سرايا - تنظر محكمة العدل الدولية ابتداء من الخميس في طلب جنوب أفريقيا محاكمة إسرائيل بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. من جانبها، وافقت تل أبيب على المثول أمام هذه المحكمة من أجل إسقاط ما أسمته بالاتهامات "التافهة التي لا تملك أية قاعدة واقعية أو قانونية". وهي المرة الأولى التي تقبل فيها إسرائيل الوقوف أمام هذه المحكمة.



وهذا يعتبر في حد ذاته تطورا ملحوظا في سياسة الدولة العبرية. لكن ما هي يا ترى هذه المحكمة وكيف تعمل وما هي مكوناتها وما هو الفرق بينها وبين المحكمة الجنائية الدولية؟ فرانس 24 تعرض بعض المفاتيح لفهم طبيعة وعمل هذه الهيئة القضائية التابعة للأمم المتحدة.

ماهي محكمة العدل الدولية؟
هي هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة. تأسست بموجب ميثاق الأمم المتحدة (الفصل الرابع عشر) في 26 حزيران/ يونيو 1945 بمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية وفق موقع وزارة الخارجية الفرنسية.

يطلق عليها أيضا اسم "المحكمة العالمية". عملها يكمن في النظر في الخلافات والنزاعات بين الدول التي تعرض عليها وذلك في إطار مراعاة القانون الدولي.

لها أيضا دور استشاري في القضايا القانونية التي تطرح عليها من قبل المنظمات الأخرى التابعة للأمم المتحدة. تبلورت فكرة تأسيس محكمة دولية في القرن 19 خلال مؤتمر لاهاي للسلام الذي انعقد في العام 1899. ثم تطورت الفكرة مجددا في مؤتمر السلام الثاني الذي انعقد في نفس المدينة في 1907 ومن ثمة بعد تأسيس عصبة الأمم المتحدة في 1919 بعد نهاية الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

بدأت هذه المحكمة نشاطها للمرة الأولى في العام 1922 لكنها لم تتمكن من مزاولته بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية. الأمر الذي أدى إلى تجميدها بشكل كامل لغاية ،1946 وهو تاريخ انعقاد أول جلسة افتتاحية لها.

مهمات المحكمة؟
محكمة العدل الدولية هي الهيئة القضائية الرئيسية لمنظمة الأمم المتحدة، وتتمثل مهمتها، وفقا للقانون الدولي، في تسوية النزاعات القانونية التي تعرضها عليها الدول، وإصدار الفتاوى بشأن المسائل القانونية التي تحيلها إليها هيئات الأمم المتحدة ومؤسساتها المتخصصة المأذون لها بذلك.

أين تنشط محكمة العدل الدولية؟

يقع مقر محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية جنوب البلاد. في مبنى يطلق عليه اسم "قصر السلام". لديها موقع على شبكة الإنترنت تتوفر فيه جميع المحتويات المتعلقة بأشغالها باللغتين الرسميتين وهي الفرنسية والإنجليزية. كما تقترح أيضا بعض المحتويات، على غرار ملخصات الأحكام وآرائها الاستشارية وقرارتها باللغة العربية.

مكونات الحكمة
تتكون هيئة محكمة العدل الدولية من 15 قاضيا يتم انتخابهم من قبل الجمعية العامة ومجلس الأمن التابعين لمنظمة الأمم المتحدة لولاية مدتها 9 أعوام. فيما يعتبر جميع أعضاء "الأمم المتحدة" بحكم عضويتهم أطرافا في النظام الأساسي لهذه المحكمة. كما يجوز لأي دولة أن تنضم إلى النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية لكن بشروط تحددها الجمعية العامة لكل حالة بناء على توصية مجلس الأمن.


ويتم تنظيم انتخابات كل 3 سنوات على ثلث المقاعد بسبب انتهاء ولاية 5 قضاة خلال الأعوام الثلاثة الأولى من الولاية. ثم 5 في نهاية السنوات الست من الولاية مع إمكانية إعادة انتخابهم. فيما ينتمي كل قاض بشكل ملزم إلى بلد مختلف كونهم لا يمثلون بلدانهم، بل يتميزون بالاستقلالية التي تسمح لهم بالنظر في النزاعات بشكل حر ودون ضغوط.

تنص المادة 94 من ميثاق الأمم المتحدة على أن كل عضو من أعضاء "الأمم المتحدة" يتعهد أن يطبق حكم محكمة العدل الدولية في أية قضية يكون طرفا فيها. وفي حال امتنع أحد المتقاضين في قضية ما عن القيام بما يفرضه عليه حكم تصدره المحكمة، فالطرف الآخر له الحق أن يلجأ إلى مجلس الأمن. وبإمكان هذا الأخير تقديم توصياته أو إصدار قرار بالتدابير التي يجب اتخاذها لتنفيذ الحكم.

مراعاة التوزان الجغرافي
تسعى محكمة العدل الدولية إلى مراعاة التوزان الجغرافي في طريقة تعيين وانتخاب القضاة. لذا يحتل القضاة الأفارقة 3 مقاعد. وأمريكا اللاتينية وبحر الكاريبي مقعدين. فيما تكون 3 مقاعد أخرى من نصيب منطقة آسيا و5 مقاعد لقضاة من الدول الغربية و2 لقضاة من أوروبا الشرقية مع العلم أن لكل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا) قاض لها في هذه الهيئة.

كيف ترفع دعوى لدى المحكمة؟
في حالة رفع دعوى أمام المحكمة بعريضة مقدمة وفقا للفقرة 1 من المادة 40 من القانون الأساسي لمجلس الأمن، فيجب أن توضح العريضة الطرف الذي يرفع الدعوى والدولة المدعى عليها وموضوع المنازعة.


كما ينبغي أن توضح العريضة قدر المستطاع الأسباب القانونية التي يبنى عليها المدعي قوله باختصاص المحكمة فضلا عن تعيين الطابع المحدد للادعاء. وهذا ما ستسعى القيام به جنوب أفريقيا التي رفعت دعوى ضد إسرائيل.

الحصانة الدبلوماسية
قبل أن يتولى أي عضو من أعضاء المحكمة مهامه، يجب عليه أن يدلي بتعهد رسمي أمام محكمة معلنة بأنه سيمارس مهامه وسلطته بنزاهة وضمير ودون أي تحيز لأي جهة كانت. فيما يتمتع أعضاء المحكمة بامتيازات وحصانة دبلوماسية تسمح لهم بالقيام بعملهم دون ضغوط أو خوف. كما لا يحق لأي موظف الانخراط في مهنة أخرى أو ممارسة وظيفة سياسية أو إدارية. عليهم أيضا ألا ينحازوا إلى طرف من طرفي النزاع.

ما هو الفرق بين محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية؟
الأولى تتعامل مع النزاعات والحروب بين الدول أما الثانية فهي تنظر في التهم الموجهة للأفراد.
إقرأ أيضاً : ما هي محكمة العدل الدولية وما أهميتها؟إقرأ أيضاً : عشرات الشهداء والجرحى بالمجازر الصهيونية المتواصلة على غزةإقرأ أيضاً : متحدث الخارجية الأمريكية: الحوثيون لم يلتزموا تحذيراتنا


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: سياسة الدولة الثاني المدينة مدينة ملخصات مجلس مجلس مجلس المدينة مدينة مجلس سياسة الدولة غزة ملخصات الفصل الثاني محکمة العدل الدولیة القانونیة التی الأمم المتحدة هذه المحکمة

إقرأ أيضاً:

هولندا توبخ سفير إسرائيل بسبب تجسس الموساد على المحكمة الجنائية الدولية

يونيو 27, 2024آخر تحديث: يونيو 27, 2024

المستقلة/ متابعة/- استدعت هولندا سفير إسرائيل لديها، مودي إفرايم، يوم الأربعاء 26 يونيو/حزيران 2024، لتوبيخه على خلفية تحقيق صحفي أكد تورط جهاز الموساد الإسرائيلي في التجسس على مسؤولين كبار بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: “تم استدعاء سفير إسرائيل لدى هولندا في وزارة الخارجية الهولندية لتوبيخه”، مشيرة إلى أن السبب هو “تحقيق صحفي جاء فيه أن إسرائيل تقوم بالتجسس وتهديد كبار المسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي”.

وكانت صحيفة “غارديان” البريطانية قد نشرت في 28 مايو/أيار الماضي تحقيقاً أكدت فيه أن الموساد تجسس على المدعية الجنائية الدولية السابقة فاتو بنسودا وهددها لدفعها للعمل لصالح إسرائيل. كما شمل التجسس المدعي العام الحالي للمحكمة كريم خان وعشرات الأشخاص المرتبطين بإجراءات ضد إسرائيل في المحكمة، من ضمنهم محامون ودبلوماسيون وناشطون فلسطينيون.

وفي فبراير/شباط 2021، أصدرت الدائرة التمهيدية بالمحكمة الجنائية الدولية قراراً يؤكد أن المحكمة لها اختصاص على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي الشهر التالي أعلنت بنسودا عن فتح تحقيق جنائي في ارتكاب إسرائيل “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية”. وبعد 3 أشهر من هذا الإعلان، أنهت بنسودا ولايتها البالغة 9 سنوات في المحكمة الجنائية الدولية وتركت التحقيق لخليفتها كريم خان.

وفي 20 مايو/أيار الماضي، أعلن كريم خان أنه طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه و3 من قيادات حركة حماس بتهم ارتكاب “جرائم حرب” في غزة.

وتأتي هذه التطورات في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خلفت نحو 124 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

مرتبط

مقالات مشابهة

  • هولندا توبخ سفير إسرائيل بسبب تجسس الموساد على المحكمة الجنائية الدولية
  • وفد تركي يعتزم تقديم ملف جديد بشأن جرائم إسرائيل في غزة
  • ملف جديد يواجه الاحتلال في الجنائية الدولية بشأن جرائمه بقطاع غزة
  • وفد تركي يعتزم تقديم ملف جديد إلى الأمم المتحدة والجنائية الدولية بشأن "جرائم حرب" إسرائيلية في غزة
  • هولندا تستدعي سفير إسرائيل بسبب تهم تجسس على الجنائية الدولية
  • الكرملين: لا نعترف بأوامر اعتقال "الجنائية الدولية" بحق مسئولينا
  • اجتماع طارئ في اسرائيل.. اعتقال نتنياهو وغالانت
  • إعلام عبري: نتنياهو يجري مباحثات مكثفة خوفا من صدور أوامر اعتقال ضده
  • المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق مسؤولين روسيين كبيرين
  • المحكمة العليا في إسرائيل تقضي بتجنيد طلاب المدارس المتشددة بالجيش