فايننشال تايمز: الاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال يثير التوتر فى القرن الأفريقى.. وزير الإعلام الصومالي: على الإثيوبيين التراجع عن فوضى تسببوا فيها
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
ما زالت أصداء توقيع إثيوبيا والمنطقة الانفصالية المعروفة باسم "أرض الصومال" أو "صوماليا لاند" على مذكرة التفاهم التى تنص على حصول أديس أبابا على ٢٠ كم من ساحل البحر الأحمر، تتردد وسط تصاعد الإدانة الدولية للتحرك الإثيوبى والمساندة والدعم للصومال.
وفى هذا السياق، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريرا حول الأزمة التى اندلعت فى الأول من يناير الجاري، وتسببت فى غضب كبير فى الصومال على المستويين الرسمى والشعبي، حيث خرجت تظاهرات حاشدة، تندد بـ"جشع إثيوبيا" وتعلن "بحرنا ليس للبيع" فى إشارة إلى الصفقة التى أبرمتها أرض الصومال مع إثيوبيا.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الصومال طالبت إثيوبيا بإلغاء الاتفاقية الموقعة الأسبوع الماضى والتى من شأنها أن تمنح أديس أبابا إمكانية الوصول إلى شريط من ساحل أرض الصومال، وهى خطوة عززت سعى الإقليم المتمتع بالحكم الذاتى إلى إقامة دولة، وفتحت إثيوبيا، الدولة غير الساحلية، فى الأول من يناير، الحوار للاعتراف رسميًا بأرض الصومال، مقابل عقد إيجار لمدة ٥٠ عامًا لشريط من الأرض بطول ٢٠ كيلومترا حول ميناء بربرة على خليج عدن.
وأشارت الصحيفة إلى أن مذكرة التفاهم التى وقعها رئيس الوزراء الإثيوبى أبى أحمد ورئيس "أرض الصومال موسى بيهى عبدي، أثارت توترات فى منطقة القرن الأفريقى المضطربة، ولكنها ذات أهمية استراتيجية والتى تربط بين الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقال داود عويس، وزير الإعلام الصومالي، لصحيفة فايننشال تايمز إن الأمر "يعود إلى الإثيوبيين وحدهم للتأكد من تراجعهم عن هذا النوع من الفوضى التى خلقوها" مضيفا أن الخطوة الإثيوبية للاعتراف بأرض الصومال الانفصالية "ستجلب الخراب إلى القارة بأكملها"، حيث تقاتل العديد من الدول حاليا حركات انفصالية.
ووصفت الصومال اتفاق الأول من يناير، الذى سيسمح لإثيوبيا بإنشاء قاعدة بحرية فى بربرة، بأنه "عمل عدواني" وقالت إنها مستعدة للدفاع عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها وكتب الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود عبر منصة "إكس": "لا يمكن لأى شخص أن يتنازل عن أى شبر من الصومال".
وعلى الرغم من أن الاتفاق ليس ملزما قانونا، إلا أن الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقى وكتلة إيجاد فى شرق أفريقيا أثاروا جميعا مخاوف بشأن احتمال أن يتسبب فى صدع جديد فى منطقة تعانى من الأعمال العدائية المسلحة والأزمات الإنسانية.
منطقة حيوية
ويعتبر القرن الأفريقى منطقة حيوية استراتيجيا على حدود البحر الأحمر، وهو أحد الممرات البحرية الأكثر حيوية فى العالم الذى يمر من خلاله ما يقرب من ١٥٪ من التجارة العالمية المنقولة بحرا.
وقد تم تسليط الضوء على أهمية الممر وضعفه من خلال الهجمات الأخيرة على السفن التجارية من قبل المتمردين الحوثيين فى اليمن، والتى أجبرت السفن على تغيير مسارها وأدت إلى ارتفاع تكاليف النقل وكان الوصول إلى موانئ المنطقة مرغوبًا فيه من قبل دول الخليج وكذلك روسيا وتركيا والصين.
وإثيوبيا، التى لا تزال تتعافى من حرب أهلية وحشية ومكلفة استمرت عامين وانتهت فى عام ٢٠٢٢، لديها الكثير لتكسبه من صفقة ميناء أرض الصومال، وفقًا للمحللين وتسعى الدولة التى يبلغ عدد سكانها ١٢٣ مليون نسمة، والتى عجزت الشهر الماضى عن سداد ديونها السيادية، إلى إيجاد سبل لاستعادة الوصول إلى البحر منذ انفصال إريتريا عام ١٩٩١ الذى جعلها دولة غير ساحلية، وتعتمد إثيوبيا حاليا على ميناء جيبوتى الذى تتدفق عبره ٩٥٪ من بضائعها.
مخاطر صفقة أرض الصومال
وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن صفقة أرض الصومال تحمل مخاطر لكل من إثيوبيا والصومال ولا يستطيع أى منهما تحمل الأعمال العدائية، حيث يقاتل الصومال بالفعل تمردًا طويل الأمد من قبل جماعة الشباب الإرهابية وبينما يعتقد المحللون أن الحرب غير محتملة، إلا أن هناك مجالًا لتفاقم التوترات بشكل أكبر.
وأكدت الصحيفة أن مذكرة التفاهم مع إثيوبيا قوبلت بمعارضة داخل أرض الصومال، حيث ورد أن وزير دفاعها استقال احتجاجًا على ذلك، ومن المرجح أيضًا أن تحتاج إثيوبيا إلى التمويل إذا أرادت إنشاء ميناء جديد وبحرية جديدة والبنية التحتية الأخرى المطلوبة.
وأكد العضو فى البرلمان الصومالى عبد الرحمن عبدالشكور، أن تصرفات إثيوبيا كانت "متناقضة" وتمثل "تجاهلًا" لميثاق الاتحاد الأفريقي، الذى قال إنه يستند إلى "المبادئ الأساسية" المتمثلة فى احترام سيادة الدول الأعضاء ووحدتها وسلامة أراضيها.
وأعرب النائب الصومالى خلال تغريدة عبر حسابه بمنصة "إكس" الأسبوع الماضي، عن دعمه لفكرة نقل مقر الاتحاد الأفريقى إلى دولة أخرى من شأنها أن "تدعم وتحترم" القيم الأساسية للمنظمة.
وأرض الصومال منطقة انفصالية غير معترف بها، وبحسب تصريحات الرئيس موسى بيهى عبدي، خلال توقيعه مذكرة التفاهم مع رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد، فى أديس أبابا فى الأول من يناير الجاري، فإن إثيوبيا ستصبح أول دولة أفريقية تعترف بأرض الصومال.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إثيوبيا أرض الصومال فايننشال تايمز فایننشال تایمز الأول من ینایر مذکرة التفاهم أرض الصومال
إقرأ أيضاً:
حجاب الفنانات موضة رمضان
أدوار مؤثرة تجمع بين الدراما والواقع
فى موسم رمضان 2025، سيشهد الجمهور عددًا من الأعمال الفنية المميزة التى تجمع بين الدراما والكوميديا والفانتازيا، حيث تظهر مجموعة من الفنانات المحجبات، وهو أمر يعكس تفاصيل الشخصيات التى تجسدها الفنانات بناءً على القصة والسياق الاجتماعى والدينى والسياسى للعمل الفنى، تماشيًا مع خصوصية كل شخصية فى هذه المسلسلات، تم اختيار الحجاب كجزء من تكوين هذه الشخصيات، ما يضفى عليها طابعًا مميزًا ويعزز من مصداقية الأدوار التى تقدمها الفنانات فى الأعمال التى يشاركن فيها.
فى مسلسل «الشرنقة»، تظهر الفنانة مريم الخشت وهى ترتدى الحجاب فى دورها الذى يتطلب منها تقديم شخصية ترتبط بأبعاد اجتماعية ودينية، حيث يشاركها البطولة أحمد داود وعدد من النجوم مثل على الطيب وصبرى فواز وعمرو وهبة، ويتناول العمل قصة درامية مميزة تتكون من 15 حلقة، المسلسل من تأليف عمرو سمير عاطف، وإخراج محمود عبدالتواب، ويعد من أبرز الأعمال المنتظرة فى رمضان المقبل.
أما فى مسلسل «نص الشعب اسمه محمد»، فترتدى كل من الفنانة رانيا يوسف وهاجر السراج وشيرين الحجاب ضمن أحداث العمل الذى يضم مجموعة من الشخصيات المتنوعة، المسلسل مكون من 15 حلقة، ويشارك فيه عصام عمر ومايان السيد، ويُعد من الأعمال الاجتماعية التى تمزج بين الواقع والكوميديا، من تأليف محمد رجاء وإخراج عبدالعزيز النجار، يعكس العمل قضايا اجتماعية فى إطار درامى مشوق.
بسمةوفى مسلسل «العتاولة» الذى يعرض موسمه الثانى، تعود الفنانة زينة لتقديم شخصية «حنة» مرة أخرى، حيث تظهر بالحجاب خلال أحداث المسلسل الذى يضم كوكبة من النجوم مثل أحمد السقا، طارق لطفى، وباسم سمرة، المسلسل الذى يضم 15 حلقة يكتب نصه مصطفى جمال هاشم، ويخرجه أحمد خالد موسى، ويجمع بين الإثارة الاجتماعية والدراما الشعبية، وهو من الأعمال المتوقعة التى سيعشقها الجمهور هذا الموسم.
تخوض الفنانة أمينة خليل السباق الرمضانى فى مسلسل «لام شمسية»، حيث تظهر بالحجاب فى دور يتطلب منها تقديم شخصية اجتماعية، المسلسل الذى يتكون من 15 حلقة يشارك فيه كل من يسرا اللوزى، محمد شاهين، وأحمد السعدنى، ويُعد من الأعمال التى تحمل رسائل اجتماعية مؤثرة، المسلسل من تأليف مريم نعوم، وإخراج كريم الشناوى، ويُتوقع أن يحقق نجاحًا كبيرًا فى رمضان المقبل.
انتصارأما فى مسلسل «ظلم المصطبة»، فتظهر كل من الفنانة ريهام عبدالغفور وبسمة بالحجاب ضمن أحداث المسلسل الذى يعكس الكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية، يشارك فى المسلسل كل من فتحى عبدالوهاب، إياد نصار، وأحمد عزمى، ويكتب القصة أحمد فوزى صالح، بينما يتولى هانى خليفة إخراج العمل، مع وجود شخصيات متنوعة وأحداث مشوقة، يتوقع أن يكون العمل من الأعمال المحورية التى ستخطف الأنظار فى رمضان 2025.
فى مسلسل «إش إش»، تظهر الفنانة انتصار وهى ترتدى الحجاب، وهو ما يتماشى مع السياق الفنى للعمل، المسلسل مكون من 15 حلقة، ويشارك فى بطولته كل من مى عمر، ماجد المصرى، هالة صدقى، شيماء سيف، ومحمد الشرنوبى، وهو من تأليف وإخراج محمد سامى، تتنوع الأدوار فيه بين الكوميديا والدراما، ويتناول العديد من المواضيع الاجتماعية التى تمس حياة الناس بشكل مباشر.
يتضح من خلال هذه الأعمال أن هناك تنوعًا كبيرًا فى الشخصيات التى تُجسدها الفنانات، حيث يتأثر كل دور بتفاصيل دقيقة تتعلق بالخلفية الثقافية والدينية للشخصية، إضافة إلى ذلك، يشكل الحجاب فى هذه الأعمال جزءًا أساسيًا من بناء الشخصية التى تسهم فى إيصال الرسائل الاجتماعية والإنسانية التى تركز عليها هذه المسلسلات، ما يسهم فى تحقيق تفاعل إيجابى مع الجمهور.
وتعتبر هذه المسلسلات فرصة لعرض قضايا مختلفة تُعنى بالتحولات الاجتماعية والسياسية فى المجتمع، فضلًا عن تسليط الضوء على التنوع الثقافى والدينى الذى أصبح جزءًا من الحياة اليومية فى العديد من المجتمعات، من خلال هذه الأعمال الفنية، تتنوع الأساليب الدرامية التى تتناول قضايا الدين، والسياسة، والحياة الاجتماعية، ما يتيح للجمهور فرصة التفاعل مع القضايا الراهنة من خلال الشخصيات التى يُعرضون عليها.