كيف بالغ العرب في حب وتعظيم شهر رجب قبل الإسلام
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
المتعمق من شأن العرب يجدهم مغالون في حبهم وخوفهم، مستخدمين سلاحهم الأقوى وهو الكلمة، فكان العرب إذا هابو شيئًا أو أحبوه أكثروا من أسمائه، فلما كان رجب من الشهور المعظمة عندهم أكثرو من أسمائه دلالة منهم على حبهم وشرف المسمَّى وكماله، كما ذكر اللغوي والفقيه مجد الدين الفيروز صاحب القاموس المحيط من كلام العرب.
حكم ما يُسمى بـ "طلعة رجب" لتوزيع الصدقات عند المقابر حكم صيام شهر رجب وبيان صحة الأحاديث الواردة فيه أطلق العرب على شهر رجب ثمانيةَ عَشَرَ اسمًا من فرط حبهم وتعظيمهم له و من تلك الاسماء ومعانيها:
الأصمّ: وهو أشهر أسم لشهر رجب وسمي بذلك لعدم سَماعِ صوت السلاح أو الإستغاثة فيه، لأن العرب كانت تترك وتحرم القتال فيه تعظيمًا ومهابًا حتى قبل الإسلام.
الأصبّ: لانصباب الرّحمة فيه، فكفار مكة كانوا يقولون إن الرحمة تصب في رحب صبًا
رجب: كلمة رجب جاءت من الرجوب بمعنى التعظيم، فسمَّي رَجب لأنه كان يُرجب في الجاهلية أي يُعظم.
المقيم: لأن حرمته ثابتة لم تنسخ، فهو أحد الأشهر الأربعة الحرم.
الهرم: لأن حرمته قديمة من زمن قبيلة مضر، وكان من عادة العرب (النّسيء):
وهو تأخير بعض الأشهر الحرم إلى غير موعدها استعجالاً للقتال، لكن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف باقي العرب، وهو ما حرمه الله تعالى في سورة التوبة: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37)
رجم: لأن الشياطين ترجم فيه، أى تطرد. المبرئ: كانوا فى الجاهلية يعدون من لا يستحل القتال فيه بريئًا من الظلم والنفاق.شهر العتيرة: لأنهم كانوا يذبحون فيه (العتيرة)، وهى المسماة الرجبية، نسبة إلى رجب، وهي ذبيحة من الشاه كان يذبحها أهل الجاهلية في شهر رجب تحديدًا.
منصل الأسِنّة: كما ذكره البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا نعبُد الحجرَ، فإذا وجدنا حجرًا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا حَثْوةً من تراب ثم جئنا الشّاءَ ـ الشِّياه ـ فحلبْنا عليه ثم طُفنا به، فإذا دَخل شهر رجب قلنا: منصل الأسنّة، فلم نَدع رُمحًا فيه حَديدة، ولا سهمًا فيه حَديدة إلا نزعناه فألقيناه.
المعلى: وهو أسم أعلى سهام الميسر الذى يحدد الأنصبة عندهم، فيقولون لفلان: السهم المعلى، وسمى بذلك لكونه رفيعًا عندهم فيما بين الشهور.
شهر رجب بعد الإسلام
ولما أنعم الله علي العالمين بالإسلام أكد على حرمة شهر رجب من ضمن الأشهر الحرام المذكورة في سورة التوبة:"إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ".
وهذه الأشهر هي: ذو القَعدة، وذو الحِجة، والمُحَرَّم، ورَجَب، كما بينتها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم؛ حيث روى الإمامان البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ». وهذه الأشهر الحرم هي أشرف الشهور، بالإضافة إلى شهر رمضان، وهو أفضلها مطلقًا، كان العرب قبل الإسلام يتحرون الدعاء في شهر رجب على الظالم وكان غالبا يستجاب لهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العرب رجب شهر رجب الاصم الأصب المقيم الهرم شهر رجب
إقرأ أيضاً:
حزب الريادة: كلمة الرئيس في عيد الشرطة جاءت في توقيت بالغ الأهمية
وجه إسلام عبد الرحيم أمين إعلام حزب الريادة التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وجميع قيادات الشرطة المصرية من ضباط وجنود بمناسبة الذكرى لـ 73 لعيد الشرطة المصرية، ذلك اليوم بمثابة احتفاء بالعطاء والتفاني والبطولة التي أظهرتها قوات الشرطة المصرية على مر العصور.
وعبّر أمين إعلام حزب الريادة عن إشادته الكبيرة بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الخطاب جاء في توقيت بالغ الأهمية، حيث يعيش الوطن لحظات مفصلية تتطلب وحدة الشعب المصري وتضافر الجهود بين مختلف الأجهزة التنفيذية.
وأكد عبد الرحيم أن كلمة الرئيس كانت بمثابة رسالة قوية للمواطنين والقوات الأمنية على حد سواء، بأنها ليست مجرد احتفالية سنوية، فقط بل مناسبة للتأكيد على روح التعاون المشترك في بناء مصر الحديثة.
وأشار أمين إعلام حزب الريادة إلى أن الشرطة المصرية أصبحت اليوم مؤسسة حديثة ومتطورة قادرة على التعامل مع كافة التحديات الأمنية التي قد تواجهها البلاد، بدءًا من مكافحة الإرهاب وصولاً إلى مواجهة الجرائم الإلكترونية والإتجار بالبشر.
وأوضح عبد الرحيم، أن هذه الذكرى لا تقتصر على تكريم رجال الشرطة فقط، بل هو أيضًا فرصة للتأكيد على الدور الهام الذي تلعبه هذه المؤسسة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمع، وتضحياتهم المستمرة من أجل حماية الوطن.
واختتم أمين إعلام حزب الريادة حديثه قائلاً إن جهاز الشرطة نفتخر به جميعا بمجهوداته، حيث يعد من أهم المؤسسات التي ساهمت في بناء الدولة الحديثة ومكافحة الفساد والجريمة.