بدأ الناخبون في تايوان، السبت، التوجّه إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس وبرلمان جديدين، في انتخابات ذات دلالات جيوسياسية كبيرة تجذب الاهتمام العالمي، مع ترجيحات بفوز "الحزب التقدمي الديمقراطي" الحاكم الذي ينتهج سياسة استقلالية عن الصين، وسط توترات متزايدة بين الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي وبكين التي تعد الدولة الجزيرة مقاطعة صينية وتهدد بضمّها.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباحا في تايوان التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، ومن المتوقع ظهور النتيجة في المساء. والرئيس الذي يُنتخب يتولى منصبه في 20 مايو 2024.

ويحق لنحو 19.5 مليون شخص التصويت في الانتخابات الحالية. وفي عام 2020 شارك 75% من الناخبين بالانتخابات الرئاسة التايوانية، وفق تقرير الجمعة 12 يناير لصحيفة "ذا غارديان" The Guardian البريطانية.

وسيخلف الفائز بالانتخابات رئيسة تايوان الحالية تساي إنغ - وين (67 عاماً) التي لا يخوّلها دستور البلاد ولاية ثالثة متتالية، لكن نائبها لاي تشينغ - تي يترشح للرئاسة كاستمرارية لها.

وينتمي كل من تساي ولاي إلى "الحزب التقدمي الديمقراطي"، وهو حزب تمقته بكين، وتعدّهما (تساي ولاي) انفصاليين. ويُنظر إلى المرشح لاي تشينغ - تي على أنه الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية. مخاوف صينية وتخشى بكين من نتيجة انتخابات في تايوان ينتصر فيها التيار الاستقلالي.

وتحاول بكين التأثير على نتائج الانتخابات التايوانية عن طريق إطلاق بالونات تجسس على ارتفاعات عالية فوق الجزيرة، وتمويل مؤثرين تايوانيين على وسائل التواصل الاجتماعي مؤيدين لبكين، واستضافة مسؤولين محليين في رحلات فخمة إلى الصين. هذه من بين التكتيكات التي تُتهم بكين بنشرها للتأثير على الانتخابات الرئاسية في تايوان اليوم.

حذّرت بكين، الخميس، من أن لاي تشينغ-تي، المرشّح الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة في تايوان بعد يومين، يشكل "خطراً جسيماً" على العلاقات بين الجزيرة والصين، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الرسمية.

ونقلت "شينخوا" عن تشن بينهوا، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان في بكين، قوله "آمل في أن يرى مواطنونا في تايوان. الخطر الجسيم الذي يمثّله تحريض لاي على الصراعات عبر المضيق (في تايوان) وأن يقوموا بالاختيار الصحيح".

رئيسة تايوان الحالية تساي إنغ - وين مع المرشح لاي تشينغ - تي خلال تجمع انتخابي في تايبيه - فرانس برس رئيسة تايوان الحالية تساي إنغ - وين مع المرشح لاي تشينغ - تي خلال تجمع انتخابي في تايبيه - فرانس برس مرشحو الرئاسة في تايوان وسيختار الناخبون التايوانيون رئيسهم من بين ثلاثة مرشحين، بعد انسحاب منافس محتمل رابع، الملياردير تيري غو، مؤسس شركة "فوكسكون" الموردة الرئيسية لشركة "آبل"، قبل ساعات من الموعد النهائي للتسجيل رسمياً بصفته مرشحاً.

لاي تشينغ - تي المرشح الأوفر حظا - رويترز لاي تشينغ - تي المرشح الأوفر حظا - رويترز والمرشحون الثلاثة لرئاسة تايوان هم:

لاي تشينغ - تي (64 عاماً) عن "الحزب التقدمي الديمقراطي"، وهو نائب رئيسة تايوان الحالية، وحزبه معروف بميوله المؤيدة للاستقلال بشكل علني عن الصين. المرشح الرئاسي التايواني لحزب "الكومينتانغ" المعارض هو يو- إيه (في الوسط) خلال تجمع انتخابي - فرانس برس المرشح الرئاسي التايواني لحزب "الكومينتانغ" المعارض هو يو- إيه (في الوسط) خلال تجمع انتخابي - فرانس برس والمرشح الثاني هو هو يو - إيه (66 عاماً) من حزب "الكومينتانغ".

ضابط شرطة سابق وعمدة تايبيه الحالي يدعو إلى توثيق العلاقات مع البر الصيني. المرشح هو كو وين - جي (رويترز) المرشح هو كو وين - جي (رويترز) والمرشح الثالث هو كو وين - جي (64 عاماً) عن "حزب شعب تايوان".

عمدة تايبيه السابق، يقول إنه سيتبع السياسات الخارجية للرئيسة الحالية تساي، ولكنه يدعو أيضاً إلى إجراء محادثات مع بكين.

الأحزاب الرئيسية المرشّحة واتجاهاتها والأحزاب الثلاثة الرئيسية في تايوان التي تتنافس في الانتخابات هي "الحزب التقدمي الديمقراطي" الحاكم (DPP)، وحزب "الكومينتانغ" (KMT)، و"حزب شعب تايوان" (TPP) الذي تأسس في عام 2019 فقط. ويتمتع "الحزب التقدمي الديمقراطي" حالياً بأغلبية في البرلمان بواقع 63 مقعداً.

ويمتلك حزب "الكومينتانغ" 38 مقعداً، بينما يمتلك حزب "الشراكة عبر المحيط الهادي" خمسة مقاعد.

أما مجموع عدد مقاعد البرلمان فهو 113 مقعداً. ويؤيد "الحزب التقدمي الديمقراطي" هوية تايوان المنفصلة عن الصين ويرفض مزاعم بكين السيادية، قائلاً إن شعب تايوان وحده هو الذي يمكنه أن يقرّر مستقبله.

ويفضّل حزب "الكومينتانغ" - وهو الحزب القومي الصيني الذي حكم تايوان لنحو 40 عاماً بقبضة حديدية منذ عام 1949 بعد خسارته حرب أهلية في البر الصيني - إقامة علاقات وثيقة بالصين لكنه ينفي بشدة أن يكون مؤيداً لبكين.

ويدعم حزب "الكومينتانغ" الموقف القائل إن تايوان والصين تنتميان إلى صين واحدة، لكن يمكن لكل جانب تفسير ما يعنيه ذلك، وهو الموقف الذي رحبت به بكين.

ويريد حزب "الشراكة عبر المحيط الهادي" أيضاً علاقات وثيقة مع الصين. وتتألف المعارضة في تايوان من حزب "الكومينتانغ"، و"حزب شعب تايوان"، وهو حزب وسطي تأسس عام 2019، فشلت المعارضة في توحيد قواها لخوض الانتخابات ضد "الحزب التقدمي الديمقراطي" الحاكم بعد أن تشاجر قادتها على الهواء مباشرة وانتهى بهم الأمر بتسجيل ترشحات رئاسية منفصلة

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

بكين تلوح بالرد على القيود الاقتصادية الاميركية الجديدة

الاقتصاد نيوز _ متابعة

أعلنت وزارة التجارة الصينية أن سلطات البلاد ستتخذ إجراءات انتقامية ردا على تشديد السياسات الأمريكية بشأن التعاون الاستثماري مع الصين.

جاء ذلك في بيان أصدرته التجارة الصينية بعدما نشر البيت الأبيض مذكرة تهدف إلى كبح الاستثمارات الصينية في قطاعات استراتيجية أمريكية.
وقال البيان الصيني: "لقد أخذنا الوضع الحالي في الاعتبار.. ستراقب الصين عن كثب تصرفات الولايات المتحدة وتتخذ التدابير اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة".
وأوضح البيان أن بكين تحث الجانب الأمريكي على الالتزام بقواعد الاستثمار والتجارة الدولية، واحترام مبدأ اقتصاد السوق، والتوقف عن تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية واستخدامها سلاحا.
وأشار البيان إلى أن مثل هذه القيود التي تفرضها واشنطن "ستؤدي إلى مزيد من تشويه التعاون الاستثماري بين البلدين ولن تفيد الولايات المتحدة نفسها".
وحسب البيان، فإن الإدارة الأمريكية "تفرط في استخدام مفهوم الأمن القومي"، وتنخرط في ممارسات تمييزية، وتلجأ إلى إجراءات غير سوقية تعطل بشدة التعاون الاقتصادي والتجاري الطبيعي بين البلدين.
وقالت الصين إن هذا الأمر من شأنه أن "يضر بشكل خطير بثقة الشركات الصينية التي ترغب في الاستثمار في الولايات المتحدة"، ودعت واشنطن إلى توفير بيئة أعمال عادلة وشفافة ومستقرة ويمكن التنبؤ بها للمستثمرين الصينيين.
وحذر البيان من أن هذه القيود وتشديد الضوابط على الاستثمارات الصينية من شأنها أن تؤدي إلى "خسارة الشركات الأمريكية للسوق الصينية أمام المنافسين".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع مساء الجمعة على مذكرة تهدف إلى "تعزيز الاستثمارات الأجنبية وفي الوقت نفسه حماية مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، خصوصا ضد التهديدات التي يشكلها خصوم أجانب مثل الصين".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • بكين تلوح بالرد على القيود الاقتصادية الاميركية الجديدة
  • شبيبة اليسار الديمقراطي تحتج في ذكرى 20 فبراير أمام البرلمان
  • طفرة في عالم الأجهزة الذكية.. كل ما تريد معرفته عن هاتف iPhone 16e
  • كل ما تريد معرفته عن القمة 129 بين الأهلي والزمالك في الدوري
  • كل ما تريد معرفته عن الطقس في الأردن الأيام القادمة
  • كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا اليوم
  • بكين تقول إن "نافذة للسلام" تُفتح في أوكرانيا
  • كل ما تريد معرفته عن كويكب يضرب الأرض عام 2032.. يحمل رقما قياسيا
  • كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ16 في «أبطال أوروبا»
  • كل ما تريد معرفته عن قرعة دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية اليوم