وصفت رئيس هيئة الحقيقة والكرامة، سهام بن سدرين، العدالة الانتقالية في تونس بأنها "تعيش في انتكاسة واضحة وجلية"، كاشفة عن وجود 5 قضايا ضدهم. 

وقالت بن سدرين في تصريح خاص لـ "عربي21"، إنه "بعد 13 عاما من الثورة توجد انتكاسة، ولكن نؤمن أن الظلم مهما طال سيظهر الحق يوما ما".

ورأت بن سدرين أن "الانتكاسة مصدرها السياسات غير الموفقة من بعد الثورة إلى ما بعد انقلاب 25 يوليو"، حسب تعبيرها.



وهيئة الحقيقة والكرامة معنية بالنظر في انتهاكات حقوق الإنسان في تونس، خلال عهد الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي والعامين التاليين للثورة حتى 2013 تاريخ إنشاء الهيئة.



وتم في الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو 2020، نشر التقرير الختامي للهيئة بالمجلة الرسمية بعد انتظار لأكثر من سنة من انتهاء أعمال الهيئة التي نشرت تقريرها على صفحتها الرسمية في 2019 والذي تضمن جمع أكثر من 62 ألف ملف لضحايا انتهاكات تم قبول أكثر من 57 ألف ملف منهم.

وبخصوص رد الدولة التونسية على مراسلة المقررين الأممين الأربعة والتي طالبوا فيها يتوضيحات بخصوص ملاحقة أعضاء الهيئة السابقين قضائيا، ذكرت بن سدرين أن "الرد كان مؤسفا حيث أن القضاء مازال يحقق مع الهيئة في حين أن الخارجية التونسية تتحدث عن ثبوت جريمة للهيئة".



ومنذ 2021 يتم التحقيق مع أعضاء من هيئة الحقيقة ومع الممثل القانوني سهام بن سدرين التي أكدت أنه تم التحقيق معها لعدة مرات، وأن هناك خمس قضايا منشورة ضد الهيئة.  

وسبق أن أعلنت بن سدرين في آذار من العام الماضي أن " قاضي  التحقيق أعلمها بقرار منعها من السفر خارج البلاد" بتهمة "الحصول على فوائد غير مبررة"، و"إلحاق الضرر بالدولة" و"التزوير".


بدوره قال أحمد العلوي مسؤول حقوق الإنسان بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان، إنه "في الثلاثين من مايو المنقضي أرسل خبراء من المفوضية مراسة للدولة التونسية طلبا لتوضيحات بخصوص الملاحقات التي تطال هيئة الحقيقة والكرامة".

وأوضح العلوي في تصريح خاص لـ "عربي21"، أن "في المراسة، تم تذكير الدولة بضروروة التزامها بكل القوانين والمواثيق التي تقضي بحماية أعضاء هيئة الحقيقة والكرامة والحصانة التي تشملهم".

وأضاف أن "المراسلة ذكرت الدولة بالمعايير الدولية التي تقضي وجوبا بحماية كل من عمل في هيئة الحقيقة والكرامة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تونس حقوق الإنسان تونس حقوق الإنسان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

صراع من أجل تحقيق العدالة

 

 

 

خالد بن أحمد الأغبري

 

شهر رمضان المُبارك شهر الخير والانفتاح والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والمواقف الإيجابية المحمودة، يقترب من مُغادرتنا ويتركنا في صراع مع هذا الزمن، والكل يترقب ذلك الانفراج الحقيقي لتلك الأزمة والمعاناة الإنسانية ومدى تأثيرها على المستوى الإقليمي والدولي.

ما نراه الآن مأساة متجذرة وصراع مستمر يتسع نطاقه وتتطور أيدولوجيته، ويتفاقم وضعه من حيث تعميق العنصريات على شكل خطط وبرامج تدعو إلى إثارة الفتنة وإراقة الدماء وتعطيل مصالح الآخرين وتضييق الخناق عليهم، متجاوزًا بذلك كل القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التي من المفترض أن تكون علامة واضحة وبارزة لترجمة قواعد هذه الحياة وأساسياتها ومبادئها الكريمة، والبُعد الحضاري والاجتماعي القائم على مُعطيات العدالة والمساواة والأمن والاستقرار الذي يخلق ذلك التوازن المادي والمعنوي؛ باعتباره مركز تحكم وسيطرة، ومنطلقًا لحياة فاضلة داعمة لتنمية المجتمعات والنهوض بها إلى آفاق أرحب، ونتيجة لفقدان هذه المعطيات من خلال هذه المفارقات؛ فهؤلاء الناس المضطهدون من المسلمين الذين يشكلون نسبة عالية في الكثير من بلدان العالم يعيشون في حروب دامية وفتن متأصلة وملتهبة ومناطق غير آمنة، وهم بين قتيل وجريح وفاقد لحريته وممتلكاته ومعرض لانتهاك كرامته وأعراضه.

إنِّهم بذلك يواجهون حياة غير طبيعية تتشكل في مفهومها وشرعنتها ذلك الجحيم الذي لا يُطاق، وأبناء الأمة الإسلامية يتابعون الأحداث وكأنهم يتابعون مسلسل تاريخي عبر شاشة التلفاز وضمائرهم متجمدة وقلوبهم متحجرة؛ بل هي أشد من الحجارة الصماء التي لا تتأثر بمن حولها، والعدو يسرح ويمرح مدعومًا بالخيانات المتفشية من قبل أصحاب المصالح وأذرعهم المنتشرة في مختلف بقاع الأرض، وبالمال والعتاد والسلاح تكتمل جاهزيتهم، للقيام بتلكم المجازر الوحشية والهمجية النتنة في ظل غياب الشهامة والشجاعة والنخوة العربية.

وعلى الجانب الآخر، وفي خضم تلك الأحداث المتلاحقة، يوجد من يقف خلف الكواليس ليؤنب أبناء جلدته وعروبته ويقف ضد قضيتهم ويحملهم مسؤولية ما فرض عليهم من أحداث دامية وانفلات أمني ومسار غير منضبط؛ ذلك المسار الذي يبدو في ظاهره الرحمة والمواقف النبيلة الخيرة ذات البعد الإنساني، لكنه في المقابل وللأسف الشديد يخبئ في باطنه الخبث والنفاق والسعي الحثيث لتركيع وتصفية أصحاب الحق وزعزعة أمنهم وملاحقتهم، والتكالب عليهم من أجل التخلي عن قضيتهم وإخراجهم قسرًا من ديارهم وأراضيهم، في سياق متصل بمسارات القتل والظلم والتدمير؛ بما يجسد مخططات وطموحات عدوهم التي أصبحت ظاهرة للعيان دون خوف ولا حياء ولا وجل؛ وذلك بقدر ما هو مشروع تبنى عليه آمال المحتل وتتبلور من خلاله تلكم المخططات ذات القيمة المضافة لصالح العدو الصهيوني على حساب أصحاب الحق الذين ضحّوا ولا يزالون يضحّون بأموالهم وأولادهم وانفسهم من أجل قضيتهم.

إلى متى هذا الاستهتار وإلى متى هذه العنجهية؟ ألم يحن الوقت إلى مراجعة حساباتنا والقيام بواجباتنا وتمزيق ثوب الخوف والجبن والعمل في مقابل ذلك بما يرضي الله من أجل توحيد الصفوف والدخول في مفاوضات جادة وفاعلة تضمن لكل ذي حق حقه باستعمال وسائل الضغط المتاحة بحكم تداخل المصالح الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والأمنية مع توافر مراكز التحكم والسيطرة وتفعيلها في رسالة شديدة اللهجة وواضحة العبارات والمعاني تترجم تلكم المشاعر الايمانية والإنسانية في إطار نافذ البصر والبصيرة.

إن أسلوب التعاطي مع تلك العنجهية والوحشية والهمجية الصهيونية التي تعمل على تشكيل تلك المفارقات الكبيرة والعمل على ديمومتها في محيط العالم المتغطرس الذي أصبح لا يدرك مدى الخطورة الكبرى وما ينتج عنها من إبادة جماعية وتدمير شامل وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان وللقوانين والأنظمة الدولية التي يفترض أن تكون محل تقدير واحترام، لكنها بهذا الوضع المأساوي لم يبق لهذه القوانين والأنظمة أي تأثير أو دور يذكر، وهذا شيء لا ينم عن عقلية واعية وإنسانية متحررة من قيود الجاهلية وثقافة عالية تدرك معنى القيم والسلوك الحضاري.

ومن المؤشرات السيئة غير محسوبة العواقب هي تلك التي تواجه الإنسان في حياته ضمن سلسلة من المتغيرات التي تدعو إلى أخذ الحيطة والحذر؛ بما تجسده من واقع مؤلم ومقلق يتعارض مع تطلعات وطموحات هذا الإنسان الذي يراقب الوضع عن كثب من أجل أن يرى العالم من حوله قادرًا على التحرر من قبضة الطغاة الذين تستهويهم الأنانية والكراهية والحقد المتأصل الذي يعتبرونه مصدر قوة من أجل تحقيق نفوذهم والعمل على استعباد النَّاس وقتلهم وتدمير حياتهم وممتلكاتهم في صورة بشعة ومخزية دون الشعور بمدى أهمية ذلك الموقف العظيم الذي ينتظرهم أمام عدالة الخالق سبحانه وتعالى.

نسأل الله أن يُوحِّد كلمة المُسلمين ويخرجهم من هذه الأزمة القاسية التي فُرضت عليهم ويأخذ بأيديهم للخروج من حالة اليأس والخوف إلى حالة مليئة بالتفاؤل والرضا التام تتجدد من خلالها العزيمة المتوقدة بطاعة الله والسير وفق منهجه سبحانه وتعالى ودستوره الكريم، إن الله على كل شيء قدير.

مقالات مشابهة

  • بلازما ايران.. بين الحقيقة والتضليل
  • الرئاسة السورية تنهي مشاورات تشكيل الحكومة الانتقالية
  • رئيسة جامعة كولومبيا تواجه غضب أعضاء هيئة التدريس بعد اتفاقها مع إدارة ترامب
  • "الدولة" يواصل مناقشة "مشروع قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"
  • صراع من أجل تحقيق العدالة
  • هيئة حقوقية تدخل على خط الاعتداء على قايد تمارة وتدعو إلى إجراءات عاجلة لحماية الأمن الوطني
  • النواب: اللجنة العليا هي الخبير الفني لجهات التحقيق في قضايا المسئولية الطبية
  • قانونية الدولة تناقش مشروع قانون ذوي الإعاقة
  • القضاء التركي يأمر بحبس رئيس بلدية إسطنبول على ذمة التحقيق في قضايا فساد
  • وزير الخارجية: يجب التركيز على الحلول التي تضمن بقاء السودان موحدا ومستقرا