هل تصمد التهدئة على الحدود الجنوبية
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
كتب صلاح سلام في" اللواء": طرح الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إسئلته ومشى، مكتفياً بحمل أفكار من الجانب اللبناني، دون الدخول بمتاهة نقاشات يدرك مسبقاً، بأنها لن تصل إلى النتائج المتوخاة، لأن الظروف الراهنة في المنطقة، وإستمرار العنف الإسرائيلي المفرط في الحرب على غزة، وإنعكاسات حرب الإبادة ضد الفلسطينيين على التوتر الحدودي على الجانبين اللبناني والإسرائيلي، كلها عوامل تحول دون التوصل إلى الخواتيم المنشودة لمهمته الجديدة، المتعلقة بترسيم الحدود البرية.
على ضوء هذا الواقع الذي حاصر، ليس مهمة هوكشتاين فقط، بل جولة وزير الخارجية بلينكن الأخيرة أيضاً، والذي لم يستطع أن يحقق أدنى إختراق للحالة الهستيرية المهيمنة على مواقع القرار في تل أبيب.
في المعايير اللبنانية، لم تكن زيارة الوسيط الأميركي إلى بيروت ناجحة، ولكنها في الوقت نفسه لم تكن فاشلة تماماً، لأن مباحثاته مع المسؤولين اللبنانيين، أبقت باب الحوار مفتوحاً بين الطرفين، على النحو الذي أشار إليه الرئيس نبيه برّي «أننا أبلغناه موقفنا، وطرح علينا أفكاراً»، ويبدو سيدرس كل طرف ما طرحه الآخر.
ولكن بدا واضحاً أن الطرف اللبناني إستطاع أن يضع سقفآً محدوداَ للمباحثات، حيث تم التأكيد على رفض أي بحث في ترسيم الحدود وإنسحاب حزب الله من جنوب الليطاني، قبل وقف الحرب الإجرامية على غزة، وفق ما أبلغه الرئيس نحيب ميقاتي للوزراء في جلسة الحكومة أمس، وأن أي تهدئة على الجبهة الجنوبية يجب أن تبدأ من الطرف الآخر المعتدي أصلاً على الأراضي اللبنانية، وإلتزامه بمندرجات القرار ١٧٠١ ووقف إختراقاته الجوية والبرية والبحرية .
في اليوم الأول بعد مباحثات هوكشتاين في بيروت، إنخفضت سخونة التوتر الجنوبي، وتراجعت حدة الإشتباكات التي سادت في الأسبوع الأخير، وطالت الداخل على الجانبين، وإن إستمر تبادل القصف، ولكنه إنحصر على الأطراف الحدودية، وبقي في إطار المواقع العسكرية.
ولكن هل تصمد التهدئة المستجدة طويلاً، أم أن نتانياهو يعود إلى اللعب بنار الجبهة الحدودية مع لبنان، لصرف الأنظار عن إخفاقاته المتزايدة في الحرب على غزة؟
الجواب برسم الحليف الأميركي لتل أبيب.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جدل حول انتهاء ولاية إمبالو وتأجيل الانتخابات في غينيا بيساو
تعيش غينيا بيساو مرحلة حساسة من تاريخها السياسي، حيث احتدم الجدل حول تاريخ نهاية ولاية الرئيس الحالي عمر سيسوكو إمبالو، في وقت يشهد فيه البلد توترات متزايدة مع غياب موعد واضح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وكان تاريخ انتهاء ولاية الرئيس إمبالو محط جدل واسع في هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، ففي بيان صادر عن المحكمة العليا في غينيا بيساو، أكدت المحكمة أن ولاية إمبالو تنتهي في الرابع من سبتمبر/أيلول القادم، في حين أصرت الجبهة الشعبية المعارضة في بيان لها على أن ولاية الرئيس الحالي تنتهي في 27 من الشهر الجاري.
واستندت الجبهة إلى أن إمبالو تولى منصبه بعد أداء اليمين الدستورية في 27 فبراير/شباط 2020، لفترة ولاية مدتها خمس سنوات.
إلا أن إمبالو أعلن في تصريحات له أمس الخميس، السادس من فبراير/شباط، بعد اجتماع لمجلس الوزراء، أنه "حتى لو انتهت ولايتي في 27 فبراير/شباط كما يدعي بعض السياسيين، فإن الدستور يخولني البقاء في السلطة حتى تنصيب الرئيس الجديد".
المعارضة تحذّروأكد الرئيس الحالي أن الجدل حول انتهاء ولايته "مسرحية"، مكررا أن ولايته تنتهي في سبتمبر/أيلول 2025، ومستندا على فكرة أنه لم يتم تحديد موعد للانتخابات بعد.
إعلانوكانت الجبهة الشعبية حذّرت في نفس البيان من مواصلة الحكومة تجاهل مطالب المعارضة بتحديد تاريخ الانتخابات القادمة.
وكان وزير الخارجية كارلوس بينتو بيريرا أشار في 28 يناير/كانون الثاني الماضي إلى أن الحكومة اقترحت تنظيم الانتخابات العامة بين 23 سبتمبر/أيلول والعاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2025.
كما تم تأجيل الانتخابات التشريعية المبكرة التي كانت مقررة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى أجل غير مسمى، بسبب ما أطلق عليه "صعوبات لوجستية ومالية".
يذكر أن الرئيس إمبالو كان قد حل البرلمان -الذي كانت تسيطر عليه المعارضة- في ديسمبر/كانون الأول 2023 بعد مواجهات مسلحة وصفها بأنها محاولة انقلاب.