سواليف:
2025-02-22@20:39:33 GMT

المرعوبون

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

#المرعوبون د. #هاشم_غرايبه

في الأخبار أن رئيسة جامعة هارفارد “كلودين غاي” أرغمت على تقديم استقالتها، بعد حملة أكاديمية شرسة عليها، على خلفية عدم منعها مظاهرة مطالبة بوقف الحرب الحالية.
وفي مقابلة مع الرئيس الأمريكي الأسبق “كارتر” يتحدث فيها عن حقائق الأحداث ويسمي الأمور بمسمياتها بلا تحفظ، فتسأله المذيعة: لماذا لا يتحدث المسؤولون الحاليون مثلك؟، فقال: لا يجرؤون على ذلك، فالسناتور الذي يقول بما يمليه عليه ضميره لن يعاد انتخابه، والمسؤول الذي يقول الحقائق سيهاجم بقسوة وستلفق له تهم فظيعة ستجبره على الاستقالة، أما مؤسسة الإعلام التي تنقل الرأي الآخر ولا تلتزم بسياسة التضليل فسوف تقطع عنها الإعلانات فتفلس.


هذه هي الإجابة على ما يستغربه كثيرون وهو أنه: لماذا لا يتحدث المسؤول الغربي بقناعاته الا بعد مغادرته منصبه، بل وينتقد السياسات الحالية لمن هم على رأس عملهم، والتي كان يطبقها ذاتها عندما كان مسؤولا!؟.
ذلك لأن القوة الظلامية المسيطرة على العالم ترعب الجميع، من أعظمهم سطوة وهو رئيس أقوى دولة في العالم، الى الأفراد العاديين، وكل يتعرض لضغط يوازي خطورة منصبه.
هذا هو النظام العالمي الراهن، الأقوى يستضعف من هو دونه، ويخضعه لتنفيذ ما يحقق مصلحته، لذلك أصبح العالم رغم التقدم والحضارة الموهومة مجرد قطيع من الأغنام، لا يملك حرية الا في تناول الطعام، ولا يتحرك إلا بحدود ما يريده الراعي، وعليه فالأمان مفقود، لأن كل فرد مرعوب ممن هو فوقه.
أذكر منذ كنت في السابعة، عندما قامت الوحدة بين سوريا ومصر عام 58، ورغم أنني لم أكن أعي الأحداث السياسية، إلا أني لاحظت اندلاع الحماس في كل بيت اردني، مطالبة بالانضمام للوحدة، لكن القمع أرعب الناس وألجم الألسنة، لدرجة أن والدي خبأ جهاز الراديو في مخزن التبن، والذي كان من الأجهزة القليلة في القرية آنذاك، فلا يفتحونه وأصحابه إلا خلسة، لأن من كان يضبط وهو يستمع لإذاعة “صوت العرب” أو أغاني الوحدة من اذاعة دمشق، يعتقل وينكل به.
وكان الناس يسدلون الستائر السميكة ليلا لإخفاء النور، لأن العسس والمخبرين المنشرين في كل مكان سيلاحظونه، وسيتنصتون على الشبابيك، ليرصدوا الاجتماعات والأحاديث التي تجري فيها.
عندما درست في بغداد بدايات السبعينيات، حزنت لحال العراقيين، لأن حالنا أرحم بكثير، فقد رأيتهم مرعوبين من المرور في مناطق معينة، ولو مروا بقربها في سيارة لا يمكنها أن تتوقف ولو انفجر إطارها، بل يحرصون على عدم النظر تجاه الجهة المرعبة، ولا حتى الى الاشارة اليها.
نحن غير العراقيين لم نكن نعرف تلك المناطق، إذ لا توجد أية لافتة أو إشارة دالة عليها، وعندما نمر بمنطقة “كرادة مريم” مثلا، كنا نستغرب خلو الشوارع من المارة وقلة السيارات، مع كثرة الأكشاك التي يجلس فيها رجل مقطب الجبين، يضع أمامه علبة سجائر مفتوحة ليوحي بانه بائع سجائر فرط، لكن القلم في جيبه يدل على أنه مخبر يسجل ما يراه مشبوهأ.
في سوريا كان الرعب أعظم، إذ أن كثافة المخبرين أكثر، ومن الممكن ان يعتقل المرء ولا يرى الشمس ثانية لمجرد تردده عن التصفيق كلما ذكر اسم الرئيس، أوعدم ترديده للهتاف بحياته.
طبعا هذه الصور ذاتها في كل الأقطار العربية بلا استثناء، والرعب حاضر على كل المستويات، كل فرد ممن هو فوقه مرتبة، من أدناهم وهو الفرد المواطن، ويزداد كلما ارتقى منصبه.
وهذا موجود أيضا عينه في الأنظمة الشمولية الأخرى، كالدول التي كانت سابقا تمثل المعسكر الشرقي، وتختلف عن الدول الغربية في أن المرعوب المستهدف هو المسؤول وصاحب القرار، سواء السياسي أو التجاري أو الإعلامي، وكلما كان تأثيره المجتمعي أكبر كلما كانت الرقابة عليه أكثر، لذلك فهو في رعب مقيم من خسارة منصبه أو تجارته، إن رفض إملاءات من فوقه، وأصر على اتباع ضميره.
الوحيدون في العالم الذين أصروا على التمرد هم أهل القطاع، فقدموا الثمن غاليا، ولذلك رأينا محور الشر الخفي قد سلط كل كلابه عليهم.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

منظمة أمريكية تكشف عن تفاصيل زيارة الفياض الى طهران

بغداد اليوم -  ترجمة

كشفت منظمة لونغ وور جورنال، اليوم الخميس (20 شباط 2025)، عن تفاصيل الاجتماع الذي عقد بين رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ومسؤولين إيرانيين في العاصمة طهران خلال الثامن عشر من الشهر الحالي، مؤكدة ان زيارة الفياض أتت لتأمين عدة ملفات مع الجانب الإيراني من بينها "تأمين منصبه". 

وقالت المنظمة بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، ان الفياض "مهدد" الان بفقدان منصبه نتيجة لجهود يقودها هادي العامري، اكرم الكعبي ونوري المالكي، موضحة "محاولات الأطراف الثلاث إزاحة الفياض من منصبه تقابل باصرار على ابقاءه في المنصب من قبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس مجلس الوزراء الأسبق حيدر العبادي". 

وتابعت "على الرغم من الدعم الذي يحظى به الفياض من السوداني والعبادي، الا انه طلب من الإيرانيين التدخل لضمان بقائه في المنصب ولحل بعض الخلافات العالقة حول مستقبل مؤسسة الحشد الشعبي والخلافات التي تجري حاليا بين بعض فصائله داخليا". 

المنظمة اكدت أيضا ان الفياض وبعد لقائه الرسمي بوزير الخارجية الإيرانية عباس عرقجي، التقى  بالممثل عن خامنئي علي اكبر احمديان، حيث طلب منه بشكل مباشر التدخل في حل المشاكل العالقة بين الفصائل العراقية داخل مؤسسة الحشد بالإضافة الى مساعدته للحفاظ على منصبه، بحسب وصفها. 

وأشارت المنظمة الى ان بعض  أسباب الخلافات الداخلية بين الحشد والتي يحاول الفياض الاستعانة بايران لحلها، تتمحور حول مستقبل مؤسسة الحشد الشعبي، حيث تنقسم الى فريقين، يرى الأول ان الفصائل والمؤسسة يجب ان تحافظ على استقلالية كبيرة عن سيطرة الحكومة العراقية، وأخرى ترى بان دمجها مع مؤسسات الدولة بشكل كامل وقطع علاقاتها الخارجية مع ايران بات ضرورة مع تصاعد حدة سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط.


مقالات مشابهة

  • برلماني عراقي يتحدث عن اجتثاث طائفي للسُنّة
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم
  • ترامب يعلن استبدال رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة
  • البحرية الأمريكية تقيل قائد حاملة الطائرات “ترومان” من منصبه
  • دراسة: كمية المياه التي تفقدها الأنهار الجليدية تعادل ما يستهلكه سكان العالم في 3 عقود
  • أمريكا تعفي قائد حاملة طائرات بعد حادث السويس
  • إعفاء قائد حاملة طائرات أمريكية من منصبه بعد الاصطدام بسفينة قرب قناة السويس
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
  • منظمة أمريكية تكشف عن تفاصيل زيارة الفياض الى طهران
  • بأمر وزاري.. إعفاء معاون مدير صحة كركوك من منصبه