الأسرى والمختطفين باليمن… ملف إنساني يستغله الحوثيون لابتزاز خصومهم؟! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
يمن مونيتور/إفتخار عبده
كل يوم يمر على المختطفين يزيد من عنائهم ومرارة العيش لديهم، حياة خلف القضبان، بين الغياب والتعذيب النفسي والجسدي والحرمان الكبير من مقومات الحياة، ومن الأهل والأحباب… هكذا هي حياة المختطفين في اليمن، موت سريري لا نجاة منه.
كل ساعة تمر على المختطفين والمخفيين قسرا والمعتقلين تعسفا، يدفعون ثمنها غاليا من التعذيب والتجويع والانتهاكات الجسيمة التي تطالهم بشكل مستمر، والتي لا علم لهم متى نهايتها.
كانت المفاوضات بشأن ملف الأسرى بمثابة بصيص أمل لأسر هؤلاء الأسرى والمخفيين، وهي الثقب الذي يتسلل منه النور إلى الزنازين المعتمة؛ فيبعث في الأسرى والمختطفين روح الأمل بغد بلا قيود، بحياة بلا تعذيب أو حرمان.
لكنه حدث في يوم الأربعاء/ الثالث من يناير، أن أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، تأجيل مفاوضات الأسرى مع الحوثيين إلى أجل غير مسمى وذلك بعد تعنت الحوثيين وعرقلتهم للاجتماع الذي كان مزمعا انعقاده في الأردن الأسبوع الماضي.
وفي اليوم التالي اشترطت جماعة الحوثي، الحصول على ضمانات أممية، لاستئناف التفاوض مع الحكومة اليمنية بشأن الأسرى، وذلك في بيان مقتضب صادر عن رئيس لجنة شؤون الأسرى الحوثية ، عبد القادر المرتضى.
حدثت إدانات واسعة إزاء ذلك من قبل الكثير من الناشطين والحقوقيين ومتابعي أحداث هذا الملف الإنساني، والمهتمين بهذا الخصوص على رأسهم رابطة أمهات المختطفين والتي بدورها أصدرت بيانا تدين فيه التساهل بهذا الملف الإنساني.
صحافيون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن استيائهم إزاء هذه المماطلة واصفين الحوثي بأنها جماعة استغلالية تتاجر بحياة المختطفين ومشاعر أسرهم، وتحول الملف الإنساني إلى ملف سياسي تكسب من ورائه.
بهذا الشأن تقول صباح حميد (رئيس رابطة أمهات المختطفين_فرع مأرب) “ندين بأشد العبارات هذه الإعاقة التي تحدث للجهود الأممية الرامية للإفراج عن المختطفين والمخفيين قسرا والمعتقلين تعسفا”.
وأضافت حميد ل “يمن مونيتور” هذه العرقلة ليست الوحيدة التي تحدث مؤخرا فقد جاءت بعد عرقلة سابقة للجولة التي كان مقرر انعقادها في نوفمبر الماضي “.
سلوك يتنافى مع القيم الإنسانية
وأكدت” هذا السلوك الاستغلالي يتنافى تماما مع القيم الأساسية لحقوق الإنسان كما أنه يعرقل كافة المساعي الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في اليمن “.
وأكدت” أبناؤنا المختطفون والمخفيون قسرا والمعتقلون تعسفا لهم الحق الكامل في الحياة والحرية، وهذه من الحقوق الأساسية المكفولة للجميع والتي يجب أن تعطى لهم دون منع أو استغلال لظروف اختطافهم وحياتهم خلف الزنازين “.
وأوضحت” نحن أصدرنا بيانا دعونا فيه المجتمع الدولي للوقوف بجدية أمام هذه الممارسات التي تنتهك هذه الحقوق الإنسانية، كما دعونا للضغط على جميع الأطراف وإلزامهم بالتعاون الكامل مع الجهود الدولية والإقليمية للإفراج الفوري عن المختطفين والمخفيين قسرا والمعتقلين تعسف، وضمان سلامتهم “.
وتابعت” كما أننا نحث المجتمع الدولي على تبني تدابير حازمة لمنع حدوث أي انتهاكات لحقوق الإنسان وتأمين الحماية الكاملة للمدنيين في اليمن “.
وواصلت” نطالب وبشدة بضرورة استئناف المفاوضات التي تخص هذا الملف من أجل تحقيق السلام الشامل ولن يكون ذلك إلا إذا تم الاهتمام بملف المختطفين والمخفيين قسرا والمعتقلين تعسفا “.
بهذا السياق يصرح حمزة الجبيحي (ناشط إعلامي محرر من سجون الحوثيين ) قائلا:” تأخر المفاوضات بشأن المختطفين يعبر عن استمرار الاختطاف والإخفاء القسري وهذه المماطلة في الحلول لهذا الملف الإنساني ستؤدي- بلا شك- إلى تفاقم المعاناة الإنسانية للمختطفين داخل السجون ولأهاليهم خارج تلك السجون “.
إحباط كبير للمختطفين
وأضاف الجبيحي ل” يمن مونيتور “عرقلة المفاوضات ستأتي بالإحباط الكبير لمن يعيشون خلف الزنازين ينتظرون الإفراج عنهم، ليس هذا وحسب؛ بل إن مليشيا الحوثي ستكمل من تبقى من عناء لهذه الفئة، ستنتهز المليشيات هذه الفرصة لتخبر المختطفين أن لا أحد يسأل عنهم ولا يهتم لأمر خروجهم سواء كانوا من الأهل والأقارب أو كانت الشرعية كحكومة وسلطة مسؤولة عنهم”.
وأردف “أمهات المختطفين يعشن العناء نفسه، عناء مليء بالقلق والخوف من المستقبل المجهول الذي ينتظرنه مع أبنائهن المختطفين والمخفيين قسرا، وهناك منظمات ترصد ما تعانيه أسر المختطفين من عناء مرير إلا أنه هناك تماه كبير من قبل المجتمع الدولي بخصوص هذا الملف الإنساني”.
متاجرة بالملف الإنساني
وتابع “الحوثيون اليوم يتعاملون مع هذا الملف على أنه ملف سياسي بامتياز ولهذا هم يبتزون به العالم والمجتمع الدولي ويجعلون من هذا الملف مصدرا للابتزاز والمتاجرة بهذا الملف؛ ولذا هم لا يريدون أن يتم إخلاء سبيل المختطفين؛ لأنهم ورق رابحة بالنسبة لهم”.
وأشار إلى أن “مليشيا الحوثي لا تستخدم الصدق إطلاقا وهذا لا يوجد في قاموسها، إنها تتلاعب بكل شيء تجده أمامها، تستغل كل شيء وتعيده لصالحها حتى وإن كان ذلك على حساب حياة مئات من الأسر، ما يهمها فقط هو أن تستمر في هيمنتها وفرض قوتها وليذهب الجميع إلى الجحيم؛ لذا فالبحث عن بصيص أمل لسلام مع الحوثيين يعد مضيعة للوقت والجهد”.
وشدد الجبيحي “يجب على الحكومة الشرعية أن تطالب بضم عدد من مفاوضي وفد الحوثيين إلى قائمة الإرهاب، أما أن يكون المرتضى رئيسا لوفد الحوثيين فهنا تكون قمة الاستهتار، أن يكون رئيسا لوفد الحوثيين من يقوم بتعذيب الأسرى بكل همجية، ولقد رأيته بأم عيني وهو يقوم بتعذيب الأسرى، رأيته يبطش بهم برجله ويده وهذا ليس كلاما يقال وإنما شهادة عين، مثل هذا الشخص لا يعول عليه أن يمسك ملفا إنسانيا على الإطلاق”.
وواصل “من الضروري أيضا أن يتم تكثيف الحملات الإعلامية والمشاركة في المؤتمرات الدولية للحديث عن هذا الملف، ومن الضروري جدا أن توجد ضمن الشخصيات المتفاوضة والتابعة للحكومة الشرعية أن تكون هناك شخصيات ممن ذاقوا الويلات داخل سجون الحوثي؛ لأنهم على دراية كاملة بما يحدث في السجون، وليتم التعامل مع هذا الملف بكل حزم واهتمام وإيصال رسالة المختطفين للعالم بكل وضوح”.
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
نداء إنساني عاجل من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) لإنقاذ أرواح المدنيين العالقين والنازحين في مناطق شرق الجزيرة
إلى كافة المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان والحماية الإنسانية: نتوجه إليكم بنداء إنساني عاجل لإنقاذ أرواح المدنيين العالقين والنازحين في السودان في مناطق شرق الجزيرة، يعاني هؤلاء المدنيون من أوضاع كارثية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث أصبحوا في مواجهة مباشرة مع مخاطر جسيمة تتضمن نقص الإمدادات الغذائية والطبية وغياب
تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)
قطاع العمل الإنساني
نداء إنساني عاجل - Urgent humanitarian appeal
English below
إلى كافة المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان والحماية الإنسانية: نتوجه إليكم بنداء إنساني عاجل لإنقاذ أرواح المدنيين العالقين والنازحين في السودان في مناطق شرق الجزيرة، يعاني هؤلاء المدنيون من أوضاع كارثية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث أصبحوا في مواجهة مباشرة مع مخاطر جسيمة تتضمن نقص الإمدادات الغذائية والطبية وغياب المأوى الآمن وانتشار الأوبئة، إلى جانب التهديدات المستمرة التي تتعرض لها حياتهم بسبب العمليات العسكرية.
ندعو المجتمع الدولي، بقيادة منظمات الأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر، وبالتعاون مع الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، إلى التحرك العاجل وإطلاق عملية إنسانية تهدف إلى:
1. الإجلاء الفوري للمدنيين العالقين في مناطق النزاع هذه وتوفير ممرات آمنة تتيح لهم الوصول إلى مناطق آمنة تتوفر فيها احتياجاتهم الأساسية.
2. تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية من غذاء ودواء ومياه نظيفة، وضمان استمرارها بشكل منتظم إلى حين إجلاء جميع المتضررين.
3. توفير خدمات طبية عاجلة للمدنيين المصابين والمرضى الذين تأثروا بالظروف الإنسانية القاسية، بما في ذلك فرق طبية متخصصة تعمل على الأرض.
4. دعم وحماية النازحين إلى أن يتاح لهم العودة إلى منازلهم في ظل ظروف آمنة ومستقرة.
نهيب بجميع الأطراف الدولية والإقليمية تضافر الجهود وإعطاء الأولوية لحياة المدنيين الأبرياء الذين تقطعت بهم السبل. إن سرعة الاستجابة لهذه الدعوة ستساهم في إنقاذ أرواح لا حصر لها، وستمنح هؤلاء المتضررين فرصة للنجاة والعيش بكرامة.
للتواصل والتنسيق بشأن هذا النداء الإنساني العاجل، نرجو من الجهات المعنية التواصل معنا (للمساعدة في عملية التنسيق) ومع المنظمات السودانية العاملة في هذا السياق لتوفير كل المعلومات اللازمة لتسهيل عملية الإجلاء.
ختامًا:
إننا نؤمن بأن العالم سيستجيب لندائنا الإنساني. وإن أرواح الآلاف من السودانيين على المحك ما يتطلب تضافر الجهود الوطنية والإقليمية والدولية.
قطاع العمل الإنساني
تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"
٧ نوفمبر ٢٠٢٤.
The Coordination-body of Democratic and civil forces (TAQADOM)
Humanitarian action sector
Urgent humanitarian appeal
To all regional and international human rights and humanitarian protection organizations:
We appeal to you for an urgent humanitarian appeal to save the lives of civilians stuck in the areas of the current conflict in the Sudan in the eastern parts of GEZIRA. Those civilians suffer from catastrophic conditions that are worsening by the day. They are in direct confrontation with serious risks, including lack of food and medical supplies accompanied by disease outbreaks and lack of safe shelter, as well as the continuing threats to their lives posed by military operations from RSF.
We call on the international community, led by United Nations organizations, the Red Cross and the Red Crescent, in cooperation with the African Union and the League of Arab States, to act urgently and launch a humanitarian operation aimed at:
1. Immediate evacuation of stranded civilians from conflict zones and provision of safe corridors that allow them access to safe areas with basic needs.
2. Provide the necessary humanitarian assistance from food, medicine and clean water, and ensure that it continues on a regular basis until all those affected are evacuated.
3. Provide urgent medical services to injured civilians and patients affected by severe humanitarian conditions, including specialized medical teams working on the ground.
4. Support and protect displaced persons until they are allowed to return to their homes under safe and stable conditions.
We call on all international and regional parties to join forces and prioritize the lives of innocent and stranded civilians. The rapid response to this call will contribute to saving countless lives and give those affected an opportunity to survive and live in dignity.
To communicate and coordinate on this urgent humanitarian appeal, we request the relevant authorities to communicate with us (to assist in the coordination process) and with Sudanese organizations working in this context to provide all necessary information to facilitate the evacuation process.
Concluding:
We believe that the world will respond to our humanitarian appeal. Thousands of Sudanese lives are at stake and require coordination of national, regional, and international efforts.
Humanitarian action sector
The Coordination-body of Democratic and civil forces (TAQADOM).
7th of Nov 2024.
#لا_للحرب #أوقفوا_الحرب
#Nowar #Stopwarinsudan