مراحل تحويل القصب إلى سكر في مصنع أرمنت بالأقصر.. ثابتة من 138 عاما (صور)
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
«يا أبو اللبايش يا قصب.. عندينا فرح واتنصب»، تغنى المصريون بالقصب كثيرًا واعتبروا حصاده عيدًا لهم، كانوا وما زالوا ينتظرون موسم الحصاد لجني ثمرة عملهم ورعايتهم للمحصول، فمع بداية شهر يناير يبدأ مزارعو الأقصر في توريد محصول قصب السكر إلى مصنع سكر أرمنت، التابع لشركة السكر والصناعات التكاملية، إذ افتتح المصنع، موسم عصر القصب رسميا يوم 5 يناير الجاري.
يقول الكيميائي إسماعيل فؤاد، رئيس مصنع سكر أرمنت بالأقصر، إن مصنع سكر أرمنت من أقدم مصانع السكر وأهمها في الصعيد، ويوفر أيضًا الدعم المستمر للمئات من مزارعي القصب بالأقصر، بفضل التواصل الدائم من إدارة المصنع مع المزارعين، للوصول إلى أفضل إنتاجية من محصول قصب السكر، فالمزارع هو عامل رئيسي في تواصل نجاحات مصانع السكر، كما يوفر فرص عمل لآلاف الشباب من العاملين في المصنع أو عمال النقل والتحميل، مشيرا إلى أن مصنع سكر أرمنت من أكبر المصانع على مستوى الجمهورية، إذ يقع على مساحة تبلغ 111 ألف فدان، وتقدر مساحة المصنع بـ92 ألف فدان، مضافا إليه مدينة سكنية خاصة بالمصنع على مساحة 29 فدانا.
طريقة إنتاج السكر في مصنع أرمنتطريقة إنتاج سكر القصب، تتم على مراحل متعددة ومعقدة، إذ يعمل المصنع منذ أكثر من 138 عاما بنفس الآلية، حيث أنشئ عام 1886 بالتزامن مع إنشاء قناة السويس، والمصنع لا يحتاج إلى كهرباء خارجية، بل ينتج ما يحتاجه من كهرباء بنفسه، من خلال المراجل البخارية التي تولد الكهرباء التي يعمل بها المصنع وتنتج البخار الذي تعمل به العصارات، هكذا يشرح المهندس توفيق محمد أحمد، مدير عام الهندسة الصناعية بمصنع سكر أرمنت، آلية العمل.
يقول «أحمد»، إن مراحل تصنيع السكر وتحويله من عود قصب إلى حبيبات السكر، تبدأ بعملية رفع القصب من قطار الديكوفيل في منطقة التفريغ الميكانيكي، ومنه إلى القُطاعات التي تقطع القصب إلى أجزاء صغيرة، وإلى قاطعات أصغر، حتى يصل إلى ماكينات «الشريدر» التي تقوم بتفتيت القصب دون إهدار أي نقطة عصير، وبهذا تنتهي مهمة التقطيع.
وتبدأ رحلة العصر بالمرور على 5 عصارات، إذ تستخلص العصير من القصب، ثم نقله أتوماتيكيا إلى حوض الخليط، وبعد استخلاص العصير يتبقى نسبة فضلات تسمى «المصاص»، تستخدم كوقود للمراجل، بحيث تنتج المراجل البخار المستخدم في تشغيل العصارات، وتولد منه الكهرباء التي تشغل ماكينات المصنع وإنارته، وينقل العصير المستخرج إلى حوض الخليط، ومنه إلى السخانات، وتتكون السخانات من 3 مراحل، ينقل بعدها العصير إلى أحواض الترويق، ومهمتها تنقية وفصل العصير إلى نوعين «الرايق» و«العكر».
ينتقل النوع الأول «الرايق» إلى سخانات الرايق، أما «العكر» يضاف إليه المصاص الناعم لعمل «الطينة»، ثم إدخال الخليط على المرشحات الدوارة لفصل العصير الرايق عن الطينة، واستخراجه إلى سخانات الرايق، والطينة يتم تحميلها إلى الخارج على مقطورات، وتباع للمزارعين كسماد للأراضي الزراعية، إذ بيعت طينة هذا العام بـ20 مليون جنيه.
فصل حبات السكر عن السوائلويكمل مدير عام الهندسة الصناعية بمصنع سكر أرمنت، يبدأ العصير الرايق مرحلة التبخير التي تتم على ثلاث عمليات، ينتقل بعدها إلى مرحلة الطبخ، وفيها تبدأ بلورة السكر وظهور الحبات، ثم ينتقل إلى مرحلة «النفض»، لفصل حبات السكر عن السوائل لضمان عدم وجود أي سوائل حول حبات السكر، والانتقال إلى مرحلة التجفيف التي يجري فيها استخدام ماكينات المجففات، وأخيرًا مرحلة التعبئة، ثم إلى المخازن والنقل والتوزيع.
من جانبه يشير الكيميائي صلاح عمر علي، العضو الفني للمصانع والتكرير بمصنع السكر بأرمنت، إلى أن مصنع أرمنت بالأقصر أحد مصانع شركة السكر والصناعات التكاملية، إذ تمتلك الشركة 8 مصانع موزعة على المحافظات، من أسوان حتى المنيا، مصنعان في أسوان وآخر في كوم أمبو، ومصنع في أرمنت بالأقصر، ومصنع بقنا وآخر بسوهاج، ثم مصنع أبو قرقاص بالمنيا، ويعد مصنع سكر أرمنت من أقدم وأعرق مصانع السكر في الشركة التكاملية، وهو أول مصنع يفتتح موسم العصر هذا العام من بين مصانع الشركة التكاملية.
بدابة مبشرة لإنتاج السكر العام الجاريويضيف: بداية إنتاج السكر هذا العام مبشرة جدًا، إذ يستقبل في اليوم الواحد أكثر من 9 آلاف طن من القصب، ويصل إجمالي الكمية المتوقعة من توريده هذا العام على مدار الموسم من القصب، حوالي 950 ألف طن، كما يتوقع إنتاج 100 ألف طن سكر من المصنع، واستلام 6 ملايين و200 ألف طن هذا العام بشركة السكر للصناعات التكاملية، وإنتاج 650 ألف طن من السكر، وهذه الكميات المنتجة من السكر يتم توريدها لوزارة التموين والتجارة الداخلية، لضخها على البطاقات التموينية، ومنافذ البيع.
دعم المزارعين ورفع سعر القصبومن المميزات التي يقدمها مصنع سكر أرمنت لمزارعي القصب هذا العام، رفع سعر طن القصب على رأسها، إذ رفعت الشركة سعر الطن ليصبح 1500 جنيه بدلًا من 1100 جنيه، ودعم تكلفة نقل القصب بالكامل، بحيث لا يتحمل المزارع أي مبالغ مالية لنقل القصب من الزراعات إلى مصنع السكر، وتم ذلك باعتماد مبلغ 150 مليون جنيه من الشركة التكاملية لدعم تكاليف نقل القصب إلى مصانعها كافة، ومنها قطارات الديكوفيل، التي تكلف الشركة مبلغ 200 مليون جنيه سنويًا لنقل القصب.
كما يتم عمل تسهيلات لحصول المزارعين على المبيدات والمخصبات المطلوبة للمحصول، ومنها طريقة الدفع الآجل، وكذلك توفير الماكينات الزراعية للمزارعين بتسهيلات كبيرة، عن طريق تعاون شركة السكر مع شركة الميكنة الزراعية، وتنظيم نوبات الري حتى لا يتعرض المحصول للعطش والتلف، كما يجري تنظيم لقاءات وندوات للمزارعين؛ لمناقشة المشكلات التي تواجههم والعمل على حلها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأقصر مصنع سكر أرمنت أرمنت بالأقصر مصانع السکر مصنع أرمنت هذا العام قصب إلى سکر فی ألف طن
إقرأ أيضاً:
حزب الغد: مواقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابتة رغم محاولات التشكيك
قال عبدالباسط الشرقاوي عضو مجلس النواب، إنّ مصر تواصل دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية دون تراجع، رغم حملات التشويه المستمرة التي تستهدفها من قبل معارضي الدولة، مؤكدًا أنّ هذه الحملات لن تؤثر على التزام مصر الثابت بقضية فلسطين وحقوق شعبها.
وقف فوري لإطلاق الناروأوضح رئيس حزب الغد لـ«الوطن»، أنّ الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تسعى على المستوى الدبلوماسي لتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار، مشددًا على دعمها لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف «موسى»، أنّ هذه المحاولات تهدف إلى التشكيك في الدور المصري، بينما مصر تواصل تقديم الدعم للفلسطينيين في المحافل الدولية كافة، مشيرًا إلى أن مصر قدّمت تضحيات كبيرة في سبيل دعم الأشقاء الفلسطينيين، سواء من خلال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة أو من خلال موقفها الثابت في المحافل الدولية.
الدعم المصري لفلسطينوفي ختام تصريحه، شدد المهندس موسى مصطفى موسى على أنّ المحاولات الرامية إلى زعزعة استقرار مصر لن تؤثر أبدًا في مواقفها الثابتة، موضحًا أنّ الدعم المصري لفلسطين مبدأ راسخ لا يتزعزع.