عربي21:
2025-02-19@20:39:47 GMT

رفع الدعم عن المحروقات في ليبيا.. الدوافع وردود الفعل

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

رفع الدعم عن المحروقات في ليبيا.. الدوافع وردود الفعل

أعاد تصريح رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد ادبيبة، ملف دعم المحروقات إلى دائرة الضوء بقوله إن قرار استبدال الدعم اتخذ ولا رجعة فيه، الأمر الذي أثار ردود فعل لم يخلو بعضها من التسييس.

تُرجع الحكومة أسباب إعادة النظر في سياسة الدعم إلى الكلفة الباهظة والتي حسب رئيس حكومة الوحدة تصل إلى 50% من الإيرادات العامة، ونقل عن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط أن ما يذهب لدعم المحروقات يصل إلى 12 مليار دولار أمريكي (الإيرادات العام 2023م بلغت نحو 21 مليار دولار)، حيث يستهلك تشغيل محطات الكهرباء وما في حكمها نحو 8 مليار دولار من الوقود وتذهب 4 مليار دولار في شكل بنزين وديزل، أما تقرير ديوان المحاسية العام 2022م فيتخطى هذه الأرقام حيث أورد أن ما أنفق على المحروقات بلغ 83 مليار دينار.



وبالإضافة إلى الفاتورة العالية لتشغيل محطات توليد الكهرباء وتوفير البنزين بسعر متدني جدا هناك التهريب الذي يهدر من 750 مليون إلى مليار دولار سنويا، عبر شبكات تنشط في الغرب والشرق والجنوب.

المعارضون لدبيبة يرون أن الدوافع خلف تغيير سياسة الدعم ليست الهدر والتهريب، حيث يتهمون ادبيبة وحكومته في التورط في فساد كبير وبالتالي لا معنى لتبرير رفع الدعم أو استبداله بمقابل مالي بحجة الهدر والتهريب، وأن الدوافع قد تكون سياسية.

وما هو معلوم أن كل أو جل خبراء الاقتصاد يرون أن سياسة الدعم التي تعود إلى نحو 60 عاما، وذلك منذ إنتاج النفط وتصديره بكميات وفيرة منتصف الستينيات من القرن الماضي، تحتاج إلى مراجعة، وما حال دون تبني خيارات إصلاحية هو الوضع الاقتصادي المختل وغير المستقر والذي من مظاهره تدني مستوى دخول الأفراد والافتقار إلى البدائل الخدمية من شبكة قطارات وحافلات ووسائل نقل مريحة.

البيانات لا تزال تمثل مشكلة في ليبيا، وقد أقرت الحكومة بذلك بسبب عدم الوقوف بشكل دقيق على احتياجات البلاد من المحروقات وتكلفتها، والمستهلك والمهدر عبر التهريب، غير أن خبراء يؤكدون أن البنزين المستورد والذي يشكل أكثر من 80% من الاستهلاك المحلي يكلف الخزانة العامة 80 سنتا أمريكيا للتر الواحد (حوالي أربع دينارات ليبية) فيما يباع في محطات الوقود بخمسة عشر قرشا ليبياً للتر(حوالي 3 سنتات)، ويمثل هذا الفرق الكبير في سعر الشراء والبيع السبب الرئيسي في تعاظم التهريب.

التحدي يكمن في خوف قطاع واسع من الليبيين أن ترتفع أسعار الوقود بشكل كبير بعد رفع الدعم وأن لا تفي الحكومة بوعودها في توفير البديل النقدي بشكل مستمر. أيضا يتخوف كثيرون من الأثر المتعدي لرفع الدعم عن المحروقات في شكل ارتفاع في أسعار السلع، ويطالبون بأن تأخذ الحكومة هذا في تقديراتها لمقدار البديل النقدي لرفع الدعم.مصادر مطلعة أكدت أن المهربين يتحصلون على شاحنة نقل الوقود بما قيمته 6 ألاف دينار ليبي ويبيعونها بنحو 90 ألف دينار، حيث تهرب مئات الشاحنات يوميا، وترتب على هذا الوضع عدم توفر الوقود في عديد المدن خاصة الجنوب، واضطراب توزيعه حتى في مدن الشمال.

اللجان التي تشكلت، في السابق والوقت الراهن، بغرض دراسة سياسة الدعم والبحث عن بديل عنها، جميعها اتجهت إلى وضع استبدال الدعم بمقابل مالي يمنح للفرد أو الأسرة على رأس قائمة البدائل، واختلفت في تحديد قيمة البديل ماليا، وفي كيفية إيصال هذا البديل. ولم تغفل الدراسات فكرة منح حصص ثابتة للفرد عبر كروت مخصصة لذلك بالسعر الحالي والزيادة عن المخصص تكون بالسعر بعد رفع الدعم.

التحدي يكمن في خوف قطاع واسع من الليبيين أن ترتفع أسعار الوقود بشكل كبير بعد رفع الدعم وأن لا تفي الحكومة بوعودها في توفير البديل النقدي بشكل مستمر. أيضا يتخوف كثيرون من الأثر المتعدي لرفع الدعم عن المحروقات في شكل ارتفاع في أسعار السلع، ويطالبون بأن تأخذ الحكومة هذا في تقديراتها لمقدار البديل النقدي لرفع الدعم.

رفض مجلس النواب والحكومة التابعة له والمتنفذة في شرق البلاد لتوجهات حكومة الوحدة بخصوص الدعم يمكن أن يشكل عائقا حقيقيا أمام تبني خطة استبدال الدعم، ومن الواضح أن ردود الفعل انتهت إلى تراجع الحكومة عن توجهها، فكلام ادبيبة مع لجنة المحروقات الذي ذكر فيه أن القرار اتخذ ولا رجعة فيه قابله تصريح لاحق أكد فيه أن الموضوع لم يحسم بعد وأن رأي الشارع الليبي سيأخذ في الاعتبار عبر استطلاعات واستبيانات، مما يعني أن رفع الدعم لن يقع في المدى القصير، وسيعتمد التغيير على موقف الرأي العام وعلى نشاط الحكومة التعبوي بالخصوص.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية دعم المحروقات رفع ليبيا رأي ليبيا دعم محروقات رأي رفع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ملیار دولار سیاسة الدعم لرفع الدعم رفع الدعم

إقرأ أيضاً:

أخنوش: الحكومة نجحت باقتدار في تنزيل نظام الدعم الاجتماعي المباشر

زنقة 20 ا الرباط

شدد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الإثنين، على أن حكومته “أدركت منذ البداية على أن إرساء المداخل الكبرى لكسب رهانات تعميم الحماية الاجتماعية ببلادنا، لن يكون ذا مردودية وأثر حقيقي على المستوى الميداني دون وجود بنية استشفائية قادرة على مواكبة هذا التحول الاجتماعي”.

وأوضح أخنوش في المنتدى البرلماني الدولي التاسع للعدالة الاجتماعية تحت شعار تعميم الحماية الاجتماعية في المغرب، المنعقد بمجلس المستشارين، تلاها نيابة عنه الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، أنه “في هذا الإطار أولت الحكومة أهمية قصوى لتأهيل المنظومة الصحية، وفق رؤية هيكلية ترتكز على ثلاثة مرتكزات أساسية: أولها، اعتماد حكامة جيدة وفعالة داخل القطاع الصحي؛ ثانيها، تثمين الموارد البشرية باعتبارها الركيزة الأساسية لنجاح أي إصلاح؛ وثالثها، تأهيل البُنى التحتية مع تعزيز البُعد الجهوي لضمان العدالة في توزيع الخدمات الصحية..مع استكمال الترسانة القانونية اللازمة لمواكبة محاور هذا الإصلاح، عبر إصدار جميع القوانين التي تنظم الهيئات المنصوص عليها في القانون الإطار الخاص بالمنظومة الصحية الوطنية، فضلا عن إرساء حكامة مندمجة تسهم في تعزيز فعالية النظام الصحي وتطويره، بما يضمن تحقيق العدالة الصحية وتحسين ولوجيتها”.

وسجل أخنوش في كلمته أن “الحكومة نجحت باقتدار في تنزيل نظام “الدعم الاجتماعي المباشر”، الذي يشكل خطوة مهمة في مسار تعميم الحماية الاجتماعية، وفق الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده”، مشددا على أن “الحكومة ملتزمة بوضع الإنسان في قلب السياسات العمومية، لأننا نؤمن بأن الاستثمار في الرأسمال البشري هو المدخل الأساسي لبناء مغرب قوي ومتضامن”.

وتابع” اليوم، نحن أمام مشروع مجتمعي حقيقي، يستهدف تحسين ظروف عيش الفئات الهشة، وتقديم دعم مباشر للأسر التي تحتاجه يتوقع أن يشكل دعامة للحماية من مخاطر الطفولة ودعم التمدرس والأطفال في وضعية إعاقة، فضلا عن منح جزافية توجه لدعم القدرة الشرائية للأسر والحد من المخاطر المرتبطة بالشيخوخة.

فبموجب هذا البرنامج، يوضح رئيس الحكومة “تحصل الأسر على دعم شهري لا يقل عن 500 درهم شهريا، ويمكن أن يصل إلى 1.200 درهم، حسب تركيبة الأسر مع إطلاق دعم استثنائي إضافي بمناسبة الدخول المدرسي يتراوح بين 200 درهم عن كل طفل متمدرس في التعليم الابتدائي أو الإعدادي، و300 درهم عن كل طفل متمدرس في التعليم الثانوي التأهيلي، وذلك في حدود 6 أطفال لكل أسرة”.

وقال أخنوش أنه “مع توسيع هذا “الدعم الاستثنائي الإضافي” ليشمل الأسر المعوزة للتخفيف من تكاليف وأعباء الدخول المدرسي، خاصة ما يتعلق باقتناء الكتب واللوازم المدرسية، حيث بلغت طاقته الاستهدافية أكثر من 3 مليون تلميذاً.. وسعيًا منا لإنصاف الفئات الأكثر احتياجًا، رفعنا قيمة الدعم المخصص للأطفال في وضعية إعاقة، ليصل إلى 400 درهم شهريًا بحلول سنة 2026. كما خصصنا دعمًا خاصًا للنساء الأرامل، لضمان استقرار هذه الفئة وتمكينها من إعالة أبنائها في ظروف لائقة”، مشيرا إلى تخصيص منحة جزافية بقيمة 500 درهم شهريًا للأسر التي لا تتوفر على أطفال وتلك التي تضم كبار السن، من أجل تعزيز التضامن بين الأجيال وضمان حياة كريمة لهذه الفئات”.

وقال رئيس الحكومة إنه “بعد أشواط حاسمة من الجهود والإصلاحات، على مدى الثلاث سنوات الماضية. تقدم بلادنا اليوم مثالا فريدا في ميدان الحكامة الاجتماعية وجودة الخدمات الأساسية”.

وأشار إلى أنه ” فمنذ إطلاق المنصة الرقمية www.asd.ma في دجنبر 2023، تم تسجيل ما يقارب 4 ملايين أسرة، أي ما يناهز 12 مليون مستفيد، منهم 5.4 مليون طفل، ومليون و200 ألف شخص فوق 60 سنة. وتعكس هذه الأرقام مدى الأثر الإيجابي للبرنامج، وتؤكد أن الحكومة تسير بثبات نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، وذلك تنفيذا للتعليمات الملكية… وهو ما مكن من استهداف 60% من الأسر المغربية التي لم تكن مشمولة سابقًا بأي نظام للضمان الاجتماعي، مما يساهم في الحد من الهشاشة الاجتماعية”.

وفي هذا السياق يضيف أخنوش، ولضمان نجاح هذا الورش عبأت الحكومة موارد مالية ضخمة، حيث رصدت له ميزانية ترتفع من 25 مليار درهم سنة 2024 إلى 29 مليار درهم سنة 2026، لضمان استمراريته على المدى البعيد وتعزيز أثره الإيجابي على الأجيال القادمة.كما تم إحداث الوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي (ANSS)، التي تشتغل وفق مقاربة حكامة جيدة، تهدف إلى ضمان شفافية التوزيع ودقة الاستهداف وفعالية التدبير”.

وواصل قائلا: “وقد عقدنا أول اجتماع لمجلسها الإداري في نونبر 2024، حيث تمت المصادقة على هيكلها التنظيمي ونظامها الأساسي، لضمان انطلاقة سلسة وناجعة لهذه المؤسسة…ونحن واعون بأن هذا الورش ليس نهاية الطموح، بل بداية لمرحلة جديدة من البناء الاجتماعي، تعتمد على توجيه الدعم لمن يستحقه، وعلى سياسات اجتماعية عادلة ومتوازنة”.

وتعهد رئيس الحكومة بمواصلة العمل على تحسين هذا البرنامج، كما أراده جلالة الملك، ومواصلة تطوير آلياته وضمان استدامته، حتى يكون في مستوى تطلعات المواطنين”.

كما سنواصل، يقول رئيس الحكومة، في تفعيل مختلف البرامج الاجتماعية الهادفة إلى دعم الأسر، وعلى رأسها برنامج الدعم المباشر للسكن، الذي يساهم في تعزيز القدرة الشرائية للمواطنين، خصوصًا ذوي الدخل المتوسط والمنخفض، وتيسير ولوجهم إلى سكن لائق. وقد حقق هذا البرنامج الطموح نتائج جد إيجابية بعد سنة من انطلاقه، حيث تجاوز عدد الطلبات المقدمة للحصول على الدعم 114 ألفًا، فيما استفاد منه أكثر من 36 ألف مواطن، من بينهم 32% من الشباب و25% من مغاربة العالم.

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة الإسبانية: نرفض بشكل حاسم عملية تهجير الفلسطينيين من غزة
  • الحكومة الأمريكية توفر 55 مليار دولار عبر إجراءات تقشفية شاملة
  • بـ (نيروبي) .. تأجيل التوقيع على ميثاق الحكومة الموازية
  • برمة ناصر من نيروبي يكشف أسباب تأجيل التوقيع على ميثاق الحكومة الموازية
  • افتتاح مصنع معالجة المخلفات البلدية لإنتاج الوقود البديل بالخانكة
  • صور.. افتتاح مصنع معالجة المخلفات الصلبة لإنتاج الوقود البديل بالخانكة
  • افتتاح مصنع معالجة المخلفات البلدية الصلبة المطور لإنتاج الوقود البديل بالخانكة
  • الحكومة تعزز استدامة ورش الحماية الاجتماعية بميزانية 29 مليار درهم
  • أخنوش: الحكومة نجحت باقتدار في تنزيل نظام الدعم الاجتماعي المباشر
  • الشيوخ يناقش سياسة الحكومة بشأن التحول إلى السيارات الكهربائية