محللون: ضرب أميركا للحوثيين دليل فشلها السياسي وسيوسع رقعة الحرب
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
سرايا - حذر باحثون ومحللون من أن الولايات المتحدة قد تؤجج الصراع في المنطقة من خلال استعمالها القوة العسكرية ضد الحوثيين، وقالوا إنه كان يجدر بها إيقاف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة لتنهي التوتر بالبحر الأحمر.
وكانت الولايات المتحدة شنت، مع بريطانيا، غارات جوية على أهداف لجماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن.
وقال الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي إن الولايات المتحدة الأميركية ذهبت إلى الحل الأمني مع الحوثيين، لأنها غير راغبة في إيقاف السبب الأساسي الذي أدى إلى نشوب التوتر في البحر الأحمر، وهي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي السياق، رأى مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي أن من أراد أن يحفظ أمن الملاحة في البحر الأحمر عليه أن يوقف المذبحة في قطاع غزة، وقال "إن الولايات المتحدة اختارت العربدة على الطريقة الإسرائيلية في البحر الأحمر ولجأت إلى التجييش والعسكرة وبناء التحالفات بدل الذهاب إلى جوهر المشكلة".
وأضاف أن الولايات المتحدة باستعراضاتها العسكرية في البحر الأحمر إنما تطيل أمد الصراع في غزة وتعطي رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وحكومته مزيدا من الوقت لتنفيذ أهدافهم الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
ومن وجهة نظر الرنتاوي، فقد قدم الحوثي معادلة سهلة جدا: أوقفوا المذبحة على غزة وأدخلوا المساعدات وافتحوا المعابر لإدخال الغذاء والدواء ينتهي كل شيء وتعود الأمور إلى مجاريها.
ومن جهته، لفت أستاذ السياسة الدولية والسياسات المقارنة في جامعة النجاح الوطنية، الدكتور حسن أيوب -في حديثه ضمن الوقفة التحليلية اليومية على قناة الجزيرة "غزة.. ماذا بعد؟"- إلى أن الضربة العسكرية التي وجهت للحوثيين "هي إحدى علامات فشل الدبلوماسية الأميركية"، باعتبار أن واشنطن ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول وحتى الآن أعلنت أنها تسعى إلى منع توسيع رقعة الحرب في المنطقة.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
محللون: تعيين كاتس وساعر ليتحكم نتنياهو بمسار الحرب
القدس المحتلة- أجمع باحثون في الشأن الإسرائيلي على أن إقدام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت وتعيين يسرائيل كاتس مكانه وغدعون ساعر وزيرا للخارجية يضمن استقرار الحكومة حتى انتهاء ولايتها في أكتوبر/تشرين الأول 2026، ويمكّنه من إدارة الحرب على غزة ولبنان من دون معارضة.
وتوافقت التحليلات على أن تعيين كاتس وساعر يخدم أجندة نتنياهو الشخصية والحزبية، وذلك بحسب ما استشف من تصريحات غالانت الذي ألمح إلى أن إقالته تضمن لنتنياهو استمرار الحرب "التي هي من دون بوصلة وذات أهداف سياسية لبقائه على كرسي رئاسة الوزراء"، برأي المحللين.
ويعتقد هؤلاء أن كاتس وساعر يتناغمان مع نتنياهو فكريا وسياسيا وأيديولوجيا بكل ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين، وكذلك بخصوص استقرار الائتلاف الحكومي والمصادقة على القانون الذي يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلي، كما أنهما سيقدمان دعما سياسيا غير محدود له بتفويضه لإدارة الحرب.
أنطوان شلحت يرى أن نتنياهو سيفرض على كاتس خطته لمسار الحرب (الجزيرة) دوافع شخصيةواستعرض الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت دوافع إجراءات نتنياهو، مؤكدا أنها تأتي لضمان استقرار حكومته حتى نهاية ولايتها ولاستمرار سير الحرب والتفرد بإدارتها وتوظيفها لمصالحه.
وأكد شلحت للجزيرة نت أن هدف إقالة غالانت هو تجاوز أي عقبات وخلافات بشأن إعفاء الحريديم من التجنيد وإدارة الحرب وملف المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وهي ملفات اختلف فيها مع نتنياهو.
وبرأي شلحت، يقوم نتنياهو -بهذه الخطوة- بردع أي شخص آخر في حزب الليكود يحاول السير على خطى غالانت الذي كان شخصا يختلف معه حول مسار الحرب وأولوياتها كما أنه تطلع إلى ترؤس الحزب.
ويعتقد أن تعيين كاتس يجعل نتنياهو وزيرا فعليا للدفاع؛ كون كاتس يفتقر إلى أي خبرة وتجربة عسكرية وأمنية، ومن ثم سيفرض عليه أي إملاء وخطط لاستمرار الحرب بما يخدم مصلحته الشخصية والحزبية والسياسية.
أما بشأن تعيين ساعر، فيرى شلحت أنها خطوة عززت من تماسك الائتلاف الحكومي الذي كان مهددا من وزراء أحزاب اليمين "المتطرف"، ولذا أزال نتنياهو هذا التهديد وضمن الاستقرار بحال لم يحدث أي شيء دراماتيكي بالمشهد السياسي الإسرائيلي.
تناغم أيديولوجي
ولفت الباحث شلحت إلى أن كاتس وساعر -من قبل الانشقاق عن حزب الليكود- رأى كل منهما في ذاته المنافس على خلافة نتنياهو في رئاسة الحزب، ومن الواضح الآن أنهما "يغازلانه" للحصول على ثقته وتأييده، خاصة ساعر الذي انشق عنه وتشير كل استطلاعات الرأي إلى أن حزبه لن يتجاوز نسبة الحسم ولذا يطمح إلى العودة إلى صفوف الليكود.
وأوضح أنهما يتناغمان مع نتنياهو كذلك في ما يتعلق بالقضايا المدنية والداخلية سواء بما يوصف "بالانقلاب على الجهاز القضائي" أو فرض الخدمة العسكرية الواسعة على اليهود المتدينين (الحريديم).
الكاتب إغبارية يقول إن نتنياهو يريد إدارة الحرب حسب ما يخدم مصالحه (الجزيرة)القراءة ذاتها استعرضها الكاتب والمحلل السياسي طه إغبارية الذي أوضح أن نتنياهو يسعى لفرض هيمنته على المشهد السياسي بإسرائيل، حيث أتت هذه التعديلات لخدمة أهداف بقائه في منصبه وتمكينه من إدارة الحرب بحسب أجندته السياسة والحزبية دون أي تدخلات من وزير الدفاع أو المنظومة الأمنية بشكل عام. ولفت إلى أن غالانت عبّر -عقب إقالته- عن هذا الطرح.
وأضاف للجزيرة نت أن تعيين كاتس وزيرا للدفاع سيمكن نتنياهو من المناورة أكثر بكل ما يتعلق باستمرار الحرب، علما أنه مقرب جدا منه ومساحة الخلافات بينهما ضيقة جدا وتكاد تكون منعدمة.
كلير يعتقد بوجود تناغم أيديولوجي وفكري بين نتنياهو وساعر (الجزيرة) ختم مطاطيمن وجهة نظر إسرائيلية، يقول المتحدث باسم كتلة "السلام الآن" آدم كلير إن إقالة غالانت تعزز من قبضة نتنياهو على المشهد السياسي والحزبي وعلى معسكر اليمين، كما تمكنه من إدارة سير الحرب بما يتماهى مع مصالحه الشخصية والحزبية.
وفي حديثه للجزيرة نت، يرى كلير أن نتنياهو أحسن اختيار كاتس الذي سيكون "ختما مطاطيا لديه"، كما أن ساعر يتناغم معه في السياسات الخارجية والأيديولوجيا، خصوصا أنه يؤمن بما يسمى "أرض إسرائيل الكبرى" ويعارض إقامة دولة فلسطينية حتى لو كانت منزوعة السلاح.
أسس ما يسمى "الليكود الجديد" ويرى في كل من يخالفه الرأي بالمجتمع الإسرائيلي عدوا له، أراد ضمان هيمنته وسيطرته على الليكود للترشح في المستقبل لرئاسة الوزراء حتى لو أنهت الحكومة الحالية ولايتها في عام 2026.