عربي21:
2025-02-07@09:06:23 GMT

ابن أفريقيا ورفاقه يكتبون التاريخ في لاهاي

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

ابن أفريقيا ورفاقه يكتبون التاريخ في لاهاي

محاكمة أخر قلاع الاستعمار القديم. 
يصفها بعض الإعلاميين والحقوقيين بأنها محاكمة القرن، محاكمة صنعت تاريخا بعد أن جلبت دولة الاحتلال مرغمة إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا. 

قاد فريق المرافعات في محكمة "كشف الأقنعة" وزير العدل في دولة جنوب إفريقيا، ورئيس فريقها القانوني إلى محكمة العدل الدولية في الدعوى التي رفعتها بلاده ضد جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في غزة.

 

كان رجل اللحظة التاريخية مع رفاقه، ومن مرغ أنف دولة الاحتلال المتغطرسة والمغرورة في وحل العار. 

انضم، رونالد لامولا المولود عام 1983 في بلدة بوشبوكريدج التي كانت آنذاك جزءا من مقاطعة ترانسفال في جنوب إفريقيا، إلى رابطة شباب المؤتمر الوطني الأفريقي وله من العمر 13عاما وكان ذلك في عام 1996. 

وسرعان ما التحق بجامعة فندا لنيل شهادة في القانون، وفي فترة وجوده في الجامعة كان رئيسا لمجلس ممثلي الطلاب ورئيسا لمؤتمر طلاب جنوب إفريقيا في ليمبوبو. 

وفيما بعد حصل على شهادة التدريب العملي في القانون من جامعة جنوب أفريقيا عام 2006.  
وفي عام 2008، حصل على شهادة الدراسات العليا في قانون الشركات من جامعة جنوب أفريقيا. وحصل لاحقا على شهادة الدراسات العليا في القانون المصرفي والأسواق المالية.  

حصل على درجتي الماجستير من جامعة بريتوريا، وكانت درجة الماجستير الأولى في قانون الشركات، ودرجة الماجستير الثانية في القانون الاستخراجي في أفريقيا. 


كان نجما شابا صاعدا في رابطة شباب المؤتمر الوطني الأفريقي ورغم ذلك بدأ لامولا مسيرته القانونية كمحامي في عام 2006. وفي وقت لاحق، في عام 2009، تم تعيينه مديرا لبلدية جوفان مبيكي المحلية، ثم مديرا لمكتب مبومالانجا للثقافة والرياضة والترفيه من عام 2009 حتى عام 2011.  

وفي عام 2011، عمل لفترة وجيزة كمتحدث رسمي باسم رئيس وزراء مبومالانجا. 

كان مرشحا عام 2014 لانتخابات الجمعية الوطنية وبسبب الأداء الانتخابي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي لم يتم انتخابه للبرلمان.  

ونتيجة لذلك اختفى لامولا عن أعين الجمهور وأدار بعد ذلك مكتب المحاماة الخاص به. 

في عام 2017، أصبح أصغر عضو منتخب في اللجنة الوطنية للانتخابات وتم انتخابه أيضا في هيكل لجنة العمل الوطنية للحزب، وهي أعلى هيكل لصنع القرار في الحزب، كما انتخب في الجمعية الوطنية (البرلمان). 

وما لبث أن عين وزيرا للعدل والتطوير الدستوري عام 2019. 

ظهر اسمه إلى عناوين الأخبار الرئيسية في العالم بعد أن قدمت دولة جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية ملفا محكما من 84 صفحة، جمعت فيه أدلة على قتل دولة الاحتلال لآلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، وخلق ظروف "مهيئة لإلحاق التدمير الجسدي بهم"، ما يعتبر جريمة "إبادة جماعية" ضدهم. 

وفي الجلسة الأولى للمرافعات التي ترأسها لامولا، طالب باتخاذ إجراءات عاجلة تأمر إسرائيل" بتعليق عملياتها العسكرية في قطاع غزة." 

وبدأت جلسات المحكمة بمرافعة استهلالية قدمها وكيل دولة جنوب إفريقيا، ووزير العدل لامولا، تلتها مرافعة ممثلة جنوب إفريقيا أمام المحكمة. 

ولاقت الدعوى القضائية، التي رفعتها جنوب إفريقيا، أمام محكمة العدل الدولية، دعما وتأييدا عربيا ودوليا. 

وقدم لامولا مع رفاقه أعضاء الفريق أداء مبهرا أثار إعجاب الحقوقيين والمختصين و النشطاء في العالم. 

وكان واضحا جدا حين حذر مخاطبة العالم، بأنه سيشهد القضاء على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالكامل إذا لم تتدخل محكمة العدل الدولية بوقف الحرب. 

ولحين البت في القضية، طلبت جنوب إفريقيا من المحكمة (الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة) إصدار "أمر مؤقت عاجل لإسرائيل بتعليق فوري لعملياتها العسكرية" في غزة. 

وما أن أنهى الوفد الإسرائيلي مرافعته أمام "العدل الدولية" حتى أعلن لامولا، إن كيان الاحتلال "فشل في دحض الاتهامات الموجهة إليه بارتكاب جرائم إبادة جماعية" في قطاع غزة. 

وأردف أن "إسرائيل تبدو غير قادرة على دحض فكرة تهجير الشعب الفلسطيني من غـزة، ونحن متمسكون بالقانون والأدلة التي قدمناها، وواثقون من وجود نية لدى إسرائيل لتنفيذ إبادة جماعية ضد الفلسطينيين". 


وأكد لامولا أن "لا شيء يبرر الطريقة التي تشن بها إسرائيل الحرب على غـزة، والدفاع عن النفس لا يبرر جرائم الإبادة الجماعية". 

وتابع "نحن على ثقة من أننا قدمنا دعوى متكاملة، وإسرائيل حاولت شيطنتنا، والأمم المتحدة نفسها اعترفت بعرقلة عمل بعثات الإغاثة في غـزة وأن وقف الحرب هو الحل الوحيد". 

أداء الفريق القانوني لجنوب أفريقيا دفع برئيس البلاد، سيريل رامافوزا إلى القول "إنه لم يشعر بالفخر قط، كما يشعر به اليوم". 

وقال رامافوزا إن هدف بلاده من الدعوى هو وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، متابعا "بينما كان محامونا يدافعون عن قضيتنا في لاهاي، لم أشعر قط بالفخر الذي أشعر به اليوم وأنا أرى رونالد لامولا، ابن هذه الأرض، يدافع عن قضيتنا في المحكمة". 

وأشار إلى أن "البعض يقول إن الخطوة التي اتخذناها محفوفة بالمخاطر، نحن بلد صغير ولدينا اقتصاد صغير، وقد يهاجموننا، لكننا سنظل متمسكين بمبادئنا، ولن نكون أحرارا حقا ما لم يتحرر الشعب الفلسطيني أيضا". 

كان يوما من أيام التاريخ التي لا تنسى حين كشف لامولا ورفاقه في الفريق القانوني الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال التي تخفت ورائه طيلة 85 عاما. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه الاحتلال لاهاي غزة جنوب أفريقيا الفلسطينيين فلسطين غزة لاهاي جنوب أفريقيا الاحتلال بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه عالم الفن عالم الفن سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محکمة العدل الدولیة دولة الاحتلال جنوب إفریقیا فی قطاع غزة فی القانون فی عام

إقرأ أيضاً:

«أسوشيتد برس»: كيف يعكس تعهد «الرئيس الأمريكى» بمعاقبة جنوب أفريقيا انتقادات «ماسك» لوطنه؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن الرئيس الأمريكي؛ دونالد ترامب قال إنه سيقطع كل التمويل عن جنوب أفريقيا بسبب ما أسماه انتهاكًا لحقوق الإنسان، وهى الخطوة التى تعكس ادعاءات إيلون ماسك الحليف الوثيق لـ"ترامب" ورئيس وزارة كفاءة الحكومة الجديدة فى إدارته، المتكررة والكاذبة على مر السنين بأن السلطات فى بلد ميلاده معادية للبيض وحتى تشجع على قتل البيض.

وأوضح «ترامب» يوم الأحد الماضي، أن «أشياء مروعة تحدث فى جنوب أفريقيا، إن القيادة تفعل بعض الأشياء المروعة والفظيعة» دون تقديم تفاصيل. وقال: «إنهم يأخذون الأراضى ويصادرون الأراضي، وفى الواقع يفعلون أشياء ربما تكون أسوأ من ذلك بكثير».

وأضافت «أسوشيتد برس» أنه فى حين لم يكن واضحًا على وجه التحديد ما الذى كان يشير إليه «ترامب»؛ إلا أنه بدا وكأنه يشير إلى قانون جديد فى جنوب أفريقيا يمنح الحكومة صلاحيات فى بعض الحالات لمصادرة الأراضى من الناس.

وقد سلط «ماسك»، الضوء على هذا القانون فى منشورات حديثة على وسائل التواصل الاجتماعى ووصفه بأنه تهديد للأقلية البيضاء فى جنوب أفريقيا.

واعتبر العديد من سكان جنوب أفريقيا أن تعهد «ترامب» المفاجئ بمعاقبة أكبر شريك تجارى للولايات المتحدة فى أفريقيا كان مفاجئًا ومتأثرًا على الأقل جزئيًا بمالك شركة تسلا الملياردير إيلون ماسك، الذى ولد فى العاصمة الجنوب أفريقية بريتوريا لكنه غادر إلى كندا بعد أن أنهى دراسته الثانوية.

ما القانون الذى يشير إليه «ترامب»؟
تم توقيع قانون نزع الملكية من قبل الرئيس الجنوب أفريقى سيريل رامافوزا الشهر الماضي، ويسمح للحكومة بمصادرة الأراضى فى حالات محددة حيث لا يتم استخدامها، أو حيث سيكون من المصلحة العامة إذا تم إعادة توزيعها.

ويهدف هذا المشروع إلى معالجة بعض أخطاء حقبة الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا، عندما انتزع السود أراضيهم من أنفسهم وأجبروا على العيش فى مناطق مخصصة لغير البيض.

ورد «رامافوزا» على تعليقات ترامب يوم الإثنين الماضي، قائلًا: «إن الرئيس الأمريكى كان مخطئًا ولم تتم مصادرة أى أرض»، وقال إنه يتطلع إلى «التواصل» مع إدارة ترامب بشأن هذه القضية. وقالت حكومة جنوب إفريقيا إن الولايات المتحدة لم تفهم القانون.

ماذا قال «ماسك» سابقًا عن جنوب أفريقيا؟
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن «ماسك» اتهم حكومة «رامافوزا» فى عام ٢٠٢٣ بالسماح بحدوث «إبادة جماعية» بسبب عمليات قتل بعض المزارعين البيض، والتى حدثت منذ سنوات.

وعلى الرغم من إدانة هذه الجرائم، قال خبراء: «إنه لا يوجد دليل على وقوع إبادة جماعية، وأنها جزء من معدلات الجرائم العنيفة المرتفعة للغاية فى جنوب أفريقيا، وترتبط فى الغالب بسرقة المزارع».

وتؤثر الجريمة على جميع سكان جنوب أفريقيا، ويبلغ متوسط جرائم القتل فى البلاد ٧٠ جريمة قتل يوميًا، والغالبية العظمى من الضحايا من السود.

كما تدخل «ماسك» فى القضية يوم الإثنين الماضي، من خلال الرد على منشور على الحساب الرسمى لرامافوزا على «X» بالسؤال: «لماذا لديك قوانين ملكية عنصرية صريحة؟».

مرة أخرى، لا يزال من غير الواضح ما الذى كان ماسك يشير إليه بالضبط، لكن تعليقاته بدت وكأنها تشير إلى قوانين العمل الإيجابى فى جنوب إفريقيا فى مجال الأعمال التجارية والتى صُممت لتعزيز الفرص للسود وغيرهم من المجموعات العرقية المحرومة فى ظل نظام الفصل العنصري.

وتم رفض ترخيص خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية Starlink التابعة لماسك فى جنوب أفريقيا لأنها لا تلبى معايير العمل الإيجابي.

ما الواقع عندما يتعلق الأمر بالسباق فى جنوب أفريقيا؟
بعد أكثر من ٣٠ عامًا من انتهاء نظام الفصل العنصرى وحكم الأقلية البيضاء، لا يزال البيض فى جنوب أفريقيا يتمتعون عمومًا بمستوى معيشة أعلى بكثير من السود.

وينعكس هذا فى إحصاءات الفقر؛ حيث وجدت دراسة أجرتها لجنة حقوق الإنسان فى جنوب أفريقيا عام ٢٠٢١ أن ٦٤٪ من السود يعيشون فى فقر مقابل ١٪ من البيض.

وعندما يتعلق الأمر بالأرض، يشكل البيض نحو ٧٪ من السكان البالغ عددهم ٦٢ مليون نسمة ويملكون حوالى ٧٠٪ من الأراضي، وفقًا لأحدث تدقيق للأراضي، على الرغم من أن هذه الحصة انخفضت منذ الفصل العنصري.

ومع ذلك، أثار قانون الأراضى الجديد انتقادات حتى من داخل البلاد؛ حيث قالت الجماعات المدنية التى تمثل مصالح البيض وبعض الأحزاب السياسية فى جنوب أفريقيا إنها ستطعن فيه فى المحكمة لأنه يسمح بأخذ الأراضى دون تعويض فى بعض الحالات.

فى حين تعانى جنوب أفريقيا من مشاكل اجتماعية واقتصادية عميقة وإرث مدمر من ما يقرب من نصف قرن من نظام الفصل العنصري، فإنها تعتبر ديمقراطية مستقرة وليست دولة مليئة بالتوترات العنصرية كما يتم تصويرها فى بعض الأحيان.

ماذا قد يفعل ترامب؟
وقال «ترامب» على منصته «تروث سوشيال»: «إن جنوب أفريقيا تعامل فئات معينة من الناس بشكل سيئ للغاية، مرة أخرى دون الخوض فى التفاصيل، وأنه سيوقف كل التمويل المستقبلى بينما تقوم الولايات المتحدة بالتحقيق».

وهذا يهدد ما يقرب من ٤٠٠ مليون دولار سنويًا من المساعدات التى تقدمها الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا، ومعظمها لبرنامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز فى البلاد من خلال خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز، والمعروفة باسم PEPFAR.

وكان تمويل الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا من خلال PEPFAR مهددا بالفعل بسبب تجميد المساعدات العالمية من قبل ترامب.
 

مقالات مشابهة

  • جنوب إفريقيا: الشعب الفلسطيني يعاني جراء عقود من الاحتلال غير الشرعي
  • بعد هجوم ترامب .. جنوب إفريقيا "لن تتعرض للتنمر"
  • «أسوشيتد برس»: كيف يعكس تعهد «الرئيس الأمريكى» بمعاقبة جنوب أفريقيا انتقادات «ماسك» لوطنه؟
  • جنوب أفريقيا: لن نخضع للترهيب الأمريكي
  • اتحاد غرف الإمارات يناقش دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة مع جنوب أفريقيا
  • روبيو يهاجم جنوب أفريقيا ويعلن مقاطعته لاجتماعات مجموعة العشرين
  • “فورين بوليسي”: جنوب أفريقيا تتحدى ترامب
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • والد إيلون ماسك يعلق على إشعال ابنه أزمة مع جنوب أفريقيا
  • خبير جيولوجيّ لبنانيّ ينشر خريطة للزلازل التي ضربت شرق المتوسط عبر التاريخ... هكذا علّق عليها