إحمِ نفسَك بنفسِك... طرقات الموت تحصد أرواح الشباب!
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
انتهى العام الماضي وأطل عام جديد حاملين معهما أرقامًا سلبية مقلقة، فتقارير غرفة التحكم المروري في شأن حوادث السير على طرقات لبنان كانت وما زالت أشبه بـ"ورقة نعوة"، إذ يكاد لا يخلو يوم من تسجيل حوادث جديدة حاصدة مزيدًا من القتلى والجرحى، وكأنهم "مجرد أرقام" لا أرواح ولا لحم ودم ولا اتعاظ ولا من يردع أو يحاسب.
3 قتلى و12 جريحاً و11 حادثاً هي حصيلة حوادث السّير في ليلة رأس السنة وحدها، بحسب الاحصاء الرسمي لغرفة التحكم المروري. تعددت الأسباب والموت واحد، فمشاكل السير كثيرة راكمتها سنون من الاهمال والعجز الاداري والمادي، فالمشاكل التي لم يتم معالجتها من جذورها عادت بقوة مضاعفة لتحصد الضحية تلو الاخرى مع عودة الحياة شبه الطبيعية بعد فترات طويلة من الحجر والأزمات الاقتصادية والأمنية التي حدّت من حركة السير .
ماذا يقول المعنيون؟
يؤكد المحامي زياد عقل، رئيس جمعية "يازا" الدولية (التي تعنى بالتوعية من حوادث السير في لبنان) عبر "لبنان 24" أن نسبة "حوادث السير ارتفعت في عامي 2022 و2023 بشكل ملحوظ بسبب زيادة حركة النقل، والأرقام التي قاربت بعديدها النسبة التي كانت عليها قبل بدء موسم الأزمات مع عام 2019".
ويشير عقل الى أن "الدور ينطبق على جميع افراد المجتمع، ويتوجب علينا التعاون مع الاعلام والمدارس للفت نظر الناس حول هذه القضية في ظل غياب الدولة".
ويضيف: "اذا كانت الدولة أهملت امتحانات السوق، فهنا تقع المسؤولية على الأهالي لتعليم أولادهم القيادة وتنبيههم، وعلى البلديات أيضا مسؤولية كبيرة في تأمين السلامة المرورية".
وعن دور "اليازا" قال عقل أن "الجمعية تحاول بكل الوسائل عبر الاعلام والقضاء القيام بخطوات متقدمة في هذا المجال، وقامت باجراءات عملية كاعادة تركيب الـ"ريغارات" المسروقة على الطرقات، ورفعت دعاوى على السارقين للمساعدة في ردع تلك الأعمال المخلّة، ولتأمين بعض الحاجات البديهية والضرورية المطلوبة للسلامة العامة المرورية".
آخر الإحصاءات والأرقام
نشرت "الدولية للمعلومات"، تقريرًا تحت عنوان: "21% نسبة ارتفاع ضحايا حوادث السير".
وسجّل عدد القتلى الناجم عن حوادث السير خلال الأشهر الـ 9 الأولى من العام الحالي ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي 2022، وبلغت نسبته %21.
وجاء الارتفاع الكبير بين شهري آب وأيلول 2023، إذ وصل عدد الضحايا الى 151 ضحية في مقابل 73 ضحية في العام الماضي، ووصل عدد الجرحى إلى 2086 جريحًا بعد ان كان 1844 جريحا في الـ2022 اي بارتفاع بلغت نسبته 13.1%..
أمّا عن عدد حوادث السير، فقد أوضح التقرير أن "العدد وصل إلى 1777 حادثا مقابل 1646 حادثَ سير بارتفاع بلغت نسبته 7.9% عن 2022 .
ولفت التقرير إلى أنّ "هذا الارتفاع في عدد القتلى والجرحى الناجم عن حوادث السير، مردّه الى الوضع المذري للطرقات بالاضافة الى الحالة المتهالكة للكثير من السيارات، وإلى السرعة الزائدة والقيادة المتهورة ".
تتراكم الأزمات في البلاد وباتت الكثير من طرقاتنا غير صالحة للسير، فالسلامة المرورية ليست على سلّم أوليات الادارات المختصة والبلديات بل أصبحت ترفًا يعجزون عن تحقيقه، وما على المواطن سوى أن "يحمي نفسه بنفسه" وأن يتوخى الحذر كلما جاذف بتنقلاته. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حوادث السیر
إقرأ أيضاً:
واشنطن تنقذ لبنان بالقوة
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": في الحقيقة، فوَّت اللبنانيون، خلال 20 عاماً، فرصتين كبيرتين للإنقاذ:
1- خروج القوات السورية من لبنان في العام 2005 ، من دون "ضربة كف"بدعم أميركي. وقد تمّ إحباط هذه الفرصة النادرة، ولم تنجح القوى اللبنانية في تأسيس حياة سياسية طبيعية
وسلطة مستقلة بعد خروج السوريين، إذ نجح "حزب الله" في تعويض الخسارة السورية والإمساك بالقرار مباشرة في السنوات التالية، فيما ضعفت منظومة خصومه وتفككت.
2- انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 التي تمكّن "الحزب" أيضاً من إحباطها، معتبراً أنّها أساساً من تدبير الأميركيين وحلفائهم بهدف إضعافه وانتزاع حضوره من داخل السلطة.
على مدى عقدين، تبادل الأميركيون وحلفاؤهم رمي المسؤوليات عن الفشل في مواجهة "حزب الله" في لبنان. بل إنّ قوى 14 آذار و "التغيير " استاءت من أنّواشنطن أبرمت في العام 2022 صفقة ترسيم الحدود بحراً بالتفاهم مع "حزب الله" دون سواه، وكانت تحاول إبرام صفقة مماثلة معه في البرّ لولا انفجار الحرب في غزة، خريف 2023 . وأما موفدها عاموس هوكشتاين فبقي يتوسط بين "الحزب" وإسرائيل أشهراً ويغريه بالتسهيلات لوقف "حرب المساندة"، ولكن عبثاً. في المقابل، تعتبر الولايات المتحدة أنّها كأي دولة أخرى مضطرة إلى التعاطي مع الأمر الواقع لإنجاز التوافقات الإقليمية، وأنّ مفاوضة "الحزب" لا بدّ منها لأنّه هو صاحب القرار الحقيقي في بيروت، ومن دون رضاه لا تجرؤالحكومة على اتخاذ أي قرار. هذه الحلقة المفرغة التي بقيت تدور فيها واشنطنوحلفاؤها الغربيون والعرب ومعهم خصوم "حزب الله" انكسرت في الأسابيع الأخيرة نتيجة الحرب الطاحنة في لبنان والتطورات الانقلابية في سوريا. وللمرّة الأولى منذ تأسيسه في العام 1982، يبدو "حزب الله" معزولاً عن أي دعم خارجي ومحاصراً، فيما قدراته العسكرية الباقية موضوعة تحت المراقبة، في جنوب الليطاني كما في شماله.
عملياً، تبدّلت اليوم طبيعة "حزب الله". فهو لم يعد نفسه الذي كان في 2005 و 2019، وباتت قدرته على استخدام السلاح محدودة جداً، فيما المحور الذي يدعمه من دمشق إلى طهران تلاشى تقريباً. وهذا الواقع سيسمح بإحداث تغيير لم يكن ممكناً، لا قبل 20 عاماً ولا قبلها ب 20 عاماً. وهو ما سيستغله الأميركيون في الأسابيع والأشهر المقبلة، لتكون "الثالثة ثابتة"، فينجحون في 2025 بعدما فشلوا في 2005 و 2019 .