شبكة اخبار العراق:
2024-12-25@01:42:03 GMT

إسرائيل تجر الدول الكبرى إلى هلاكها

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

إسرائيل تجر الدول الكبرى إلى هلاكها

آخر تحديث: 13 يناير 2024 - 10:15 صبقلم:فاروق يوسف عام 1956 وبعد قيام مصر بتأميم قناة السويس شنت ثلاث دول هي بريطانيا وفرنسا وإسرائيل حربا شاملة عليها. ولم يتوقف ذلك العدوان إلا بعد أن تدخلت الولايات المتحدة ومنعت الدول الثلاث من الاستمرار فيه. من المفهوم أن الولايات المتحدة لم تتدخل دفاعا عن مصر، بل عن مصالحها في المنطقة فقد كانت تريد أن تحل محل بريطانيا قوة عظمى في المنطقة كما سعت إلى منع مصر من الانزلاق في الحاضنة السوفييتية.

ما نجحت الولايات المتحدة في فعله رسخ يومها مكانتها قوة عالمية عظمى. وهو ما كان متوقعا بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية منتصرة من غير أضرار وكانت مساهمتها في تحرير أوروبا من الاحتلال النازي ووأد النازية في عقر دارها قد ثبتت حقائق جديدة على مستوى ميزان القوى في العالم. منذ ذلك الوقت بدأ العد التنازلي لأوروبا وكانت الحرب الباردة التي كان طرفاها الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي مناسبة لوضع حدود فاصلة بين أوروبا الشيوعية وأوروبا الحرة وهو ما انعكس عسكريا من خلال حلفي الناتو ووارسو. ولكن رسم تلك الحدود في حقيقتها كان قد أضعف أوروبا وجعل منها ملعبا لصراع ستدفع دولها ثمنه من سيادتها واستقلالها وأيضا من مستقبلها. فمنذ ذلك الوقت والولايات المتحدة تبني قوتها الكونية باعتبارها ممثلة لاستعمار جديد ورث ممتلكات أوروبا القديمة وصارت بغض النظر عن تأسيس الاتحاد الأوروبي ومنجزاته الداخلية وسعيه إلى الاستقلال اقتصاديا وسياسيا عنها زعيمة للعالم الغربي وصوته الذي لا يقبل الاختلاف ويستاء بطريقة مبتذلة حين تبدي أوروبا نوعا من الاعتراض على قراراته. وهو ما بدا واضحا عام 2003 حين اعترضت فرنسا على مشروع الاحتلال الأميركي للعراق فوصفت الولايات المتحدة أوروبا بالقارة العجوز. عالمنا اليوم تحكمه إسرائيل سياسيا من خلال هيمنة الولايات المتحدة على العالم لم تقو فرنسا ولا الصين ولا روسيا على منع الولايات المتحدة من غزو العراق. ولكن الولايات المتحدة استطاعت قبل حوالي خمسين سنة أن تمنع فرنسا وبريطانيا وهما دولتان عظميان حسب التصنيف المتداول أمميا تبعا لتاريخهما الاستعماري من الاستمرار في عدوانهما على مصر. ترى هل يمكن تطبيق ذلك المنظور على عجز دولتين عظميين هما روسيا والصين عن وقف العدوان على غزة في ظل انصهار الموقف البريطاني والفرنسي في الموقف الأميركي المؤيد لاستمرار حرب الإبادة التي تنفذها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني في غزة؟ لا في مجلس الأمن ولا خارجه نجحت الدولتان (الصين وروسيا) في فرض حل مختلف عن الحل الذي فرضته إسرائيل وأيدته الولايات المتحدة كما لو أن الدولتين ليستا مهتمتين بالسلام العالمي الذي هو شعار وجودهما عضوين ثابتين في مجلس الأمن أو أن ما يحدث في غزة لا يهدد من وجهة نظرهما السلام العالمي. وفي ذلك ما يُريب. فالصين وروسيا كانتا دائما على خلاف مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بتقديراتها لمسألة السلام العالمي. ولكنهما كانتا على علم في الوقت نفسه أن مسألة أمن إسرائيل وسلامة مواطنيها إنما تقع في المكان الذي لا يقبل النقاش بالنسبة إليها. ذلك ما يمكن تفهمه. غير أن حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل قد تجاوزت الحدود المسموح بها حتى في سياق القبول بالتواطؤ الأميركي مع الدولة العبرية. وقبل أن نتعرض للموقف الصيني – الروسي المزري من مسألة غزة علينا أن نتفحص الموقف الأميركي. تبدو الإدارة الأميركية اليوم كما لو أنها خاضعة تماما لإسرائيل. ما يقوله البيت الأبيض لا يصب في تأييد حكومة بنيامين نتنياهو في حربها وحسب، بل يذهب أيضا إلى المطالبة بالمزيد من عمليات الإبادة. وهو ما يعني أن الحكومة الأميركية خاضعة تماما لإرادة الحكومة الإسرائيلية. في مواجهة ذلك الموقف الرخيص والمبتذل فإن الموقف الروسي والصيني هو أضعف من أن يعبر عن كون الدولتين عظميين. فهما ليستا متواطئتين مع إسرائيل. ذلك ما كنا على يقين منه. ولكنهما لا تفعلان شيئا يؤكد ذلك. أليس في ذلك ما يؤكد أنهما ليستا دولتين عظميين إلا في ملفات مجلس الأمن؟غرقت روسيا في حرب أوكرانيا. في الحقيقة تم إغراقها. أما الصين فهي عملاق اقتصادي لا تهمه سوى مصالحه. الصين دولة نفعية لم تعد تهمها سوى مصالحها. تهمها أسواقها بالدرجة الأساس. لذلك يمكن القول إن عالمنا اليوم تحكمه إسرائيل سياسيا من خلال هيمنة الولايات المتحدة على العالم.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة ذلک ما وهو ما

إقرأ أيضاً:

الحوثي تكذّب الولايات المتحدة.. هكذا سقطت إف 18 فوق البحر الأحمر

أصدرت جماعة أنصار الله الحوثي بيانا كذّبت فيه ما ورد في بيان الولايات المتحدة إعلان سقوط طائرة فوق مياه البحر الأحمر.

وقالت الجماعة في بيان مساء السبت، إن قواتها المسلحة نجحتِ في إفشالِ هجوم أمريكيٍّ بريطانيٍّ على اليمن، حيث تم استهدافُ حاملةِ الطائراتِ "يو أس أس هاري أس ترومان" وعددٍ من المدمراتِ التابعةِ لها بالتزامن مع بَدءِ الهجومِ العدوانيِّ مساءَ يومِ أمسِ على بلدِنا ونُفذتِ العمليةُ بثمانيةِ صواريخَ مجنحةٍ و17 طائرةً مسيرةً.

وتابع البيان الذي تلاه العميد يحيى سريع أن العملية أدت إلى "إسقاطُ طائرةٍ إف 18 وذلكَ أثناءَ محاولةِ المدمراتِ التصديَ للمسيراتِ والصواريخِ اليمنية"، إضافة إلى "مغادرةُ معظمِ الطائراتِ الحربيةِ المعاديةِ الأجواءَ اليمنيةَ إلى أجواءِ المياهِ الدوليةِ في البحرِ الأحمر للدفاعِ عن حاملةِ الطائراتِ أثناءَ استهدافِها".

كما أدت العملية إلى "فشلُ الهجومِ المعادي على الأراضي اليمنية، وانسحابُ حاملةِ الطائراتِ يو أس أس هاري أس ترومان بعد استهدافِها من موقعِها السابقِ نحو شمالِ البحرِ الأحمر وذلك بعد تعرضِها لأكثرَ من هجومٍ من قِبلِ القوةِ الصاروخيةِ والقواتِ البحريةِ وسلاحِ الجوِّ المسير".

وصباح الأحد، أعلن الجيش الأمريكي عن سقوط طيارين من البحرية الأمريكية فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو نتيجة نيران صديقة، قائلا إنه أسقطت عن طريق الخطأ إحدى طائراته المقاتلة فوق البحر الأحمر في ساعة مبكرة من صباح الأحد، ما أجبر الطيارين على القفز بالمظلة.


وأكدت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في بيان لها أنه تم إنقاذ الطيارين بينما أصيب أحدهما بجروح طفيفة بعد "حالة إطلاق نيران صديقة على ما يبدو" والتي لا تزال قيد التحقيق.

وذكر البيان أن الطائرة المقاتلة من طراز "إف/إيه 18 هورنت" كانت تحلق فوق حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان"، وأن إحدى السفن المرافقة لحاملة الطائرات، وهي الطراد الصاروخي "غيتسبيرغ"، أطلقت النار عن طريق الخطأ على الطائرة وأصابتها.

مقالات مشابهة

  • تعطل رحلات طيران في الولايات المتحدة إثر مشكلة تقنية
  • دراسة بحثية.. الهجرة غير النظامية والأزمة الديموغرافية في أوروبا «تحديات وفرص»
  • شعبة المصدرين: الحرب الروسية الأوكرانية فتحت أبواب أوروبا للسلع الغذائية المصرية
  • رواتب الشرطة في أوروبا: ما هي الدول الأكثر سخاءً مع ضباطها؟
  • ترامب: من المفيد إبقاء تيك توك في الولايات المتحدة لفترة قصيرة
  • هل يعتبر التضخم في الولايات المتحدة تحت السيطرة؟
  • ترامب: سيتم بدء أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة
  • الحوثي تكذّب الولايات المتحدة.. هكذا سقطت إف 18 فوق البحر الأحمر
  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب
  • بن شرادة: يجب تعيين مبعوث أممي رسمي تتفق عليه الدول الخمس الكبرى