موقع النيلين:
2025-01-31@00:17:15 GMT

مندبة جديدة فى باب المندب!

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT


ضربات جوية وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا، ودول حليفة، مساء أمس الأول الخميس، ضد أهداف فى اليمن، يستخدمها الحوثيون «فى تعريض الملاحة للخطر»، حسب الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى قال، فى بيان أصدره البيت الأبيض، أمس الجمعة، إن «الضربات الدقيقة» رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة وشركاءها لن يقفوا مكتوفى الأيدى أمام تعريض حرية الملاحة للخطر، وشدّد على أنه لن يتردد فى إعطاء توجيهات لاتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية الأفراد والتدفق الحر للتجارة.

الضربات الجوية هى الأولى، التى تشنها الولايات المتحدة على الأراضى اليمنية، منذ الغارات التسع التى نفذتها بين ٢٣ سبتمبر و١٣ ديسمبر ٢٠١٦. وقيل إنها تهدف إلى إضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن التجارية فى البحر الأحمر، غير أن الجماعة، أكدت بلسان محمد عبدالسلام، متحدثها الرسمى، أنها لن تتراجع عن قرارها بضرب السفن الإسرائيلية، أو تلك المتجهة إلى موانئ إسرائيلية، دعمًا للفلسطينيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن الحوثيين كانوا قد استولوا على أسلحة الجيش اليمنى عندما سيطروا على العاصمة صنعاء ومناطق محيطة بها. ويؤكد مسئولون عسكريون فى صفوفهم أنهم استطاعوا تصنيع صواريخ ومدرعات ومسيّرات.
للدخول أو الخروج من البحر الأحمر، تمر السفن من مضيق «باب المندب»، الذى يبلغ عرضه حوالى ٣٢ كم، وتقع إريتريا وجيبوتى على جانبه الإفريقى، واليمن، التى يسيطر عليها الحوثيون، على الجانب الآسيوى، أو شبه الجزيرة العربية. ومنذ ١٩ نوفمبر الماضى، شن الحوثيون ٢٧ عملية استهداف لسفن تجارية مرتبطة بإسرائيل، أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب، عند الطرف الجنوبى للبحر الأحمر. والثلاثاء الماضى، أسقطت القوات الأمريكية والبريطانية، أكثر من ٢٠ مسيّرة وصاروخًا. وتعليقًا على هجوم شنه الحوثيون، الخميس، قالت القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم» إنه الهجوم الـ٢٧ الذى تنفذه الجماعة. وتصادف أن تقوم إيران فى اليوم نفسه، بالاستيلاء على ناقلة نفط، كانت فى طريقها إلى تركيا، ردًا على قيام الولايات المتحدة بمصادرة ناقلة كانت تحمل نفطًا إيرانيًا فى السنة الماضية.

المهم، هو أن الولايات المتحدة وبريطانيا وثمانى دول حليفة، قالت إن الضربات التى استهدفت مواقع على صلة بالحوثيين فى اليمن، تهدف إلى «خفض التصعيد» فى المنطقة، وإعادة الاستقرار إلى البحر الأحمر، وشدّدت على أنها «لن تتردد فى الدفاع عن الأرواح وضمان حرية حركة التجارة فى أحد الممرات المائية الأكثر أهمية فى العالم فى مواجهة التهديدات المتواصلة». فى المقابل، قالت الخارجية الروسية إن ضربات الخميس «مثال آخر على مخالفة الأمريكيين والبريطانيين قرارات مجلس الأمن»، وأظهرت «تجاهلًا تامًا للقانون الدولى» و«تؤدى إلى تصعيد الموقف فى المنطقة».

دعت الصين، أيضًا، إلى منع اتساع رقعة النزاع فى الشرق الأوسط، وقالت ماو نينج، المتحدثة باسم الخارجية الصينية، إن بلادها «تشعر بالقلق من تصعيد التوتر فى البحر الأحمر، وتحض الأطراف المعنية على التهدئة وممارسة ضبط النفس لمنع اتساع رقعة النزاع». وبين الجانبين، أعربت السعودية، جارة اليمن، عن قلقها البالغ إزاء العمليات العسكرية فى البحر الأحمر والغارات الجوية التى تعرضت لها مواقع فى اليمن. ودعت الخارجية السعودية، فى بيان، إلى «ضبط النفس وتجنُّب التصعيد فى ظل ما تشهده المنطقة من أحداث»، وأكدت أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر»، مشددة على «أهمية حرية الملاحة فى البحر الأحمر» بوصفها «مطلبًا دوليًا لمساسها بمصالح العالم أجمع».

.. وتبقى الإشارة إلى أن «المندبة»، بفتح الميم وتسكين النون وفتح الدال، جذرها ندب وجذعها مندب، وهى المناحة، البكاء، أو النواح على الميت. وتقول الأسطورة إن ضخامة عدد ضحايا الهزة الأرضية، التى فصلت قارتى آسيا وإفريقيا، هى سبب إطلاق اسم «باب المندب» على ذلك المضيق، الذى يفصل القارتين، ويصل البحر الأحمر بالمحيط الهندى. ويقال، أيضًا، إن العرب كانوا إذا غزوا مناطق إفريقية، ينقلون سباياهم إلى الجزيرة العربية عبر هذا المضيق، فكانت أمهات السبايا يبكين ويندبن على فقد أولادهن هناك!

ماجد حبته – الدستور المصرية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فى البحر الأحمر باب المندب

إقرأ أيضاً:

لبنان: قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرق الهدنة.. إصابة 36 في غارات على الجنوب

تواصل إسرائيل خرق التهدئة بتنفيذ عدد من الهجمات فى جنوب لبنان، الذى يشهد حالة من الاستنفار المستمر على المناطق الحدودية، إذ أصيب 5 مواطنين بجروح نتيجة اعتداء بمسيرة إسرائيلية فى بلدة مجدل، وفقاً لمركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة. وكشفت وزارة الصحة اللبنانية أن 36 جريحاً استهدفتهم الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات يارون والنبطية الفوقا وزوطر، خلال الساعات الماضية، فيما شنّت قوات الاحتلال غارتين للطيران الحربى على جنوب لبنان على منطقة النبطية الفوقا.

من جانبها، أصدرت قيادة الجيش اللبنانى، بياناً أوضحت فيه أن وحدات من الجيش ستعمل على تفجير ذخائر غير منفجرة فى جرد رأس بعلبك وحقل القليعة فى مرجعيون، ضمن جهود الجيش فى تأمين الحدود والمناطق المتضرّرة من الألغام والذخائر غير المنفجرة، التى تهدّد سلامة المدنيين.

وفى سياق متصل، أصدرت مجموعة من الأحزاب والمجموعات التغييرية، بياناً أكدت فيه ضرورة احترام المهلة الجديدة المقرّرة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، حتى 18 فبراير، وأدان البيان الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين اللبنانيين، مشدّداً على أهمية دور الجيش اللبنانى فى الحفاظ على الوحدة الوطنية. كما أكد البيان أن لبنان يمر بمرحلة مفصلية تتطلب بناء دولة ذات سيادة، وضرورة تشكيل حكومة إصلاحية بعيداً عن المحاصصة الطائفية، واعتبر الموقّعون على البيان أن الحكومة الجديدة يجب أن تُركز على استعادة السيادة والاستقرار، وتحقيق الإصلاحات المطلوبة، كما شدّدوا على أهمية تنفيذ القرارات الدولية، خاصة القرار 1701، الذى يطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلى من الأراضى اللبنانية. ودعوا إلى ورشة شاملة لإعادة إعمار المناطق المتضرّرة فور تشكيل الحكومة.

فى المقابل، قال اللواء أورى غوردين، قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلية فى تصريحاته لصحيفة «يسرائيل هيوم»، إن «المنطقة الشمالية تغيّرت بشكل كبير»، مضيفاً: «لقد كنا ملتزمين بهذا الهدف، وسعيدون لأننا تمكنا من تحقيق المهمة»، وفيما يتعلق بعودة سكان الشمال إلى منازلهم، قال: «يجب أن يحدث ذلك، هناك الكثير من الأمور التى يجب ترتيبها فى المنطقة».

يُذكر أن مهلة الـ60 يوماً لانسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى من القرى والبلدات الحدودية جنوب لبنان انتهت الأحد الماضى، فى إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذى جرى التوصل إليه، 27 نوفمبر الماضى، لكن البيت الأبيض أعلن تمديد هذا الاتفاق حتى 18 فبراير المقبل.

من جهة أخرى، وجّه رئيس اتحاد بلديات الدريب الأعلى، رئيس بلدية القبيات عبدو مخول، ومخاتير بلدة القبيات وأفراد عائلة جورج عبدالله، نداءً إلى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام، أعربوا من خلاله عن ارتياحهم الشديد لقرار القضاء الفرنسى بالإفراج عن «جورج»، مؤكدين أن بيان وزارة العدل الأمريكية الذى اعترض على القرار وادّعى أن الإفراج عنه يعرّض استقرار المنطقة للخطر هو «مجافٍ للحقيقة جملة وتفصيلاً». وأكدوا فى ندائهم أن عائلة جورج عبدالله لا علاقة لها بالإرهاب، وأنهم يتطلعون لعودته إلى بلدته فى القبيات فى أقرب وقت، مطالبين «عون وسلام» ببذل أقصى جهد للرد على البيان الأمريكى، وفقاً للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانى. وكان جورج عبدالله قضى أكثر من 40 عاماً فى سجن بمنطقة جبال «البيرينيه»، على خلفية اتهامات بأعمال العنف وُجهت إليه.

وأممياً اعتمد مجلس الأمن الدولى، بالإجماع، بياناً رئاسياً يُؤسس لانطلاق المراجعة الخماسية، لنظام الأمم المتحدة لبناء السلام، وتهدف هذه المراجعة، التى جاءت بمبادرة من الجزائر التى تترأس مجلس الأمن لشهر يناير الحالى، وتتزامن مع الذكرى العشرين لإنشاء هذا النظام، إلى تقييم فاعليته وتحديد التوجّهات المستقبلية للأمم المتحدة فى مجال الوقاية من النزاعات، إذ أشار المجلس بموجب هذا البيان الرئاسى، إلى أن مراجعة نظام بناء السلام ستكون الرابعة من نوعها، مشيداً بالتقدّم المحرز منذ إطلاق هذا النظام، لا سيما عبر الإصلاحات التى باشرتها منظمة الأمم المتحدة، وفقاً لـ«القاهرة الإخبارية».

وأكد مجلس الأمن أهمية الشراكات مع الاتحاد الأفريقى، مُعرباً عن دعمه للمفاوضات بين الحكومات التى ستُعقد فى إطار هذه المراجعة، مشدّداً على الأهمية القصوى للمراجعة المقبلة لهذا النظام، الذى يُمثل فرصة فريدة لتقييم مسار عقدين من العمل ورسم مسار جديد للأمم المتحدة، لتعزيز جهود الوقاية من النزاعات وتعزيز السلام فى عالم متغير باستمرار.

مقالات مشابهة

  • لبنان: قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرق الهدنة.. إصابة 36 في غارات على الجنوب
  • عسكريون أمريكيون: الحوثيون أول من أطلق صاروخًا باليستيًا مضادًا للسفن
  • “لويدز لست”: “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • الحوثيون في مواجهة مسلحة قادمة تهدد بإقتلاعهم ومعهد أمريكي يناقش تداعيات انسحاب السعودية من حرب اليمن
  • صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • “الانتقام لأمريكا وإسرائيل” عنوانًا للتحشيد الإقليمي ضد اليمن: مرارة الهزيمة تفضحُ أهدافَ واشنطن
  • اندلاع حريق في سفينة قبالة اليمن
  • الحوثيون يشنون حملة اختطافات جديدة في شرق اليمن والأطفال يتصدرون الضحايا
  • سفن تجارية تبدأ باختبار العودة إلى البحر الأحمر
  • مدير شرطة البحر الأحمر يشيد بجهود الإدارات الفرعية للإدارات العامة والمتخصصة والوحدات الشرطية بالولاية