قطر تفتتح كأس آسيا 2023 بحفل مذهل يحتفي بتقارب الثقافات والتقاء الشعوب
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
استاد لوسيل يشهد مباراة الافتتاح لدرة البطولات الآسيوية بحضور أكثر من 82 ألف مشجع
بدر النهدي – الدوحة شهد استاد لوسيل مساء أمس حفل افتتاح كأس آسيا AFC قطر 2023، وانطلاق صافرة البداية لمباراة الافتتاح التي جمعت منتخب قطر حامل اللقب وممثل الدولة المضيفة مع منتخب لبنان، التي انتهت بفوز قطر بثلاثة أهداف نظيفة أمام 82,490 مشجعًا، وذلك في أعلى حضور جماهيري يُسجل رسمياً في مباراة الافتتاح في تاريخ البطولة الآسيوية.
وتميز الحفل المبهر بعروض فنية وثقافية وفقرات حية، حول أهم الموروثات الأدبية الآسيوية، وفصول قصصية استمدت إلهامها من الثقافات المتعددة والغنية لدول المنتخبات المشاركة في البطولة. واحتفى عرض افتتاح البطولة، الذي جاء بعنوان “الفصل المفقود من كليلة ودمنة” بتقارب الثقافات والتقاء الشعوب في أنحاء القارة الآسيوية، مع مقطوعات موسيقية فريدة من نوعها، وتصاميم تكنولوجية فائقة، وأزياء رائعة مستوحاة من الثقافات المتنوعة.
وعلى طول الطريق المؤدية إلى استاد لوسيل والمنطقة المحيطة بالصرح الرياضي الأيقوني، استمتع المشجعون بباقة منوعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية التي أقيمت احتفالاً بانطلاق الحدث الرياضي الأكثر أهمية في آسيا. ومع بدء حفل افتتاح البطولة تحولت أنظار المشجعين على المدرجات وعبر الشاشات في أنحاء العالم لمتابعة عرض رائع مستلهم من حكاية ملحمية تعد واحدة من أبرز الأعمال الأدبية في القارة. وأكد الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة لكأس آسيا AFC قطر2023، أن افتتاح البطولة يشكل علامة فارقة أخرى في تاريخ الرياضة في قطر، معرباً عن فخره بالترحيب بالمشجعين من أنحاء القارة في رحاب دولة قطر، في نسخة ستكون الأكثر تميزاً في كأس آسيا حتى الآن، مع بنية تحتية رياضية حديثة، وتقارب المسافات الذي تتميز به البلاد ما يضمن استمتاع المشجعين واللاعبين على حد سواء بتجربة استثنائية في تاريخ البطولة القارية.
وأضاف: “إن استضافة بطولة بهذا الحجم لا تقتصر على إقامة حدث رفيع المستوى في رياضة كرة قدم فحسب، بل تجسد على أرض الواقع المعنى الحقيقي للتبادل الثقافي كما شاهدنا في حفل الافتتاح، ما يجعل هذا الملتقى فعالية مرموقة على مستوى القارة. ومع انطلاق درة البطولات الآسيوية، تؤكد قطر مجدداً أنها عاصمة للرياضة العالمية، ونتطلع إلى شهر سيبقى طويلاً في الذاكرة مع مباريات مشوقة وتجربة غير مسبوقة للمشجعين”.
وتستضيف قطر كأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخها، لتحقق بذلك رقماً قياسياً في احتضانها للمهرجان الكروي الآسيوي، بعد أن حققت استضافة ناجحة للبطولة مرتين من قبل في 1988 و2011. ويتنافس في البطولة 24 منتخباً من أفضل المنتخبات في آسيا على الطريق للفوز بلقب البطولة الأكثر شهرة على مستوى القارة، والتي تشهد 51 مباراة تقام في تسعة استادات مشيدة وفق أحدث المواصفات، ويُختتم الحدث الرياضي الآسيوي مع النهائي في 10 فبراير المقبل.
يشار إلى أن سبعة استادات من بين الاستادات التسعة التي تستضيف منافسات كأس آسيا قطر 2023، شهدت مباريات في كأس العالم FIFA قطر 2022™، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البطولة الآسيوية. فضلاً عن ذلك ستتاح الفرصة للمشجعين لحضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد، بفضل تقارب المسافات الذي تتميز به البلاد حيث تبلغ أطول مسافة بين اثنين من استادات البطولة 75 كيلومتراً.
وتابع سعادة الشيخ حمد: “تأتي كأس آسيا 2023 كإرث مباشر بعد استضافة كأس العالم قبل حوالي عام من الآن، ما سيعود بكثير من النفع على قطر والأجيال المقبلة. كما أن الاستادات وملاعب التدريب الحديثة والبنية التحتية المتطورة لوسائل النقل التي تم استخدامها في كأس العالم 2022 سيتم استخدامها في البطولة القارية، وكذلك في الأحداث الرياضية الكبرى التي تستضيفها الدولة في المستقبل”.
ويمكن الوصول إلى خمسة من الاستادات التسعة التي تشهد مباريات البطولة مباشرة عن طريق محطات مترو الدوحة، فيما سيتم ربط الاستادات الأربعة الباقية بخدمة نقل مجانية بالحافلات من أقرب محطة مترو. وتتوفر جميع تذاكر المباريات على شكل نسخ رقمية يمكن تنزيلها وتقديمها على أي جهاز محمول.، كما أن بطاقة هيّا ليست إلزامية لدخول المشجعين إلى الاستادات.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: افتتاح كاس اسيا الدوحة حفل الافتتاح ملعب لوسيل کأس آسیا فی تاریخ
إقرأ أيضاً:
اليمن يعتدي على إسرائيل
محمد محسن الجوهري
لا يمكن لمسؤول إسرائيلي أن يتحدث عن الهجمات اليمنية دون أن يتوعد بالرد عبر أطراف أخرى شريكة للكيان وفي أحيان كثيرة، تُحمّل تل أبيب شريكتها واشنطن مسؤولية تلك الهجمات، وتطالبها بالرد الحاسم عنها، من جهتها تسوق واشنطن عملاءها إلى الثأر لـ”إسرائيل” نيابةً عنها، متجاهلةً مصالحهم الحيوية في المنطقة، ومضحيةً حتى بما تبقى من قيمة أخلاقية لهم بين شعوب العالم الإسلامي.
في حال نجح الأمريكيون في الدفع بالأنظمة الخليجية إلى العدوان على اليمن، فإنها بذلك ترسم النهاية التي يتمناها كل مسلم خاصة وأنها الممول الرئيس لكافة المشاريع الصهيونية في المنطقة، وبات من الضروري التخلص منها لتحرير فلسطين الذي لا يعوقه شيء سوى الخيانات العربية والمال الخليجي.
ومن أجل ذلك، فإن ما يحدث في فلسطين سيعم الوطن العربي بكامله، وسيتعرض سكان البلاد العربية لبعض مما يتعرض له أهلنا في غزة والضفة، فهذه سنة إلهية لا بد أن تتحقق، ولكن التضحيات العربية هنا ستكون بلا قيمة وفي سبيل اليهود وكيانهم الإجرامي، بخلاف من يقاتل في سبيل الله والمستضعفين من المسلمين، كما هو حال اليمن ومحور المقاومة ككل.
إن التواطؤ العربي مع “إسرائيل” يعكس حالة من الضعف والانقسام، حيث أصبحت بعض الأنظمة تدعم الكيان الصهيوني على حساب مصالح شعوبها، وهذا التحالف غير المعلن يعزز من قوة العدو ويجعل من الصعب تحقيق السلام العادل، ومن هنا يجب على الشعوب العربية أن تستعيد زمام المبادرة وتعمل على الضغط على حكوماتها لوقف هذا التوجه.
علاوة على ذلك، فإن الصمود اليمني في مواجهة التحديات يبرز كرمز لمقاومة الاحتلال والهيمنة، فاليمن بشعبه الأبي يمثل نموذجاً يحتذى به في التضحية والثبات، ويؤكد على ضرورة الوحدة بين الدول العربية لمواجهة التهديدات المشتركة، فكلما توحدت الجهود، كانت الكلمة العليا للمقاومة والممانعة.
إن الحرب القائمة بين اليمن والكيان المؤقت، وردود الفعل الإسرائيلية والأمريكية، تعكس هيمنة واضحة على القرار الخليجي ما يتطلب إرادة قوية من الشعوب العربية للتخلص من الأنظمة المتواطئة، واستعادة الحق الفلسطيني، كما أن التعاطف مع قضايا الأمة يجب أن يكون أساساً للوحدة والعمل الجماعي، حيث أن المستقبل يعتمد على قدرة هذه الشعوب في التغلب على الخيانات والخضوع لتحقيق العدالة والحرية في المنطقة.