أربع وصفات لاستعادة العافية الوطنية
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الأردن عن أربع وصفات لاستعادة العافية الوطنية، صراحة نيوز 8211; حسين الرواشدة كيف يمكن للأردنيين أن يستردوا عافيتهم الوطنية ؟ لدي أربع وصفات سريعة ،تصلح ان تكون عناوين .،بحسب ما نشر صراحة نيوز، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات أربع وصفات لاستعادة العافية الوطنية، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
صراحة نيوز – حسين الرواشدة كيف يمكن للأردنيين أن يستردوا عافيتهم الوطنية ؟ لدي أربع وصفات سريعة ،تصلح ان تكون عناوين أساسية لضمان انتقال بلدنا من الوضع القائم ،بما فيه من أزمات وتراكمات ومخاوف ،إلى وضع قادم أفضل ، تشكل فيه عملية التحديث ، بمساراتها الثلاثة، رافعة لبناء واقع جديد ومختلف أيضا ، مع ملاحظة أن هذه الوصفات ستفقد قيمتها ،إذا لم نأخذها ” رزمة” متكاملة ،بلا انتقائية ،وبدون استفراد. الوصفة الأولى : ترسيم المسارات وخطوط النفوذ والصلاحيات ، أقصد -بالطبع- الفصل بين السلطات والإدارات ،لكن بشكل عملي ومدروس ،و بما يتناسب مع الحالة الأردنية ،بدون مبالغه في التوقعات ،هنالك مسارات سياسية وأمنية، ودينية واجتماعية واقتصادية ، تتحرك عليها عجلات الدولة ،وهي تشبه إلى حد بعيد مسارات النقل أو الطيران، وتحتاج إلى وضع خطوط وإشارات لكي يعرف كل مسار حدوده وصلاحياته، ويلتزم بها ، هذا موجود بالدستور وبالقوانين ، لكنه يحتاج إلى ترسيم عملي، أو توافق وطني، ينهي حالة الاشتباك والتزاحم ،ويعيد لكل مسار نفوذه الطبيعي وصلاحياته، وحدود حركته. الوصفة الثانية: تنظيم حدود التداخلات( التدخلات أيضا) ، أقصد ان بين المسارات بعض التدخلات أحيانا ، هذه تحتاج إلى عملية ضبط ،بحيث تظل ضمن الاضطرارات فقط ، كمثال ثمة تداخل بين السياسي والأمني ،والسياسي والديني، والسياسي والاقتصادي ، مما يستوجب فتح قنوات التنسيق والتكامل ،بموجب تبادل المعلومات ، و إدارة الاختلافات ، لا فرض الأوامر والوصايات ، أو سوء التوظيف والاستخدامات. الوصفة الثالثة: تفعيل المحاسبة على المسؤولية ، أقصد الحوكمة العادلة التي تتضمن وجود منظمومة واضحة للنزاهة والشفافية والمساءلة، تخرج من إطار التنظير ، إلى إطار الممارسة الحقيقية التي تقنع الأردنيين بأنه لا يوجد احد فوق المساءلة ، وأن الجميع أمام القانون سواء ، هذه لا تتعلق ،فقط ، بقضايا الفساد والتجاوزات الإدارية وغيرها مما تجرمه القوانين ، و إنما بأي قضايا تتعلق بالتقصير في أداء المسؤولية ، أو الإخلال بواجبات الوظيفة العامة، أو ضعف الأداء السياسي ، بما يتسبب عنه من اضرار بمصلحة الدولة. الوصفة الرابعة: خروج نخب المجتمع من حالة الصمت والانفلات ، أقصد أن إصلاح إدارات الدولة يجب أن يتزامن مع اصلاح نخب المجتمع التي تشكل “الرأس”لقيادة الجماهير ، وإصلاح النخب يشكل رافعة لإخراج المجتمع من اليأس والإحباط ،والشك واللطم، أو (اللاعقلانية ) في الطرح والتصور والسلوك ، إذن واجب النخب “عقلنة” المجتمع ، ولا تستطيع ذلك إلا إذا تجاوزت حالة الصمت واللا مبالاة ، ثم حالة الانفلات والإرتباك والفوضى . إذا تحققت هذه الوصفات ، يمكن أن نتحدث عن مضامين التحول الذي نريده ، ابتداء من العدالة إلى الحريات العامة ،إلى الانتعاش الاقتصادي ،إلى الوئام الوطني، إلى المناخات السياسية المشجعة على الانخراط والمشاركة بالعمل العام ،وصولا إلى مواجهة الأزمات والتحديات الخارجية ، لكن يبقى السؤال الاهم : هل تتوفر لدينا، إدارات الدولة ونخب المجتمع معا ، الرغبة والإرادة للسير في هذا الاتجاه ؟ اترك الإجابة للقراء الأعزاء.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
تفكك داخل الدولة.. القاعدة الأساسية المؤيدة للنظام الإيرانى فى حالة قلق وتمرد ضد خامنئى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد أن كان النظام الديني الإيراني مدعومًا بحماسة ثورية واسعة النطاق، يجد نفسه الآن معزولًا مُجرّدًا من دعم كل طبقة اجتماعية تقريبًا كان يزعم تمثيلها. ووفقًا للمحللين السياسيين سعيد جولكار وكسرى عربي، فإن حتى أكثر داعمي النظام ولاءً - ما يُسمى بـ"القاعدة الصلبة" - بدأوا يُشككون في ولائهم للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والحرس الثوري الإسلامي. بالنسبة للجمهورية الإسلامية، قد تُشكّل "هذه الخيانة" من الداخل تهديدًا وجوديًا يُضاهي انهيار نظام بشار الأسد في سوريا.
انطلقت الثورة الإسلامية الإيرانية عام ١٩٧٩ بدعم واسع النطاق، لكن أربعة عقود من القمع وسوء الإدارة الاقتصادية والفساد أدت إلى تآكل هذا الأساس بشكل مطرد. خلال العقد الأول، طُهّرت قطاعات من المجتمع الحديث والعلماني باسم النقاء الإسلامي. وبحلول العقد الثاني، انفصلت الطبقة الوسطى الإيرانية الشابة والعلمانية بشكل متزايد عن النظام بعد سنوات من القمع السياسي والتلاعب بالانتخابات، وبلغت ذروتها باحتجاجات جماهيرية بعد الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٠٩.
بحلول عام ٢٠١٧، بدأت حتى قاعدة الدعم التقليدية لإيران - الطبقة العاملة وفقراء الريف - بالتمرد. اندلعت الاحتجاجات في معاقل النظام مثل قم ومشهد، حيث طالب المتظاهرون بالحقوق الاقتصادية الأساسية. كان رد الحكومة العنيف، وخاصة في عام ٢٠١٩ عندما قُتل ١٥٠٠ متظاهر في غضون أسابيع، بمثابة نقطة اللاعودة: فقد انقلب المظلومون على النظام. منذ تلك اللحظة، اعتمد بقاء الجمهورية الإسلامية بشكل شبه حصري على جماعة دعم ضيقة الأفق متطرفة - القاعدة الصلبة، أو "هاستيه ساخت" - لم يتجاوز عدد أفرادها ٨ ملايين نسمة، أي حوالي ١٠٪ من السكان. جُنّد هؤلاء الجنود المشاة للنظام في ميليشيات الحرس الثوري الإسلامي والباسيج، وفرضوا قوانين الحجاب، وانضموا إلى المسيرات الدعائية، وقمعوا المعارضة بعنف. لم يكن التزامهم قائمًا على المنافع المادية، بل على إيمانهم المشترك بالسياسات الإسلامية المتشددة وسردية العدالة الأيديولوجية.
خيبة أمل متزايدة
كانت وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، المتشدد المدعوم من هذه القاعدة، صدمة. وتبددت الآمال في أن يخلفه زميله المتشدد سعيد جليلي عندما دعم خامنئي وبدلاً من ذلك فاز مسعود بزشكيان، الإصلاحي، فيما اعتبره الكثيرون تحولاً استراتيجياً قبل عودة كانت محتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
اعتبرت القاعدة الصلبة هذا خيانةً أيديولوجية. حتى أن شائعاتٍ انتشرت بأن وفاة رئيسي في حادث تحطم مروحية كانت مؤامرةً داخليةً، مُصممةً لتمهيد الطريق لهذا التحول السياسي.
والأسوأ من ذلك، أن خامنئي سمح لبزشكيان بتعيين جواد ظريف - الشخصية التي طالما شيطنتها دعاية النظام نفسه - نائبًا للرئيس. كان ظريف قد وُصف بالجاسوس الأمريكي والخائن من قِبل النظام نفسه الذي أعاد احتضانه. أحدثت هذه الخطوة صدمةً في القاعدة الصلبة، مما أثار اتهاماتٍ بالفساد على أعلى مستويات الجمهورية الإسلامية. ثم جاءت ضربةً أخرى تمثلت فى قرار النظام بتأجيل تطبيق قوانين جديدة لضبط الأخلاق، وهو رمزٌ أيديولوجيٌّ جوهري. فسّر المتشددون هذا القرار على أنه تخلٍّ إضافي عن المبادئ الإسلامية.
الهزائم الخارجية
تفاقم غضب القاعدة الصلبة بفعل الهزائم المُذلة في الخارج. فقد حطمت ضربات إسرائيل الناجحة ضد شخصيات من حزب الله والحرس الثوري الإيراني أسطورة "محور المقاومة" الإيراني. على الرغم من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة غير المسبوقة التي شنها الحرس الثوري الإيراني، إلا أن عدم فعاليتها كشف عن زيف تباهي الجيش الإيراني. اتهم المتشددون المُحبطون قيادة النظام بالجبن، بل والخيانة.
جاءت الخيانة العظمى في سوريا. لسنوات، قيل للقاعدة الصلبة إن الدفاع عن بشار الأسد يعني الدفاع عن المذهب الشيعي والمراقد المقدسة. تطوع الكثيرون وقاتلوا وماتوا من أجل هذه القضية. ولكن عندما انهار نظام الأسد، وقف خامنئي مكتوف الأيدي. بالنسبة للقاعدة الصلبة، كان ذلك خيانة لتضحياتهم وللمبررات الأيديولوجية لتدخلات إيران الخارجية الباهظة.
ترامب ومعضلة سليمانى
لعل أكبر غضب كان انفتاح النظام مؤخرًا على إعادة التعامل مع الولايات المتحدة، لا سيما في عهد ترامب، الذي أمر باغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني عام ٢٠٢٠. لسنوات، تعهد خامنئي والحرس الثوري الإيراني بالانتقام. وأثارت إمكانية التفاوض مع قاتل سليماني موجة من الغضب في أوساط القاعدة الصلبة. يُهدد هذا الغضب الآن بتفكيك آخر خط دفاع يحمي الجمهورية الإسلامية من الانهيار. وكما يُشير جولكار وعربي، فإن هذه المجموعة الصغيرة، وإن كانت مُتحمسة، هي التي تُشكل "الجهاز القمعي" المُستخدم ضد الاحتجاجات المُناهضة للنظام. وبدون ولائهم الأصيل، تُصبح قبضة خامنئي على السلطة مُزعزعة للغاية.
عملية موازنة يائسة
في مواجهة هذه الثورة الداخلية، حاول النظام احتواء الأضرار. وقد أعقب استقالة ظريف - التي يُحتمل أنها كانت مُجبرة - إعلان خامنئي رفضه المُعلن للمفاوضات مع ترامب، مُخالفًا بذلك الإشارات السابقة. ومن الواضح أن هذه اللفتات صُممت لتهدئة القاعدة الشعبية المُتشددة. لكن الخبراء يُحذرون من أن هذا لن يكون كافيًا. ولاستعادة ولاء القاعدة الشعبية حقًا، من المُرجح أن يُكثف خامنئي فرض أيديولوجيته في الداخل، وخاصةً ضبط الأخلاق. ومع ذلك، قد يُشعل هذا اضطرابات جماهيرية واسعة النطاق بين السكان، مُعيدًا إشعال حركات الاحتجاج التي شهدتها أعوام ٢٠١٧ و٢٠١٩ و٢٠٢٢. هنا تكمن مفارقة النظام: إما تعزيز سياساته المتشددة والمخاطرة بانتفاضة شعبية، أو تخفيفها والمخاطرة بفقدان آخر المدافعين عنه.
تشابه محتمل
أصبح سقوط نظام الأسد رمزًا وتحذيرًا في آنٍ واحد. بالنسبة للكثيرين في القاعدة الشعبية، يُمثل سقوطه ما يحدث عندما تتخلى القوات الموالية عن نظام استبدادي فاشل. يواجه خامنئي الآن مصيرًا مُخيفًا مماثلًا. فمع انهيار معنويات قاعدته الشعبية وخيانتها، أصبحت قدرته على قمع الاضطرابات المستقبلية أكثر هشاشة من أي وقت مضى.كما خلص جولكار وعربي، دخل النظام مرحلةً خطيرة. إن تآكل القاعدة الشعبية ليس مجرد صدع، بل هو انهيارٌ جذريٌّ في طور التكوين. قد يُحسم في الأشهر المقبلة ما إذا كانت القيادة الإيرانية قادرة على إعادة بناء الثقة، أو ما إذا كانت الجمهورية الإسلامية ستتبع النموذج السوري للانحدار.