البوابة نيوز:
2024-12-26@13:21:25 GMT

حرب غزة وعمليات استئصال الوجود المسيحي

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

يبدو أن الحرب الإسرائيلية المدمرة والعشوائية تحاول محو تاريخ غزة وثقافتها الإسلامية والمسيحية على حد سواء، إلى جانب الحصار المستمر، باتت تهدد الوجود المسيحي في قطاع غزة لأول مرة في تاريخهم الممتد منذ 2000 عام أي منذ حوالي القرن الثالث لكتابه الفصل الأخير من المسيحية، حيث الفكر السائد لدى جميع المسيحيين الفلسطينيين الآن هو الهجرة، بعد أن دمرت منازلهم وأعمالهم، وبما أنه لا يوجد أفق سياسي يشير إلى نهاية هذه الأزمة، وبعد أن أُستشهد حوالي 3٪ من سكان غزة في الغارات الجوية وهجمات إطلاق النار التي شنتها إسرائيل منذ بداية الحرب، والتي تمثل لحظة تاريخية مظلمة لدي مسيحيى الشرق الأوسط، وتحول العدد من أوائل القرن العشرين، بنحو 17% من سكان فلسطين؛ واليوم يبلغ مجرد 1 إلى 2 في المائة، حيث يعيشون في الشتات.

وكانت الدعاية الإسرائيلية تعتمد علي تصدير صورة أن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد من قبل حماس بعكس شهادات بعض الآباء التي أكدت أن حماس وضعت حدًا لمضايقة المجتمع المسيحي، فلم تجد إسرائيل تعزيزًا لروايتها وبما أن المجتمع المسيحي يشكل معضله بالنسبة لإسرائيل بسبب صوتهم المؤثر بشكل عام خارج فلسطين، نظرًا لعلاقاتهم الراسخة مع مؤسسات الكنائس العالمية والغرب، كان لا بد من إخراجهم من المعادلة، بما لديهم من قدرة على نقل الصورة الصحيحة للوضع إلى الخارج، والذي يتعلق بالاحتلال والفصل العنصري، وليس الصراع الديني المزعوم.

 إن استهداف إسرائيل المستمر للكنائس أكد على إرسال رسالة مفادها أنه لن ينجو أحد من التطهير العرقي حتى الذين وجدوا مأوى في المباني الدينية مما يفند ادعاءاتها أمام العالم، وقامت بتدمير المزار الأخضر في دير البلح وسط القطاع، وهو أول دير مسيحي بني في فلسطين خلال العصر البيزنطي في محو كامل للتراث المسيحي، حتي الاكتشافات التاريخية علي سبيل المثال، فسيفساء أرضية بيزنطية عمرها 1500 عام، وهذا ما أكده بيان إدانة يوم عيد الميلاد صادر من مركز الميزان لحقوق الإنسان بشأن استهداف إسرائيل المتعمد للمسيحيين الفلسطينيين وأماكن عبادتهم في غزة، مشددًا على أن ذلك يهدف إلى محو التاريخ والثقافة الفلسطينية في غزة دون جدوى من الادانات المتكررة وغض طرف المجتمع الدولي، فقد يشبه الأمر سلسلة من المؤامرات على كنائس الشرق القديم وتقديم التهويد على طبق من فضة، وهي نكبة ثقافيه ووجوديه مستمرة منذ 75 عامًا والتي شهدت التهجير القسري لثلاثة أرباع الشعب الفلسطيني، فما مصير 50 ألف فلسطيني مسيحي في الضفة الغربية والقدس إن امتدت الحرب؟.

إن نضال المسيحيين لم يعد مستترًا، ولكن يواجهون شعورًا بأنهم مستبعدون من النضال من أجل حرية وطنهم بمدى واسع بسبب تناقص الاعداد، بجانب الترويج الإعلامي الذي يصور أن النضال الفلسطيني حرب دينية بين المسلمين واليهود في شبه استبعاد للمسيحيين من المعادلة، وربما يفسر عدم سماح إسرائيل للقادة الدينية للذهاب إلى غزة للمساعدة في تخفيف المعاناة بطريقه عمليه.

وفي موسم العطلات، لم يكن هناك سوى القليل من السكان الفلسطينيين في بيت لحم، ومر عيد الميلاد في صمت والحقيقة أن المدينة احتفلت بيوم الخامس والعشرين من ديسمبر ليس باعتباره عيد الميلاد، بل اليوم الثمانين للحرب الشرسة التي اجتاحت فلسطين التاريخية بالكامل، وظلت كنيسة المهد، أقدم موقع مقدس مسيحي في العالم فارغة لا أحد يقف في الصف ليرى المكان الذي ولد فيه السيد المسيح، فاختفت مشاهد حفل إضاءة الشجرة، والسوق المزدحم، والمسيرات الكشفية وتبدلت بمشاهد الدماء والأشلاء، وعند مذبح الكنيسة، توجد كومة من الطوب والحجارة تشبه الركام، مع دمية طفل المزود ملفوفة في العلم الفلسطيني.

وقد تمكن فنانو بيت لحم من إقامة عرض ضخم لرحلة السيد المسيح ومريم العذراء إلى مصر، تحمل القصة أصداء مؤلمة مع أعمال العنف في غزة، حيث تم تهجير 80% من سكان القطاع، وحتى أنهم يواجهون التهديد الوشيك بالطرد الكامل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الوجود المسيحي الحرب الإسرائيلية الكنائس

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: إسرائيل تحاول تغيير المنطقة لكن الأمر ليس سهلا

تحدثت صحف عالمية عن تناقض داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الطريقة التي يمكن من خلالها وقف ضربات أنصار الله (الحوثيين)، وأشارت إلى أن تل أبيب تحاول استغلال الظرف الإقليمي لتغيير شكل المنطقة التي شهدت عاما مدمرا.

فقد كتب أندرو إنغلاند مقالا في "فايننشال تايمز" قال فيه إن التاريخ سيسجل عام 2024 باعتباره أحد أكثر السنوات تدميرا للشرق الأوسط في العصر الحديث.

وأشار الكاتب إلى أن أرواحا لا يمكن تصورها أزهقت خلال هذا العام في حين أجبر ملايين آخرون على ترك منازلهم، لافتا إلى أن حربا جديدة اندلعت في سوريا بمجرد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ.

وفي حين جلبت الإطاحة ببشار الأسد البهجة والأمل لسوريا إلا أنها في الوقت نفسه خلفت مزيدا من عدم اليقين، برأي الكاتب.

محاولة لتغيير المنطقة

وفي صحيفة "وول ستريت جورنال"، كتب دوف ليبر، أن الإسرائيليين يرون فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط في أعقاب الحرب، رغم الانتقادات التي تلقوها بشأن غزة.

وقال الكاتب إن تحقيق هذا الأمر "لن يكون سهلا، خصوصا وأن علاقة الرأي العام في أنحاء العالم العربي بإسرائيل قد ساءت بسبب الحرب التي أضرت بمكانة تل أبيب الدولية".

إعلان

وفي "تايمز أوف إسرائيل"، قال تقرير إن رئيس الموساد ديفيد برنيع يدفع قيادة إسرائيل للتركيز على مهاجمة إيران كوسيلة لوقف هجمات الحوثيين.

لكن التقرير يقول إن هذا الموقف يتناقض مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، اللذين يفضلان الاستمرار في تنفيذ الضربات ضد الجماعة نفسها بدلا من إيران.

ونقل التقرير عن مسؤولين أن إسرائيل تشك في قدرتها على إيقاف الحوثيين دون مساعدة من الولايات المتحدة.

بدورها، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتمديد فترة انتشاره في لبنان أكثر من الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت الصحيفة إن الجيش يتواجد حاليا في جميع القرى اللبنانية القريبة من السياج الحدودي، مشيرة إلى أنه لم يسمح لسكانها بالعودة رغم مرور شهر كامل على وقف إطلاق النار.

وفي السياق، تحدثت "نيويورك تايمز"، عن أجواء عيد الميلاد في مدينة صور اللبنانية، وقالت إن المجتمع المسيحي هناك لم يكن لديه سبب يذكر للاحتفال هذا العام.

ووفقا للصحيفة، فإن الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية ألقى بظلاله الثقيلة على المدينة، حيث يعيش السكان في الحي المسيحي واقعا مريرا مع اختفاء مظاهر الاحتفال بالعيد وحلول الحزن والفقد مكانها.

وقالت الصحيفة "إن الهدنة بين إسرائيل وحزب الله أعادت بعض الهدوء إلى المنطقة، لكنها لم تكن كافية لمحو آثار الحرب أو استعادة أجواء العيد بالكامل".

 

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: إسرائيل تحاول تغيير المنطقة لكن الأمر ليس سهلا
  • شتاء ثانٍ تحت الحصار الإسرائيلي.. الجوع والبرد يفاقمان أزمة فلسطين مع استمرار الحرب
  • السلام على الأرض ومحبة تتجاوز الحدود .. الكنائس تحتفل بذكرى ميلاد السيد المسيح.. صلوات وقداسات في فلسطين وسوريا لوقف نزيف الحرب
  • مصدر سعودي: الرياض لا تريد ان تتدخل في الحرب بين “إسرائيل” و”اليمن” 
  • باحث: الكل معرض للاستهداف في فلسطين الرجال والنساء والأطفال بمختلف دياناتهم
  • باحث: الكل معرض للاستهداف في فلسطين الرجال والنساء والأطفال
  • باحث: الاستهداف في فلسطين يشمل الجميع من مختلف الديانات
  • كيف تخنق إسرائيل اقتصاد فلسطين بقوانينها؟
  • فريق طبي ينجح في استئصال ورم بالقولون من رجل مسن بمستشفى سوهاج الجامعي
  • إسرائيل تنذر سكان «الشجاعية» بإخلاء منازلهم