مشايخ المداخلة وحاخامات الصهاينة
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
المداخلة: نبتة سوء نبتت في بلادنا منذ 40 عاماً تقريبا. انفرد مشايخها بقدراتهم المذهلة على التلون بألوان الطيف السياسي، وعرفهم الناس بنفاقهم ومهاراتهم في تكييف انفسهم وفقاً لما تمليه عليهم القرارات الحكومية التي تأتيهم جاهزة ومعلبة ومختومة بأختام رجال الدولة. وهم بهذه الصورة عبارة عن شلة من المهرجين يعملون لصالح الحكومات ويتراقصون على أنغامها في كل محفل.
اما من أين جاءت تسميتهم بالمداخلة، فذلك لانتسابهم إلى المتمشيخ (هادي المدخلي) المولود بالسعودية، وأحياناً يسمونهم (الجامية) نسبة إلى المتمشيخ (محمد أمان الجامي) المولود في إثيوبيا. .
وبصرف النظر عن قناعتك بتوجهاتهم، أو خلافك معهم. فليس لدينا أدنى شك بأنك ستغير رأيك عندما تقرأ الإطراء والثناء الذي أسبغته عليهم الصحف الاسرائيلية، وعندما تسمع بعلاقاتهم الحميمة بالحاخامات والكهنة ومنظماتهم الظلامية. .
فقد نشرت صحيفة (THE TIMES OF ISRAEL) على صفحات عددها الصادر في التاسع والعشرين من ديسمبر 2023 مقالة بقلم: دانيال حقيقتجوي، بعنوان: (المداخلة أصدقاء إسرائيل). والمقالة منشورة حتى الآن على الشبكة الدولية بعنوان:
Madkhalis are the friends of Israel
يقول الكاتب: (كان واضحاً جداً منذ اليوم السابع من اكتوبر كيف اندفع مشايخ المداخلة لدعم الجيش الإسرائيلي في حملاته الصاروخيّة الشرسة ضد المقاومة الفلسطينية. حتى تبين لنا بما لا يقبل الشك انهم حلفاؤنا في مواصلة الهجوم على غزة). .
ويعترف الكاتب في مقالته: (ان دين الإسلام يوصي بوجوب اتباع التعاليم الدينية التي تتطلب من المسلمين مساعدة بعضهم البعض، والدفاع عن بعضهم البعض. وإبداء المزيد من التضامن والتعاون المشترك. على غرار دعمهم للكشميريين والروهينجا والأويغور، ويفضلون تقديم المزيد من المساعدات لفلسطين ضد إسرائيل). .
لكنه يستثني فرقة (المداخلة) من المسلمين، ويقول عنهم: (إنهم يفضلون القيم الليبرالية العلمانية. ويكتفون بالقدر الأقل من الإسلام في التماشي مع الحكومة والمجتمع. ويرجحون الانتماءات القومية والعرقية والعشائرية على المبادئ والقيم الإسلامية. ويسعون لخفض المساعدات لفلسطين ضد إسرائيل. .
وبالتالي فإنهم أقرب من غيرهم في التناغم مع مخططات اسرائيل نحو التطبيع والتمدد والتوسع). .
يقول الكاتب أيضاً: (ان المداخلة فرقة جديدة ظهرت في السعودية بالتسعينيات. يتظاهرون بأنهم سلفيون، لكنهم يتبنون آراء تعارض آراء السلفيين الحقيقيين بشكل جذري. ويؤمنون بأن المبدأ الأساسي لعقيدتهم هو القبول الصامت لكل ما تفعله السلطة الحاكمة. ومن هذا المنطلق، فإن النقد اللفظي لسياسات الحكومة غير مسموح به على الإطلاق، وأي شخص ينخرط في مثل هذا النقد يستحق السجن أو الموت. وفي الواقع، فإن مجرد النقد اللفظي يعادل الإرهاب). .
يدعي المداخلة أن المسلمين يجب أن يقبلوا بصمت السياسات الحكومية التي تزيل الدين من الدولة والمجتمع، والسياسات الحكومية التي تنطوي على التعاون مع إسرائيل لتدمير فلسطين والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني. .
ثم يختتم الكاتب مقالته في صحيفة التايمز أوف إسرائيل بأفضلية المداخلة لسببين:-
أولاً: يساعدون الحكومات على قمع الإسلاميين ونشر القيم الليبرالية العلمانية في الأراضي الإسلامية. .
ثانياً: يساعدون الحكومات على التحالف مع إسرائيل ويدعمونها في تنفيذ عمليات الإبادة الجماعية. . ويؤكد حرفياً أن المداخلة يؤيدون التهجير القسري لجميع الفلسطينيين عن أراضيهم. .
كلمة اخيرة: ستبقى فلسطين عربية رغم أنف كل مدخلي أو جامي. وستبقى راية (الله أكبر) خفاقة فوق ربوع أوطاننا. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الصواريخ اليمنية ترعب الصهاينة
وفي تطور لافت، لم يتمكن العدو من إخفاء تداعياته، نفذت القوات المسلحة اليمنية فجر اليوم السبت عملية نوعية، استهدفت يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع فلسطين 2 طال هدفاً حيوياً في عمق الكيان.
وقبل بيان القوات المسلحة اليمنية، انتشرت مقاطع فيديو متعددة تثبت وصول الصاروخ الفرط صوتي، كما أكدت عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية فشل منظومات الدفاع الجوي في اعتراض الصاروخ، متحدثة عن إصابة ما لا يقل عن 18 صهيونياً جراء القصف، في حين دخل الملايين إلى الملاجئ.
وتؤكد هذه العملية مصداقية القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الحوثي -حفظه الله- بتصاعد العمليات اليمنية المساندة لغزة، كما أنها تؤكد على جهوزية اليمن العالية، وقدرتها بالرد السريع على الاعتداءات الإسرائيلية على اليمن، ما يضع العدو والمغتصبين أمام مخاطر أي تهور أو حماقة جديدة ضد اليوم.
ومن أبرز الرسائل العسكرية في هذا القصف، هو نجاح الصاروخ في تجاوز منظومات الدفاع الجوي المتعددة للأعداء، فالصاروخ قطع مسافة تزيد عن ألفي كيلو متر، ولم تتمكن الدفاعات الجوية الأمريكية والفرنسية والبريطانية من خلال قواعدها العسكرية وبوارجها وقطعها الحربية في المنطقة من اعتراضه، كما لم تتمكن الدفاعات الجوية الصهيونية المتعددة من اعتراضه، وهو ما يشكل رعباً كبيراً للعدو، ويجعل "يافا" المحتلة بالفعل مدينة غير آمنة، ويحدث تصدعاً في المجتمع الصهيوني وعدم ثقة بجيشه الذي خرج خلال الأسابيع الماضية منتشياً بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واحتلال عدد من المواقع الاستراتيجية كجبل الشيخ في سوريا.
ويرى خبراء ومحللون سياسيون أن سكان المغتصبات الإسرائيلية، يبحثون الآن عن إجابات مقنعة من قبل حكومة نتنياهو عن أسباب فشل اعتراض الصواريخ اليمنية، وكيف يمكن حمايتهم من البأس اليماني في حال استمرار الحرب.
من ضمن الرسائل كذلك، أن الصاروخ جاء بعد يوم واحد من مسيرات مليونية خرجت في العاصمة صنعاء وعموم ساحات الجمهورية، تحدياً للعدو الإسرائيلي والأمريكي، وللتأكيد على ثبات الموقف اليمني المساند لغزة.
قد يلجأ العدو إلى عملية واسعة أخرى، واستهداف عدد من المنشآت الحيوية في اليمن، وهذا وارد، لكن ما بات معلوماً أن سكان المغتصبات لم يعودوا مقتنعين بأن الحروب تحقق لهم النتائج المرضية، والدليل على ذلك أن 70% من الإسرائيليين يفضلون توقف الحروب، وفقاً لاستطلاع أجري مؤخراً داخل الكيان، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن أي عدوان صهيوني جديد على بلادنا سيقابل بالرد السريع، والمنشآت الحيوية سيقابل باستهداف المنشآت الصهيونية، وهذا يثير الكثير من المخاوف للصهاينة.
هذه العمليات اليمنية المتصاعدة، هي من ناحية أخرى، تعمل على تقوية المقاومة الفلسطينية التي تخوض مفاوضات شرسة مع العدو الإسرائيلي لإيقاف الحرب على غزة، والدخول في صفقة لتبادل الأسرى، ولذلك فإن هذه العمليات تعطي المقاومة الفلسطينية المزيد من المناورة، وعدم الرضوخ أمام التهديدات الأمريكية والإسرائيلية المتواصلة.
المسيرة