شاهد: شهادة طبيب غزي لم يغادر المستشفى الذي يعمل به في رفح منذ نحو 100 يوم من الحرب
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
تحدث الطبيب صهيب الهمص عن الوضع الصحي " الكارثي"، واصفاً إياه بانه "خارج عن السيطرة تماماً".
يلازم غرفة العمليات ليلاً ونهاراً، مُتعب، لدرجة أنه لا يستطيع فتح عينيه، متوتر، لكنه لا يستطيع مغادرتها. وغالباً ما تهز أصوات القذائف المدوية نوافذ المستشفى الذي يديره في جنوب قطاع غزة.
لكن أسوأ الأصوات، يقول الهمص، هي التي تنبعث من داخل المستشفى الكويتي، حيث تتعالى صرخات أطفال بلا آباء، أصيبوا بجروح خطيرة وآخرين، أدركوا أنهم فقدوا أحد أطرافهم.
لقد عرّضته الحرب في غزة، التي تدخل يومها الـ 100، الأحد 14 كانون الثاني، هو والعاملين معه وشعب غزة مخاطر ومآسي مرعبة لم يسبق لها مثيل.
ووصف الهمص (35 عاماً) ما يحدث في غزة قائلاً : "هذه كارثة أكبر منا جميعاً".
الوضع خارج عن السيطرة تماماً.والمستشفى الذي يعمل فيه، والذي تبرعت به الحكومة الكويتية ومولته، هو واحد من اثنين في مدينة رفح. مع أربعة أسرة فقط للعناية المركزة قبل الحرب، يستقبل الآن حوالي 1500 جريح يومياً، ويموت ما لا يقل عن 50 شخصاً يومياً عند وصولهم، بالغون وأطفال بأطراف مزقتها الشظايا وأجساد متكسرة وجروح مكشوفة وعظام ممزقة.
ولإفساح المجال للتدفق اليومي لجرحى الحرب، قام الهمص بحشر عشرات الأسرة الإضافية في وحدة العناية المركزة. وأخلاء الصيدلية، التي كانت شبه فارغة، منذ أن قطع الحصار الإسرائيلي للمستشفى الخطوط الحيوية ومعظم الأدوية. ومع ذلك، لا يزال المرضى يفترشون أرضياتها.
وقال الهمص، وهو طبيب مسالك بولية وأب لثلاثة أطفال، والذي شهد التغيير المذهل الذي طرأ على مدينته والمستشفى على مدار الحرب: "الوضع خارج عن السيطرة تماماً".
كل يوم يموت الناس أمام عيني لأنه ليس لدي دواء أو مرهم حروق أو لوازم لمساعدتهم.مدينة رفح الواقعة أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، هي الآن نقطة اشتعال في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث دُمرت الأبراج السكنية وتحولت إلى أنقاض. وأدت أوامر الإخلاء الإسرائيلية والهجوم الموسع إلى زيادة عدد سكان رفح من 280 ألفاً إلى 1.4 مليون نسمة، حيث يتكدس مئات الآلاف من الفلسطينيين في خيام بالية تخنق الشوارع.
يومياً، يقضي معظم الأشخاص ساعات بحثاً عن الطعام، وينتظرون في طوابير بلا حراك خارج مراكز توزيع المساعدات، وأحيانا، يقطعون العديد من الكيلومترات سيراً على الأقدام لجلب الفاصوليا المعلبة والأرز.
تغطية خاصة| 99 يومًا من الحرب.. قصف واشتباكات في قطاع غزة والجيش الأمريكي يضرب موقع رادار في اليمنلقد تغيرت الوجوه التي يراها حول المدينة أيضاً، مع استمرار الحرب التي تشنها، ويقول الهمص إن الخوف والتوتر يتركان آثارهما على ملامح زملائه، بينما ويلطخ الدم والغبار وجوه الجرحى القادمين.
يقول الهمص: "يمكنكم رؤية الإرهاق والعصبية والجوع على وجوه الجميع". "إنه مكان غريب الآن. إنها ليست المدينة التي أعرفها."
وصلت شاحنات المساعدات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، لكن مسؤولي الإغاثة يقولون إن هذا ليس كافيا لتلبية الاحتياجات المتزايدة للجيب المحاصر. وفي ظل غياب المعدات الحيوية، استخدم الطاقم الطبي براعتهم لتحقيق أهداف جديدة. الهمص يكسو جروح المرضى بالأكفان.
وقال: "كل يوم يموت الناس أمام عيني لأنه ليس لدي دواء أو مرهم حروق أو لوازم لمساعدتهم".
ليس لدينا خيار سوى محاولة العيش بكرامة، ومساعدة من نستطيع .من الصعب عليه أن يتحدث عن كل ما رآه، لكن الصور هي التي تقوم بهذا عضواً عنه : النظرات الفارغة لصبي نجا من غارة قتلت عائلته بأكملها، وطفل حديث الولادة تم إنقاذه من رحم أمه المتوفاة.
" كيف سيستمرون؟ يقول الهمص: "لم يبق لهم أحد في هذا العالم". ويتجه تفكيره إلى أطفاله، جينا 12 عاماً، وحلا 8 أعوام، وحذيفة البالغ من العمر 7 أعوام، الذين يحتمون في شقة جدتهم في رفح. يراهم مرة واحدة في الأسبوع، أيام الخميس، عندما يأتون إلى المستشفى ليعانقوه. هو لم يذهب إلى البيت منذ بدء الحرب، حتى في أيام الهدنة.
وأضاف: "أنا خائف عليهم".
قُتل عدد من زملائه الأطباء والممرضين في منازلهم أو في طريقهم إلى العمل بسبب القصف. كما يؤكد مقتل العديد من طلاب الطب في الجامعة الإسلامية بغزة حيث يدرس.
وعندما سئل عن شعوره، أجاب قائلاً "إنها إرادة الله".
وأردف : "في نهاية الأمر، سنموت جميعاً، فلماذا نخاف من ذلك؟ ليس لدينا خيار سوى محاولة العيش بكرامة، ومساعدة من نستطيع ".
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أسكاس إيغودان.. المغاربة يحتفلون برأس السنة الأمازيغية شاهد: أقارب ينعون تسعة أفراد من عائلة واحدة قتلوا في غارة إسرائيلية على شرق رفح جلعاد أردان: يجب محاكمة الأمم المتحدة أمام محكمة العدل الدولية وليس إسرائيل ضحايا قصف مستشفيات قطاع غزة جرحى الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: ضحايا قصف مستشفيات قطاع غزة جرحى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اليمن قطاع غزة حركة حماس جنوب أفريقيا لاهاي قصف الصين إندونيسيا إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اليمن قطاع غزة حركة حماس یعرض الآن Next قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
المستشفى الإماراتي العائم في العريش يوزع هدايا وكسوة العيد على المرضى والأطفال
العريش - وام
وزع المستشفى الإماراتي العائم في العريش كسوة وهدايا العيد على المرضى والأطفال في المستشفى، وذلك ضمن عملية الفارس الشهم 3، بهدف إدخال الفرحة والسرور إلى قلوبهم مع اقتراب عيد الفطر المبارك.
وتأتي هذه المبادرة في إطار الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الأشقاء في قطاع غزة، حيث حرصت الفرق الطبية والإغاثية العاملة في المستشفى على تقديم الهدايا للأطفال المرضى، إلى جانب تأمين ملابس العيد لهم، مساهمة منها في التخفيف عنهم ورسم الابتسامة على وجوههم.
وأكد القائمون على المستشفى أن هذه الجهود الإنسانية الحثيثة من دولة الإمارات العربية المتحدة تأتي سعياً منها للتخفيف من معاناة المصابين والجرحى في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الأشقاء الفلسطينيون في قطاع غزة.
وأعرب المرضى وذووهم عن امتنانهم لما قدمته لهم عملية الفارس الشهم 3، معبرين عن شكرهم وتقديرهم للقائمين على المستشفى وجهودهم الكبيرة في تخفيف آثار الحرب عليهم، مشيدين بالدور الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات عبر مبادراتها المتواصلة لتعزيز التضامن والأخوة.
الجدير بالذكر أن المستشفى الإماراتي العائم في العريش دشن خدماته العلاجية للأشقاء الفلسطينيين في 23 فبراير 2024، ويضم المستشفى طاقمًا طبيًا وإداريًا إماراتياً من مختلف التخصصات، بسعة تبلغ 100 سرير للمرضى، بالإضافة إلى 100 لمرافقيهم، مع تجهيزات طبية متقدمة تشمل غرف عمليات، وعناية مركزة، وأقسام أشعة ومختبرات.
وإلى جانب الطاقم الإماراتي، يشارك فريق طبي إندونيسي في تقديم الرعاية الصحية داخل المستشفى، يضم أطباء وجراحين متخصصين في مجالات مختلفة، ما يعزز من قدرات المستشفى على التعامل مع الحالات الحرجة، خاصة في مجالات الجراحة والعلاج الطبيعي.
وقدم المستشفى منذ تدشينه أكثر من 8300 خدمة علاجية، وأجرى أكثر من 3100 عملية جراحية في تخصصات متنوعة، بالإضافة إلى تقديم أكثر من 3500 جلسة علاج طبيعي، وتركيب 23 طرفًا صناعيًا للأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة.