لوموند: أفريقيا مركز الأزمات الإنسانية العالمية بسبب الحروب والكوارث المناخية
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن 130 مليون شخص في القارة الأفريقية يحتاجون إلى المساعدة، ولم تستطع المساعدات الدولية العام الماضي تغطية أكثر من ثلث احتياجاتهم. وعام 2024، بعد 3 سنوات من الجفاف القياسي، يشعر الخبراء بالقلق بشأن عواقب عودة ظاهرة النينو المناخية بالقرن الأفريقي حيث لوحظت بالفعل فيضانات كبيرة.
وانطلقت الصحيفة -في تقرير بقلم لورانس كراميل- من حالة بوروندي التي يُعد دخل الفرد فيها الأدنى عالميا، ولا يحظى بالكثير من الاهتمام الإعلامي، رغم أنه يواجه بشكل متكرر أحداثا مناخية متطرفة مع ما ينجم عن ذلك من احتياجات إلى المساعدة، حيث أدت الأمطار الغزيرة والفيضانات عام 2023، وفيضان بحيرة تنجانيقا إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص وخفض وسائل العيش لأكثر من 10% من السكان، والغالبية العظمى منهم في المناطق الريفية.
وقال التقرير إنه -ومع ذلك- حظي كتاب الأمير هاري بتغطية على المواقع الإخبارية على الإنترنت تفوق 54 مرة مما حظيت به بوروندي، حسب الإحصاء الذي نشرته "منظمة كير العالمية للإغاثة" غير الحكومية في تقرير عن الأزمات الإنسانية العشر الأقل انتشارا عام 2023، وجميعها في أفريقيا.
130 مليونا في حالة طوارئ إنسانيةوفي الوقت الذي تصل فيه الاحتياجات الإنسانية إلى مستويات عالية على المستوى العالمي تاريخيا بسبب تكاثر الصراعات وعواقب تغير المناخ، فإن نقص التغطية الإعلامية له عواقب مباشرة على دعم التضامن الدولي -كما تقول الصحيفة- ففي بوروندي مثلا تمت تغطية ربع الاحتياجات فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب في أوكرانيا والحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، تلقيان بظلالهما على المآسي التي شهدتها القارة الأفريقية، حيث هناك 14 دولة من بين 26 طلبت الأمم المتحدة لها جمع 46.4 مليار دولار، وحيث يوجد 130 مليون شخص في حالة طوارئ إنسانية من بين 300 مليون في جميع أنحاء العالم.
ويعود أصل هذه الأزمات في أغلب الأحيان -حسب الصحيفة- إلى مجموعة من الأسباب، مثل الحرب التي اندلعت في السودان في أبريل/نيسان 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى رمي الملايين من المدنيين الفارين من القتال على الطرق.
الصراعات والصدمات المناخيةومع ذلك، تشير لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة غير حكومية أميركية، في تحليلها للبلدان التي تجب مراقبتها عام 2024، إلى أن التعرض لتغير المناخ من العوامل المؤدية إلى ظهور الأزمات، وتقول "إنها تظهر بشكل متزايد في نفس المناطق وفي نفس الوقت، وأكثر من نصف الصراعات التي اندلعت منذ عام 1995 حدثت في البلدان الأكثر تعرضا لظاهرة الاحتباس الحراري والأقل قدرة على التكيف معها".
ومن بين 20 دولة تخشى المنظمة غير الحكومية من تدهور الوضع الإنساني فيها عام 2024، هناك 14 دولة في وضع المرشح، من بينها 11 دولة أفريقية، مشيرة إلى أن الخبراء يشعرون بالقلق بشأن عواقب عودة ظاهرة النينو المناخية في القرن الأفريقي، ولكن لجنة الإنقاذ الدولية لا تنسى أيضا أن تذكر بتكاثر الانقلابات، ومستويات الحوكمة المتدنية للغاية بالبلدان التي تعاني من أزمات إنسانية خطيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من بین
إقرأ أيضاً:
«الصحة العالمية» : مصر أول دولة إفريقية تحقق النضج الثالث في تنظيم الأدوية واللقاحات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت منظمة الصحة العالمية ، اليوم الجمعة، اعتماد هيئة الدواء المصرية لمستوي النضج الثالث في السلطات التنظيمية،
ياتي هذا الاعتماد في إطار دعم الحكومة للارتقاء بالقطاع الدوائي، وتعزيز قدرة المؤسسات الوطنية على الحصول على الاعتمادات الدولية، بما يعزز مكانة مصر التنافسية في صناعة الدواء على المستوى العالمي.
وأعرب وفد منظمة الصحة العالمية عن تقديره للتطورات والتحديثات التي شهدها قطاع الدواء في مصر خلال الآونة الأخيرة، مشيدًا بالجهود الاستثنائية والتقدم الملحوظ الذي أُحرز على صعيد تطوير نظام الرقابة الدوائية بفضل جهود هيئة الدواء المصرية.
كما أكدت المنظمة على الأدوار المحورية التي تضطلع بها هيئة الدواء ومؤسسات الدولة في مواكبة المستجدات العالمية، بما يعكس التزام مصر بتطبيق أعلى المعايير الرقابية الدولية، وأن مصر بذلك تصبح أول دولة إفريقية تحقق النضج الثالث في تنظيم كل من الأدوية واللقاحات.
تضمن إعلان المنظمة بأن اجتياز هيئة الدواء المصرية لمتطلبات الاعتماد الدولي، وحصولها على مستوى النضج الثالث للمستحضرات الدوائية، يعد إنجازاً يعكس كفاءة النظام الرقابي المصري، وقدرته على ضمان جودة وأمان المستحضرات الطبية وفقًا للمعايير العالمية. وان الهيئة قامت بعدد من الانجازات غير المسبوقة في المنطقة لتصل إلي هذا الاعتماد في وقت قياسي وبمجهودات متميزة لم تشهدها المنظمة من قبل في المنطقة.
وتؤكد هذه النتائج ثقة المجتمع الدولي في نظام الرقابة الدوائية المصري، الذي أثبت قوته وتكامله على المستوى الإقليمي والدولي.
من جانبه، أعرب الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، عن سعادته الغامرة بهذا الاستحقاق العظيم، وأهدى هذا الإنجاز التاريخي إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلى شعب مصر العظيم، وتقدم بالشكر لكافة العاملين بهيئة الدواء المصرية الذين عملوا بجد وإخلاص وكانوا جنوداً مخلصين أثبتوا للعالم أجمع قوة النظام الرقابي الدوائي المصري، وقدرته على التطور والحصول على أرفع الاعتمادات الدولية.
وأكد رئيس الهيئة أن هذا الاعتماد سيفتح المجال أمام تدفق الاستثمارات لسوق الدواء المصري، ويعزز من سمعة الأدوية المصرية والثقة العالية بجودتها وفاعليتها، وهو ما سوف يخلق طلبا كبيرا عليها، ويعزز من فرص التصدير، وفتح المجال أمام تدفق المستحضرات الطبية المصرية إلى كافة ربوع القارة الإفريقية والوطن العربي وإقليم الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن هيئة الدواء المصرية استطاعت خلال أربع سنوات فقط الحصول على أكبر اعتمادين دوليين من منظمة الصحة العالمية في مجالي اللقاحات والمستحضرات الدوائية، وأن هيئة الدواء المصرية بهذه الاعتمادات أصبحت هيئة عالمية على أرض مصرية، وهيئة ذات هيبة ومكانة دولية في مجال التنظيم والرقابة على المستحضرات الدوائية واللقاحات، وأنها ستقوم بمعاونة الدول الإفريقية الشقيقة الراغبة في الاستفادة من التجربة المصرية.
من جانبه، هنأ الدكتور هيتي سيلو، رئيس وحدة التنظيم والسلامة، بقسم التنظيم والتأهيل المسبق، والدكتور روجيرو جاسبر، مديرعام ادارة التنظيم والاعتماد بمنظمة الصحة العالمية، هيئة الدواء المصرية على تحقيق هذا الإنجاز الكبير.
وقالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: " يعكس هذا الإنجاز التزام مصر الراسخ بتعزيز نظامها الصحي لضمان وصول منتجات طبية آمنة وفعالة وعالية الجودة لسكانها، ومن خلال تحقيق مستوى النضج الثالث لمنظمة الصحة العالمية لكل من تنظيم اللقاحات والأدوية، وضعت مصر مثالاً قوياً للمنطقة وخارجها، ويؤكد هذا الإنجاز على الدور الحاسم للأنظمة التنظيمية القوية في تحقيق التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي".
وقالت الدكتورة يوكيكو ناكاتاني، مساعد الرئيس العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الوصول إلى الأدوية والمنتجات الصحية: "إن تحقيق مستوى النضج الثالث لمنظمة الصحة العالمية لتنظيم الأدوية في مصر، إلى جانب إنجاز سابق لتنظيم اللقاحات، هو اعتراف بالاستثمار المستدام للبلاد في تعزيز نظامها الصحي والتزامها بضمان تطبيق أعلى معايير السلامة والفعالية والجودة على الأدوية والمنتجات الطبية الأخرى، ويجلب هذا الاعتراف المزدوج قيمة كبيرة لشعب مصر ويؤسس سابقة قوية للتميز التنظيمي في القارة الأفريقية، وتفخر منظمة الصحة العالمية بدعم مثل هذا التقدم الذي يؤكد على الدور الحيوي للأنظمة التنظيمية القوية في تحقيق التغطية الصحية الشاملة وتعزيز المساواة الصحية العالمية".
وتواصل هيئة الدواء المصرية دورها الريادي في تعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في مجال الرقابة على الأدوية، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتوفير منتجات دوائية آمنة وعالية الجودة تلبي احتياجات الأسواق المحلية والدولية.
يأتي ذلك في إطار حرص الهيئة على الاستفادة من الخبرات العالمية وتجارب المؤسسات الرقابية ذات الشأن ومواكبة التطورات العالمية والحصول على الاعتمادات الدولية في مجال اللقاحات والدواء.