«يا أبو اللبايش يا قصب.. عندينا فرح واتنصب»، تغنى المصريون بالقصب كثيرًا واعتبروا حصاده عيدًا لهم، كانوا وما زالوا ينتظرون موسم الحصاد لجني ثمرة عملهم ورعايتهم للمحصول، فمع بداية شهر يناير يبدأ مزارعو الأقصر في توريد محصول قصب السكر إلى مصنع سكر أرمنت، التابع لشركة السكر والصناعات التكاملية، إذ افتتح المصنع، موسم عصر القصب رسميا يوم 5 يناير الجاري.

مصنع أرمنت من أقدم مصانع السكر في الصعيد

يقول الكيميائي إسماعيل فؤاد، رئيس مصنع سكر أرمنت بالأقصر، إن مصنع سكر أرمنت من أقدم مصانع السكر وأهمها في الصعيد، ويوفر أيضًا الدعم المستمر للمئات من مزارعي القصب بالأقصر، بفضل التواصل الدائم من إدارة المصنع مع المزارعين، للوصول إلى أفضل إنتاجية من محصول قصب السكر، فالمزارع هو عامل رئيسي في تواصل نجاحات مصانع السكر، كما يوفر فرص عمل لآلاف الشباب من العاملين في المصنع أو عمال النقل والتحميل، مشيرا إلى أن مصنع سكر أرمنت من أكبر المصانع على مستوى الجمهورية، إذ يقع على مساحة تبلغ 111 ألف فدان، وتقدر مساحة المصنع بـ92 ألف فدان، مضافا إليه مدينة سكنية خاصة بالمصنع على مساحة 29 فدانا.

طريقة إنتاج السكر في مصنع أرمنت

طريقة إنتاج سكر القصب، تتم على مراحل متعددة ومعقدة، إذ يعمل المصنع منذ أكثر من 138 عاما بنفس الآلية، حيث أنشئ عام 1886 بالتزامن مع إنشاء قناة السويس، والمصنع لا يحتاج إلى كهرباء خارجية، بل ينتج ما يحتاجه من كهرباء بنفسه، من خلال المراجل البخارية التي تولد الكهرباء التي يعمل بها المصنع وتنتج البخار الذي تعمل به العصارات، هكذا يشرح المهندس توفيق محمد أحمد، مدير عام الهندسة الصناعية بمصنع سكر أرمنت، آلية العمل.

يقول «أحمد»، إن مراحل تصنيع السكر وتحويله من عود قصب إلى حبيبات السكر، تبدأ بعملية رفع القصب من قطار الديكوفيل في منطقة التفريغ الميكانيكي، ومنه إلى القُطاعات التي تقطع القصب إلى أجزاء صغيرة، وإلى قاطعات أصغر، حتى يصل إلى ماكينات «الشريدر» التي تقوم بتفتيت القصب دون إهدار أي نقطة عصير، وبهذا تنتهي مهمة التقطيع.

وتبدأ رحلة العصر بالمرور على 5 عصارات، إذ تستخلص العصير من القصب، ثم نقله أتوماتيكيا إلى حوض الخليط، وبعد استخلاص العصير يتبقى نسبة فضلات تسمى «المصاص»، تستخدم كوقود للمراجل، بحيث تنتج المراجل البخار المستخدم في تشغيل العصارات، وتولد منه الكهرباء التي تشغل ماكينات المصنع وإنارته، وينقل العصير المستخرج إلى حوض الخليط، ومنه إلى السخانات، وتتكون السخانات من 3 مراحل، ينقل بعدها العصير إلى أحواض الترويق، ومهمتها تنقية وفصل العصير إلى نوعين «الرايق» و«العكر».

ينتقل النوع الأول «الرايق» إلى سخانات الرايق، أما «العكر» يضاف إليه المصاص الناعم لعمل «الطينة»، ثم إدخال الخليط على المرشحات الدوارة لفصل العصير الرايق عن الطينة، واستخراجه إلى سخانات الرايق، والطينة يتم تحميلها إلى الخارج على مقطورات، وتباع للمزارعين كسماد للأراضي الزراعية، إذ بيعت طينة هذا العام بـ20 مليون جنيه.

فصل حبات السكر عن السوائل

ويكمل مدير عام الهندسة الصناعية بمصنع سكر أرمنت، يبدأ العصير الرايق مرحلة التبخير التي تتم على ثلاث عمليات، ينتقل بعدها إلى مرحلة الطبخ، وفيها تبدأ بلورة السكر وظهور الحبات، ثم ينتقل إلى مرحلة «النفض»، لفصل حبات السكر عن السوائل لضمان عدم وجود أي سوائل حول حبات السكر، والانتقال إلى مرحلة التجفيف التي يجري فيها استخدام ماكينات المجففات، وأخيرًا مرحلة التعبئة، ثم إلى المخازن والنقل والتوزيع.

من جانبه يشير الكيميائي صلاح عمر علي، العضو الفني للمصانع والتكرير بمصنع السكر بأرمنت، إلى أن مصنع أرمنت بالأقصر أحد مصانع شركة السكر والصناعات التكاملية، إذ تمتلك الشركة 8 مصانع موزعة على المحافظات، من أسوان حتى المنيا، مصنعان في أسوان وآخر في كوم أمبو، ومصنع في أرمنت بالأقصر، ومصنع بقنا وآخر بسوهاج، ثم مصنع أبو قرقاص بالمنيا، ويعد مصنع سكر أرمنت من أقدم وأعرق مصانع السكر في الشركة التكاملية، وهو أول مصنع يفتتح موسم العصر هذا العام من بين مصانع الشركة التكاملية.

بدابة مبشرة لإنتاج السكر العام الجاري

ويضيف: بداية إنتاج السكر هذا العام مبشرة جدًا، إذ يستقبل في اليوم الواحد أكثر من 9 آلاف طن من القصب، ويصل إجمالي الكمية المتوقعة من توريده هذا العام على مدار الموسم من القصب، حوالي 950 ألف طن، كما يتوقع إنتاج 100 ألف طن سكر من المصنع، واستلام 6 ملايين و200 ألف طن هذا العام بشركة السكر للصناعات التكاملية، وإنتاج 650 ألف طن من السكر، وهذه الكميات المنتجة من السكر يتم توريدها لوزارة التموين والتجارة الداخلية، لضخها على البطاقات التموينية، ومنافذ البيع.

دعم المزارعين ورفع سعر القصب

ومن المميزات التي يقدمها مصنع سكر أرمنت لمزارعي القصب هذا العام، رفع سعر طن القصب على رأسها، إذ رفعت الشركة سعر الطن ليصبح 1500 جنيه بدلًا من 1100 جنيه، ودعم تكلفة نقل القصب بالكامل، بحيث لا يتحمل المزارع أي مبالغ مالية لنقل القصب من الزراعات إلى مصنع السكر، وتم ذلك باعتماد مبلغ 150 مليون جنيه من الشركة التكاملية لدعم تكاليف نقل القصب إلى مصانعها كافة، ومنها قطارات الديكوفيل، التي تكلف الشركة مبلغ 200 مليون جنيه سنويًا لنقل القصب.

كما يتم عمل تسهيلات لحصول المزارعين على المبيدات والمخصبات المطلوبة للمحصول، ومنها طريقة الدفع الآجل، وكذلك توفير الماكينات الزراعية للمزارعين بتسهيلات كبيرة، عن طريق تعاون شركة السكر مع شركة الميكنة الزراعية، وتنظيم نوبات الري حتى لا يتعرض المحصول للعطش والتلف، كما يجري تنظيم لقاءات وندوات للمزارعين؛ لمناقشة المشكلات التي تواجههم والعمل على حلها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأقصر مصنع سكر أرمنت أرمنت بالأقصر مصانع السکر مصنع أرمنت هذا العام قصب إلى سکر فی ألف طن

إقرأ أيضاً:

اكتشاف مذهل: تحويل النفايات إلى طاقة نظيفة لا تنضب!

شمسان بوست / متابعات:

تواجه صناعة الطاقة تحديات كبيرة في إدارة النفايات النووية، خاصة مع زيادة الطلب على الطاقة النووية في جميع أنحاء العالم.

وبهذا الصدد، تقدم شركة Moltex Energy الكندية (مولتكس) حلا مبتكرا عبر عملية Waste to Stable Salt (WATSS)، التي تهدف إلى تحويل النفايات النووية إلى مورد طاقة قيّم.

وتعتمد عملية WATSS على تقنيات كيميائية متطورة لتحويل الوقود النووي المستعمل إلى مصدر طاقة بدلا من أن يكون عبئا. ومن خلال هذه العملية، تقوم “مولتكس” باستخراج 90% من المواد المشعة من الوقود النووي المستعمل بشكل أكثر كفاءة، ما يساهم في تقليل حجم النفايات بشكل كبير.

ويوضح روري أوسوليفان، الرئيس التنفيذي لشركة “مولتكس”: “مع تزايد الطلب على الطاقة النووية، يتعين أن تتواكب القدرة على إدارة الوقود النووي المستعمل. يعد WATSS حلا مبتكرا لا يقتصر على تقليل التحديات، بل يضيف قيمة اقتصادية من خلال تحويل النفايات إلى مصدر طاقة جديد”.

كيف يعمل نظام WATSS؟

تتبع عملية WATSS خطوات منظمّة ومتعددة المراحل لتحويل الوقود النووي المستعمل إلى طاقة:

– المعالجة الأولية: يصل الوقود النووي المستعمل إلى منشأة WATSS، حيث يخضع لعمليات الأكسدة والاختزال التي تمهد لمزيد من المعالجة.

المرحلة الأولى: فصل المواد فوق اليورانيوم عن اليورانيوم عن طريق إذابتها في الملح المنصهر، بينما يظل اليورانيوم غير قابل للذوبان.

– المرحلتان الثانية والثالثة: تنقية العناصر المشعة المستخلصة وتحويلها إلى وقود ملح منصهر، مع إزالة نواتج الانشطار. ويتم تعديل خليط الملح النهائي ليصبح مناسبا لاحتياجات المفاعلات النووية، ما يؤدي إلى إنتاج أملاح وقود تعتمد على الكلوريد أو الفلوريد (الأملاح الأنسب لاستخدامها في المفاعلات الحديثة لأنها توفر خصائص أفضل لأداء المفاعل).

وبالمختصر، العملية تتضمن تحويل الوقود النووي المستعمل إلى مادة قابلة للاستخدام مرة أخرى في المفاعلات النووية، مع إزالة العناصر السامة والضارة التي تنتج أثناء عملية الانشطار، وتعديل الخلائط لتكون مناسبة لاحتياجات المفاعل.

وتقدم WATSS بديلا تجاريا قابلا للتطبيق لإدارة النفايات النووية. فالعملية تتمتع بتعقيد منخفض، ما يجعلها خيارا عمليا وقابلا للتطوير لإعادة تدوير الوقود المستعمل. وهذا الحل لا يقتصر على تقليل حجم النفايات، بل يساهم أيضا في فتح فرص اقتصادية جديدة للمرافق وأصحاب النفايات.

ومع نحو 66 مفاعلا نوويا قيد الإنشاء و80 تصميما لمفاعلات صغيرة معيارية (SMR) قيد التطوير حول العالم، فإن WATSS يعد خيارا مستداما لإدارة النفايات النووية المتزايدة.

وبالإضافة إلى التقنية الرائدة، تقدم شركة “مولتكس” خدمات استشارية لمساعدة مالكي النفايات النووية على تقييم وتقليل المخاطر المرتبطة بتخزين الوقود المستعمل.

المصدر: interesting engineering

مقالات مشابهة

  • حزب العدل: نسير بخطى ثابتة لنشر الوعي السياسي بين الشباب
  • محافظ أسوان يهنئ الرئيس بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان ويوم الشهيد
  • كوارث بيئية لا تنسى.. الرعب المستمر لانفجار مصنع بوبال بالهند
  • الأنبار.. جدل حول تحويل السلة الغذائية إلى مجمعات سكنية
  • كيفية تحويل الأموال من الخارج إلى مصر عبر تطبيق إنستاباي؟
  • "الجنيبي" لـ"الرؤية": مصنع "أملاح الدقم" يغطي 45% من احتياجات السوق المحلية.. وخطط مستقبلية للتوسع في الصناعات التحويلية
  • هذا ما أمر به وزير الصناعة بخصوص مصنع “فنوغيل” بأدرار
  • وزير الصناعة يعاين مصنع الإسمنت بأدرار
  • السيسي: مصر ثابتة على موقفها بوقف النار في غزة وإدخال المساعدات
  • اكتشاف مذهل: تحويل النفايات إلى طاقة نظيفة لا تنضب!