سواليف:
2025-01-18@13:00:26 GMT

المرعوبون

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

#المرعوبون د. #هاشم_غرايبه

في الأخبار أن رئيسة جامعة هارفارد “كلودين غاي” أرغمت على تقديم استقالتها، بعد حملة أكاديمية شرسة عليها، على خلفية عدم منعها مظاهرة مطالبة بوقف الحرب الحالية.
وفي مقابلة مع الرئيس الأمريكي الأسبق “كارتر” يتحدث فيها عن حقائق الأحداث ويسمي الأمور بمسمياتها بلا تحفظ، فتسأله المذيعة: لماذا لا يتحدث المسؤولون الحاليون مثلك؟، فقال: لا يجرؤون على ذلك، فالسناتور الذي يقول بما يمليه عليه ضميره لن يعاد انتخابه، والمسؤول الذي يقول الحقائق سيهاجم بقسوة وستلفق له تهم فظيعة ستجبره على الاستقالة، أما مؤسسة الإعلام التي تنقل الرأي الآخر ولا تلتزم بسياسة التضليل فسوف تقطع عنها الإعلانات فتفلس.


هذه هي الإجابة على ما يستغربه كثيرون وهو أنه: لماذا لا يتحدث المسؤول الغربي بقناعاته الا بعد مغادرته منصبه، بل وينتقد السياسات الحالية لمن هم على رأس عملهم، والتي كان يطبقها ذاتها عندما كان مسؤولا!؟.
ذلك لأن القوة الظلامية المسيطرة على العالم ترعب الجميع، من أعظمهم سطوة وهو رئيس أقوى دولة في العالم، الى الأفراد العاديين، وكل يتعرض لضغط يوازي خطورة منصبه.
هذا هو النظام العالمي الراهن، الأقوى يستضعف من هو دونه، ويخضعه لتنفيذ ما يحقق مصلحته، لذلك أصبح العالم رغم التقدم والحضارة الموهومة مجرد قطيع من الأغنام، لا يملك حرية الا في تناول الطعام، ولا يتحرك إلا بحدود ما يريده الراعي، وعليه فالأمان مفقود، لأن كل فرد مرعوب ممن هو فوقه.
أذكر منذ كنت في السابعة، عندما قامت الوحدة بين سوريا ومصر عام 58، ورغم أنني لم أكن أعي الأحداث السياسية، إلا أني لاحظت اندلاع الحماس في كل بيت اردني، مطالبة بالانضمام للوحدة، لكن القمع أرعب الناس وألجم الألسنة، لدرجة أن والدي خبأ جهاز الراديو في مخزن التبن، والذي كان من الأجهزة القليلة في القرية آنذاك، فلا يفتحونه وأصحابه إلا خلسة، لأن من كان يضبط وهو يستمع لإذاعة “صوت العرب” أو أغاني الوحدة من اذاعة دمشق، يعتقل وينكل به.
وكان الناس يسدلون الستائر السميكة ليلا لإخفاء النور، لأن العسس والمخبرين المنشرين في كل مكان سيلاحظونه، وسيتنصتون على الشبابيك، ليرصدوا الاجتماعات والأحاديث التي تجري فيها.
عندما درست في بغداد بدايات السبعينيات، حزنت لحال العراقيين، لأن حالنا أرحم بكثير، فقد رأيتهم مرعوبين من المرور في مناطق معينة، ولو مروا بقربها في سيارة لا يمكنها أن تتوقف ولو انفجر إطارها، بل يحرصون على عدم النظر تجاه الجهة المرعبة، ولا حتى الى الاشارة اليها.
نحن غير العراقيين لم نكن نعرف تلك المناطق، إذ لا توجد أية لافتة أو إشارة دالة عليها، وعندما نمر بمنطقة “كرادة مريم” مثلا، كنا نستغرب خلو الشوارع من المارة وقلة السيارات، مع كثرة الأكشاك التي يجلس فيها رجل مقطب الجبين، يضع أمامه علبة سجائر مفتوحة ليوحي بانه بائع سجائر فرط، لكن القلم في جيبه يدل على أنه مخبر يسجل ما يراه مشبوهأ.
في سوريا كان الرعب أعظم، إذ أن كثافة المخبرين أكثر، ومن الممكن ان يعتقل المرء ولا يرى الشمس ثانية لمجرد تردده عن التصفيق كلما ذكر اسم الرئيس، أوعدم ترديده للهتاف بحياته.
طبعا هذه الصور ذاتها في كل الأقطار العربية بلا استثناء، والرعب حاضر على كل المستويات، كل فرد ممن هو فوقه مرتبة، من أدناهم وهو الفرد المواطن، ويزداد كلما ارتقى منصبه.
وهذا موجود أيضا عينه في الأنظمة الشمولية الأخرى، كالدول التي كانت سابقا تمثل المعسكر الشرقي، وتختلف عن الدول الغربية في أن المرعوب المستهدف هو المسؤول وصاحب القرار، سواء السياسي أو التجاري أو الإعلامي، وكلما كان تأثيره المجتمعي أكبر كلما كانت الرقابة عليه أكثر، لذلك فهو في رعب مقيم من خسارة منصبه أو تجارته، إن رفض إملاءات من فوقه، وأصر على اتباع ضميره.
الوحيدون في العالم الذين أصروا على التمرد هم أهل القطاع، فقدموا الثمن غاليا، ولذلك رأينا محور الشر الخفي قد سلط كل كلابه عليهم.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

‎أحمد العوضي يتحدث عن سر مسابقاته المستمرة

خاص

تحدث الفنان المصري أحمد العوضي عن السر الذي يدفعه لإقامة المسابقات بشكل مستمر لجمهوره، بالإضافة إلى تقديم جوائز عبارة عن مبالغ مالية كبيرة بين الحين والآخر.

وأوضح العوضي خلال أحد مقاطع البث المباشر المُصوّرة، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، أن هذا الأمر كان عهداً بينه وبين الله إذا رزقه بخير بأن يتبرع بجزء منه، قائلاً:” اللي عايز ياخدها من منطلق الدعاية براحته، واللي متضايق يعمل زيي.”

وحول هوسه بممارسة الألعاب القتالية، أضاف: “أهم حاجة في الحياة هي الرياضة وملهاش سنّ، وتقدر تبدأ في أي سنّ.. أنا بلعب كل الرياضات القتالية من إعدادي عندي هوس بيها والرياضة هي اللي هتخلّيك واقف على رجليك”.

وكشف العوضي في حديثه أنه بصدد بدء مشروع جديد يخص الرياضة وخاصة الرياضات القتالية، قائلًا: “قريّب هفتح سنتر كبير للرياضات القتالية.”

مقالات مشابهة

  • الاتحاد البلجيكي ينهي مشوار المدرب تيديسكو مع المنتخب الأول
  • ترامب يتحدث مع الرئيس الصيني بشأن تيك توك والتجارة المشتركة
  • ‎أحمد العوضي يتحدث عن سر مسابقاته المستمرة
  • بايدن يتحدث عن كواليس صفقة إيقاف إطلاق النار في غزة
  • حاصباني يتحدث عن خطأ السيد
  • مؤسسة النفط: بن قدارة قدم اعتذاراً عن منصبه.. وتكليف «مسعود» بتولي مهامه
  • لوران بلان: “عوار لاعب حاسم وهو الأحسن في منصبه”
  • رئيس وزراء بريطانيا يصل أوكرانيا للقاء زيلينسكي
  • اقتربت اللحظة التي طال انتظارها.. موعد افتتاح المتحف المصري الكبير وهذه أسعار التذاكر
  • اعلام إسرائيلي يتحدث عن توقيع وقف اطلاق النار في غزة الليلة