كأس الأمم الأفريقية 2024: انطلاق العرس القاري بساحل العاج وسط تطلعات كبيرة وتساؤلات متنوعة
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
إعداد: علاوة مزياني إعلان اقرأ المزيد
"أكوابا"! ترحب ساحل العالج السبت بمنتخبات وجماهير القارة الأفريقية في العرس الكروي القاري بنسخته الرابعة والثلاثين وسط تطلعات كبيرة، سواء رياضيا أو سياسيا واقتصاديا.
يستضيف بلد النجم الدولي السابق والرمز ديديه دروغبا العرس الكروي القاري للمرة الثانية بعد عام 1984، ساعيا لتأكيد خروجه من دوامة الانقسامات والخلافات التي قادته سابقا إلى حرب أهلية هددت وجوده واستقراره، معلنا عزمه على الفوز بنجمة ثالثة بعد تتويجه عامي 1992 بالسنغال و2015 بغينيا الاستوائية.
ترحب ساحل العاج بالقارة الأفريقية على وقع كلمة "أكوابا"، التي تعني في اللغة المحلية "مرحبا"، وعينها على رفع التحدي الواقع على عاتقها، لوجستيا ورياضيا، إذ أن البطولة لم تعد تُلعب بثمانية منتخبات كما كان الحال في 1984 ولكن بمشاركة 24 بلدا موزعين على ست مجموعات يتبارزون على الكأس في خمس مدن (هي أبيدجان، ياموسوكرو، بواكي، سان بيدرو وكوروغو) وستة ملاعب بينها اثنان في العاصمة الاقتصادية أبيدجان هما ملعبا الحسن واتارا (نسبة للرئيس الحالي) وفليكس هوفويت-بوانيه (الرئيس الأول للبلاد، منذ استقلالها عن فرنسا في 1960 لغاية وفاته في 1993).
مسألة الأمن أحد التحديات الكبرىبدا الطريق طويلا وشاقا منذ أن غمرت عاصفة قوية عشب ملعب إبيمبي في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، ما تسبب بإيقاف مباراة ودية بين "الأفيال" ومالي، ليثير المشهد الكارثي استياء الإيفواريين أنفسهم ومخاوف الأفارقة من تعثر الاستعدادات للحدث القاري البارز. لكن السلطات ردت بالقول إن "الأمر تحت السيطرة"، مشيرة لأمطار استثنائية لم تكن متوقعة.
اقرأ أيضاكأس الأمم الأفريقية: المغرب، الجزائر، تونس، مصر.. البحث عن لقب جديد
وفيما تشكل مسألة الأمن أحد التحديات الكبرى للبلد المضيف المتاخم لمالي وبوركينا فاسو، وهما بلدان مجاوران يواجهان حركة جهادية مهددة لكل منطقة جنوب الصحراء، أثارت مصادر متخصصة مسألة أمن الجماهير، علما أن المنظمين يتوقعون توافد ما يصل إلى 1.5 مليون زائر إلى ساحل العاج أبرزهم من جيرانها كبوركينا فاسو وغينيا ومالي وغانا.
وقالت السلطات إنها ستفتح الملاعب في وقت "مبكرا جدا" وإنها "ستُنظم الجماهير في طوابير حتى يتمكنوا من الدخول بهدوء" و"سنطلب من الناس الحضور مبكرا"، مؤكدة أنها ستنشر نحو 17 ألف عنصر من الجيش والأمن بالإضافة إلى 2500 مراقب لتأمين المسابقة.
أما بالنسبة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، فسيكون التحدي الأكبر في حسن سير المباريات ومدى قدرة الحكام على تطبيق قواعد اللعبة بإنصاف وكفاءة، فعشاق كرة القدم عبر العالم يتذكرون أن في نسخة 2022 بالكاميرون أعلن الحكم الزامبي جاني سيكازوي نهاية المباراة بين تونس ومالي قبل أوانها، ما أثار سخرية الجماهير وغضب التونسيين.
مواجهة بين "الأفيال" وغينيا بيساو في افتتاح البطولةفي أبيدجان ستكون الانطلاقة الرسمية، تبدأ بحفل افتتاح عند السابعة مساء (السادسة توقيت غرينتش) وتليها المواجهة بين "الأفيال" وغينيا بيساو على ملعب الحسن واتارا في إبيمبي، شمال غرب أبيدجان، عند الساعة التاسعة مساء (الثامنة توقيت غرينتش)، وذلك في أول لقاء بين منتخبي غرب إفريقيا في كأس الأمم.
ويدير المباراة الحكم المصري أمين محمد عمر البالغ من العمر 39 عاما، يرافقه مواطنوه محمود أحمد كامل وأحمد حسام طه - ومحمود البانا حكما لتقنية الفيديو.
اقرأ أيضاكأس الأمم الأفريقية... من السودان بدأت الرحلة
تحت أنظار ديديه دروغبا ويايا توري، سيسعى زملاء سيرج أورييه وسيباستيان هالر وفرانك كيسي لتحقيق الفوز وتسجيل بداية موفقة أمام 60 ألف مشجع، كما فعل مواطنوهم قبل أربعين عاما عندما اكتسحوا توغو 3-0.
بالنسبة إلى "الأفيال"، تنطلق رحلة البحث عن اللقب الثالث، وهي في الوقت ذاته مهمة لرد الاعتبار بعد أن خرجوا في النسخة السابقة بالكاميرون من ثمن النهائي بركلات الترجيح، وخسروا في نسخة 2019 بمصر في ربع النهائي عل يد الجزائر بركلات الترجيح أيضا، فيما غادروا في 2017 بالغابون من الدور الأول.
ويمنح عامل الأرض والجمهور الأفضلية للمنتخب البرتقالي أمام منافس لم يسبق له أن فاز بأي مباراة خلال مشاركاته الثلاث في البطولة القارية، رغم أن غينيا بيساو سيحاول تحقيق المفاجأة.
علاوة مزياني
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل كأس الأمم الأفريقية 2024 اليمن ريبورتاج للمزيد ساحل العاج كأس الأمم الأفريقية 2024 كرة القدم الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة للمزيد حماس الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: قلق إزاء تدهور الأمن الغذائي في السودان بعد الإعلان عن تفشي المجاعة في خمس مناطق
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن القلق إزاء تدهور حالة الأمن الغذائي بسرعة في السودان، حيث يستمر تدهور القدرة على الوصول إلى الغذاء والتغذية لملايين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد وفقا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وأعلن تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن تفشي المجاعة في خمس مناطق على الأقل في السودان، متوقعا أن تواجه خمس مناطق إضافية المجاعة بين كانون الأول/ديسمبر 2024 وأيار/مايو 2025.
وكشف التقرير كذلك الذي صدر اليوم الثلاثاء أن خطر المجاعة يهدد 17 منطقة إضافية.
وفي بيان منسوب للمتحدثة المساعدة باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال غوتيريش إنه بعد أكثر من 20 شهرا من الصراع، يواجه أكثر من 24.6 مليون شخص في السودان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأضاف أن الأمم المتحدة وشركاؤها يعملون على توسيع نطاق تقديم المساعدات الغذائية وغيرها من أشكال الدعم الأساسي للفئات الأكثر ضعفا، لكن القتال المستمر والقيود المفروضة على حركة إمدادات الإغاثة والموظفين لا تزال تعرض عمليات الإغاثة للخطر.
وجدد الأمين العام دعوته للأطراف لتسهيل الوصول السريع والآمن وغير المقيد والمستدام حتى تتمكن المساعدات الإنسانية والعاملون من الوصول إلى المحتاجين أينما كانوا.
وأكد أيضا على الحاجة إلى وقف فوري للأعمال العدائية لإنقاذ الأرواح ومنع الأزمة في السودان وتأثيرها على الدول المجاورة من التصعيد بشكل أكبر في عام 2025.
وناشد تقديم الدعم والتعاون الدوليين العاجلين لتقريب الأطراف من التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال وقف إطلاق نار دائم وزيادة التمويل للعمل الإنساني.
تفاقم واتساع غير مسبوقين
وقال تقرير لجنة مراجعة المجاعة إن ما كشف عنه التقرير يمثل تفاقما واتساعا غير مسبوقين لأزمة الغذاء والتغذية، مدفوعة بالصراع المدمر الذي تسبب في نزوح جماعي غير مسبوق، وانهيار الاقتصاد، وانهيار الخدمات الاجتماعية الأساسية، والاضطرابات المجتمعية الشديدة، وضعف الوصول الإنساني.
يذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل لمراحل الأمن الغذائي هو مبادرة عالمية تضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة. ويصنف انعدام الأمن الغذائي إلى خمس مراحل. والمجاعة هي المرحلة الخامسة من التصنيف وتعني أن واحدا على الأقل من بين كل خمسة أشخاص أو عائلة يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر المجاعة.
مجاعة مستمرة
وفقا لتقرير لجنة مراجعة المجاعة، فإن المجاعة التي تم الإعلان عنها في آب/أغسطس 2024 في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، استمرت وامتدت إلى مخيمي السلام وأبو شوك وجبال النوبة الغربية في الفترة من تشرين الأول/أكتوبر إلى تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وأضاف أنه من المتوقع أن تتوسع المجاعة بين كانون الأول/ديسمبر 2024 وأيار/مايو 2025 في مناطق شمال دارفور بما في ذلك أم كدادة ومليط والفاشر والطويشة واللعيت.
وحذر من أن خطر المجاعة يلوح في جبال النوبة الوسطى، وفي المناطق التي من المرجح أن تشهد تدفقات كبيرة من النازحين داخليا في شمال وجنوب دارفور.
انعدام حاد للأمن الغذائي
وأظهر التقرير أن انعدام الأمن الغذائي عند مستويات أسوأ مما كان متوقعا، حيث من المتوقع في الفترة ما بين كانون الأول/ديسمبر 2024 وأيار/مايو 2025 أن يواجه 24.6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى من ذلك.
وأشار إلى أن هذه النتائج تمثل زيادة حادة قدرها 3.5 مليون شخص مقارنة بالعدد المتوقع في الأصل، وتعادل أكثر من نصف سكان السودان.
ويقدم التقرير تحديثا للتوقعات السابقة المنشورة في حزيران/يونيو 2024 للفترة من تشرين الأول/أكتوبر 2024 إلى شباط/فبراير 2025.
تحسن طفيف
وأشار التقرير إلى أنه رغم تلك الأرقام، فإن هناك تحسنا طفيفا من حيث حجم انعدام الأمن الغذائي الحاد مقارنة بموسم العجاف (حزيران/يونيو – أيلول/سبتمبر 2024).
وأوضح أن هطول الأمطار فوق المتوسط أدى إلى دعم الأنشطة الزراعية حيث سمحت الظروف الأمنية للمزارعين بالوصول إلى الحقول والمدخلات الزراعية، وبالتالي تخفيف انعدام الأمن الغذائي. ونتيجة لذلك، انخفض عدد الأشخاص في المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى خلال موسم العجاف.
لكنه لفت إلى أن جميع السكان لم يستفيدوا من هذا على قدم المساواة. ففي المناطق ذات الكثافة العالية من الصراع، أدت الأعمال العدائية إلى تعطيل الأنشطة الزراعية بشدة، مما أدى إلى تخلي المزارعين عن محاصيلهم ونهبها وتدمير الماشية.
وقال إنه من غير المرجح أن تستفيد الأسر النازحة، وخاصة تلك التي تعيش في المستوطنات والمباني العامة، بشكل كبير من الحصاد.
دعوة لمزيد من الدعم للاجئين السودانيين في ليبيا
وفي تطور آخر، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعزيز الدعم المالي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين السودانيين الذين يصلون إلى ليبيا مع زيادة الأعداد وانخفاض درجات الحرارة.
وقالت المفوضية في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء إنه منذ بداية العام، تضاعف عدد اللاجئين السودانيين الباحثين عن الأمان في ليبيا، مع وصول ما يقدر بنحو 400 لاجئ إلى البلاد يوميا.
وأفادت المفوضية بأنها موجودة في الكفرة، وهي نقطة الدخول الرئيسية من السودان، وتقدم المساعدة المنقذة للحياة للاجئين لدعم السلطات المحلية والمجتمعات المضيفة. ويشمل ذلك تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية، وتحسين الظروف المعيشية من خلال توزيع إمدادات الإغاثة، وتعزيز الوصول إلى الوثائق التي تقدمها السلطات المحلية لتحسين حرية التنقل والحماية.
ونبهت إلى أن اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المناطق النائية مثل الكفرة يواجهون ظروفا قاسية بشكل خاص، بما في ذلك أسعار المواد الغذائية في الكفرة التي تعد أعلى بنسبة 19 في المائة من المتوسط الوطني بسبب انقطاع سلاسل التوريد، وارتفاع الطلب ونقص الوقود.
وقالت عسير المضاعين، رئيسة بعثة المفوضية في ليبيا إنه إلى جانب التزام السلطات والمجتمعات الليبية بدعم السودانيين الفارين من الصراع، "هناك حاجة إلى دعم إضافي من المجتمع الدولي لتعزيز الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والصحة والتعليم".
وأضافت: "لقد تحمل اللاجئون في ليبيا صعوبات هائلة في رحلتهم إلى هنا. ومع دخولنا عاما جديدا، يجب أن نتحرك بسرعة لمنع المزيد من المعاناة وحماية الأرواح".
يذكر أن المفوضية تقود الاستجابة المشتركة بين الوكالات للأزمة السودانية في ليبيا. وكجزء من هذه الاستجابة، تسعى المفوضية إلى جمع 22 مليون دولار أمريكي للاستجابة للاحتياجات المقدرة لـ 449 ألف لاجئ ومجتمع مضيف بحلول نهاية عام 2025.
الأمم المتحدة: