عربي21:
2024-07-04@03:29:16 GMT

هل انطلقت حرب المسيّرات الأمريكية في العراق؟

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

عادت من جديد المواجهات غير معلومة النهايات والمآلات بين قوّات التحالف الدولي بزعامة واشنطن وفصائل الحشد الشعبي؛ التابعة رسميّا لرئيس حكومة بغداد محمد شياع السوداني!

وكان الأسبوع الماضي حاميا وساخنا في العراق، وكان الردّ الأمريكي هذه المرّة دقيقا وعميقا، والتطوّر الجديد أن الضربة الأمريكية الأبرز، منذ العام 2020، وقعت وسط العاصمة بغداد.



وقد قتلت طائرة مسيّرة أمريكية، في 4 كانون الثاني/ يناير 2023 قائدين اثنين من حركة النجباء المدرجة على قوائم الإرهاب الأمريكية، بينهما أبو تقوى السعيدي، آمر اللواء 12 للحشد الشعبي.

وقال الرئيس الأمريكي‏ جو بايدن في رسالة للكونغرس، في اليوم التالي للهجوم إنّ "الولايات المتّحدة مستعدّة لاتّخاذ مزيد من الإجراءات في العراق حسب الضرورة والمناسبة للتصدّي لمزيد من التهديدات والهجمات"!

وهكذا يبدو أنّنا أمام مرحلة بداية لحرب الطائرات المسيّرة الأمريكية في العراق، والتي تؤكّد:

- أنّ واشنطن عازمة على الردّ، وبقوّة، على التهديدات التي تطال قوّاتها، والقوّات الدولية في العراق.

- تمرير رسائل أمريكية عبر المسيّرات لجميع زعماء الفصائل المسلّحة؛ مفادها نحن نعلم تحرّكاتكم حتّى داخل بغداد وبقيّة المدن، ومفادها: انتهوا قبل أن تُنْهوا!

- إحراج حكومة السوداني وتهشيم للسيادتين الداخلية والخارجية العراقية.

- التشجيع على الذهاب للفوضى الداخلية، وبالذات مع ضعف سيطرة حكومة بغداد على غالبيّة الفصائل.

- وأخيرا التأكيد بأنّ المنطقة مقبلة على مرحلة غامضة!

وكالعادة كانت تصريحات حكومة السوداني غامضة، وأكّدت بأنه "ليس من حقّ أيّ جهة التجاوز على سيادة العراق"، ولا نعلم مَن المقصود بكلامها، قبل أن تُغيّر خطابها لاحقا، بعد ضغوطات خفيّة، لتطالب بخروج القوّات الأمريكية!

وأظنّ، إن بقيت هجمات تلك الجماعات على القواعد الأمريكية وسفارتها، وبالذات بعد الهجمات على الحوثيين فجر اليوم الجمعة، سنكون أمام نهاية حكومة السوداني وليس التحالف الدولي، وبالذات بعد أن أشار المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى التعاون مع الجانب العراقي في معرض حديثه عن الهجوم الذي قُتِل فيه السعيدي!

وهذه النقطة، ربّما، لن تمرّ دون تداعيات كبيرة، ومنها سحب الثقة من السوداني وحكومته، ولهذا سارع رئيس خلية الإعلام الأمني تحسين الخفاجي للقول بأنّ "الهجوم نُفّذ بشكل مباشر من دون علم أيّ جهة عسكرية وأمنية عراقية"!

وتوالت بعد الهجوم التصريحات والبيانات، النارية والمتشنّجة والحماسية، من زعماء الحشد الشعبي والكثير من السياسيين والبرلمانيين، وجميعها طالبت بإنهاء التواجد الأمريكي!

والمنطق الدبلوماسي يقول إنّ مَن يُريد أن ينهي التواجد الأمريكي في العراق عليه إنهاء اتّفاقيّة الإطار الاستراتيجي لسنة 2008، والتي صَوّت عليها برلمان العراق عام 2009، والتي تنصّ على آليّة إلغائها، حيث ذكرت المادّة 30: "ينتهي العمل بهذا الاتّفاق بعد مرور سنة واحدة من استلام أحدّ الطرفين من الطرف الآخر إخطاراً خطّياً بذلك"!

فهل أرسلت حكومة بغداد إخطارا خطّيا رسميّا إلى واشنطن لإنهاء العمل بالاتّفاقيّة؟

وأكبر تفاعل أعلنه السوداني، الجمعة الماضية، تمثّل بتشكل "لجنة ثنائية مع واشنطن مهمتها تحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي"! ومع ذلك لا يوجد حتّى الساعة أيّ إخطار رسميّ خطّي يتعلّق بإلغاء الاتّفاقيّة من الجانب العراقي! أما المحاولات الحكومية لإجراء استفتاء شعبي، بعيدا عن البرلمان، فهذا هروب من المواجهة الخطيرة والمفصلية!

ولاحقا جاء الردّ الأمريكي عبر البنتاغون الذي أكّد الاثنين الماضي: "لا نُخطّط حاليّا لسحب قوّاتنا من العراق، ولسنا على علم بإخطار من بغداد بقرار لسحب القوّات الأمريكية من العراق"!

والمفاجأة المذهلة تمثّلت بما نقلته صحيفة "بولتيكو" الأمريكية، الثلاثاء الماضي، أنّ السوداني "طلب (سراً) من مسؤولين أمريكيين بقاء القوّات الأمريكية في العراق"!

وتستمر الفصائل المسلّحة، حتى اللحظة، بتحديها الواضح لحكومة بغداد عبر هجماتها بالطائرات المسيّرة والصواريخ، داخل العراق وخارجه، عبر قدرات عسكرية ضخمة!

وهذه الهجمات المستمرّة ستحرج حكومة بغداد أكثر وأكثر، وترفع من احتماليّة توجيه ضربات أمريكية جديدة ضدّ تلك الفصائل، وبالذات مع محاولات حكومة السوداني النأيّ بنفسها عن أيّ مواجهة مع واشنطن!

والملاحظ ميدانيا أنّ هجمات الفصائل لم تؤثّر على التواجد الأجنبي، وكأنّها ضربات استعراضيّة لإثبات وجودها، والضغط النفسي والسياسي على حكومتي بغداد وواشنطن، بدليل أنّها لم تُسفر عن مقتل أيّ مسلّح أجنبي في العراق!

والسؤال الميداني: لماذا لم نسمع بأيّ مقاومة أرضية عراقية للطائرات المسيّرة المهاجمة؟

وقد يكون الجواب بتصريح الرئيس السابق لأركان الجيش عثمان الغانمي لقناة الشرقية العراقية يوم 6 كانون الثاني/ يناير 2024، أنّ "الأمريكيين لم يسمحوا للعراق بامتلاك منظومة دفاع جوّيّ ورادارات"! ولا ندري كيف يمكن لدولة تمتلك أدنى سيادة أن تقبل بمثل هذه التدخّلات الأجنبية في الشؤون الأمنية والسيادية؟

وبالمجمل، قد تكون ضربات الطائرات المسيّرة بداية النهاية لتغول الفصائل المسلّحة على المشهدين السياسي والأمني، أو بداية لمرحلة عراقية جديدة وغامضة!

العراق بلد غنيّ برجاله وثرواته وتاريخه، فلا تُضيّعوه بسياسات سقيمة خالية من البرامج الواضحة، وبالنتيجة تُضيّعون الوطن والناس!

twitter.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق العراق امريكا مليشيات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة السودانی ات الأمریکیة حکومة بغداد فی العراق

إقرأ أيضاً:

لوبي الكونغرس الأمريكي: تحالفات كردية ومعارضة عراقية ضد بغداد

1 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تشير تقارير إلى وجود لوبي ضاغط في الكونغرس الأمريكي يعمل ضد العراق، بالتنسيق مع جهات كردية عراقية ومعارضين عراقيين ومسؤولين عراقيين سابقين يقيمون خارج العراق.

وهذا اللوبي يسعى إلى التأثير على السياسات الأمريكية تجاه العراق، مستفيدًا من العلاقات القوية بين الولايات المتحدة وإقليم كردستان العراق.

ويتمتع اللوبي بتمويل ودعم من حكومة إقليم كردستان، ويهدف إلى الضغط على الحكومة العراقية بشأن قضايا مثل الرواتب والنفط.

وزيارة رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني إلى واشنطن أثارت توترات جديدة، حين حاول اللوبي الكردي استثمار هذه الزيارة لمصلحته، بينما يسعى السوداني لتعزيز دعمه الخارجي لتعزيز قوة حكومته.

وتواجه واشنطن في العراق تحديات خطيرة، بما في ذلك مواجهة التحالفات المتحالفة مع إيران واحتمال التصعيد العسكري ضد القوات الأمريكية في العراق فيما العلاقة بين الولايات المتحدة وإقليم كردستان العراق قوية ومعقدة، وتظل الولايات المتحدة داعمًا هامًا للإقليم، بينما تسعى إيران إلى تقويض هذه العلاقات.

وقال النائب  مصطفى جبار سند انه يجب ردع هكذا مؤامرات لانها تدخل في باب الخيانة والتخابر مع دولة أجنبية، حتى قضائنا وفي أكثر من جولة كان يثق بفخاخ الأخرين وأستخدامهم للموظفين كدروع بشرية.

وتابع: قبل شهر فقط هدد البيت الأبيض بإصدار عقوبات ضد محكمة العدل الدولية في حال أصدرت المحكمة أمر قبض بحق رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو في تصعيد فضح مدعي الديمقراطية ومدعي عدم تداخل السلطات.

وتصريحات عضو الكونغرس الأمريكي مايك والتز ضد رئيس مجلس القضاء العراقي فائق زيدان تأتي في سياق التوترات السياسية بين الولايات المتحدة والعراق.

والتز اتهم زيدان بأنه متعاطف مع إيران، مما أثار ردود فعل غاضبة من الحكومة العراقية التي اعتبرت هذه التصريحات تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية.

الخارجية العراقية رفضت هذه التصريحات بشدة، مؤكدة أن القضاء العراقي هو الضامن الأساسي للحقوق والحريات في البلاد.

وهذه التصريحات تعكس محاولات بعض الجهات في الكونغرس الأمريكي للتأثير على السياسة العراقية، بالتنسيق مع جهات معارضة للحكومة العراقية الحالية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

مقالات مشابهة

  • واشنطن: بلينكن شكر سامح شكري على جهوده لتعزيز العلاقات بين الشعبين الأمريكي والمصري
  • واشنطن تعلن تدمير موقعين للرادار بمناطق سيطرة الحوثيين
  • السوداني والبارزاني يؤكدان على سيادة العراق وأمنه
  • السوداني وبارزاني يبحثان عدد من الملفات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم
  • 12 مسؤولاً أمريكياً استقالوا بسبب غزة يتهمون واشنطن بالتواطؤ في قتل الفلسطينيين
  • صحيفة أمريكية: واشنطن قلقة من الزوارق المسيّرة الجديدة للجيش اليمني
  • وزير سابق وقيادي بالإطار التنسيقي يهاجم السوداني: “رايح زايد” في إعطاء الأموال لإقليم كردستان!
  • محلل سابق في الـ CIA: ليس لأوكرانيا فرصة لإنهاء أزمتها سلميا قبل الانتخابات الأمريكية
  • حزب بارزاني:حكومة السوداني واهنة في الدفاع عن سيادة العراق أمام التوغل التركي
  • لوبي الكونغرس الأمريكي: تحالفات كردية ومعارضة عراقية ضد بغداد