 من مقاتليهم لاقوا حتفهم.

اقرأ أيضاً

أمريكا فشلت في حشد السعودية والإمارات وقطر ومصر ضد الحوثيين.. وجهودها تتعقد

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، إن الهجمات ستؤدي إلى "انعدام الأمن وعدم الاستقرار".

ومازالت إيران تدعم شبكة من الحلفاء، تمتد من البحر المتوسط ​​إلى الخليج تعرف باسم "محور المقاومة".

وقال مصدران إيرانيان مطلعان، إن طهران لا تريد التدخل المباشر.

وأضاف مصدر إيراني ثالث، وهو مسؤول كبير طلب عدم نشر اسمه، إن الحوثيين يتخذون قراراتهم بأنفسهم و"نحن ندعم قتالهم، لكن طهران لا تريد حربا شاملة في المنطقة".

وتابع أن الأمر متروك لإسرائيل والولايات المتحدة لوقف "عدوانهما".

وتقول الولايات المتحدة إنها تسعى إلى منع توسع نطاق الحرب في المنطقة، بما في ذلك الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث يخوض حزب الله المدعوم من إيران صراعا مع إسرائيل هو الأسوأ بينهما منذ 17 عاما.

واتهمت الولايات المتحدة إيران بالضلوع في هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وتنفي إيران أي دور قائلة إن حلفاءها يتخذون قراراتهم بأنفسهم.

اقرأ أيضاً

دفاع أمريكي بريطاني وتنديد روسي صيني في مجلس الأمن للهجمات على الحوثيين

وقال جريجوري برو، المحلل في مجموعة "أوراسيا" الاستشارية، إن طهران ما زالت تخشى اتساع نطاق الصراع لأنها لا تريد "التعرض مباشرة لانتقام محتمل".

وأضاف: "صحيح أنه من المحتمل أن تكون هناك ردود من عدد من وكلاء إيران في أماكن أخرى بالمنطقة، لكن لا يرجح أن تقدم إيران على تصعيد كبير ردا على هذه الضربات".

وفي العراق، الذي تطلق فيه القوات المدعومة من طهران النار على القوات الأمريكية، قالت حركة "النجباء" إن مصالح الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الآخرين "لم تعد في مأمن منذ الآن".

وقال مسؤول في فصيل آخر وهو كتائب "حزب الله" العراقية، إن الهجمات ستكون لها عواقب وخيمة على أمن المنطقة بأسرها، بما في ذلك الخليج وإن جميع المصالح الأمريكية، ليس فقط في العراق وسوريا، لكن في المنطقة بأكملها، ستكون هدفا مشروعا للطائرات المسيرة والصواريخ لدى الكتائب.

وفي لبنان، قال مصدر مطلع، إن الرد على الهجمات ليس من شأن جماعة "حزب الله"، بل هو شأن الحوثيين.

وقالت الولايات المتحدة إن المراد من الهجمات لم يكن تصعيد التوترات.

اقرأ أيضاً

أمريكا تفرض عقوبات على ممولي الحوثيين وتدرس إعادة إدراجهم بقوائم الإرهاب

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة، أن لا خطط لإرسال قوات أمريكية إضافية إلى المنطقة، وإن الهجمات كان لها "تأثيرات جيدة".

وتعزز نفوذ الحوثيين في اليمن منذ أن سيطرت الجماعة على العاصمة صنعاء في عام 2014، وتدخلت السعودية في الصراع اليمني في العام التالي في غمرة مخاوف من تزايد النفوذ الإيراني، لكنها أجرت محادثات سلام في الآونة الأخيرة في محاولة للخروج من الحرب في اليمن.

وتمتع اليمن بأكثر من عام من الهدوء النسبي وسط جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وترى السعوديةأن الاستقرار الإقليمي مهم لخططها الاقتصادية، ومن ثم استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران العام الماضي بعد سنوات من العداء.

وعبر أندريا كريج من "كينجز كوليدج" في لندن، عن شكوكه في مدى تأثير الضربات على عزيمة الحوثيين أو قدرتهم على شن هجمات، مستندا في شكوكه إلى اعتماد الجماعة على بنية تحتية تمتع بقدرة عالية على التنقل.

وأضاف "تسع سنوات من العمليات السعودية في اليمن أثبتت أنه لا يمكن ردع الحوثيين".

اقرأ أيضاً

كل ما نعرفه عن هجمات أمريكا وبريطانيا على اليمن وقدرة الحوثيين على الرد

المصدر | رويترز

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الحوثي حرب إيران أمريكا بريطانيا حرب غزة البحر الأحمر الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الحوثیین فی فی المنطقة اقرأ أیضا فی الیمن

إقرأ أيضاً:

ديب سيك ماذا في جعبة الصين أيضا؟

وتناولت الحلقة الجديدة من برنامج "بانوراما الجزيرة نت" التداعيات التي أفرزها ظهور التطبيق الصيني، إذ شكلت تكلفة تطوير النسخة الأحدث منه، والتي بلغت 5.6 ملايين دولار فقط، مفاجأة كبرى مقارنة بمليارات الدولارات التي تنفقها الشركات الأميركية المطورة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وشهدت الأسواق المالية العالمية اضطرابا غير مسبوق عقب الصعود المفاجئ للتطبيق الصيني، وخسرت شركات التكنولوجيا الكبرى مجتمعة 94 مليار دولار.

ويمثل دخول "ديب سيك" إلى سباق الذكاء الاصطناعي -وفق وكالة بلومبيرغ- تحديا لرواية وادي السيليكون بأن الإنفاق الرأسمالي الضخم ضروري لتطوير أقوى نماذج التقنية التي تشهد زخما عالميا.

ونشرت الجزيرة نت سلسلة تقارير عن التطبيق الصيني، وكيفية عمله، واختلافه عن منافسيه في الولايات المتحدة، إذ تعتمد الشركات الأميركية في تطوير الذكاء الاصطناعي على صناعة الرقائق الإلكترونية. واستعرضت آراء مختصين في هذا المجال.

وأخذ هذا التنافس أبعادا أمنية، إذ حذرت البحرية الأميركية أعضائها من استخدام "ديب سيك" بسبب ما وصفته بالمخاوف الأمنية والأخلاقية، كما كان التطبيق الصيني موضوعا رئيسا في أوروبا بشأن الأمن والخصوصية والرقابة.

إعلان

ويبقى الخاسر الأكبر من التطبيق الصيني شركة "أوبن إيه آي"، التي قالت إنها وجدت أدلة على أن شركة "ديب سيك" استخدمت نماذجها الخاصة.

ووضع نجاح "ديب سيك" إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في موقف محرج للغاية، بعدما أعلن في بداية ولايته عن تضافر جهود الحكومة والشركات من أجل تأسيس البنية التحتية للذكاء الاصطناعي الأميركية.

ومع كل هذه التطورات، يظل السؤال الكبير هل سيعيد "ديب سيك" تشكيل خارطة الذكاء الاصطناعي العالمية، وهل ستكون الشركات الغربية قادرة على مواكبة هذا التحدي غير المتوقع؟

31/1/2025-|آخر تحديث: 31/1/202506:51 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • المركزية الأمريكية تكشف تفاصيل معركة بحرية “معقدة” مع اليمن
  • واشنطن تخطط لتحالف عسكري جديد للقضاء على الحوثيين في اليمن
  • وزير سابق: مشروع الإمارات يتراجع في المنطقة إلا في اليمن
  • عراقجي: أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة
  • غوتيريش: نحاول الإبقاء على المساعدات المقدمة لليمن رغم انتهاكات الحوثيين
  • مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يشعر بالقلق البالغ من عمليات الإعدام بإجراءات موجزة في الخرطوم بحري
  • القيادة المركزية الأمريكية: هجمات “الحوثيين” البحرية كانت منسقة ومعقّدة ومتطورة
  • عراقجي للجزيرة: أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة
  • ديب سيك ماذا في جعبة الصين أيضا؟
  • عاجل: الإدارة الأمريكية تدعو سلطنة عمان للتخلي عن الحوثيين وإغلاق مكتبهم وتؤكد تحركها مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة الحوثيين