لبنان ٢٤:
2025-03-10@14:30:29 GMT

فصل الحل الديبلوماسي للجنوب عن الانتخابات

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

فصل الحل الديبلوماسي للجنوب عن الانتخابات

كتبت روزانا بو منصف في "النهار":يبدو مستغربا جدا السعي الاميركي في ضوء زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت من اجل تهدئة الوضع ومنع توسيع الحرب او امتدادها في الوقت الذي يعيش اهل السلطة في لبنان اطمئنانا غير مفهوم على هذا الصعيد وكأنما لديهم معطيات مختلفة عن المخاوف التي اثارها بقوة الديبلوماسيون الذين زاروا لبنان الاسبوع الماضي او ربما انهم لا يقدرون حقيقة المخاطر في ضوء التحول المخيف في الموقف الاسرائيلي بعد 7 تشرين الاول، وهو الاحتمال الاكثر ترجيحا او ما يخشى منه في الواقع.



وعلى عكس التركيز لبنانيا على مدى حاجة اسرائيل الى طمأنة سكان قراها الحدودية مع لبنان ، اشار هوكشتاين الى معادلة تضمنت حاجة لبنان الى اعادة مهجريه من القرى الجنوبية في الوقت الذي لا يأتي احد على ذكر معاناتهم على قاعدة ان هذا التهجير الحاصل انما يبقى في مجمله في الجنوب ولم يشكل عبئا على المناطق اللبنانية الاخرى ، وذلك الى جانب اشارته ان الشعب اللبناني لا يريد الحرب مستغلا ضمنا مواقف القوى السياسية اللبنانية التي عبرت عن رفضها لذلك وتمنت على الحزب او نصحته بعدم الاقدام على توسيع الحرب. فقال "اعتقد اعتقادا راسخا أن شعب لبنان لا يريد أن يرى تصعيدا للأزمة الحالية وتحولها إلى صراع آخر. نحن بحاجة إلى إيجاد حل دبلوماسي يسمح للشعب اللبناني بالعودة إلى دياره في جنوب لبنان والعودة إلى حياته الطبيعية، كما يحتاج شعب إسرائيل إلى أن يتمكن من العودة إلى دياره في شماله، ويكون قادرا على العيش بامان

" الحل الديبلوماسي" يعني في مضمونه القرار 1701 والذي يجري العمل بعيدا من الاعلام على تنفيذ الشق المتعلق بابتعاد الحزب عن الحدود المباشرة الى ما وراء الليطاني والاثمان الذي يطلبها في هذا الاطار علما ان الحدود البرية معروفة وواضحة ولن تكون اكثر تعقيدا في كل الاحوال من الحدود البحرية انما من دون مزارع شبعا التي يعود وضعها المعقد الى جملة اعتبارات معروفة وان لم يتطرق اليها في هذا السياق المسؤولون اللبنانيون . ينقل عن بعض المسؤولين اللبنانيين ان هوكشتاين عرض افكارا سيتم درسها من بين بنودها تحريك الانتخابات الرئاسية في لبنان وانجازها في الوقت الذي لا يرى هؤلاء ان الامر محتمل لان لا نية لدى الاميركيين او سواهم من الدول المهتمة العمل من ضمن الجمع بين التهدئة وتأمين السلام في الجنوب والانتخابات الرئاسية . وقد تكون هذه الفكرة محلية وتم اقتراحها على الموفد الاميركي اذ ان بعض المعلومات يفيد بان الجمع بين الامرين امر غير محبذ ويخشى انه سيزيد الامور تعقيدا بحيث ان احد البندين يمكن ان يعرقل الاخر لمدة طويلة ولا يحصل ايا منهما في نهاية الامر . انما النقطة الاساس راهنا ان ثمة حاجة الى التهدئة بداية تمهيدا للانتقال الى اللحظة التي تتلاقى فيها مصلحة اسرائيل في التفاوض مع مصلحة الحزب في التفاوض على خلفية ان كل منهما يفضلان الحل الديبلوماسي التفاوضي . ولكن حتى الان شروط الطرفين تمنع توافر هذه اللحظة فيما يزداد القلق الخارجي من توسيع الحرب على خلفية المواقف الاسرائيلية التي ترى ضرورة الاستفادة من الفرصة المتاحة لتوجيه ضربة قوية الى الحزب والتي يخشى الخارج من حصولها .


لكن الى اي مدى يمكن ان تؤثر دينامية الردود التي بدأتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين في استهدافهم للشحن عبر البحر الاحمر على الجهد الاميركي لاقناع اطراف النزاع في لبنان بالرغبة في حل ديبلوماسي ومنع تدحرج الامور مجددا على خلفية " وحدة الساحات " التي تسعى التنظيمات الموالية لايران الاستمرار في ترجمتها في وقت تسعى الولايات المتحدة الى التعاطي مع كل مسألة على حدة منفصلة عن الاخرى ؟

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

كيف سيتمكن لبنان من عزل نفسه عن الحرائق؟

كتبت روزانا بو منصف في" النهار": التحديات الاهم امام لبنان هي في انتقاله الى استكمال قدراته كدولة تمتلك ليس فقط قرار الحرب والسلم واستعادته من الحزب بل استعادة سيطرتها على كل مفاصل القرار اللبناني السياسي والامني والعسكري والاقتصادي. ولا تساهل ازاء ذلك في ظل تأن رسمي بقيادة مرحلة تنفيذ اتفاق وقف النار واظهار قدرات وعزم على القيام بذلك فيما ان الحزب ومن ورائه ايران ووفقا لما يعبر عنه مسؤولوها باستمرار لم تقتنع بعد بوضع حد لمفهوم "المقاومة" وهي لا تزال تضغط في هذا الاتجاه.
 
الرسائل من استمرار إسرائيل استهدافها مواقع لبنانية تقول انها للحزب فيما لا يصدر في المقابل اي دحض لهذا الادعاء على اي مستوى كان، كما استمرارها في استهداف عناصر للحزب توزع بعدها بيانا تفصيليا باسم المستهدف وزمن التحاقه بالحزب ومهامه تكشف الكثير.
 
من بين هذه الرسائل التي يضاف اليها سيف مسلط فوق رأس السلطات الرسمية في لبنان على مستويين على الاقل على غرار مشروع قانون امام مجلس النواب الاميركي يطالب لبنان بنزع سلاح الحزب خلال مدة قصيرة معينة فيما لا ضوابط فعلية امام صدور قوانين مماثلة تستهدف انهاء الحزب عسكريا او اشتراط اثبات الدولة حزمها السير بهذه الطريق من اجل مساعدتها على النهوض في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها على هذا المستوى، اولا: ان اسرائيل تواصل قدراتها الاستخباراتية في اخضاع اي تحرك للحزب لمجهر دقيق يصعب الافلات منه راهنا على الاقل. ثانياً ان مواقفه المصرة على اعادة تأهيل نفسه تشكل سبباً رئيسياً للاستمرار في احتلال النقاط التي لا تزال تحتلها إسرائيل في الجنوب اللبناني ما لم تضمن هدوءا كليا على هذا المسار. بمعنى انها تقول ان بقاءها في هذه النقاط هي من بقاء الحزب كذلك فيما ان لا ضغط محتملا من اي جهة خارجية لمنعها من اضعاف الحزب اكثر فاكثر طمعا على الاقل من بعض دول الخارج باستعادة الدولة اللبنانية قدراتها وارغام الحزب على التحول الى حزب سياسي فحسب شأنه شأن سائر الاحزاب. وهذا الامر لم يعلنه الحزب بعد.
 
في السابق كان كثيرون يرون في اسرائيل عصا الولايات المتحدة في المنطقة، والعلاقة الراهنة بين اسرائيل والولايات المتحدة راهنا لن تدحض ذلك بل تؤكده اكثر. فيما ان الامور ليست مجرد ابيض او اسود لا سيما في ظل وجود عناصر كثيرة قد تخلط الاوراق او تعيد خلطها في المنطقة خصوصا مع الاستثمار السياسي لقوى اقليمية متعددة في ما يحصل في سوريا او تحريكها لما يحصل هناك والانعكاسات الكبيرة لذلك في اتجاهات متوقعة وغير متوقعة على حد سواء. والحرب الاهلية في سوريا قد تؤدي الى تغيير ومخاطر كبيرة بحيث تعمد اسرائيل الى تصعيد خرقها لاتفاق وقف النار في لبنان لا سيما تحت وطأة الحذر من توغل ايران مجددا وعودة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، فيما ان الانعكاسات لن تلبث ان تهدد لبنان ودول الجوار السوري كذلك.
 
ولبنان بات ينظر بقلق شديد لكل ذلك ويخشى عبور الحرائق من حوله اليه فيما لا يزال هشا وضعيفا في هذه المرحلة المبكرة من بدء استعادته عافيته. والتهديدات التي تتصاعد حدتها من سوريا لا تخلو من ابعاد طائفية لا بل مذهبية مع اعدامات وانتقامات حصلت في الايام الاخيرة في المدن والقرى العلوية في اطار قمع محاولات التصدي للسلطات الجديدة ما ادى الى هرب الكثير من العلويين الى شمال لبنان. الامر الذي يضيف تعقيدات جديدة الى الواقع اللبناني المعقد ويربك امكانات وقدرات التعامل مع الواقعين القديم والمستجد منه كذلك. وكان لافتا التزام الحكومة صمتا مطبقا كليا ازاء التطورات السورية وطريقة مقاربة تداعياتها. 
 

مقالات مشابهة

  • إمام أوغلو يدشن حملته.. هل تتجه تركيا لانتخابات مبكرة؟
  • كيف سيتمكن لبنان من عزل نفسه عن الحرائق؟
  • كندا تترقب زعيم «الحزب الليبرالي»
  • الحزب لن يتدخل
  • التقدمي: نُعرب عن أسفنا للأحداث التي تشهدها منطقة الساحل السوريّ
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (3)
  • من بلدة عمشيت.. تعرفوا على السفير الاميركي الجديد لدى لبنان ميشال عيسى
  • الخارجية العراقية: ندعم مسارات الحل السياسي التي تضمن وحدة سوريا وسلامة شعبها
  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها