عربي21:
2025-03-20@01:16:40 GMT

غزة والعطف الشعبي والعسف الرسمي

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

كشفت حرب إسرائيل الحالية على غزة، عن تحول مذهل في اتجاهات الرأي العام الغربي، فقد شهدت جميع المدن الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا، مظاهرات حاشدة تدين إسرائيل، وتعلن تعاطفها التام مع الفلسطينيين، ليس فقط لأنهم يتعرضون لعدوان وحشي، ولكن لأنهم محرومون من العيش في وطنهم، مما يعني أن شرائح واسعة في الغرب، لم تعد تكتفي بإدانة الحرب، بل رجعت بالذاكرة إلى أربعينات القرن العشرين، وصارت ترى أن قيام إسرائيل على أرض فلسطين، هو الخطيئة الكبرى التي تناسلت منها خطايا إسرائيل اللاحقة.



ولكن الغرب الرسمي، أي الحكومات، ما زال يوالي إسرائيل في المنشط والمكره، وبلغت تلك الموالاة حد السخف في كندا، حيث صار التعاطف مع غزة جريمة عقابها الفصل من العمل الحكومي، وإغلاق الحساب المصرفي، بينما بلغ السقوط الأخلاقي بمايك بنس نائب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، درجة أن وضع توقيعه على قذيفة صاروخية قبل إطلاقها في اتجاه غزة، على أمل أن يؤدي ذلك لانطلاقة صاروخية له كمرشح للرئاسة في بلاده، التي تتحكم الأموال ووسائل الإعلام اليهودية، في مصائر من يصبون للوصول إلى كراسي الحكم.

ظلت الشعوب الغربية تخضع لعمليات غسل أدمغة ذكية على مر عقود طوال في سياق هندسة وبرمجة المجتمعات، تقف وراءها الحكومات الخاضعة لسطوة أصحاب رؤوس الأموال، ومالكي كبريات وسائل الإعلام، فنشأت عقلية القطيع الذي يساير الراعي في بلد مثل الولايات المتحدة، حيث يعتبر كثيرون إسرائيل ولاية أمريكية، والدفاع عن سياساتها وغزواتها ونزواتها فرض عين، ولكن السنوات الأخيرة شهدت طفرة في ديمقراطية المعلومات، فبظهور الأنترنت وأجهزة الاتصال الحديثة الذكية، خرج الملايين في جميع البلدان من بيت طاعة القنوات التلفزيونية العملاقة من شاكلة بي بي سي، وسي إن إن، بعد أن صارت المعلومات والأخبار مبذولة في منصات التواصل الاجتماعي، من شاكلة فيسبوك وإنستغرام وإكس (تويتر سابقا) وتك ـ توك ويوتيوب، فكان ما نشهده اليوم من تعاطف كاسح مع الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، بل إن وسائل الإعلام البديلة هذه كشفت سوءات النظام السياسي الغربي ليبراليا كان أم محافظا، وعرَّت نفاقه عندما يتشدق بحقوق الإنسان والحريات والسلام العالمي.

عندما تفجرت الأوضاع في فلسطين المحتلة بعملية طوفان الأقصى في 7 تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي، كانت قنوات التلفزة الغربية العملاقة هي الأقدر على نقل الوقائع بحكم وجود مراسليها وكوادرها على الأرض، فكان أن تعالى الصراخ حول استهداف كتائب القسام لكبار السن واغتصاب النساء وذبح الأطفال في إسرائيل، فثارت ثائرة الشعوب الغربية في انسجام مع غضبة حكوماتها.

صمود غزة في وجه جيش ترتيبه التاسع دوليا، من حيث القوة والعدد والعدة، عاد على القضية الفلسطينية بالمزيد من التقدير والتأييدوشيئا فشيئا نجح نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي في دخول المشهد وتغطية الأحداث، فكان أن عرف العالم بأجمعه بشاعة ما تقترفه إسرائيل في غزة، ومن ثم صار الحكم على ما يجري، يتم بموجب الضمير الإنساني، استنادا إلى شهود عيان وليس بموجب ما تردده قنوات بي بي سي، وسي أن أن وفوكس وغيرها، بل إن مصطلحات مثل النكبة والانتفاضة والنكسة والتمييز العنصري عادت إلى الظهور بقوة  فكان ذلك "تأصيلا" للقضية الفلسطينية، بإعادتها إالى المنصة الأساسية، وهو قيام دولة لليهود على حساب أصحاب الأرض الفلسطينيين.

هناك من يرى أن الحكومات الغربية ظلت وستظل تساند إسرائيل مهما اشتطت في العسف والقصف والنسف، لأن إسرائيل مخلب قط للغرب الساعي لتفكيك الدول العربية، والاستيلاء على مقدراتها!

ولأن الغرب يريد التكفير عن الذنب الذي اقترفه بحق اليهود عبر القرون، وفي هذا بعض الصحة، ولكن وفوق ذلك كله فإن إسرائيل ظلت تقف في خط الدفاع الأول عن المعسكر الغربي الرأسمالي، في حربه الباردة والساخنة ضد الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي، ومن ثم كان الزواج الكاثوليكي بين دول الغرب وإسرائيل، الذي تم تمتينه بمؤسسات مشتركة، ومن ثم فلا عجب في أن نسمع لغة ساقطة أخلاقيا من الحكومات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، تدعو إسرائيل إلى ضبط النفس، وليس إلى وقف العدوان على غزة، وإلى وقف العمليات البرية ضد غزة والاستعاضة عنها بضربات بالقذائف فائقة الدقة، ولا بواكي في العواصم الغربية على عشرات الآلاف ممن صرعتهم وجرحتهم آلة الحرب الإسرائيلية، رغم تعالي صيحات الاستغاثة والاستنكار الغاضبة من شهود عيان دوليين عدول، يشاطرون أهل غزة ويلات الحرب، ولا يمكن اتهامهم بالانحياز الأعمى للجانب الفلسطيني.

صمود غزة في وجه جيش ترتيبه التاسع دوليا، من حيث القوة والعدد والعدة، عاد على القضية الفلسطينية بالمزيد من التقدير والتأييد، فها هي الحرب تدخل شهرها الرابع، وها هي حكومة نتنياهو تستغيث بالغرب ليمدها بالسلاح، مما يعني أنها صبت جُلّ ما في ترسانتها على غزة دون أن تؤتي أُكْلها المرجو، وكما يقول الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنيع فإن أعضاء الحكومة الإسرائيلية يقاتلون من أجل بقائهم السياسي، ومن ثم فقد يدفعهم اليأس والخوف من اتساع رقعة الرفض الشعبي العالمي لجرائمهم في غزة، إلى استخدام أسلحة محظورة دوليا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الرأي الفلسطينيين العدوان فلسطين غزة عدوان رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ومن ثم

إقرأ أيضاً:

لحظة بلحظة.. إسرائيل تستنأنف الحرب على غزة

غزة – استأنفت القوات الإسرائيلية الحرب على قطاع غزة اعتبارا من مساء أمس بزعم عدم وفاء حركة الفصائل الفلسطينية بالتزاماتها في إطلاق سراح الأسرى.

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا عاجلا لسكان غزة “داخل الخط الأحمر”. مصدر أمني إسرائيلي: سنعود إلى المفاوضات ولكن هذه المرة تحت النار رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد أشرف على قصف غزة . صحة غزة: 254 قتيلا في المستشفيات وأكثر من 440 إصابة بينها إصابات خطيرة منذ ساعات فجر اليوم. صحة غزة: لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام ويجري العمل على انتشالهم. مدير مستشفى الشفاء: عاجزون عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، ونفاد كميات كبيرة من الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي. مسؤول إسرائيلي: ترامب أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف الهجمات على حركة الفصائل. سموتريتش: استئناف القتال في غزة جاء بناء على خطط تم التحضير لها منذ تولي زامير منصبه إسرائيل تغلق معبر رفح وتمنع خروج المرضى والمصابين المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: أكثر من 322 قتيلا ومفقودا وعشرات المصابين حتى الآن خلال 5 ساعات. صحة غزة: ارتفاع عدد الضحايا إلى 308 قتيلا جراء الغارات الإسرائيلية على مختلف مناطق قطاع غزة. صحة غزة: ارتفاع عدد الضحايا إلى 244 قتيلا جراء غارات الاحتلال على القطاع. حركة الفصائل: ندعو أبناء الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم للتظاهر رفضا لاستئناف حرب الإبادة في غزة مراسلة RT نقلا عن مصادر طبية: أكثر من 230 شهيدا و350 مصابا منذ استئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة مصادر طبية تفيد بمقتل اللواء محمود أبو وطفة وكيل وزارة الداخلية بغزة جراء الغارات الإسرائيلية. هيئة البث الإسرائيلية: الهجوم الجوي شمل اغتيال قيادات عسكرية متوسطة وقيادات سياسية في حركة الفصائل. مدير المستشفيات في قطاع غزة: هناك عشرات الإصابات لا يمكن الوصول إليها حتى الآن. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “بناء على توجيهات المستوى السياسي، تشن قوات جيش الدفاع والشاباك هجوما واسعا على أهداف لحركة الفصائل في أنحاء قطاع ⁧غزة”⁩. هيئة البث الإسرائيلية “كان”: بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد حركة الفصائل في غزة.

وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد أفادت الأحد بأن حكومة نتنياهو قد توافق على شن عمليات عسكرية جديدة في قطاع غزة إذا لم يتم تحقيق تقدم في اتفاق تبادل الرهائن، فيما أعلنت هيئة البث الإسرائيلي أن هناك دعما أمريكيا لهذه التحركات.

من جانبها، اتهمت حركة الفصائل نتنياهو بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار والتنصل من جميع التزاماته.

وكانت “حماس” أعلنت الخميس الماضي استئناف المحادثات مع الوسطاء في العاصمة القطرية الدوحة، بعد خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار من خلال عدم بدء المرحلة الثانية كما هو متفق عليه، ووقفها للبروتوكول الإنساني وحصار غزة للأسبوع الثاني.

وأبدت الحركة مرونة في التفاوض بموافقتها على مقترح الوسطاء بالإفراج عن جندي إسرائيلي-أمريكي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، فيما حاول نتنياهو إلقاء اللوم مجددا على الحركة، زاعما أنها “تواصل الانخراط في التلاعب والحرب النفسية”.

من جانبه، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاوضات وقف النار في غزة وإبرام اتفاق تبادل الأسرى بأنها “معقّدة للغاية”، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق.

المصدر: RT

Previous سفير بريطانيا يبحث مع السايح دعم الانتخابات البلدية في ليبيا Related Posts إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي يقصف دمشق عربي 18 مارس، 2025 الجيش الإسرائيلي: الهجوم على غزة سيستمر وسيتوسع إلى ما هو أبعد من القصف الجوي عربي 18 مارس، 2025 أحدث المقالات لحظة بلحظة.. إسرائيل تستنأنف الحرب على غزة سفير بريطانيا يبحث مع السايح دعم الانتخابات البلدية في ليبيا إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي يقصف دمشق تصفيات أمم إفريقيا.. ليبيا تتهم نيجيريا بالتلاعب بالتلاعب في التصفيات الإفريقية الجيش الإسرائيلي: الهجوم على غزة سيستمر وسيتوسع إلى ما هو أبعد من القصف الجوي

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • هل تسرع سياسات ترامب فى نهاية إسرائيل
  • إسرائيل وخيار القوة
  • عبد السلام فاروق يكتب: جون ميرشايمر.. رجل رأى العاصفة قادمة
  • ناجي الشهابي لـ«الأسبوع»: حماس التزمت بالاتفاق ولكن إسرائيل تنصلت من التهدئة
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تسرع ضم أجزاء من الضفة الغربية
  • لماذا استأنفت إسرائيل الحرب على غزة؟
  • العراق:لن نسمح باستهداف إيران والحوثيين والحشد الشعبي والشرع سيكون صديق العراق
  • لحظة بلحظة.. إسرائيل تستنأنف الحرب على غزة
  • ما قدمه الجيش السوداني درس عظيم، ولكن ما قدمه الشعب السوداني درس أعظم
  • السقوط الحتمي