لبنان ٢٤:
2024-09-30@16:13:10 GMT

قلق المعارضة من المقايضة: بين الوهم والمنطق

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

قلق المعارضة من المقايضة: بين الوهم والمنطق

كتب محمد علوش في" الديار": بات الجميع يسلم بأنه من الصعوبة في مكان الذهاب إلى أي تسوية في وقت قريب، على قاعدة أن التركيز في الوقت الراهن هو على الملف الأمني، من بوابة السعي إلى إعادة الإستقرار إلى الجبهة الجنوبية، وهو الملف الذي ينحصر الاهتمام الدولي به.
من هنا، تأتي المخاوف التي  لدى بعض قوى المعارضة، في المراحلة الراهنة، من مقايضة قد تحصل على هذا الصعيد، على أساس أن قوى الثامن من آذار ستسعى إلى الحصول على مكاسب داخلية نتيجة أي تسوية قد تحصل في الملف الأمني، فهل لهذه المخاوف ما يدعمها على أرض الواقع؟
كنا قد كشفنا سابقاً أن الموفدين الدوليين كانوا على استعداد لتقديم "لبن العصفور" لحزب الله لأجل وقف عملياته العسكرية جنوب لبنان، ولكنه لم يرض بذلك لسببين أساسيين، تقول مصادر متابعة، السبب الأول اخلاقي وله خلفيات إيمانية ودينية، فما قام به الحزب في الجنوب يأتي لدعم غزة ورفض العدوان على أهلها، وبالتالي لا يمكن له أن يدخل بمفاوضات تتعلق بالجبهة الجنوبية قبل توقف الحرب على غزة، والسبب الثاني استراتيجي حيث هناك قناعة بأن الحرب على غزة لو لم يتدخل فيها الحزب كانت لتنتقل الى لبنان بمرحلة قريبة، وهذا نقاش يطول سيكون له الكثير من الشرح في خطابات الحزب بالمرحلة المقبلة.


إذاً ما تقوله المصادر هو أن المقايضة التي يتحدثون عنها بين الرئاسة والوضع في الجنوب مقايضة سخيفة بسيطة مقارنة بما عُرض على المقاومة، ورغم ذلك رفضت، وبالتالي فإن ما يحكى عن مقايضة هو أمر كاذب، ولكن بالمقابل هناك تفهم لطرح هذه المخاوف من قبل قوى سياسية تصنف نفسها في خانة المعارضة.

هذا التفهم ينطلق من واقع يقول ان القوي هو من يجلس الى طاولات التفاوض في هدوء الحرب، ما يعني أن هذه القوى تعلم أن التسويات في المنطقة لن تأخذ بالحسبان مواقفها بل مواقف القوي، وفريق المقاومة في لبنان هو الفريق القوي، وهو الفريق الذي يحضر الموفدون الدوليون لأجل التحاور والتفاوض معه وبحث اليوم التالي للحرب معه، رغم أن هذا الفريق كان قد أكد مراراً أنه لا يسعى لانعكاس نتائج الحرب على غزة "رئاسياً"، احتراماً للتوازنات السياسية في لبنان، وكان ولا يزال من دعاة الحوار الداخلي لإنتاج رئيس بأكبر توافق ممكن.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

عبد الرحمن الراشد

مجرياتُ الحربين في غزةَ ولبنانَ ستعيد ترتيباتِ الصّراعِ الإيراني الإسرائيلي. كيف؟

إسرائيلُ لم تتركْ كثيراً من الخياراتِ أمامَ طهران. لا ننسَى أنَّ غزوَها لبنانَ عام 1982 قضَى على «فتح» الفلسطينيةِ كحركةِ كفاحٍ مسلَّح.

في الأشهرِ الماضية، إسرائيلُ قامت بتدميرِ حركةِ «حماس» وأخرجتْها من الصّراع. كمَا قضتْ على معظمِ قدراتِ «حزب الله»، أسلحةً وقياداتٍ، عطَّلتْه كقوةٍ مسلَّحةٍ يمكن لإيرانَ أن تهدّدَ بهَا إسرائيلَ لسنواتٍ مقبلة. نحو عشرين عاماً من البناءِ العسكري الإيراني لمنظومتِها الخارجيةِ المسلحة، معظمُه يتهاوَى في إطارِ المواجهةِ مع القوَّةِ العسكريةِ الإقليميةِ الأكبر في المنطقة.

الفارقُ بينَ حربِ 2006 والحربِ الحالية، أنَّ إسرائيلَ خطَّطت بشكلٍ دقيقٍ للقضاءِ على قياداتِ «حزب الله». هذه الحربُ عنيفةٌ وداميةٌ، لكنَّها أقلُّ دماراً من سابقتِها، لأنَّ معظمَ الهجماتِ العسكريةِ جاءتْ موجهةً ضد «حزب الله»، قياداتِه وأسلحتِه وحاضنتِه الشعبية. في الحربِ الماضية بلغَ عددُ النازحينَ الذين دفعتهم إسرائيلُ للهروبِ نحوَ مليون مهجَّر، في هذه الحرب نحو مائتي ألفٍ حتى الآن. وكانَ عددُ الضحايا ثلاثَ مراتٍ أكبر في الحربِ الماضية، وفقَ الإحصاءاتِ المتاحة. لكنَّ معركةَ اليومِ أخطرُ على الحزبِ من كلّ مواجهاتِه السابقة.

«حزب الله» هو أهمُّ الأصولِ العسكريةِ الإيرانية في الخارج، ولم يفلحْ قرارُه بالامتناعِ عن خوضِ حربِ غزة من استهداف إسرائيلَ له. لقد عزمَ الإسرائيليون منذ أكتوبر (تشرين الأول) على القضاءِ على قدراتِ الحزب، مع أنَّه لم يشاركْ في الهجوم ولم يساندْ «حماس» لاحقاً. ويمكنُ القولُ بعد جولاتٍ عديدةٍ من الهجمات إنَّ معظمَ قادتِه قضَوا من دون أن يحاربوا، ومعظمَ أسلحةِ الحزب دُمّرت وهي في مخازنِها. يَا له من موقفٍ صعب، يذكرُنا بالهجومِ الكاسحِ في حربِ 1967 حيث تمَّ تدميرُ القواتِ الجويةِ والأرضيةِ لمصرَ قبل أن تتحرَّك.

السؤالُ: هل حانتِ اللحظةُ التي ينتظرُها الجميعُ منذ سنواتٍ وهي أن تصلَ طهران، صاحبةُ القرار، إلى القناعةِ بالتَّخلِي عن أصولِها العسكرية، وتحديداً «حزب الله»؟

أجزمُ أنَّ إيرانَ لم تصلْ إلى مرحلةٍ ستتخلَّى فيها عن «حزب الله»، ولن تتخلَّى عنه، إلَّا عندمَا يحدث تغييرٌ كبيرٌ في طهران، ولا نتوقَّعُ ذلك مع القيادةِ الحالية.

الأرجحُ أنَّ طهرانَ تدركُ وتلومُ قيادةَ «حزب الله» العليا على الفشلِ الرهيب، الاختراقاتِ وإدارة المواجهة، وقد تتعرَّضُ لتغييراتٍ قياديةٍ جذرية حالَ قرَّرت إيران إعادةَ تأهيلِ الحزب. لا ننسَى أنَّ «حزب الله» يقوم بمهامَّ إيرانيةٍ في سوريا والعراق واليمن، وسيستمر في تنفيذِها.

والمتوقع أن تخفّضَ إيرانُ مستوى صراعِها ضد إسرائيل، سواء بسببِ الهزائمِ المتكررة، حيث فقدتْ جناحيها العسكريين اللبنانيَّ والفلسطينيَّ، أو انسجاماً مع توجُّهِ إيرانَ الجديدِ بتحسين العلاقةِ مع الرئيسِ الأميركي المقبل.

لا بدَّ أنَّ القيادةَ الإيرانية تُدرك جيداً أنَّ توازنَ القوةِ مع إسرائيل لم يعدْ في صالحِها. حربُها الثالثةُ مع إسرائيل أظهرت أربعَ حقائق: أوَّلُها أنَّ إسرائيلَ قادرةٌ على خوضِ حربٍ طويلة، هذه الحربُ ستكملُ نحوَ سنة. الثانية: أنَّ الرأيَ العامَّ الإسرائيليَّ تغيَّر وأصبحَ مع الحرب، وله إجماعٌ في الشَّارعِ الإسرائيلي يساندُها. ونتيجة لهذا أصبحَ نتنياهو زعيماً تاريخياً عند مواطنيه بعد أن كانَ مكروهاً. الثالثة: أنَّ إسرائيلَ لم تعدْ تبالي كثيراً بخسائرِها البشريَّة، حيث وقعَ آلافُ القتلى في صفوفِها، وهو الأكثر في تاريخ حروبها، ومع هذا فَتحت جبهة لبنانَ بعد غزة. الرابعةُ: أكَّدتِ الحربُ الحاليةُ حقيقةَ أنَّ إسرائيلَ أصبحت قوةً عسكريةً واستخباراتية لا تُقارع، بهجماتِها على إيران وسوريا ولبنانَ واليمن الحوثي وغزة.

* نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط

الوسومإسرائيل إيران الحوثي اليمن بنيامين نتنياهو حركة فتح حزب الله حماس سوريا غزة لبنان

مقالات مشابهة

  • عاجل - "سكاي نيوز": عملية إسرائيلية برية وشيكة في لبنان
  • هل تؤثر أحداث لبنان على انتخابات برلمان إقليم كردستان؟
  • هل تؤثر أحداث لبنان على انتخابات برلمان إقليم كردستان؟ - عاجل
  • نتنياهو يفتح قوس الصراع
  • ماذا بعد اغتيال حسن نصر الله؟
  • قوى المعارضة تتضامن بوجه العدوان الإسرائيلي.. ولسان حالها: الحرب على لبنان تجر الويلات
  • الحرب الإسرائيلية على الانقسام اللبنانيّ
  • إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟
  • بن فرحان: المملكة تؤكد على ضرورة الاستقرار في لبنان
  • قُتل مع نصر الله.. من هو الجنرال القوي والرجل الثاني في الحرس الثوري الإيراني ”عباس”؟