نشر موقع "نيوز ميديكال" تقريرا قال فيه إن دراسة أجراها مركز جونز هوبكنز للأطفال عن الأطفال والشباب المصابين بداء السكري خلصت إلى أن ما يسمى بفحوصات العيون لمرض السكري التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي (AI) تزيد بشكل كبير من معدلات إتمام الفحوصات المصممة للوقاية من أمراض العين المسببة للعمى المحتملة لمرضى السكري  (DED).



ويتم أثناء الفحص، التقاط صور للجزء الخلفي من العين دون الحاجة إلى توسيع البؤبؤ، ويستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم نتيجة فورية.

وأشارت الدراسة إلى أن التكنولوجيا المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والمستخدمة في الاختبارات قد تسد "فجوات الرعاية" بين شباب الأقليات العرقية والإثنية المصابين بمرض السكري، السكان الذين لديهم معدلات أعلى تاريخيا من DED  وأقل إمكانية للوصول إلى الفحص المنتظم أو الالتزام به لاكتشاف أي تدهور في صحة العيون.




وفي تقرير عن الدراسة نشر في 11 كانون الثاني/ يناير في  Nature Communications، قام الباحثون بفحص معدلات إتمام فحص العيون لمرضى السكري لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 21 عاما والمصابين بداء السكري من النوع 1 والنوع 2، ووجدوا أن 100% من المرضى الذين خضعوا لفحوصات الذكاء الاصطناعي أكملوا تقييم صحة العيون.

وتشير مجموعة أمراض DED في المقام الأول إلى اعتلال الشبكية السكري، وهو أحد المضاعفات المحتملة لمرض السكري وتسبب العمى والتي تحدث عندما تتسبب مستويات السكر غير الخاضعة للتحكم بشكل جيد في فرط نمو أو تلف الأوعية الدموية والأنسجة العصبية في شبكية العين الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين. ووفقا للباحثين في الدراسة، فإن اعتلال الشبكية يؤثر على ما بين 4% و9% من الشباب المصابين بالسكري من النوع الأول، و4% إلى 15% من الشباب المصابين بالسكري من النوع الثاني.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 238 ألف طفل ومراهق وشاب تحت سن 20 عاما قد تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري، وفقا للجمعية الأمريكية للسكري. تسهل الفحوصات المتكررة لـ DED الكشف المبكر والعلاج، ويمكن أن تساعد في منع تطورDED.

بشكل عام، يوصي أخصائيو مرض السكري وأطباء العيون بإجراء فحوصات سنوية، والتي تتطلب عادة زيارة إضافية ومنفصلة لمقدم رعاية العيون، مثل طبيب العيون أو أخصائي البصريات، واستخدام قطرات لتوسيع حدقة العين بحيث تكون الرؤية واضحة لشبكية العين. مرئية من خلال الأدوات المتخصصة. ومع ذلك، تظهر الدراسات أن 35% إلى 72% فقط من الشباب المصابين بالسكري يخضعون للفحوصات الموصى بها، مع ارتفاع معدلات فجوة الرعاية بين الأقليات والشباب الفقراء.

تظهر الدراسات السابقة أيضا أن العوائق التي تحول دون إجراء الفحوصات تشمل الارتباك حول الحاجة إلى إجراء الفحوصات، والإزعاج، وضيق الوقت، والوصول إلى المتخصصين والمواصلات.





وجدت الدراسات السابقة التي أجرتها ريسا وولف، دكتوراه في الطب، أخصائية الغدد الصماء لدى الأطفال في مركز جونز هوبكنز للأطفال، وفريقها فحصا مستقلا بالذكاء الاصطناعي يستخدم الكاميرات لإنتاج نتائج تتيح تشخيص DED الدقيق.

في الدراسة الجديدة، سجل الباحثون 164 مشاركا، تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 21 عاما وجميعهم من مركز جونز هوبكنز لمرض السكري للأطفال، في الفترة ما بين 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 و6 حزيران/ يونيو 2022.

كان حوالي 58% من الإناث و41% من الأقليات (35% من السود، و6% من ذوي الأصول الإسبانية). حوالي 47% من المشاركين لديهم تأمين Medicaid. تم تعيين المشاركين بشكل عشوائي إلى واحدة من مجموعتين.

تلقت مجموعة مكونة من 83 مريضا تعليمات الفحص والرعاية القياسية، وتمت إحالتهم إلى طبيب العيون أو أخصائي البصريات لإجراء فحص العين. خضعت مجموعة ثانية مكونة من 81 مريضا لفحص العين لمرضى السكري بنظام الذكاء الاصطناعي المستقل لمدة تتراوح بين خمس إلى 10 دقائق خلال زيارة إلى أخصائي الغدد الصماء (الأخصائيين الذين يهتمون عادة بمرضى السكري)، وحصلوا على نتائجهم في نفس الزيارة.




وتقول وولف إن نظام الذكاء الاصطناعي يلتقط أربع صور للعين دون توسيع الحدقة، ويمرر تلك الصور على خوارزمية تحدد وجود أو عدم وجود اعتلال في الشبكية  بسبب السكري. إذا كان هناك مؤشرات اعتلال، يتم تحويل المريض إلى طبيب العيون لمزيد من التقييم. وتضيف: إذا لم يكن هناك مؤشرات نقول للمريض "أنت جيد لهذا العام، وقد وفرت على نفسك الوقت".

ووجد الباحثون أن 100% من المرضى في المجموعة الذين خضعوا لفحص الذكاء الاصطناعي المستقل أكملوا فحص عيونهم في ذلك اليوم، في حين تابع 22% من مرضى المجموعة الثانية خلال ستة أشهر لإكمال فحص العيون مع طبيب العيون أو أخصائي البصريات.

لم يجد الباحثون أي فروق إحصائية على أساس العرق أو الجنس أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية فيما إذا كان المشاركون في المجموعة الثانية قد رتبوا موعدا لإجراء فحص منفصل مع طبيب العيون.

ووجد الباحثون أيضا أن 25 من أصل 81 مشاركا، أو 31%، في مجموعة الذكاء الاصطناعي المستقلة كانت لديهم نتيجة تشير إلى وجود DED.

ستة عشر من هؤلاء المشاركين، أو 64%، تابعوا ترتيب موعد ثانوي مع أخصائي العيون. أظهر التحليل الإضافي أن أولئك الذين لم يحددوا الموعد كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا من السود ولديهم تأمين Medicaid.




ويحذر الباحثون من أن الذكاء الاصطناعي المستقل المستخدم في دراستهم غير معتمد من قبل دائرة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة  لمن هم أقل من 21 سنة.

ويقولون إن أحد المصادر المحتملة لتحيز الدراسة هو أن بعض المشاركين كانوا على دراية بفحوصات عيون مرضى السكري المستقلة عن طريق الذكاء الاصطناعي من دراسة سابقة، وبالتالي ربما كانوا أكثر استعدادا للمشاركة في الدراسة الجديدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة السكري العيون الذكاء الاصطناعي السكري العيون الذكاء الاصطناعي المزيد في صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی الشباب المصابین لمرضى السکری طبیب العیون

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي جريمة معلوماتية!

مع بداية ثورة الذكاء الاصطناعي، ظهرت مخاوف أن يؤثر على جودة البحث الأكاديمي؛ بأن يستغله الطلاب والباحثون لسهولة الوصول للمعلومة، دون تدقيق أو تمحيص، وأن تفقد الدراسات الأكاديمية رصانتها ومرجعيتها. كان هذا أكبر المخاوف، تبعه الخوف من ظهور مؤلفات وروايات، وحتى مقالات يحل فيها (شات جي بي تي) محل المؤلف، أو الروائي أو الكاتب!.
ولكن مع التسارع المذهل لتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت هذه المخاوف صغيرة، أو بسيطة؛ مقارنة بما وصل إليه من قدرة مذهلة على تغيير صور الأشخاص، وإنتاج مقاطع مصورة متحركة وصلت إلى تجسيد شخصيات سياسية لا تكاد تفرقها عن الحقيقة؛ مثل قادة دول وزعماء يرقصون مع بعضهم بشكل مقزز، أو يؤدون حركات مستهجنة؛ مثل ركوع قادة دول أمام قادة آخرين، كما حدث مع الرئيس الأوكراني- على سبيل المثال- أو تمثيل نجوم الفن والرياضة في مقاطع مصطنعة، كما حدث في العيد الماضي قبل أيام من تصوير كريستيانو رونالدو وأم كلثوم وآخرين، وهم يخبزون كعك العيد، الأمر الذي قد يصل إلى استغلال ضعاف النفوس لهذه التقنيات في تصوير أشخاص في أوضاع مخلة وإباحية؛ بغرض الابتزاز، أو في أوضاع جرمية؛ بغرض الانتقام أو إلحاق الضرر بآخرين، وهذا أمر وارد جدًا في الفضاء الإلكتروني المفتوح، الذي يستخدمه الصالح والطالح والمجرم والسوي والعارف والجاهل، وهو ما يعد جريمة إلكترونية واضحة المعالم؛ تجرمها الأنظمة والأخلاق الإنسانية والتعاليم الدينية والأعراف والتقاليد، ما يوجب ضرورة التوعية بها، وإيضاح الأنظمة والعقوبات التي تحرمها وتجرمها، ولا بد أن يعي كل من يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، أن من ينتج مثل هذه المقاطع والصور فقط، أو يخزنها فقط، وليس أن ينشرها فقط، سيقع تحت طائلة القانون والنظام، وأن نظام مكافحة جرائم المعلوماتية يؤكد على أنه يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين كلُّ شخص يرتكب أيًّا من الجرائم المعلوماتية الآتية: “إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي”.
الأمر خطير وليس مزحة.

Dr.m@u-steps.com

مقالات مشابهة

  • خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي
  • بيل غيتس يكشف عن 3 مهن ستصمد في وجه الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي جريمة معلوماتية!
  • اختبار جديد للذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في تشخيص أمراض القلب
  • إنجاز جديد لـ GPT-4.5.. يجتاز اختبار "العقل البشري" ويربك خبراء الذكاء الاصطناعي
  • كيف وقع الذكاء الاصطناعي ضحية كذبة أبريل؟
  • بيل غيتس يستثني 3 مهن من هيمنة الذكاء الاصطناعي
  • بيل غيتس: 3 مهن ستصمد في وجه الذكاء الاصطناعي
  • روسيا.. الذكاء الاصطناعي يساعد في اكتشاف جينات لها علاقة بالسكتة الدماغية
  • بيل غيتس عن الذكاء الاصطناعي: 3 مهن ستنجو من إعصار