جمال بيومي: التصعيد العسكري بالبحر الأحمر يدفع باتجاه حرب إقليمية وهو ما حذرت منه مصر
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن تصاعد العمليات العسكرية بمنطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تم توجيهها لعدد من المناطق داخل جمهورية اليمن، هو ما سبق وحذرت منه مصر المجتمع الدولي وكافة الأطراف والدول المعنية، نتيجة استمرار الحرب الإسرائيلية ضد أهل قطاع غزة وإراقة الدماء الفلسطينية.
وأضاف بيومي، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت، أن مصر طالبت بوقف فوري لإطلاق النار وأنذرت العالم مراراً وتكرارا بأن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على أهل قطاع غزة ستؤدي إلى توسيع نطاق الحرب الدائرة، وستمتد لتجلب أطرافا أخرى لحلبة الصراع، منوهًا في هذا الصدد إلى ما تشهده الآن منطقة باب المندب وجنوب لبنان، فضلاً عن الهجمات في سوريا والعراق.
وأوضح أن مخطط تصفية القضية الفلسطينية عبر الإبادة الجماعية والحصار والتهجير مع عجز المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن، عن إصدار قرار بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، يدفع الحوثيين وحزب الله وأطرافا أخرى إلى التدخل في الصراع دفاعًا عن أهل فلسطين أصحاب الأرض المُحتلة، الأمر الذي يزج بالمنطقة في حرب إقليميّة تزعزع استقرار الشرق الأوسط وتهدد الأمن والسلم الدوليين.
ورأى السفير بيومي أن السبيل الوحيد لتجنب توسيع رقعة الحرب وإنقاذ الشرق الأوسط من القتل والدمار وإحلال الاستقرار المنشود هو حل الدولتين، الذي صار ينادي به عقلاء العالم وحتى البعض من داخل تل أبيب نفسها، إذ يرون أنه لا مستقبل للشعب اليهودي في ظل وجود دولة واحدة يُشكل فيها العرب أغلبية، وأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ستجلب لهم الأمن والسلام.
وانتقد السفير بيومي عدم احترام الحكومة الإسرائيلية للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، وكذا رفضها وعدم امتثالها لقرارات الشرعية الدولية، وذلك في حين أن الدولة العبرية قد أنشُئت في الأساس بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 والذي قسم أرض فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية ونظام دولي خاص يغطي القدس وبيت لحم، إلا أنه منذ ذلك التاريخ لم ترَ النور سوى دولة واحدة الدولة الإسرائيلية.
وأشار إلى ضرورة أن يأتي الإسرائيليون بحكومة جديدة تعبر عن أغلبية الشعب اليهودي، و تعمل على تحقيق السلام وتسعى للتفاوض مع الفلسطينيين والعرب، على أن ترحل حكومة نتنياهو الحالية التي تمثل مجموعة من الأقليات المتطرفة، بل والأخطر من ذلك أنها تضم مجموعة ليس لديها خبرة بالسياسة، والنتيجة أنهم تسببوا في قتل الآلاف من الأبرياء، وأوقعوا قطاع غزة في كارثة إنسانية، وأضروا بأمن مواطنيهم، ويجرون الآن المنطقة إلى حرب إقليمية لا تحمد عقباها.
واختتم مساعد وزير الخارجية الأسبق قائلًا: «حتى وإن توسعت الحرب وطالت معركة إنهاء الاحتلال وعودة الأرض واسترداد حقوق شعب فلسطين، بالنهاية سيتحقق الحلم العربي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بفضل صمود شعب فلسطين، لأنه لا يضيع حق وراءه مطالب».
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاحتلال الاحتلال الاسرائيلي البحر الأحمر السفير جمال بيومي جمال بيومي غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
محمد عز العرب: إسرائيل تبنت سياسة التصعيد لمواصلة الحرب على غزة والضفة
قال الدكتور محمد عزالعرب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، إن السلوك الإسرائيلي منذ هجمات 7 أكتوبر اعتمد بشكل واضح على التصعيد العسكري، ما يعكس نهج الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع الأحداث.
التصعيد العسكري في غزة.. هدف لفرض السيطرةوأوضح عزالعرب، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة اختارت التصعيد في غزة منذ اليوم التالي للهجمات بهدف فرض السيطرة على حركة حماس.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن هذا التصعيد يؤدي إلى إضعاف موقف حماس وبالتالي يفتح المجال لتقديم تنازلات في ملفات مثل تبادل الأسرى.
التصعيد يتجاوز غزة إلى الضفة الغربيةوأشار عزالعرب، إلى أن التصعيد الإسرائيلي لم يتوقف عند غزة، بل امتد إلى الضفة الغربية، وفور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بدأ التصعيد في الضفة الغربية، خصوصًا في جنين، وهذا التحرك، يبعث برسالة مفادها أن إسرائيل لا تزال ترفض تغيير سياستها في كافة الأراضي الفلسطينية.
التحفظ على الاتفاقات وتهديدات بتجدد التصعيدلفت الدكتور عزالعرب، إلى أن الشخصيات المتطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية، مثل بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، كانوا يعارضون الاتفاقات المبدئية لوقف إطلاق النار.
وهذه الشخصيات قد تحاول التراجع عن تلك الاتفاقات إذا لم تلتزم حماس بشروط وقف إطلاق النار، ما قد يؤدي إلى تجدد التصعيد في غزة.
إسرائيل: رفض السلام تحت الضغوط فقطفي ختام حديثه، شدد عزالعرب على أن إسرائيل تحت الحكومة الحالية ترفض فهم لغة السلام أو التفاوض السلمي إلا في ظل الضغوط الدولية أو الداخلية، كما ظهر من خلال التنازلات التي اضطرت الحكومة لتقديمها تحت تأثير الضغوط الأمريكية، وكذلك من الداخل الإسرائيلي.