البوابة نيوز:
2024-11-08@16:10:07 GMT

حرب غزة وعمليات استئصال الوجود المسيحي

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

يبدو أن الحرب الإسرائيلية المدمرة والعشوائية تحاول محو تاريخ غزة وثقافتها الإسلامية والمسيحية على حد سواء، إلى جانب الحصار المستمر، باتت تهدد الوجود المسيحي في قطاع غزة لأول مرة في تاريخهم الممتد منذ 2000 عام أي منذ حوالي القرن الثالث لكتابه الفصل الأخير من المسيحية، حيث الفكر السائد لدى جميع المسيحيين الفلسطينيين الآن هو الهجرة، بعد أن دمرت منازلهم وأعمالهم، وبما أنه لا يوجد أفق سياسي يشير إلى نهاية هذه الأزمة، وبعد أن أُستشهد حوالي 3٪ من سكان غزة في الغارات الجوية وهجمات إطلاق النار التي شنتها إسرائيل منذ بداية الحرب، والتي تمثل لحظة تاريخية مظلمة لدي مسيحيى الشرق الأوسط، وتحول العدد من أوائل القرن العشرين، بنحو 17% من سكان فلسطين؛ واليوم يبلغ مجرد 1 إلى 2 في المائة، حيث يعيشون في الشتات.

وكانت الدعاية الإسرائيلية تعتمد علي تصدير صورة أن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد من قبل حماس بعكس شهادات بعض الآباء التي أكدت أن حماس وضعت حدًا لمضايقة المجتمع المسيحي، فلم تجد إسرائيل تعزيزًا لروايتها وبما أن المجتمع المسيحي يشكل معضله بالنسبة لإسرائيل بسبب صوتهم المؤثر بشكل عام خارج فلسطين، نظرًا لعلاقاتهم الراسخة مع مؤسسات الكنائس العالمية والغرب، كان لا بد من إخراجهم من المعادلة، بما لديهم من قدرة على نقل الصورة الصحيحة للوضع إلى الخارج، والذي يتعلق بالاحتلال والفصل العنصري، وليس الصراع الديني المزعوم.

 إن استهداف إسرائيل المستمر للكنائس أكد على إرسال رسالة مفادها أنه لن ينجو أحد من التطهير العرقي حتى الذين وجدوا مأوى في المباني الدينية مما يفند ادعاءاتها أمام العالم، وقامت بتدمير المزار الأخضر في دير البلح وسط القطاع، وهو أول دير مسيحي بني في فلسطين خلال العصر البيزنطي في محو كامل للتراث المسيحي، حتي الاكتشافات التاريخية علي سبيل المثال، فسيفساء أرضية بيزنطية عمرها 1500 عام، وهذا ما أكده بيان إدانة يوم عيد الميلاد صادر من مركز الميزان لحقوق الإنسان بشأن استهداف إسرائيل المتعمد للمسيحيين الفلسطينيين وأماكن عبادتهم في غزة، مشددًا على أن ذلك يهدف إلى محو التاريخ والثقافة الفلسطينية في غزة دون جدوى من الادانات المتكررة وغض طرف المجتمع الدولي، فقد يشبه الأمر سلسلة من المؤامرات على كنائس الشرق القديم وتقديم التهويد على طبق من فضة، وهي نكبة ثقافيه ووجوديه مستمرة منذ 75 عامًا والتي شهدت التهجير القسري لثلاثة أرباع الشعب الفلسطيني، فما مصير 50 ألف فلسطيني مسيحي في الضفة الغربية والقدس إن امتدت الحرب؟.

إن نضال المسيحيين لم يعد مستترًا، ولكن يواجهون شعورًا بأنهم مستبعدون من النضال من أجل حرية وطنهم بمدى واسع بسبب تناقص الاعداد، بجانب الترويج الإعلامي الذي يصور أن النضال الفلسطيني حرب دينية بين المسلمين واليهود في شبه استبعاد للمسيحيين من المعادلة، وربما يفسر عدم سماح إسرائيل للقادة الدينية للذهاب إلى غزة للمساعدة في تخفيف المعاناة بطريقه عمليه.

وفي موسم العطلات، لم يكن هناك سوى القليل من السكان الفلسطينيين في بيت لحم، ومر عيد الميلاد في صمت والحقيقة أن المدينة احتفلت بيوم الخامس والعشرين من ديسمبر ليس باعتباره عيد الميلاد، بل اليوم الثمانين للحرب الشرسة التي اجتاحت فلسطين التاريخية بالكامل، وظلت كنيسة المهد، أقدم موقع مقدس مسيحي في العالم فارغة لا أحد يقف في الصف ليرى المكان الذي ولد فيه السيد المسيح، فاختفت مشاهد حفل إضاءة الشجرة، والسوق المزدحم، والمسيرات الكشفية وتبدلت بمشاهد الدماء والأشلاء، وعند مذبح الكنيسة، توجد كومة من الطوب والحجارة تشبه الركام، مع دمية طفل المزود ملفوفة في العلم الفلسطيني.

وقد تمكن فنانو بيت لحم من إقامة عرض ضخم لرحلة السيد المسيح ومريم العذراء إلى مصر، تحمل القصة أصداء مؤلمة مع أعمال العنف في غزة، حيث تم تهجير 80% من سكان القطاع، وحتى أنهم يواجهون التهديد الوشيك بالطرد الكامل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الوجود المسيحي الحرب الإسرائيلية الكنائس

إقرأ أيضاً:

جماهير “حديقة الأمراء” يطالبون بوقف الحرب الإسرائيلية في فلسطين ولبنان

فرنسا – وجهت جماهير نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، رسالة صارخة من أجل إحلال السلام، في ظل الحرب الإسرائيلية المشتعلة على فلسطين ولبنان، منذ أكثر من 13 شهرا.

ورفعت مجموعة الأولتراس الداعمة لنادي باريس سان جيرمان “تيفو” ضخما ملأ جنبات المدرج الجنوبي المخصص لجماهير النادي الفرنسي، يحمل علم دولة فلسطين في خلفية المسجد الأقصى مع شعار “فلسطين حرة” الممزوج بألوان شعار النادي الباريسي.

وضم “التيفو” أيضا طفلا يرتدي ملابس تحمل علم دولة لبنان، في رسالة دعم أخرى إلى لبنان التي دخلت هي الأخرى في حرب ضد إسرائيل، فيما رفعت الجماهير رسالة واضحة أسفل التيفو، كتبت فيها “الحرب داخل الملاعب والسلام في العالم”.

وحل أتلتيكو مدريد ضيفا على باريس سان جيرمان يوم الأربعاء، على ملعب حديقة الأمراء، ضمن منافسات الجولة الرابعة من مرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا.

واستطاع باريس سان جيرمان جمع 4 نقاط في أول 3 جولات من دوري أبطال أوروبا، بفوز وحيد على جيرونا (1-0) والتعادل مع آيندهوفن (1-1)، بينما خسر أمام آرسنال (0-2)، وبخسارته الجديدة يوم الأربعاء أمام أتليتيكو مدريد تجمد في المركز الـ 24 في الترتيب العام.

وفي المقابل، حل أتلتيكو مدريد في المركز الـ 22، برصيد 6 نقاط، جمعها من فوزه على لايبزيغ (2-1) وباريس سان جيرمان (2-1)، مقابل خسارتين ثقيلتين أمام بنفيكا (0-4) وليل (1-3).

وهذه ليست المرة الأولى التي تعرب الجماهير الأوروبية عن تضامنها مع القضية الفلسطينية، إذ يعد مشجعو فريق “سيلتك” الإسكتلندي من أبرز الجماهير التي تتفنن في دعم الفلسطينيين داخل ملعبه، حيث تُرفع الأعلام الفلسطينية واللافتات الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني بشكل لافت وسط أجواء حماسية غير مسبوقة بالملاعب الأوروبية.

وسبق أن حظي مقطع الفيديو الذي ظهر فيه بعض جماهير فريق “ريال سوسيداد” الإسباني قبيل انطلاق مباراته في دوري أبطال أوروبا أمام “بنفيكا” البرتغالي الموسم الماضي، وهم يرتدون ملابس بيضاء ملطخة بالدماء، بانتشار لافت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عده متابعون “رسالة تضامنية مهمة ومبتكرة مع ضحايا القصف الإسرائيلي العنيف في غزة”.

هذا وفتح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” تحقيقا عاجلا مع أرال سيمسير، لاعب فريق “ميتلاند” الدنماركي بسبب دعمه للقضية الفلسطينية، أثناء مباراة فريقه ضد “مكابي تل أبيب” في الدوري الأوروبي.

وذكر موقع “بولد” الدنماركي أن “يويفا” فتح تحقيقا مع سيمسير بسبب قوله للاعبي فريق مكابي تل أبيب: “الحرية لفلسطين”، وأضاف الموقع الدنماركي أنه قد يتم إصدار القرار النهائي في هذه التحقيقات في نهاية شهر نوفمبر الحالي.

وسبق أن حذرت اتحادات دول أوروبية من رفع أعلام فلسطين أو إسرائيل في المدرجات، على غرار الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • اليونيسف: اعتماد إسرائيل على ضياع الحقوق الفلسطينية لن يجدي نفعا
  • جماهير “حديقة الأمراء” يطالبون بوقف الحرب الإسرائيلية في فلسطين ولبنان
  • الجامعة العربية تدعو المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم لوقف الحرب ضد فلسطين ولبنان
  • بعد انسحاب إسرائيل من الأونروا.. برلمانية: أين المجتمع الدولي من انتهاكات حقوق الإنسان؟
  • بعد الانسحاب من الأونروا.. أمل سلامة: أين المجتمع الدولي من انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان؟
  • البابا فرنسيس: الصلاة المسيحيّة ليست أن نتكلم مع الله من طرف واحد
  • برئاسة «الفاخري».. مجموعة الشمال بالبرلمان الإفريقي تدين جرائم إسرائيل في فلسطين ولبنان
  • متطرف ضد الوجود العربي في فلسطين.. كل ما تريد معرفته عن يسرائيل كاتس وزير دفاع الاحتلال الجديد
  • لا فارق بين سياسات ترامب وهاريس تجاه فلسطين: "مفاضلة بين سيئ وأسوأ"
  • السودان: «12» قتيلاً وعمليات اختطاف وسط انتهاكات جسيمة بقرية بشمال دارفور