ذكر موقع "أكسيوس"، أن أعضاء يهود في مجلس النواب الأميركي اجتمعوا مع السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، مايكل هرتزوغ، لمناقشته بشأن تصريحات وزيرين بالحكومة الإسرائيلية طالبا فيها بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى.

وبحسب ما نقل الموقع الأميركي عن أعضاء حضروا الاجتماع الذي جرى، الخميس، فإن "المشرعين الأميركيين حذروا من أن تصريحات الوزيرين الإسرائيليين لا تضر فقط بالجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة رهائن ووقف القتال في غزة، لكنها أيضا تضر بالرأي العام الأميركي تجاه إسرائيل".

وكان وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، قد أدليا بتصريحات دعيا فيها إلى "تهجير الفلسطينيين" في قطاع غزة.

وقال سموتريتش في مقابلة أجراها مع وسائل إعلام إسرائيلية خلال وقت سابق من الشهر الجاري، إن إسرائيل يجب أن تتخذ خطوات لتشجيع هجرة غالبية الفلسطينيين في غزة، إلى بلدان أخرى.

بدوره، أعرب بن غفير عن دعمه لمثل هذه الخطوة، قائلا في تدوينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إنها ستسمح لإسرائيل بإعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة.

ولاقت تصريحات الوزيرين انتقادات واسعة من الداخل الإسرائيلي ودول عربية، وحتى من قبل المجتمع الدولي.

انتقادات عربية وإسرائيلية لاذعة عقب تصريحات "تهجير الغزيين"  انتقد وزراء في حكومة بنيامين نتانياهو، أحدهما من حزبه، الخميس، تصريحات صدرت عن زميلين لهما ركزت على إعادة توطين الفلسطينيين في قطاع غزة خارج حدوده، مؤكدين أن تلك السياسات "غير واقعية"، في حين عبرت دول عربية عدة عن استنكارها الشديد لتلك التصريحات.

والأسبوع الماضي، أبدى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، "قلقا شديدا حيال تلك التصريحات"، مذكرا بأن "القانون الدولي يحظر النقل القسري لأشخاص يحظون بالحماية داخل أرض محتلة، أو ترحيلهم منها".

وضم اجتماع الخميس الذي نقل أكسيوس تفاصيله، "15 عضوا يهوديا ينتمون للحزب الديمقراطي في مجلس النواب، من بينهم من يؤيدون إسرائيل بشدة، وآخرون أكثر انتقادا للحكومة اليمينية في البلاد".

وقالت السفارة الإسرائيلية بالولايات المتحدة لموقع "أكسيوس"، إن "السفير هرتزوغ يحافظ على اتصالات منتظمة مع أعضاء الكونغرس الأميركي، مما يسمح له بإبقائهم على اطلاع دائم بالسياسة الرسمية للحكومة الإسرائيلية".

وأضافت: "نحن لا نعلق على محتوى هذه المناقشات الخاصة".

وقال النائب، جان شاكوفسكي (ديمقراطي من إلينوي) لموقع "أكسيوس"، إن عدم الموافقة على تصريحات الوزيرين "تم التعبير عنه بالإجماع من قبل الأعضاء الأكثر تقدمية وأيضا أولئك الذين كانوا من المؤيدين لإسرائيل"، مضيفا أن بعض المشرعين قالوا إنه "يجب طردهما" من الحكومة.

من جانبه، قال النائب براد شنايدر (ديمقراطي من إلينوي) إنه بينما كانت تعليقات الوزيرين هي المحور الأساسي للاجتماع، فقد تم طرح "قائمة كاملة من التصريحات غير الحكيمة لأعضاء بالكنيست".

وقال النائب غريغ لاندسمان (ديمقراطي من أوهايو): "لقد ضغطنا عليه إزاء مخاوفنا الجادة بشأن تصريحات بعض هؤلاء اليمينيين حول ما سيحدث بعد ذلك في غزة، كجزء من سلسلة تصريحات بغيضة".

في المقابل، قال مصدر مطلع على الاجتماع، إنه ردا على المخاوف التي أثارها المشرعون، استشهد السفير الإسرائيلي بتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأن إسرائيل "لا تسعى إلى تهجير الفلسطينيين بالقوة، أو إعادة احتلال غزة".

وقال 3 أعضاء في مجلس النواب الأميركي لموقع "أكسيوس"، إن هرتزوغ أكد أيضا على أنه "يُسمح لبن غفير وسموتريتش بالتحدث بحرية، لكن تصريحاتهما لا تمثل بالضرورة الموقف الرسمي للحكومة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

كيف استقبل اليمين الإسرائيلي والمعارضة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين؟

شكّل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته لتهجير الفلسطينيين من غزة، "حبة النشوة" التي لم يكن اليمين الإسرائيلي يعرف أنه يحتاج إليها، والجرعة التي كان يريد أن يتناولها، وفيما ركض بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة لمدح صديقه الحقيقي في البيت الأبيض، فقد أعلن رئيس الكنيست أمير أوحانا أننا أمام "فجر يوم جديد"، أما إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش فسارعا لإحضار الشمبانيا والكؤوس لشرب نخب الانتصار.

وأكد دان بار-نير، المستشار السياسي السابق، والمتخصص بدراسات الشرق الأوسط، أن "ردود الفعل في صفوف المعارضة على خطة ترامب تراوحت بين التلعثم والصمت، وكتب زعيم المعارضة يائير لابيد على فيسبوك أن "هذا كان مؤتمرا صحفيا جيدا لإسرائيل"، أما وزير الحرب ورئيس الأركان الأسبق بيني غانتس فكتب أن الفكرة "ستصمد أمام اختبار الواقع".

وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "رئيس الحزب الديمقراطي يائير غولان أعلن أنه فهم من تصريحات ترامب أن "جميع المختطفين يجب أن يعودوا الآن، فيما غضبت زهافا غالئون رئيسة حزب ميرتس السابقة عندما سمعت أن معارضة الترحيل تنبع من حقيقة أنه غير عملي، وليس أنه غير أخلاقي".


وأوضح أنه "عندما ننظر للابتهاج بين الائتلاف وأنصاره مقابل التذبذب بين ممثلي المعارضة التي تدّعي خلق بديل للحكومة، فربما يكون هناك سبب وراء نشر أن 70% من الجمهور يؤيد فكرة ترامب، ودعم شبه توافقي له، صحيح أنه تم انتخاب الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة بأغلبية أصوات الأمريكيين، لكنه في واقع الأمر يتمتع بشعبية أكبر بكثير بين الإسرائيليين، وفي استطلاعات مختلفة أجريت بينهم، أعرب 60-70% منهم عن تأييدهم له، مقارنة بـ53% من الأمريكيين، ويشعرون بأنه "جيد لإسرائيل".

وأوضح أن "هذا التأييد الاسرائيلي الجارف لترامب يعود للدعم الشعبي الذي يقدمه لمصلحتهم، والخط العدواني الذي يتخذه ضد إيران ووكلائها، وفي عالم يشعرون فيه بأن دولتهم معزولة في الساحة الدولية، لا يُنظر لتصريحات ترامب على أنها منارة ضوء في نهاية النفق، بل قوس قزح في يوم شتوي كئيب ممطر".

واستدرك بالقول أنه "رغم كل ذلك، فإن فكرة ترامب بتفريق الفلسطينيين في دول العالم العربي ليست فكرة سيئة من الناحية النظرية فحسب، بل فاشلة تاريخياً، لأن الملايين منهم فرّوا بالفعل لبلدان أخرى بعد حرب النكبة، خاصة سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية الخاضعة آنذاك لسيطرة الاحتلال".

وأكد أنه "في ظل الفقر والإهمال والشعور بالانتقام من الاحتلال، أصبحت مخيمات اللاجئين حاضنة للمقاومة، وهو عانى منه الاحتلال على مدى عقود من الزمن بسبب هجماتها المنطلقة من لبنان والأردن".


وأشار أننا "اليوم نشهد التأثير المتطرف المناهض للاحتلال القادم من مسلمي أوروبا، كما أن المظاهرات الضخمة المؤيدة لغزة وحماس، والعنف المنظم ضد الإسرائيليين، ومطاردة الجنود المسرّحين في الخارج، كلها أسباب تثير تساؤلات حول جدوى خطة تهجير ملايين الفلسطينيين في الشرق الأوسط ودول العالم، حتى قبل المناقشة الوهمية حول قضية طردهم من ديارهم دون أن يتحول ذلك لمذبحة جماعية".

وخلص الى القول أن "أي زعيم إسرائيل مهتم بتشكيل الحكومة المقبلة يجب أن يفهم أمراً واحداً، أن كل ما يتصل بمستقبل غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، لن يناقش الجمهور الإسرائيلي القضايا الأخلاقية، لأنه غير مبالٍ بالمعاناة في غزة، لأنه يبحث عن الحلّ الأمني فقط، وسيتبع من يقدّمه، بغض النظر عن مدى أخلاقيته".

مقالات مشابهة

  • ترامب يهاجم صحفيا بسبب تصريحات حول بوتين: لا يحترمني؟
  • كيف استقبل اليمين الإسرائيلي والمعارضة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين؟
  • أكسيوس: ويتكوف يتوسط لاتفاق جديد بين حماس والاحتلال
  • الاحتلال الإسرائيلي قتل 12316 في غزة.. نساء فلسطين يواجهن التهجير والتجويع
  • سفير الاحتلال الجديد في واشنطن يشن هجوما ويطالب بتهجير الفلسطينيين
  • سفير مصر الأسبق بإسرائيل عن القمة العربية: جاءت تأكيدا على رفض تهجير الفلسطينيين
  • أكسيوس: مكالمة إسرائيلية متوترة للاعتراض على محادثات أميركا وحماس
  • أكسيوس: إسرائيل ترفض مفاوضات مباشرة بين أمريكا وحماس
  • أكسيوس: قلق إسرائيلي من التفاوض السري بين واشنطن وحماس
  • “زيارة دينية”.. يهود الحريديم يدخلون جنوب لبنان بدعم من الجيش الإسرائيلي (فيديو)