صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-25@08:30:54 GMT

لعنة اللون في السُّودان!!

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

لعنة اللون في السُّودان!!

 

والدموع تنهمر من عينيها، استقبلت “فاطمة” نبأ مقتل فلذات أكبادها على يدي استخبارات الجيش السوداني، لم تتمالك الأم التي تبلغ من العمر نحو 55 عاماً الصدمة، وانهارت وسقطت على الأرض بعد حالة هستيرية من البكاء والعويل، هنا كان المشهد في غاية الألم وتمّ إسعافها إلى المشفى، لم نتمكن من الحديث معها مراعاةً لحالتها الصحية والنفسية.


أما باقي أفراد الأسرة، لاحظت قسمات وجوههم شاحبة في حالة ذهول شديد، وأصوات عالية ، ومظاهر الحزن عمّت كل أنحاء المدينة.

تقرير _ بهاء الدين عيسى

حادثة بشعة ومؤلمة رواها لي “أحمد محمد الحلو” خال القتيلين وهما شابان في مقتبل العمر.
البداية كانت عند اختطاف الشابين الشقيقين الأكبر (التازي) 21 عاماً، وأبو بكر 19 عاماً من أبناء قبلية الرزيقات ذات الأصول العربية التي ينتمي لها قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان حميدتي.
وتمت عملية الاعتقال في “حي خرطوم بالليل “وسط مدينة نيالا حاضرة عاصمة ولاية جنوب دارفور بالسودان.
ويقول محدثي والدموع تنهمر من عينيه: “تم اعتقالهما في معسكر مشترك يتبع لاستخبارات الجيش السوداني وقوات القيادي بحركة تحرير السودان مصطفى تمبور في منطقة نيالا، داخل مبان تتبع لهيئة الطرق والجسور بالولاية”. ويضيف: “عندما ذهبت هناك بعد ما أبلغني أشخاص أثق فيهم، أنكرت القوات المشتركة اعتقالهما، ولكنني كنت أملك كل القرائن والدلائل التي تعضد ذلك، ولكن لم يكن في اليد حيلة، في ظل الجبروت والظلم والقهر الذي تعرضنا له من قِبل الجيش الوطني في بلادنا، والذي كان من المُفترض أن يكون محايداً وحامياً للمدنيين العُزّل”.
أخبرنا الخال في حديثه معنا :انه تلقّي اتصالاً هاتفياً بعد أسابيع، أي في السابع من أكتوبر 2023 ، من شخص مجهول الهوية أبلغه بأنّ أولاد مقتولان وتمّ رميهما في مكب للنفايات على مقربة من أحد المصارف المجاورة لمعسكر القوات المشتركة.
على الفور، تحرّكنا للموقع المذكور ووجدنا الشقيقين جثتين هامدتين تظهر عليهما آثار التعذيب، ومن ثَمّ حملنا الجثمانين إلى مستشفى نيالا، حيث أثبت الطب الشرعي شكوكنا وأوضح أنهما تمت تصفيتهما من خلال التعذيب.
ويضيف الحلو: “دماء أولادنا لن تضيع سدىً ونحن نعرف من وشى بهما زوراً وبهتاناً، ونحن بعيدون جداً مِمّا يحدث وليس لنا أي علاقة بالصراع الدامي الذي تفجّر في 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع”.

جُغرافية ومكونات الإقليم

ويقع إقليم دارفور في الجزء الغربي من السودان وتقدر مساحته بخُمس مساحة البلاد أي (510888) كيلو متراً مربعاً، ويقارب عدد سكان الإقليم 9.5 مليون نسمة، وأبرز القبائل التي تقطنه هي: الفور والمساليت والزغاوة ذات الأصول الأفريقية، بجانب قبيلة الرزيقات ذات الأصول العربية. وكثيراً ما تفجّرت خلال قرابة نصف قرن مضى، صراعات دامية بين الرعاة والمزارعين في الإقليم.
وأفاد تقريرٌ سابقٌ للمنظمة الدولية للصليب الأحمر أن خمسة وثمانين قبيلة عربية وأفريقية، بجانب مئات العرقيات تعيش في دارفور ويبلغ نسبة الأفارقة من سكانه ستون بالمائة، بينما الأربعون بالمائة الباقون من العرب.

دوافع عُنصرية مُمنهجة

في ذات السِّياق، يقول الصادق علي حسن، رئيس مجلس أمناء هيئة محامي دارفور المكلف، وهي كيان حقوقي مستقل مناهض للانتهاكات التي يتعرّض لها المدنيون في السودان: “الحرب الحالية ولأول مرة في تاريخ البلاد، اتّجهت لتقنين الحروبات بدوافع عنصرية ممنهجة حتى صارت البلاد على أعتاب الحرب الأهلية”، كما أبدى قلقه حيال ما وصف الاستهداف المشترك من قبل طرفي الحرب الدائرة على أساس القبيلة والجهة، متناولاً انتهاكاتٌ جسيمةٌ لدرجة القتل الجزافي بسبب الاشتباه في الانتماء القبلي أو الموالاة.
وبحسب إفادات الصادق، لا توجد إحصائيات، ولكن من خلال المتابعات الدورية، الإنتهاكات صارت ظاهرة في المجتمع، كما صارت جرائم القتل الجزافي والاغتصابات والنهب والسرقة من الجرائم المألوفة، بل حتى التمثيل بجثث الموتى
يُذكر أنّ الاعتقالات والتصفيات على أساس الإثنية والقبلية بدأت بشكل مُكثّف خلال أحداث الجنينة، وتم استهداف قبيلة المساليت ذات الأصول الأفريقية، وتم قتل المئات من قِبل قوات الدعم السريع في أحياء مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور والقرى المُحيطة بها، في عمليات ممنهجة ترقى للإبادة الجماعية”.

مُعتقلات الموت

في تقرير معتقلات الموت الذي أصدره محامو الطوارئ في مطلع سبتمبر العام الماضي، رصد سلسلة من الانتهاكات التي تُصنّف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في 15 أبريل 2023م، وذكر التقرير أن عدد معتقلات الدعم السريع بولاية الخرطوم (44) مركزاً، بينما يبلغ عدد المعتقلات التابعة للجيش (8)، بعضها دائم والآخر مؤقت. وسبق أن أعلنت المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري عن رصد (500) حالة اختفاء قسري، مرجحةً أن أعداد المفقودين أكثر من ذلك بكثير.

في جريمةٍ بشعةٍ، اُتّهمت قوات الدعم السريع بتصفية عدد من الشبان القادمين من محلية بليل جارو التابعة لجنوب دارفور، بحسب ما ذكرت منظمة شباب من أجل دارفور “مشاد”، في حادثةٍ جسّدت تفشي ثقافة الموت والحقد والكراهية في السودان.
وتقع محلية بليل على بُعد 35 كيلو متراً شرقي مدينة نيالا، وتقطنها قبائل الداجو ذات الأصول الأفريقية.

التحقُّق من مقطع فيديو

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في مطلع 2024، مقطع فيديو يُصوِّر عملية الإعدام لعدد من المدنيين من قِبل أفراد يرتدون زي قوات الدعم السريع، وعُرض مقطع الفيديو باعتباره دليلاً على قيام الدعم السريع بتصفيات عرقية للمواطنين العُزّل رمياً بالرصاص، مع تحديد مكان الجريمة في منطقة بليل جارو. لكن المؤكد أن المقطع نُشر حديثاً، حيث تم نشره في مساء يوم الأحد.. وحاولنا التقصي من مقطع الفيديو، اتضح أن منصة فيسبوك وضعت له حماية لمن يحاول البحث عنه و تم نشره للمرة الأولى يوم 31 ديسمبر 2023م، ومن الواضح أن مقطع الفيديو لم يتم التلاعُب في مُحتواه، مما يؤكد صحة تنفيذ عمليات الإعدام.
لكن هناك شكوكٌ بشأن مكان تصوير مقطع الفيديو بالنظر إلى أنّ أحد المُتحدِّثين يطلب من أحد الناجين أن يذهب عن طريق “الزلط”. عبارة عامية محلية ومعروفٌ أن منطقة بليل لا يمر بها طريق أسفلت، ويُرجّح أن يكون مكان تصوير الفيديو في منطقة أردمتا حسب عدد من العارفين بطبيعة المنطقة.
ومواصلةً للتحقُّق من تفاصيل الجريمة البشعة، تواصلت مع أحد أعيان منطقة بليل جارو (م)، أكد لي تصفية الشبان، وحفاظاً على سلامته من بطش قوات الدعم السريع، فضّل عدم الكشف عن اسمه، وقال بحسرةٍ: تمّت تصفية خمسة من أولادنا في عملية لا إنسانية ولا أخلاقية، وقامت قوات الدعم السريع بتعذيب الآخرين، المجموعة كانت في طريقها من بليل جارو إلى مدينة نيالا.
واستولت قوات الجنرال حميدتي بالكامل على ولاية جنوب دارفور في 25 أكتوبر من العام الماضي عقب معارك طاحنة مع الجيش السوداني.
في يوليو 2023 ، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، فتح تحقيق بشأن جرائم الحرب في السودان، وتشمل القوانين الدولية الإنسانية عدداً من الاتفاقيات والمُعاهدات مثل الاتفاقية الرابعة لجنيف في العام 1949م وبروتوكولاتها الإضافية ومعاهدة روما التي أُنشأت على إثرها المحكمة الجنائية الدولية العام 1988م، ويفرق النظام الأساسي للمحكمة في مادته الثامنة بين نوعين من جرائم الحرب بين بلدين وغير دولية أو محلية كما هو الشأن بالنسبة للاقتتال في السودان.
ويتنامى خطاب الكراهية في البلد الذي مزّقته الحرب التي تفجّرت في 15 أبريل من العام الماضي، وأدى إلى زيادة العنف بين المجموعات العرقية وعمّق الانقسامات داخل المجتمع.
واتّهم المفوض السامي لحقوق الإنسان في يونيو من العام الماضي، قوات الدعم السريع بجريمة قتل والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر بعد ساعات من اعتقاله، ودعا وقتها المفوض في بيان لإجراء تحقيق عادل وشفّاف، وتسبّب الصراع الدامي في نزوح أكثر من 7 ملايين ولجوء مليون آخرين لدول الجوار ومصرع الآلاف.!!

الوسومالجيش الحرب الدعم السريع اللون تصفيات عقدة عنصرية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الحرب الدعم السريع اللون تصفيات عقدة عنصرية

إقرأ أيضاً:

7 أسئلة تشرح الوضع الحالي في مدينة الفاشر السودانية

الفاشر- تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر منذ أشهر في محاولة للسيطرة عليها، وهي آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، وتعد هدفا إستراتيجيا لقوات الدعم السريع التي تسعى إلى تعزيز قبضتها على الإقليم بعد استعادة الجيش العاصمة الخرطوم الشهر الماضي.

ورغم مهاجمة قوات الدعم السريع المدينة لأكثر من 300 مرة حيث قُتل أبرز قادتها في هذه الهجمات فإنها لا تزال تصر على الاستيلاء عليها، وشنت الأسبوع الماضي هجوما متجددا على المدينة وعلى مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين بالقرب منها، مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص ونزوح نحو 400 ألف، حسب الأمم المتحدة.

وسعيا لفهم إصرار قوات الدعم السريع على اجتياح المدينة رغم التكلفة العالية التي دفعتها من قادتها وجنودها ومن يدافع عن المدينة، والأوضاع الإنسانية التي خلفتها الهجمات المستمرة على المدينة ومخيمات النزوح المحيطة بها تعرض الجزيرة نت عبر التقرير التالي شرحا وافيا عن المدينة ومأساتها، وذلك من خلال إجابات لأهم 7 أسئلة تتعلق بالموضوع.

ما أهمية مدينة الفاشر تاريخيا وحاليا؟

الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وتقع في غرب السودان، وتعد واحدة من المدن التاريخية المهمة، إذ كانت مركزا لحكم سلطنة دارفور خلال القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20، وتحتل مكانة خاصة بفضل تراثها وثقافتها العريقة.

إعلان

ويقول الدكتور إبراهيم أبكر سعد الباحث في التراث وحضارة دارفور ومدير الثقافة الأسبق لحكومة الإقليم إن الفاشر أُسست لتكون عاصمة لسلاطين دارفور، ومن أبرز هؤلاء السلطان علي دينار الذي حكم بين عامي 1898 و1916، إذ كانت المدينة مركزا لحكمه ومنطلقا لحملاته، وقد اشتهر بدوره في تعزيز الهوية الإسلامية بالمنطقة.

وأضاف سعد في حديث للجزيرة نت أن السلطان بنى العديد من المنشآت لخدمة شعبه، مثل المساجد وآبار المياه والأسواق، مما جعل الفاشر مركزا تجاريا وثقافيا مهما في دارفور.

وأشار إلى أن أهمية المدينة تعود إلى فترة حكم السلطان دينار، إذ ربط الفاشر بالعالم الإسلامي، فقد كان يرسل كسوة الكعبة سنويا إلى مكة المكرمة، مما يعكس ارتباطه الوثيق بالدين الإسلامي، كما شجع التعليم الديني وأسس مدارس عدة في المدينة.

وأكد سعد أن الفاشر تعد المركز التاريخي الرئيسي للحكم في دارفور، وهي المنطقة الأخيرة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني وحلفائه، إذ تحاول قوات الدعم السريع السيطرة عليها لإحكام نفوذها على الإقليم الذي باتت 4 من أصل 5 ولايات تشكله تحت إمرتها.

عدد النازحين في مدينة الفاشر والمخيمات المحيطة بها يتجاوز مليون شخص (مواقع التواصل) لماذا تصر قوات الدعم السريع على اجتياح المدينة؟

بحسب مراقبين محليين، تسعى الدعم السريع إلى تغطية فشلها وفقدانها العاصمة الخرطوم وبعض مدن السودان بتكثيف عملياتها العسكرية في مدينة الفاشر.

ويقول الكاتب الصحفي أسعد العقاد للجزيرة نت "إن الدعم السريع تخطط للسيطرة على المدينة لتعزيز نفوذها في دارفور وتغطية فشلها في الخرطوم حتى تصبح جميع مدن دارفور تحت سيطرتها".

وأكد العقاد أن الفاشر تعد نقطة إستراتيجية مهمة كونها مدينة تاريخية وواحدة من آخر مدن دارفور خارج سيطرة الدعم السريع، مضيفا أن "المطلوب حاليا هو العمل على رفع الحصار المفروض عن المدينة وتدمير تلك المخططات".

إعلان

ووفقا للصحفي تاج السر أحمد سليمان مسؤول وكالة السودان للأنباء في مكتب شمال دارفور، فإن مدينة الفاشر تعد مركز الثقل التاريخي والسياسي لإقليم دارفور، وهي تمثل آخر المعاقل التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.

وأضاف سليمان أن اجتياح الدعم السريع للفاشر يمثل نقطة تحول حاسمة في مسيرته ضد الجيش، إذ تعد هذه الخطوة تنفيذا مباشرا للخطة "ب" التي تهدف إلى السيطرة الكاملة على إقليم دارفور، وذلك لتعزيز موقف الدعم السريع في أي مفاوضات مع الحكومة الاتحادية، بما في ذلك الخيارات التي تشير إلى إمكانية انفصال الإقليم، وهو ما تلمح إليه قوات الدعم السريع بشكل غير مباشر.

وفي سياق متصل، قال يعقوب الداموكي المستشار الإعلامي السابق لقائد قوات الدعم السريع إن إصرار الدعم السريع على اجتياح الفاشر هو نتاج ضغوط إماراتية، إذ إن استمرار تدفق الدعم العسكري مرتبط بالاستيلاء على المدينة.

وأضاف الداموكي في حديثه للجزيرة نت إن "ذلك سيمكنها من السيطرة على إقليم كامل بمساحة تساوي مساحة دولة فرنسا، ويجاور أكثر من دولة".

وتابع "بعد ذلك، يمكنها تطبيق النظام الليبي لفترة حتى يتم تجهيز عتاد حربي ضخم، بما في ذلك طائرات حربية، ثم استئناف الحرب مجددا أو الدخول في مفاوضات تصل من خلالها إلى السلام حتى تضمن الإمارات حفظ مصالحها في السودان".

من يدافع عن الفاشر؟

قال الناشط الإغاثي محمد آدم للجزيرة نت إن "سقوط مدينة الفاشر في يد قوات الدعم السريع قد يؤدي إلى تنفيذ عمليات إبادة جماعية مشابهة لتلك التي وقعت في مدينة الجنينة بغربي الإقليم".

وأوضح آدم أن هذا الخطر يدفع الجميع إلى المشاركة في الدفاع عن المدينة، مضيفا "نحن نقاتل من أجل حماية أرضنا وشرفنا، ولا يمكننا الاستسلام أمام انتهاكات الدعم السريع".

ويرى المستشار الإعلامي السابق لقوات الدعم السريع يعقوب الداموكي في تحليله للجزيرة نت أن الدفاع عن الفاشر يمثل "معركة وجودية تتطلب بسالة من كافة الجهات".

إعلان ما أبرز مخيمات النازحين حول المدينة؟

تحيط بمدينة الفاشر 3 مخيمات للنازحين، ويعد مخيم زمزم أكبرها، ويقع على بعد 15 كيلومترا جنوبي المدينة، وقد أنشئ في عام 2004 بعد اندلاع النزاع في دارفور، ويستضيف نحو 75 ألف شخص، معظمهم من الذين فروا من مناطقهم الأصلية خلال الصراع المسلح الذي بدأ في الإقليم عام 2003.

وبعد اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023 ارتفع عدد النازحين ليصل إلى نحو مليون شخص، وفقا للإحصائيات الأخيرة، بعد إضافة النازحين من مدينة الفاشر والقرى المجاورة.

وفي المرتبة الثانية يأتي مخيم أبو شوك، ويقع على بعد 4 كيلومترات شمالي مدينة الفاشر، إذ أصبح لاحقا جزءا من المدينة بسبب قرب المسافة، وعند إنشائه في أبريل/نيسان 2004 كان يستضيف نحو 47 ألفا و500 نازح، معظمهم من قرى جبل مرة ومناطق كورما وطويلة غربي الفاشر، ومع مرور الوقت تضاعف عدد النازحين ليصل إلى نحو نصف مليون شخص.

وأخيرا مخيم السلام المعروف أيضا بمخيم أبوجا، ويقع على بعد 8 كيلومترات في الجزء الشمالي الشرقي من مدينة الفاشر، وقد أنشئ في عام 2006، ويستضيف المخيم نحو 130 ألف نازح، ومع اندلاع الحرب قبل عامين واشتداد القتال في المدينة دخلته عناصر من قوات الدعم السريع، مما أجبر معظم النازحين على الفرار نحو مخيم زمزم جنوبي الفاشر.

أوضاع مزرية في أحد مخيمات الفاشر للنازحين مع غياب المنظمات الإنسانية (مواقع التواصل) ما الوضع الميداني الحالي في الفاشر؟ وما خارطة السيطرة؟

وفقا للصفحة الرسمية للإعلام العسكري للفرقة السادسة مشاه على موقع "فيسبوك"، فإن مدينة الفاشر تشهد في الأيام الأخيرة عمليات هروب جماعي لعناصر الدعم السريع نتيجة الضغط المتواصل من القوات المسلحة والقوة المشتركة والشرطة والأمن والمقاومة الشعبية.

وأفادت التقارير بأن العمليات مستمرة لاستئصال "الأوكار" التي تتحصن بها عناصر الدعم السريع، مؤكدة تحقيق تقدم يومي في مختلف المحاور، إذ تم الاستيلاء على مواقع جديدة كانت تستخدمها قوات الدعم كمنصات مدفعية.

إعلان

أما بالنسبة لخريطة الانتشار داخل المدينة وضواحيها وكيفية تمركز الجيش والحركات المسلحة للدفاع عن الفاشر فقد حاولت الجزيرة نت التواصل مع عدد من العسكريين لكنهم اعتذروا عن الإدلاء بتصريحات، وذلك لأسباب أمنية ولضمان سير ونجاح العمليات العسكرية في الوقت الراهن.

كيف يعيش سكان المدينة في ظل هذه الظروف الإنسانية الصعبة؟

أدى الاقتحام الذي شنته قوات الدعم السريع وسيطرتها على مخيم زمزم إلى نزوح جماعي جديد لنحو 515 ألفا و415 شخصا إلى داخل مدينة الفاشر، وبهذا تجاوز عدد النازحين داخل المدينة المليون شخص، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، وفقا للإحصائيات الرسمية.

وتفتقر هذه الفئة الكبيرة من النازحين إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية، مثل المأوى والغذاء والمياه، ويعيش الكثير منهم في ظروف قاسية، إذ تتزايد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية بشكل ملح.

وفي حديثها للجزيرة نت، قالت هنادي الطاهر -وهي ناشطة إغاثية ونازحة من مخيم زمزم- "يفترش الجميع الأرض وتحت ظلال الأشجار، ولا يوجد مأوى أو مياه للشرب أو طعام".

وأضافت الطاهر أن النازحين في قلق مستمر من كيفية البقاء على قيد الحياة، مشيرة إلى أن "المدينة لا تزال تحت الحصار والقصف المستمر، إذ تمنع السلطات دخول كافة المستلزمات الإنسانية".

وتابعت "كل يوم نشهد أشخاصا يموتون بسبب الجوع والمرض، وهناك العديد من النساء الحوامل والمسنين الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة".

النازحون يفتقرون إلى أبسط الاحتياجات اليومية من مسكن ومأكل ومشرب (مواقع التواصل) ما الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية؟

تقول هنادي "لا توجد أي منظمات دولية تقدم المساعدة، فقد اكتفت فقط بالإدانة"، مضيفة "لقد تركنا العالم وحدنا نواجه مصيرنا، وهم يشاهدون ما يحدث".

وأكدت الناشطة الإغاثية أن النازحين يحاولون تنظيم أنفسهم لتوفير بعض الدعم لبعضهم البعض، قائلة "نتشارك القليل الذي لدينا، لكن هذا ليس كافيا، نحتاج إلى الدعم من المنظمات الإنسانية والحكومة لنتمكن من البقاء على قيد الحياة".

إعلان

تقول ذلك فيما تواصل قوات الدعم السريع قصف المدينة من الخارج، مما يسفر عن مقتل مدنيين يوميا ويؤدي إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والمؤسسات والمرافق الحكومية.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعلن مقتل 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في الفاشر
  • مقتل عشرات المدنيين في مجزرة للدعم السريع بغرب كردفان
  • 7 أسئلة تشرح الوضع الحالي في مدينة الفاشر السودانية
  • الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  
  • الحكومة السودانية: الدعم السريع أحرقت 270 قرية في شمال دارفور
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 47 مدنيا في قصف للدعم السريع استهدف الفاشر‎
  • أكثر من 30 قتيلا جراء قصف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر في دارفور  
  • إبادة دارفور التي لم تنته مطلقا
  • وزير سوداني: هل شعب الإمارات يوافق على تصرفات حكومته في بلادنا؟
  • هجوم جديد للدعم السريع على الفاشر وتقارير أممية عن انتهاكات مروعة