سرايا - أكد الخبير الاستراتيجي اللواء محمد عبد الواحد أن أمريكا ضخمت إعلاميا وسياسيا ضربات الحوثيين، مبينا أن غايتها الحقيقية هي السيطرة على باب المندب وجعل البحر الأحمر منطقة نفوذ لها .

وقال اللواء عبد الواحد، إن ضرب القوات الأمريكية والبريطانية لعدد من المواقع العسكرية التابعة للحوثيين في 4 مدن يمنية كان أمرا متوقعا ومنتظرا خلال الأسبوع الماضي، مشيرا إلى وجود شواهد كثيرة جدا كانت تؤكد أن الضربة وشيكة.



ولفت الخبير الاستراتيجي إلى أنه وخاصة في تكثيف الحوثيين نشاطهم ضد السفن في المنطقة وأيضا الدبلوماسية الأمريكية التي سعت لاستصدار قرار من مجلس الأمن، وهو القرار 2722.

واعتبر عبد الواحد أن هذا القرار غريب جدا وعليه علامات استفهام كثيرة جدا وربما كانت موضع استنكار من روسيا، ولكن القرار أعطى شرعية لضربات عسكرية.

وأضاف: "كما أعطى أيضا أعطى شرعية لعسكرة المنطقة والسيطرة على واحد من أهم الممرات المائية في العالم وهذه كانت رغبة أمريكية وبريطانيا للتواجد في منطقة مضيق باب المندب، إذ استخدم القرار لفظ (حق الدول في الدفاع عن نفسها من هجمات)".

سابقة في القانون الدولي

وأردف قائلا: "هذا اللفظ هو سابقة لا وجود لها في القانون الدولي وخطيرة أيضا من الجهة السياسية والجهة القانونية لأنها تخلق حالة من الفوضى الدولية، لأن كل دولة مع نفسها سفنها تتعرض لمشكلة أو تجد مصالحها تتعرض لمشكلة فتقوم بضربة عسكرية بسرعة".

وبين اللواء أنه من الممكن أيضا أن القانون الدولي سيستشهد بهذه الجملة في المستقبل لصياغة تشريعات جديدة ممكن أن تغير روح القانون الدولي، وخصوصا أنه تجاهل أحداث غزة تماما بدلا من الإشاره إلى وقف الحرب فى غزة بل تحدث عن وقف النزاع بصفة عامة وقف النزاعات التي تساهم في التوتر الإقليمي فقط ولم يشير من قريب ولا بعيد إلى أسباب هذا التحالف وهو أحداث غزة، القرار يشرع العمل العسكري وقد يقوض المصالحة اليمنية وهذا كان أيضا اعتراض الجزائر على هذا القرار".

استراتيجية أمريكية للسيطرة

وأضاف اللواء محمد عبد الواحد: "التركيز هنا من وجهة نظري ينصب على موضوع قرار مجلس الأمن لأنه مرتبط جدا بما يحدث في الوقت الحاضر والذي سيحدث فى المستقبل، الولايات المتحدة الأمريكية عندما تريد أن تنشئ أي تحالف تريد أن تعطيه أي شرعية دولية خاصة.. شرعية أممية من مجلس الأمن وبالتالي هذه استراتيجية، بمعنى أن الولايات المتحدة تريد أن تتواجد في منطقة فتبدأ برؤية أي ظاهرة في هذه منطقة فوجدت الحوثيين ثم تبدأ تركز إعلاميا على نشاط الحوثيين ثم بعد ذلك تحول هذا الموضوع إلى أزمة وتحوله إلى موضوع يأخذ زخما إعلاميا".


وقال: "وتقوم بتحويل الأزمة إلى ظاهرة إعلامية ثم تشير إلى أن هذه الظاهرة قد تهدد السلم والأمن الدوليين وبالتالي وفقا للفصل الـ7 من ميثاق الأمم المتحدة تستطيع أن تمرر قرار من الأمم المتحدة يعطيها الحق في التواجد عسكريا في المنطقة لاسيما أن التحالف غير مسموح لأي دولة أنها تتدخل عسكريا من تلقاء نفسها بعيدا عن الشرعية الدولية فهذه استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في إنشاء أي تحالف".

لأهداف أمريكية بريطانية إسرائيلية

وأضاف موضحا في هذا الجانب: "التركيز على أي توتر ثم تحويله إلى أزمة وصولا إلى مجلس الأمن هذه هي الاستراتيجية، والأهداف الحقيقية في التواجد الأمريكي بغرض تحقيق أهداف أمريكية بريطانية إسرائيلية في المنطقة. بالتالي جزء من السيطرة على الممرات المائية يُضعف النفوذ الصيني ويهدد التواجد الصينى والممرات البحرية من عبور التجارة الصينية من أماكن أخرى، كما أن هذه المنطقة كانت منذ سنة 1977 حتى انهيار الاتحاد السوفيتي، منطقة نفوذ للاتحاد السوفيتي السابق وكانت عدن شيوعية التي كانت عاصمة اليمن الديمقراطية قبل الوحدة".

وعن الضربات التي يتم توجيهها للحوثيين رجح الخبير الاستراتيجي أن تضعف القدرات العسكرية للحوثيين.
ومن الملاحظ أيضا بحسب الخبير أن المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين لم يشيروا من قريب ولا بعيد إلى أن تواجدهم بغرض الدفاع عن إسرائيل وذلك بعد الانتقادات الدولية الشديدة بسبب دعمهم المطلق لإسرائيل إذ أصبحوا أكثر حذرا ودائما ما يأكدون ان العملية العسكرية او هذه الضربات بغرض تأمين الملاحة الدولية وايقاف الحوثي عن الاستمرار في مثل هذه العمليات".

ردع لدول المنطقة

ووضع اللواء عبد الواحد هذه الضربات أيضا في خانة الردع لدول المنطقة مع سعي واشنطن ولندن لعدم التصعيد من أجل مصالحهم الخاصة بهم ولكي تظل المنطقة مستقرة لأن التصعيد مع إيران له مخاطر جمة على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مصالحها في المنطقة.

ونوه عبد الواحد إلى امتلاك إيران صواريخ متوسطة وطويلة المدى تستطيع أن تصل إلى أهداف أمريكية في المنطقة والقواعد الأمريكية في المنطقة وتصل إلى حاملات الطائرات المتواجدة في والقطع البحرية فتستطيع عرقلة إمدادات النفط إلى أوربا، ومع وجود الأزمة الأوكرانية هذا يصعب الموقف كثيرا وبالتالي أمريكا وإيران متفقان ضمنيا على عدم التصعيد، وستقدم إيران النصائح للحوثيين بعدم التصعيد وأن تكون هناك مناوشات بسيطة في إطار قواعد الاشتباك ولكن دون تجاوز الخطوط الحمراء".
إقرأ أيضاً : القضاء يلزم ترامب بدفع 400 ألف دولار لصحيفة "نيويورك تايمز"إقرأ أيضاً : القسام: أجهز مجاهدونا على جنديين صهيونيين من مسافة صفر شرق خانيونسإقرأ أيضاً : القسام: مقتل عدد من الجنود باستهداف قوة صهيونية شرق خانيونس


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة القانون الدولی عبد الواحد فی المنطقة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

قائد المدمرة الأمريكية كارني المنسحبة من البحر الأحمر: الصواريخ اليمنية فرط صوتية كانت أكثر ما يقلقنا

يمانيون – متابعات
أكد قائد المدمرة الأمريكية “يو إس إس كارني” جيريمي روبنسون أنه لم يحدث للبحرية الأمريكية أن خاضت معركة مثل معركة البحر الأحمر منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكدا أن الصواريخ الباليستية التي تنطلق من اليمن بسرعة تفوق سرعة الصوت كانت أكثر ما يثير القلق.

وفي حوار مع “سي بي إس نيوز” الأمريكية اعترف روبنسون، أن المدمرة “كارني” والسفن الحربية البحرية الآخرى التي كانت تقوم بدوريات في البحر الأحمر لم تتمكن من حماية كل السفن التجارية من هجمات اليمن، وقد غرقت بعض السفن.

كما أكد أن أكبر كابوس كان يُقلقهم هو أي خطأ للدفاع الجوي في التعامل مع صاروخ باليستي، مع وجودنا في منطقة تحلق فيها طائرات الركاب التجارية.

وقال روبرسون إن الصواريخ الباليستية كانت تقلقه أكثر من غيرها مضيفا “أنت تنظر إلى شيء يأتي إليك بسرعة 5 ماخ، أو 6 ماخ، وأمام واقف المراقبة ما بين 15 إلى 30 ثانية للاشتباك”، مشيرا أن هذا كان أول اختبار حقيقي للبحرية ضد صاروخ أسرع من الصوت، وفقا لقناة سي بي سي.

وأقر روبنسون أن المدمرة كارني أطلقت “أولى الطلقات الأمريكية دفاعا عن إسرائيل” حد وصفه، في مواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية.

كما اعترف بإطلاق المدمرة الموجهة بالصواريخ يو إس إس كارني صواريخ توماهوك الهجومية البرية ضد اليمن في 3 فبراير 2024.

وكشفت بعض عيوب العملية الأمريكية ومنها إطلاق الصواريخ بملايين الدولارات على طائرات بدون طيار بآلاف الدولارات، وكذلك مدى مدفع المدمرة كارني القصير جدا، كما أن البارجة كارني والسفن البحرية الأخرى التي كانت تقوم بدوريات في البحر الأحمر لم تتمكن من حماية كل السفن التجارية من هجمات الحوثيين، وقد غرقت إحدى السفن في إشارة إلى السفينة البريطانية.

وعادت المدمرة يو إس إس كارني إلى مايبورت بولاية فلوريدا الأمريكية، بعد عمليات دامت سبعة أشهر في الشرق الأوسط ــ وهي رحلة لا مثيل لها.

وأقرت قناة “سي بي إس نيوز” أنه كان من المقرر أن تتزود السفينة كارني بالوقود وتجديد مخزوناتها في البحر، ولكنها اضطرت إلى للعودة إلى الولايات المتحدة، بزعم التزود بالصواريخ، والتي كانت كبيرة جدًا بحيث لا يمكن نقلها أثناء الرحلة.

وفي وقت سابق، اعترف معهد أبحاث أمريكي صراحة وعلانية بفشل التحالف الغربي الذي تقوده واشنطن وبريطانيا ودول أوروبية، لحماية الكيان الصهيوني وفك الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية.

وأكد معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، في تقرير، الأحد، تصاعد عمليات قوات صنعاء على الرغم من وجود تحالفين دفاعيين منفصلين يعملان في البحر الأحمر أحدهما “عملية حارس الرخاء” بقيادة الولايات المتحدة، والثانية القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي “أسبيدس”.

وأشار التقرير إلى أن غياب مجموعة حاملة الطائرات الضاربة في البحر الأحمر لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع (مع مراعاة وقت العبور) يرسل إشارة مثيرة للقلق في وقت تتزايد فيه عمليات القوات اليمنية المساندة لفلسطين في البحر.

وكانت صحيفة “انترناشونال انترست” الأمريكية، قد تطرقت أمس السبت، إلى خطورة صاروخ قوات صنعاء الفرط الصوتي على القطع الحربية الأمريكية.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها، تعليقاً على هذه الخطورة، “لقد انتهى عصر حاملات الطائرات البحرية القوية”، مشيرةً إلى أن الصواريخ والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أصبحت هي القاعدة في الحرب الحديثة.

وأوضحت الصحيفة أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت أواخر عام 2023 أنها قادرة على إبعاد البحرية الأمريكية بأكملها بما تمتلكه من صواريخ.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً
  • فورين بوليسي: البحرية الأمريكية فشلت في البحر الأحمر
  • خبير بالشأن الأمريكي يوضح كواليس قرار المحكمة العليا بمنح حصانة لـ"ترامب"
  • القيادة المركزية العسكرية الأمريكية: تدمير موقع رادار بمنطقة يسيطر عليها الحوثيون باليمن
  • تقرير أمريكي يكشف عجز قدرات واشنطن البحرية
  • الحوثيون يعلنون تنفيذ 4 عمليات عسكرية ضد سفن إسرائيلية وأمريكية وبريطانية
  • وول ستريت جورنال: هكذا أصبحت إيران قوة دولية رغم أنف أميركا
  • قائد المدمرة الأمريكية كارني المنسحبة من البحر الأحمر: الصواريخ اليمنية فرط صوتية كانت أكثر ما يقلقنا
  • الجيش الأميركي يعلن عن دمرنا 3 زوارق مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر
  • تدمير 3 زوارق مسيّرة لليمنيين في البحر الأحمر