التاج المفلس.. التخلص من “قرض الحرب” بضغطة زر واحدة!
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
إنجلترا – بقي على بريطانيا دين من الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية لم تتمكن من استيفاء تسديد آخر قسط منه إلا في 31 ديسمبر عام 2006.
صحيفة الغارديان البريطانية استهلت الحديث عن هذا الإجراء الأخير أواخر ديسمبر 2006 قائلة إن الحرب العالمية الثانية بالنسبة للبعض ذكرى بعديدة يتم استرجاعها من خلال الكتب أو أجهزة التلفزيون، إلا أن تلك الحرب العالمية الثانية بالنسبة للخزينة البريطانية تنتهي فقط في ذلك الأيام.
الصحيفة ذكرت أن مسؤولي الخزنة البريطانية سيقومون “بضغطة زر واحدة، بإجراء تحويلين إلكترونيين لما يسمى بـ(قرض الحرب) عبر المحيط الأطلسي، إيذانا بنهاية فصل من التاريخ البريطاني بدأ في عهد المستشار العمالي هيو دالتون (وزير المالية) في عام 1945. المدفوعات النهائية للقروض، إلى الولايات المتحدة وكندا، ليست ضئيلة وقيمتها على التوالي، 42.5 مليون دولار و22.7 مليون دولار”.
صحيفة نيويورك تايمز لفتت في تلك المناسبة إلى أن القرض في عام 1945، “أدى إلى توتر العلاقات عبر المحيط الأطلسي. توقع السياسيون البريطانيون هدية تقديرا لمساهمة البلاد في المجهود الحربي، خاصة بالنسبة للأرواح التي فقدت قبل دخول الولايات المتحدة القتال في عام 1942″، فيما نُقل عن آلان سكيد، المؤرخ في كلية لندن للاقتصاد قوله تعليقا على هذه المسألة: “يبدو أن الولايات المتحدة لم تدرك أن بريطانيا مفلسة”، كما جرى “التنديد بالقرض في مجلس اللوردات، لكن في النهاية لم يكن أمام البلاد خيار آخر”.
قصة “قرض الحرب”:
بريطانيا اقترضت في عام 1945 من الولايات المتحدة 4.34 مليار دولار، وهو ما يعادل بالقيمة الحالية مبلغ 119 مليار دولار، وكان القرض يتألف من برنامج ائتمان بقيمة 3.75 مليار دولار، إضافة إلى تسهيلات قرض “إعارة وتأجير” بقيمة 586 مليون دولار.
كما وافقت الحكومة البريطانية في العام التالي على برنامج ائتمان من كندا بقيمة 1.185 مليار دولار، وبنفس معل الفائدة وقدره 2٪، وقد جرى بالدرجة الأولى تخصيص الأموال للمساهمة في إعادة إعمار الاقتصاد البريطاني المنهك والبنية التحتية المحطمة ما بعد الحرب.
عملية سداد ذلك القرض، بموجب اتفاق الطرفين، بدأت في عام 1950، وكان يفترض أن تدفع لندن أقساطا سنوية متساوية مرة في كل عام، وتواصلت هذه العملية حتى عام 2006، بتأخير مدته 6 سنوات.
الحكومة البريطانية أجلت ستة مدفوعات في الأعوام 1956 و1957 و1964 و1965 و1968 و1976، وكان المبرر في ذلك أن “شروط سعر الصرف الدولي واحتياطيات المملكة المتحدة من النقد الأجنبي تجعل المدفوعات غير عملية”.
على سبيل المثال، في عام 1976 لم تتمكن بريطانيا من تسديد قسط القرض بسبب اضطرارها إلى اقتراض مبلغ 2.3 مليار جنيه إسترليني من صندوق النقد الدولي لوقف سقوط عملتها الوطنية.
يشار إلى أن قيمة قرضي عام 1945 من الولايات المتحددة وكندا تعد مبلغا زهيدا على خلفية الدين العام الأمريكي الحالي الذي تجاوز 33 تريليون دولار، ومثيله البريطاني البالغ 2.6 تريليون إسترليني!
صحيفة الغارديان كانت قد أفادت بأن الحكومات البريطانية المتعاقبة لم تمارس بتاتا أي ضغوط خلال مدة القرضين الأمريكي والكندي لتخفيفهما أو إلغائهما، وفضلت الوفاء بالتزاماتها.
المصدر:RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة ملیار دولار فی عام
إقرأ أيضاً:
أمريكا تدعم إسرائيل عسكريًا في الحرب على غزة بـ40 مليار دولار
بلغ حجم صفقات المساعدات العسكرية الأمريكية الموقعة مع إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة 40 مليار دولار، وفق بيانات معهد "واتسون" الأمريكي.
ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 43 ألفًا و712 شهيدًا صحة غزة: الكيان الصهيوني يصعد جرائم الإبادة والتهجير القسري بشمال القطاع
وذكر المعهد الأمريكي، التابع لجامعة "براون" الأمريكية العريقة - في دراسة تحت عنوان "كلفة الحرب"، نشرتها صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية - أن حجم المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة لإسرائيل خلال العام الأول من الحرب على قطاع غزة فقط يفوق بكثير المساعدات السنوية البالغة 3.8 مليار دولار، والتي وافقت واشنطن رسميا على منحها لإسرائيل.
وبحسب الدراسة، فقد قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات بقيمة 17.9 مليار دولار في العام الأول من الحرب كمساعدات عسكرية، مشيرة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا جزءا من المساعدات العسكرية السنوية أو منح أخرى تمت الموافقة عليها أو قد تتم الموافقة عليها في المستقبل.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير موسع حول المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، أنه منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، وقعت وزارة الدفاع الإسرائيلية صفقات تسليح مع أمريكا بقيمة 40 مليار دولار.
وقالت "إن الصفقة التي تم التوصل إليها الأسبوع الماضي تثير بعض التساؤلات، أولاً وقبل كل شيء، هل ستمتد المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل إليها، وإلى أي مدى ستشارك الشركات الإسرائيلية في مشروع طائرة بوينج المقاتلة".
ووقعت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأسبوع الماضي صفقة مع شركة (بوينج) لشراء 25 طائرة مقاتلة من طراز (F-15IA) مقابل 5.2 مليار دولار.. وبحسب وزارة الدفاع، لن يبدأ تسليم مقاتلات (إف-15 آي أيه) حتى عام 2031 بمعدل 4 - 6 طائرات سنويا، مع استمرار التسليم حتى عام 2035، في السيناريو الأكثر تفاؤلا.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسألة تمويل الصفقة تثير أيضا علامات استفهام حول طبيعة الصفقة نفسها، وذلك أساسا لأنها استثمار كبير جدا، يتجاوز إجمالي المساعدات السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل بنحو 1.4 مليار دولار.
وبرغم إحجام مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية عن التعليق على الصفقة الجديدة، قالت "جلوبس" إنه "من غير المستبعد أن تشملها حزمة مساعدات إضافية أمريكية لإسرائيل"، إلا أن ذلك لن يتضح إلا بحلول عام 2031 حينما تبدأ إسرائيل في تسلم أولى دفعات المقاتلات الجديدة الأكثر تطورا في العالم (إف 15)، وكل ما رشح من معلومات في هذا الصدد هو أن التسليم سيتم على دفعات ما بين 4 إلى 5 طائرات سنويا.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل حاليا 3.8 مليار دولار كمساعدات عسكرية، 3.3 مليار دولار لشراء المعدات العسكرية و500 مليون دولار لمشاريع الدفاع الجوي المشتركة، وهناك أيضا منح أخرى تنقلها الولايات المتحدة إلى إسرائيل كل عام.
ورأى خبراء "واتسون" أن حصول إسرائيل على مقاتلات (إف 15) يأتي دعما لجهود حصولها على مقاتلات (إف 16)، حيث تستهدف واشنطن دعم إسرائيل في المجال العسكري الجوي.
وأبرمت حكومة نتنياهو ثلاث مذكرات تفاهم دفاعية مع الولايات المتحدة في الأعوام 1998 و1999 و2008، تعهدت فيها واشنطن بتقديم تمويلات دفاعية إضافية بقيمة تتعدى 26 مليار دولار.
وتوقع خبراء للصحيفة الإسرائيلية استمرار هذا النهج بمزيد من مذكرات التعاون الدفاعي بين واشنطن وإسرائيل في ظل إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب القادمة.. ووفق مصادر للصحيفة الإسرائيلية، فإن ترامب سيوقع مذكرة تفاهم جديدة مع إسرائيل بقدر غير مسبوق من التمويل تغطي الفترة من 2029 وحتى 2038.