إنجلترا – بقي على بريطانيا دين من الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية لم تتمكن من استيفاء تسديد آخر قسط منه إلا في 31 ديسمبر عام 2006.

صحيفة الغارديان البريطانية استهلت الحديث عن هذا الإجراء الأخير أواخر ديسمبر 2006 قائلة إن الحرب العالمية الثانية بالنسبة للبعض ذكرى بعديدة يتم استرجاعها من خلال الكتب أو أجهزة التلفزيون، إلا أن تلك الحرب العالمية الثانية بالنسبة للخزينة البريطانية تنتهي فقط في ذلك الأيام.

الصحيفة ذكرت أن مسؤولي الخزنة البريطانية سيقومون “بضغطة زر واحدة، بإجراء تحويلين إلكترونيين لما يسمى بـ(قرض الحرب) عبر المحيط الأطلسي، إيذانا بنهاية فصل من التاريخ البريطاني بدأ في عهد المستشار العمالي هيو دالتون (وزير المالية) في عام 1945. المدفوعات النهائية للقروض، إلى الولايات المتحدة وكندا، ليست ضئيلة وقيمتها على التوالي، 42.5 مليون دولار و22.7 مليون دولار”.

صحيفة نيويورك تايمز لفتت في تلك المناسبة إلى أن القرض في عام 1945، “أدى إلى توتر العلاقات عبر المحيط الأطلسي. توقع السياسيون البريطانيون هدية تقديرا لمساهمة البلاد في المجهود الحربي، خاصة بالنسبة للأرواح التي فقدت قبل دخول الولايات المتحدة القتال في عام 1942″، فيما نُقل عن آلان سكيد، المؤرخ في كلية لندن للاقتصاد قوله تعليقا على هذه المسألة: “يبدو أن الولايات المتحدة لم تدرك أن بريطانيا مفلسة”، كما جرى “التنديد بالقرض في مجلس اللوردات، لكن في النهاية لم يكن أمام البلاد خيار آخر”.

قصة “قرض الحرب”:

بريطانيا اقترضت في عام 1945 من الولايات المتحدة 4.34 مليار دولار، وهو ما يعادل بالقيمة الحالية مبلغ 119 مليار دولار، وكان القرض يتألف من برنامج ائتمان بقيمة 3.75 مليار دولار، إضافة إلى تسهيلات قرض “إعارة وتأجير” بقيمة 586 مليون دولار.

كما وافقت الحكومة البريطانية في العام التالي على برنامج ائتمان من كندا بقيمة 1.185 مليار دولار، وبنفس معل الفائدة وقدره 2٪، وقد جرى بالدرجة الأولى تخصيص الأموال للمساهمة في إعادة إعمار الاقتصاد البريطاني المنهك والبنية التحتية المحطمة ما بعد الحرب.

عملية سداد ذلك القرض، بموجب اتفاق الطرفين، بدأت في عام 1950، وكان يفترض أن تدفع لندن أقساطا سنوية متساوية مرة في كل عام، وتواصلت هذه العملية حتى عام 2006، بتأخير مدته 6 سنوات.

الحكومة البريطانية أجلت ستة مدفوعات في الأعوام 1956 و1957 و1964 و1965 و1968 و1976، وكان المبرر في ذلك أن “شروط سعر الصرف الدولي واحتياطيات المملكة المتحدة من النقد الأجنبي تجعل المدفوعات غير عملية”.

على سبيل المثال، في عام 1976 لم تتمكن بريطانيا من تسديد قسط القرض بسبب اضطرارها إلى اقتراض مبلغ 2.3 مليار جنيه إسترليني من صندوق النقد الدولي لوقف سقوط عملتها الوطنية.

يشار إلى أن قيمة قرضي عام 1945 من الولايات المتحددة وكندا تعد مبلغا زهيدا على خلفية الدين العام الأمريكي الحالي الذي تجاوز 33 تريليون دولار، ومثيله البريطاني البالغ 2.6 تريليون إسترليني!

صحيفة الغارديان كانت قد أفادت بأن الحكومات البريطانية المتعاقبة لم تمارس بتاتا أي ضغوط خلال مدة القرضين الأمريكي والكندي لتخفيفهما أو إلغائهما، وفضلت الوفاء بالتزاماتها.

المصدر:RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة ملیار دولار فی عام

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تقطع 400 مليون دولار من تمويل جامعة كولومبيا

أعلنت السلطات الفيدرالية الأمريكية اليوم الجمعة إلغاء 400 مليون دولار من المنح والعقود مع جامعة كولومبيا في نيويورك بمزاعم معاداة السامية في الحرم الجامعي.

وتمثل هذه التخفيضات الإجراء الأكثر أهمية حتى الآن الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حملتها المخطط لها على التمييز ضد اليهود في الجامعات.

أعلنت وزارة العدل الأمريكية ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية ووزارة التعليم وإدارة الخدمات العامة ــ التي تشارك جميعها في فريق العمل المشترك لإدارة ترامب لمكافحة معاداة السامية ــ عن عمليات الإلغاء في بيان استشهد بـ "تقاعس كولومبيا المستمر في مواجهة المضايقات المستمرة للطلاب اليهود".

وقال البيان إن التخفيضات كانت "الجولة الأولى من العمل" ومن المتوقع المزيد من عمليات الإلغاء، مشيرا إلى أن الجامعة لديها أكثر من 5 مليارات دولار من التزامات المنح الفيدرالية.

وأضاف "تجميد الأموال هو أحد الأدوات التي نستخدمها للرد على هذا الارتفاع في معاداة السامية". 

وقال ليو تيريل، رئيس فريق عمل مكافحة معاداة السامية، في بيان: "هذه ليست سوى البداية".

وقالت الوكالات إنها ستصدر أوامر بوقف العمل في المنح والعقود التي ستجمد على الفور وصول كولومبيا إلى التمويل ولم ترد تفاصيل حول البرامج التي ستفقد التمويل.

وشهدت جامعة كولومبيا احتجاجات صاخبة مناهضة لإسرائيل في العام الماضي، وبلغت ذروتها في معسكر احتجاجي في وسط الحرم الجامعي والذي ألهم مظاهرات مماثلة في جميع أنحاء البلاد واستيلاء الطلاب على مكتبة الحرم الجامعي. واستدعت إدارة جامعة كولومبيا الشرطة لإخلاء المكتبة بالقوة، مما أدى إلى اعتقال العشرات.

وقد اشتعلت الاحتجاجات في جامعة كولومبيا مرة أخرى في أعقاب طرد طالبين قاما بتعطيل محاضرة أستاذ إسرائيلي في بداية الفصل الدراسي الربيعي. 

وردًا على ذلك، قام المتظاهرون المناهضون لإسرائيل الأسبوع الماضي بغزو مبنى الحرم الجامعي في برنارد، مما أدى إلى إصابة موظف جامعي وتسبب في أضرار بقيمة 30 ألف دولار.

مقالات مشابهة

  • مخاوف متصاعدة.. شكوك متزايدة حول دعم الولايات المتحدة للترسانة النووية البريطانية
  • ترامب: زيلينسكي غير ممتن للولايات المتحدة رغم مساعدته بـ350 مليار دولار
  • لغز الـ 2.3 مليار دولار المفقودة: كيف يمول الذهب حرب السودان
  • الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لاستقبال مزيد من اللاجئين الأفغان
  • “لمسؤوليتها عن كوفيد-19”.. محكمة أمريكية تطالب الصين بدفع 24 مليار دولار
  • صلاح “أدار ظهره” لليفربول.. ولحظة واحدة غيرت قراره
  • الولايات المتحدة تقطع 400 مليون دولار من تمويل جامعة كولومبيا
  • وزير الخارجية الصيني يدين فرض الولايات المتحدة للرسوم الجمركية ويصفه بأنه “ذو وجهين”
  • 11 مليار دولار لإعادة الإعمار.. البنك الدولي يكشف خسائر لبنان من الحرب
  • البنك الدولي: لبنان يحتاج 11 مليار دولار للتعافي وإعادة الإعمار بعد الحرب