مفهوم الإيمان وأركانه بين لغة العرب وعلماء التوحيد
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
للإيمان مقصد في كلًا من اللغة والشريعة وعند أهل العلم وعلماء التوحيد والفقه، ولأن الإيمان هو ركن أصيل في الدين الإسلامي كما قال سيد المرسلين: أنه لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع، يشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله بعثني بالحق ويؤمن بالموت وبالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر، يجدر بنا معرفة مفهوم الإيمان وأركانه.
قال الدكتور علي جمعة أن مفهوم الإيمان في لغة العرب هو التصديق بالقلب، فإن كل من صدق شيئا بقلبه فهو مؤمن به، وقد يؤمن الإنسان بعقيدة باطلة ويسمى هذا الإيمان بالباطل، كالإيمان بالعقائد المتعارضة مع عقيدة التوحيد، وبالشرائع الظالمة، فقال تعالى في سورة النحل: (أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) [72].
وعلي صعيد أخر قد يؤمن الإنسان بالحق من الغيب الذي أخبر به الله، وبالشرائع الصادقة التي أقام عليها النبيون البراهين، فقال تعالى في سورة البقرة : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) [3: 5].
وتابع جمعة أن العلماء من اهل الاختصاص في علوم التوحيد والعقائد يعرفون مفهوم الإيمان أنه على الأرجح هو تصديق القلب بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والإذعان له، وأما الأعمال الصالحة فهي تؤثر في زيادة الإيمان وتركها يؤثر في نقصانه، والأقوال من أعمال اللسان، ولذا اشتهر أن الإيمان هو : اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان. واتفق أهل السنة على أن ترك الأعمال لا ينقض أصل الإيمان، وإنما يأثم المسلم لتركه الواجبات.
التمييز بين الإيمان والنفاق
واستشهد فضيلة المفتي بقول العالم السعد التفتازاني وهو من فقهاء الحنفية إذ قال: "ذهب جمهور المحققين إلى أنه –أي الإيمان- التصديق بالقلب، وإنما الإقرار شرط لإجراء الأحكام في الدنيا، لما أن التصديق بالقلب أمر باطن لا بد له من علامة، فمن صدق بقلبه ولم يقر بلسانه فهو مؤمن عند الله تعالى وإن لم يكن مؤمنا في أحكام الدنيا، ومن أقر بلسانه ولم يصدق بقلبه كالمنافق فبالعكس.
وهذا هو اختيار الشيخ أبي منصور رحمه الله، والنصوص معاضدة لذلك:
قال الله تعالى في المجادلة : (أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ) [22].
وقال الله تعالى في النحل : (وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ) [106].
وقال تعالى في سورة الحجرات : (وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ) [14].
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:"اللهم ثبت قلبي على دينك".
وقال عليه السلام لأسامة حين قتل من قال لا إله إلا الله: “هلا شققت عن قلبه”.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مفهوم الإيمان الإيمان العلماء تعالى فی
إقرأ أيضاً:
صفات الملائكة وأعمالهم في حياة الإنسان
الإيمان بالملائكة يُعتبر أحد أركان الإيمان الستة التي لا يكتمل إيمان المسلم إلا بها. فالملائكة مخلوقاتٌ نورانية خلقها الله لعبادته وتنفيذ أوامره، وقد أوكل إليهم مهامًا عظيمة تتجلى في آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
صفات الملائكة وأعمالهمالملائكة مخلوقات طاهرة لا تعصي الله ما أمرها وتفعل ما تُؤمر، هم وسطاء بين الله وعباده في كثير من الأمور، كإنزال الوحي، وتسجيل الأعمال، وحفظ الإنسان، وتنفيذ الأوامر الإلهية.
ورد ذكر أسمائهم وصفاتهم في القرآن الكريم والسنة النبوية، مما يجعل الإيمان بهم جزءًا لا يتجزأ من عقيدة المسلم.
من أشهر الملائكة المذكورين في القرآن الكريم:جبريل عليه السلام: وهو الملك الموكل بنقل الوحي إلى الأنبياء. قال الله تعالى: "قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ" [البقرة: 97].ميكائيل عليه السلام: الموكل بالرزق ونزول المطر.ملك الموت: الموكل بقبض الأرواح، كما قال تعالى: "قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ" [السجدة: 11].مالك: خازن النار، وقد ذُكر في قوله تعالى: "وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ" [الزخرف: 77].الملائكة في حياة الإنسانيشمل دور الملائكة في حياة الإنسان الحفظ والرعاية وتسجيل الأعمال. فقد أوكل الله لكل إنسان ملائكة تُحصي أفعاله وأقواله، كما قال تعالى: "وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ" [الانفطار: 10-11].
ومن مهامهم أيضًا الحفظ، كما جاء في قوله سبحانه: "لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ" [الرعد: 11].
الإيمان بالملائكة وأثره في حياة المسلمالإيمان بالملائكة يُعزز في قلب المسلم شعور المراقبة المستمرة، مما يدفعه إلى تحسين أعماله وتجنب المعاصي. كما يُرسّخ في قلبه الطمأنينة بأنه في حفظ الله ورعايته من خلال ملائكته.
الملائكة في يوم القيامةللملائكة دورٌ بارز يوم القيامة، حيث يُحضرون الإنسان للحساب، كما قال الله تعالى: "وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ" [ق: 21].
الإيمان بملائكة الله الكرام يُظهر عظمة الخالق في تنظيم هذا الكون وإدارته. فمن خلال أدوارهم المختلفة، نُدرك الحكمة الإلهية في خلقهم وتكليفهم بالمهام التي تؤثر في حياتنا اليومية. على المسلم أن يُدرك أهمية هذا الركن وأن يعمّق إيمانه بمخلوقات الله التي تعمل ليل نهار في طاعة تامة لخالقها.