انحسار نسبي في المواجهات وحرب تكنولوجيا وجواسيس في الجنوب
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
حافظ الوضع الميداني في الجنوب على سخونته على رغم انحسار نسبي في المواجهات .
وكتبت" الشرق الاوسط": تحولت المواجهة بين إسرائيل و«حزب الله» إلى حرب جواسيس وتكنولوجيا مع ارتفاع عدد عمليات الاغتيال وقتلى الحزب الذي أعلن قبل أيام عن اغتيال إسرائيل قيادياً في «قوة الرضوان».
وبينما ترفض مصادر قريبة من «حزب الله» الحديث عن عمليات اغتيال مكثفة لقادة في الحزب، جازمة أن القائد الوحيد الذي اغتيل هو وسام الطويل؛ فإنها تلفت إلى أنه «مقابل من يستشهدون في لبنان من عناصر الحزب الذين يتم الإعلان عنهم، هناك أعداد كبيرة من الجنود والضباط الإسرائيليين الذين يُقتلون، إلا أن تل أبيب تتكتم عن إعلان أعدادهم».
ولا تنفي المصادر أنه «يتم التدقيق بالخروقات» لتفادي المزيد من الاغتيالات، لكنها تعد أن ربط الموضوع بعملاء حصراً، فيه الكثير من التبسيط، باعتبار أن هناك تكنولوجيا متطورة يتم استخدامها.
ميدانيا تعرضت تلة حمامص كما بلدة الضهيرة وخراج بلدة طيرحرفا لقصف مدفعي إسرائيلي . وحلقت طائرات الاستطلاع فوق القطاعين الغربي والأوسط لا سيما فوق الناقورة والضهيرة ويارين وصولا الى عيتا الشعب، وعلى علو متوسط . واصيب المواطن ياسر مراد بطلق ناري في قدمه اطلقه في اتجاهه جندي إسرائيلي قبالة مستعمرة المطلة ونقله الصليب الأحمر اللبناني الذي توجه إلى المكان بمواكبة من عناصر الجيش و"اليونيفيل" إلى مستشفى مرجعيون الحكومي. ولاحقا، افيد ان ياسر مراد من بلدة بريقع الجنوبية اصيب بطلق ناري اسرائيلي اثناء مروره بسيارته الرباعية الدفع قبالة مستعمرة المطلة. وافيد بان دورية للكتيبة الإسبانية في "اليونيفيل" صودف مرورها في المكان، حمت سيارته بآلياتها من رصاص العدو ، وسارعت عناصرها الى تقديم الاسعافات الاولية ، لحين وصول الصليب الأحمر اللبناني والجيش . كما تعرضت بلدتا ميس الجبل وحولا ومنطقة الطراش جنوب - غرب ميس الجبل للقصف. كذلك أطلق الجيش الاسرائيلي قذائف مدفعيته على منطقة الشنديبة قرب مستشفى ميس الجبل الحكومي شمال البلدة. وسقطت قذائف على محيط تلة الرويسة ووادي الجمل في اطراف حولا.
في المقابل، اعلن "حزب الله" انه استهدف تجمعات للجنود الإسرائيليين في محيط موقع حدب البستان واستهدف بعد الظهر موقعي حانيتا والعاصي .
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
واشنطن تنقذ لبنان بالقوة
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": في الحقيقة، فوَّت اللبنانيون، خلال 20 عاماً، فرصتين كبيرتين للإنقاذ:
1- خروج القوات السورية من لبنان في العام 2005 ، من دون "ضربة كف"بدعم أميركي. وقد تمّ إحباط هذه الفرصة النادرة، ولم تنجح القوى اللبنانية في تأسيس حياة سياسية طبيعية
وسلطة مستقلة بعد خروج السوريين، إذ نجح "حزب الله" في تعويض الخسارة السورية والإمساك بالقرار مباشرة في السنوات التالية، فيما ضعفت منظومة خصومه وتفككت.
2- انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 التي تمكّن "الحزب" أيضاً من إحباطها، معتبراً أنّها أساساً من تدبير الأميركيين وحلفائهم بهدف إضعافه وانتزاع حضوره من داخل السلطة.
على مدى عقدين، تبادل الأميركيون وحلفاؤهم رمي المسؤوليات عن الفشل في مواجهة "حزب الله" في لبنان. بل إنّ قوى 14 آذار و "التغيير " استاءت من أنّواشنطن أبرمت في العام 2022 صفقة ترسيم الحدود بحراً بالتفاهم مع "حزب الله" دون سواه، وكانت تحاول إبرام صفقة مماثلة معه في البرّ لولا انفجار الحرب في غزة، خريف 2023 . وأما موفدها عاموس هوكشتاين فبقي يتوسط بين "الحزب" وإسرائيل أشهراً ويغريه بالتسهيلات لوقف "حرب المساندة"، ولكن عبثاً. في المقابل، تعتبر الولايات المتحدة أنّها كأي دولة أخرى مضطرة إلى التعاطي مع الأمر الواقع لإنجاز التوافقات الإقليمية، وأنّ مفاوضة "الحزب" لا بدّ منها لأنّه هو صاحب القرار الحقيقي في بيروت، ومن دون رضاه لا تجرؤالحكومة على اتخاذ أي قرار. هذه الحلقة المفرغة التي بقيت تدور فيها واشنطنوحلفاؤها الغربيون والعرب ومعهم خصوم "حزب الله" انكسرت في الأسابيع الأخيرة نتيجة الحرب الطاحنة في لبنان والتطورات الانقلابية في سوريا. وللمرّة الأولى منذ تأسيسه في العام 1982، يبدو "حزب الله" معزولاً عن أي دعم خارجي ومحاصراً، فيما قدراته العسكرية الباقية موضوعة تحت المراقبة، في جنوب الليطاني كما في شماله.
عملياً، تبدّلت اليوم طبيعة "حزب الله". فهو لم يعد نفسه الذي كان في 2005 و 2019، وباتت قدرته على استخدام السلاح محدودة جداً، فيما المحور الذي يدعمه من دمشق إلى طهران تلاشى تقريباً. وهذا الواقع سيسمح بإحداث تغيير لم يكن ممكناً، لا قبل 20 عاماً ولا قبلها ب 20 عاماً. وهو ما سيستغله الأميركيون في الأسابيع والأشهر المقبلة، لتكون "الثالثة ثابتة"، فينجحون في 2025 بعدما فشلوا في 2005 و 2019 .