منذ بدء عملية طوفان الأقصى والولايات المتحدة تعزز عمليات جمع المعلومات حول حماس من خلال استخدام طائرات دون طيار فوق غزة، وتكثف جهودها لاعتراض الاتصالات بين مسؤولي حماس.

فقد كشفت فرقة عمل حديثة، تأسست في أعقاب الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر على الاحتلال، عن معلومات حول قادة حماس، حيث أودعت 240 شخصًا في غزة وأسفرت عن مقتل 1140 شخصًا وفقًا للسلطات الإسرائيلية.

وذكرت مصادر أن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، أصدر مذكرة مباشرة بعد هجوم 7 أكتوبر، تكليف فيها وكالات الاستخبارات ووزارة الدفاع بتكثيف جمع المعلومات حول قيادة حماس.

ورغم عدم مصاحبة تشكيل الفرقة بسلطات قانونية جديدة، إلا أن البيت الأبيض رفع أولوية جمع المعلومات الاستخبارية حول حماس.

ورغم عدم إلقاء القبض على قادة حماس البارزين أو قتلهم، إلا أن أهمية المعلومات الاستخبارية التي تجمعها إسرائيل حول حماس تظل غير واضحة.

و الولايات المتحدة لا تقوم بتزويد إسرائيل ببيانات استخباراتية حول نشطاء حماس من المستوى المنخفض أو المتوسط.

وفي السياق نفسه، كانت إسرائيل تقدّر عدد مقاتلي حماس قبل الهجمات بين 20 و25 ألف مقاتل، وأعلنت في نهاية عام 2023 عن تقدير بقتل ما يقرب من ثلث تلك القوة.

ويعتبر بعض المسؤولين الأميركيين أن استهداف أفراد حماس من المستوى المنخفض قد يكون مضللًا، حيث يمكن استبدالهم بسهولة ويثير مخاطر غير مبررة على المدنيين.

كما أشاروا إلى أن حملة القصف الإسرائيلية في غزة، التي أسفرت وفقًا لوزارة الصحة في غزة عن وفاة نحو 24 ألف فلسطيني، بغالبيتهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، قد تؤدي في النهاية إلى تجديد صفوف مقاتلي حماس.

ومع ذلك، يُرى أن القضاء على القيادة العسكرية الاستراتيجية لحماس يمثل تحدًا آخر.

وستحقق إسرائيل نجاحًا كبيرًا في حال قتلت أو أسرت يحيى السنوار، المُعتقد أنه كان مهندس هجوم 7 أكتوبر، أو محمد ضيف، قائد الجناح العسكري لحماس. وقد يمنح مثل هذا الإنجاز العملي حرية إضافية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء الحملة العسكرية في غزة بنجاح.

كما يكشف التقرير أن استهداف السنوار يتجاوز مجرد البحث عنه، حيث تعتقد المخابرات الأميركية أنه يختبئ في أعماق شبكة الأنفاق تحت خان يونس في جنوب غزة، وفقًا لمسؤولين أميركيين.

ومع ذلك، يُعتقد أيضًا أنه محاط بالرهائن ويستخدمهم كدروع بشرية، ما يعقّد إلى حد كبير العملية العسكرية للقبض عليه أو قتله.

وأكد مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة لم تقدم أي معلومات استخباراتية حول الغارة التي نفذتها إسرائيل في الثاني من يناير على إحدى ضواحي بيروت، مما أسفر عن مقتل صالح العاروري، نائب زعيم حماس، وأن تلك الغارة اعتمدت على معلومات جمعتها إسرائيل بشكل مستقل حول موقع العاروري.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: يحيى السنوار غزة انفاق غزة حماس

إقرأ أيضاً:

“مقترحات ويتكوف” أمريكية في ظاهرها إسرائيلية في جوهرها وخبيثة في مراميها

#سواليف

في ختام اجتماع أمني الليلة الفائتة، أعلن مكتب رئيس #حكومة #الاحتلال عن تبنّيه “ #مقترحات_ويتكوف ” القاضية بوقف إطلاق النار خلال #رمضان والفصح اليهودي، والإفراج عن نصف #الرهائن في اليوم الأول، وفي نهاية الهدنة يتم الإفراج عن البقية، في حال تم الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار.

يتضح أنه بينما كان #نتنياهو يتهرّب من #المرحلة_الثانية من #الصفقة، ومن الانسحاب من #محور_فيلادلفيا، كان وزير الشؤون الإستراتيجية، رون درمر، يعمل على صياغة خطة بديلة من خلال لقاءات متتالية مع المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، الذي بقي في واشنطن وألغى زيارة مقررة للمنطقة.

وتنص مقترحات ويتكوف، التي تبدو أمريكية في ظاهرها، لكنها إسرائيلية في جوهرها، على وقف إطلاق النار خلال رمضان والفصح، مع تحرير نصف الرهائن في اليوم الأول، وفي حال التوصل إلى اتفاق وقف دائم للنار، يتم الإفراج عن النصف الثاني من الرهائن.

مقالات ذات صلة حماية المستهلك : ارتفاع اسعار 18 سلعة من اصل 35 سلعة منذ بداية شهر رمضان المبارك 2025/03/02

بيان مكتب نتنياهو، الذي خلا من الإشارة إلى ما سيحدث في حال رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “مقترحات ويتكوف”، يذكّر بمقترحات سابقة أعلنها الرئيس الأمريكي السابق، كـ “خطة لوقف الحرب” في السابع والعشرين من مايو/ أيار 2024، والتي تبيّن لاحقًا أنها تنطوي على نص قدّمه نتنياهو نفسه، لكنه لاحقًا تهرّب منه وعطّله بسبب ضغوط داخلية، ما يثير مجددًا التساؤل حول مدى التزامه بـ”مقترحات ويتكوف”.

إضافة إلى ذلك، هناك نقاط جوهرية، مثل انتهاك إسرائيل للاتفاق الموقع من قبلها، بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، ورفض الدخول في مداولات الجولة الثانية.
استعداء أمريكا على “حماس”

كل ذلك يدل على أن نتنياهو يواصل المراوغة والتهرّب من استحقاقات الاتفاق المكفول من قبل الوسطاء، لأنه لا يريد التسليم بنتائج الحرب التي فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة، ولأنه يطمع بالبقاء في الحكم والتاريخ، لا سيّما أنه مسكون بجنون العظمة، ويرى نفسه “تشرشل الإسرائيلي”، إلى أن جاء السابع من أكتوبر وقلب الطاولة على رأسه، ما أضرّ بمكانته وهيبته بشكل كبير، كما يظهر في نظرة الإسرائيليين إليه، ونتائج استطلاعات الرأي المتتالية.

إعلان مكتب نتنياهو تبنّي “مقترحات ويتكوف” ينطوي على محاولات خبيثة لشراء الوقت، ريثما يضمن بقاء حكومته بالمصادقة على مشروع قانون الموازنة العامة، الذي يعني استمرارها حتى لو انسحب سموتريتش منها.

كما يسعى نتنياهو، من خلال “مقترحات ويتكوف”، إلى جعل الصراع مباشرًا بين “حماس” والولايات المتحدة، مستغلًا جهل الإدارة الأمريكية بطبيعة الصراع وتطرفها، خاصة أن تركيزها الآن ليس كاملًا، بسبب انشغالها بمحاور أخرى في العالم. وقد دللت الإهانة الدرامية المتلفزة للرئيس الأوكراني على قلة صبرها وقلة درايتها في التعامل مع الأزمات الكبيرة.

ويبدو أن نتنياهو يسعى، من خلال تبنّيه “مقترحات ويتكوف”، إلى تحقيق هدف آخر، وهو تهدئة الضغوط الداخلية الإسرائيلية المتصاعدة، التي يخشى تفاقمها.
حرارة الشارع الإسرائيلي

يزداد الغضب في الشارع الإسرائيلي نتيجة شهادات الرهائن العائدين من غزة حول “كابوس الأسر داخل أنفاق غزة”، والخوف المتزايد على حياة بقية الرهائن في حال استمرت المماطلة أو تجددت الحرب.

ومن بين العوامل التي تغذي هذا الغضب إدراك الإسرائيليين أن استئناف الحرب على غزة يعني سقوط المزيد من الجنود الإسرائيليين، واستمرار تدهور صورة إسرائيل كدولة منبوذة في العالم، خاصة بعد الإعلان، اليوم الأحد، عن تهديدات جديدة بإغلاق مداخل القطاع ووقف إدخال المساعدات الإنسانية، ما يُعد انتهاكًا خطيرًا للقوانين والمواثيق الدولية.

ومن المرجح أن يثير هذا التجويع نقاشات في الشارع الإسرائيلي، ليس بدوافع أخلاقية، وإنما بدوافع حسابات الربح والخسارة، كونه يهدد مصير الرهائن أيضًا.

ويبدو أن عائلات الرهائن، وقبل إعلان مكتب نتنياهو عن “تبني مقترحات ويتكوف”، تستعد للتصعيد للضغط على حكومة نتنياهو لاستعادة بقية المحتجزين، حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب وبقاء “حماس” في الحكم.

ويتجلى ذلك في تكريس صحيفة “هآرتس” كل صفحتها الأولى لإعلان يقول، إلى جانب صورة أربعة رهائن مقيدين بالسلاسل الحديدية: “إعادة الكل بنبضة واحدة”.

ورفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بيان “مقترحات ويتكوف”، معتبرة إياه محاولة جديدة للمراوغة والتهرّب من الاتفاق الموقع واستحقاقاته.

في ظل إدارة أمريكية متقلبة، تحوم حول قدراتها الدبلوماسية ومعرفتها بجوهر الصراع في المنطقة علامات استفهام، فلا يُستبعد أن يكون الشارع الإسرائيلي هو العامل الأكثر تأثيرًا في الضغط على حكومة الاحتلال، في حال تحوّل التعب إلى غضب، وخرج الإسرائيليون بأعداد كبيرة للمطالبة بالالتزام بالاتفاق الموقّع، وهو ما ستكشفه الساعات والأيام القليلة القادمة.

مقالات مشابهة

  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • إغلاق نظام الذكاء الاصطناعيّ التابع لوزارة التعليم الإسرائيليّ بسبب رفضه اعتبار الشهيد يحيى السنوار إرهابيًا .. تفاصيل
  • تقديرات إسرائيلية بعودة القتال في غزة بهذا الموعد.. رسالة أمريكية
  • الخطة المصرية لغزة: رؤية سياسية لمواجهة مقترح ترامب ولا مكان فيها لحماس
  • مسودة الخطة المصرية لغزة.. "بعثة حكم" مكان "حماس" وقوة دولية
  • عثمان الخميس يجدد هجومه على حركة حماس.. فرقة منحرفة (شاهد)
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”
  • كارلسون: نظام كييف باع أسلحة أمريكية في السوق السوداء بخمس ثمنها لحماس والقوات التي تسيطر على سوريا
  • “مقترحات ويتكوف” أمريكية في ظاهرها إسرائيلية في جوهرها وخبيثة في مراميها
  • حماس: نتنياهو يتنصل من الاتفاق بتبنيه مقترحات أمريكية لتمديد المرحلة الأولى